في ذكري مولد خير الخلق نبينا محمد صلي الله عليه واله وسلم 

 


 

 

تقول كارن ارمسترونج في كتابها محمد صلي الله عليه وسلم رسول لعالمنا اليوم ان المصطفي صلي الله عليه وسلم استطاع في ظرف ثلاث وعشرون عاما ان يحول الجزيرة العربية من منطقة موبوءة بالحروب القبلية والقتل وتفشي ثقافة العنف والظلم والعصبية والثأر الي ارض رحمة وسلام وعدالة  وامل لتصبح منارة للبشرية ولينطلق الدين الاسلامي ليصبح ديانة اكثر من بليون شخص من مختلف الجنسيات والاعراق. فالسلام والرحمة والتصالح والامل هم رسالة الاسلام وغايتها للانسان.


لقد علم الرسول صلي الله عليه وسلم كل مسلم كيف يكون مواطنا صالحا وابا صالحا وابنا صالحا واما صالحة وجارا صالحا وواليا صالحا ومسئولا وقائدا صالح.


نعم كارن قد صدقتي

فرسالة النبي صلي الله عليه وسلم رسالة الرحمة والسلام والمحبة والتسامح والعفو والبر والتواضع والقضاء العادل ورفض العنصرية   وحفظ الحقوق واداء الواجبات والامر بالمعروف والنهي عن المنكر  .


لقد حثنا رسولنا الكريم الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم وديننا الاسلام علي تغيير المنكر ولكنا في غفلتنا انشغلنا بمنكر الثياب عن منكر غياب العدالة والمساوة والحرية .


لقد اختل ميزاننا واولوياتنا اصبحنا وامسينا نشاهد بام اعيننا قادتنا يسفكون  دماءنا  ويستحلون اموالنا  (العامة) ويستولون علي السلطة وموارد الدولة فنسكت عن ذلك او نتكلم علي استحياء حتي لاينقطع منا ( فتات مال الدولة) وبدلا عن الجهر بالحق وطرق السبل نحو توطين الانظمة والمؤسسات التي تحارب الفساد و تحفظ الحقوق وتقيم العدالة و تحقن الدماء كالانتخاب الحر المباشر للولاة والحكام  وفصل السلطات وغيرها من مؤسسات وقيم الحكم الرشيد صرنا نوالي المجرمين من الحكام ونجلس الي موائدهم ونغضب ويعلو صوتنا بل نتوعد بالويل والثبور ونبكي بكاءا حارا  لتغيير في المنهج المدرسي باحلال وابدال وزيادة او نقصان في عدد الايات  والاحاديث . مع العلم ان المناهج الدراسية في كل الدنيا تتغير وتتبدل بصورة دورية.ان تغيير المناهج ضروري لانه علم كما ان هنالك خلل في التربية وليس المعرفة  اسمع معي  قصة

 ابو دجانه الذي اعتاد ان يكون في صلاة الفجر خلف الرسول الكريم ، ولكنه ما كاد ينهي صلاته حتى يخرج من المسجد مسرعا ، فاستلفت ذلك نظر الرسول الكريم فاستوقفه يوما وساله قائلا:

‎- يا أبا دجانة، أليس لك عند الله حاجة؟

‎- قال أبو دجانة: بلى يا رسول الله ولا أستغنى عنه طرفة عين .

‎- فقال النبى : إذن لماذا لا تنتظر حتى تختم الصلاة معنا وتدعو الله بما تريد ؟

‎- قال أبو دجانة: السبب فى ذلك أن لى جار من اليهود له نخلة فروعها في صحن بيتى، فإذا ما هبت الريح ليلا أسقطت رطبها عندي ، فترانى أخرج من المسجد مسرعا لأجمع ذلك الرطب وأرده إلى صاحبه قبل أن يستيقظ أطفالى، فيأكلون منه وهم جياع .

‎وأقسم لك يا رسول الله أننى رأيت أحد أولادي يمضغ تمرة من هذا الرطب فادخلت أصبعى في حلقه وأخرجتها قبل أن يبتلعها ولما بكى ولدي قلت له: أما تستحى من وقوفى أمام الله سارقا؟

‎ولما سمع أبو بكر ما قاله أبو دجانة ، ذهب إلى اليهودي واشترى منه النخلةووهبها لأبى دجانة وأولاده.

‎وعندما علم اليهودي بحقيقة الأمر أسرع بجمع أولاده وأهله، وتوجه بهم إلى النبى معلنا دخولهم الإسلام

‎ابودجانه خاف ان ياكل اوﻻده من نخلة يهودي وليس مسلم فما بالك من ياكل اموال ملايين من البشر المسلمين ويظنها شطاره ولايستحي من الله عندما يصلي في الصف الاول او يدعو الناس ( للتقوي)   !! الله المستعان.


  ان رسالة المصطفي عليه افضل الصلاة واتم التسليم كانت ولازالت رسالة تغيير نحو عالم سلام وعدالة وحرية وحقوق ومساواة دفع المسلمون الاوائل ثمنها ضربا  بالسياط والحجارة واهانة و تشويه سمعة وتقتيل وطرد وتضييق حتي ذهبوا للجبال ليتمتعوا بالصلاة وربطوا الحجارة في بطونهم واستشهد منهم من استشهد  حتي ظهر دين الله واتم الله نوره.


واخر الكلام ان الحمد لله الذي بعث فينا رسولا من أنفسنا عربا وعجما ، وازكانا محتدا ومنمى ، وأرجحنا عقلا وحلما ، وأوفرنا علما وفهما ، وأقوانا يقينا وعزما ، وأشدنا بهم رأفة ورحما ، زكاه روحا وجسما ، وحاشاه عيبا ووصما ، وآتاه حكمة وحكما ، وفتح به أعينا عميا ، وقلوبا غلفا ، وآذانا صما ، فآمن به وعزره ، ونصره من جعل الله له في مغنم السعادة قسما ، وكذب به وصدف عن آياته من كتب الله عليه الشقاء حتما ، ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى .


شريف محمد شريف  علي

٧/١٠/٢٠٢١

sshereef2014@gmail.com

 

آراء