دماء على بساط حمدوك بعد مغازلته الايدي القاتلة !!!

 


 

 

——————-
لا اجد سببا وجيها قاد السيد رئيس مجلس الوزراء دكتور عبدالله حمدوك لهتك (عرض ) نقائه السياسي وازالة غشاء (بكارته ) المدنية حتى تدفق فيها ( ماء حياء) الدكتاتورية البغيض فانجب جنينا مشوها منبوذا وموسوما بحرمة العلاقة تحت مسمى اتفاق (البرهان حمدوك ).
اسناد الرجل قبوله بهذه العلاقة لحقن الدماء فيه قفز على معطيات الواقع الانقلابي ، وبه جهل لفهم سيكولوجية الايدي القاتلة التي دس يده بينها، حتى يجد طريقه الى القصر فرارا من محبسه الاجباري .
انتقل حمدوك بموجب هذا الاتفاق من محبسه الاجباري ليدخل في محبسه الاختياري ليكون مع ثلة عش الدبابير وطيور الظلام التي تسعى لحبس الوطن في محيط جغرافيا الايدي القاتلة .
قطعا لم يفت على الرجل ان بتوقيعه على هذا الاتفاق يكون قد طوى صفحة عهده مع الحرية ومدنية الدولة ليختار النموذج ( السيساوي) الذي ينزل المكون العسكري منزلة مطالب التحول الديمقراطي بدواعي السعي لحفظ البلد واستقرارها ، وحقن الدماء .
وهو بذلك اختار ان ينأى بنفسه عن الشارع ويضع حدا فاصلا بينه وبين التزامات التحول الديمقراطي ومدنية الدولة البحتة ، لذلك تحلل عن الحاضنة السياسية الحقيقة ليصطف الى الحاضنة المصنوعة من قبل الفلول عبر اللجنة الامنية المسماه عبطا بالمكون العسكري .
وحيث ان الاتفاق لا يمثل مطالب الشارع المتمثلة في مدنية الدولة فقد ابتعد الشارع بكل مكوناته عن اتفاق (حمدوك - البرهان ) وقرر الثوار مواصلة النضال حتى الظفر بمدنية الدولة وفض شراكة العسكر .
وما بين اشواق الشارع وغدر العسكر تكمن مصيبة ازهاق الارواح لتتضح للرجل خطيئته، اذ لابد من قاتل ومقتول .
وبما ان الثوار لا يحملون الا سلميتهم وبما ان العساكر لا يعرفون الا القمع والقتل سيجد حمدوك سيلا من الدماء وصلت حتى بساط مكتبه بالقصر وسوف لن يقوى على فعل شيءٍ لان الايادي القاتلة تشاطره المبنى الذي امتدت اليه اشواقه عندما كان في حبسه الاجباري ، وتشاركه الانس ويدها على الزناد ، وتضع امامه الايدام ورائحة الدم تعطر اجواء القصر المنيف حيث قرر الشباب ان محيط هتافهم سيكون ( سنتر ) الخرطوم .
من بين رائحة البارود وعتمة سحابات البمبان سيكشف المشهد عن ان ارواح زهقت واخرى تحمل زحفا الى المستشفيات وسط هتاف
لا شراكة
لا تفاوض
ولا شرعية
حينها سيكتشف الرجل وهو على نافذة شرفة القصر انه ولج الجحيم من بين ثنايا حسن الظن الغافل عن سابق التجارب والاحداث .
المكون العسكري لم يكن غريب اليد واللسان على السيد حمدوك فالرجل يعي تماما ان فشل حكوماته السابقة كان يخرج من بين ثنايا مكرهم وصنع ايديهم فما الذي هداه الى شراكتهم وهو ايقونة الثورة وحلم الثوار للوصول بهم الى نهاياتهم السعيدة نحو المدنية التي ارتقت ارواح اخوانهم في سبيل دق عتباتها .
لماذا وضع الرجل المنديل بمبرر هزيل غايته حفظ الارواح ، اما درى الرجل ان هذا الاتفاق سيكون محرقة للارواح ، اذ كيف لاتفاق يسلب حقا لاخرين ان يرخي سدول العدالة عليهم في ذات الوقت .
قد يكون المشهد السوداني معقدا وحالة الاحتقان مرتفعة واشتعال النار قد ازداد بالشوارع وعند كل بيت به فقد عزيز بسبب الايدي القاتلة ، ولكن هذا لا يصلح مبررا للاصطفاف جانب العسكر الذين كانوا السبب الاوحد في خلق هذا الاحتقان .
هل فات على الرجل ان كل الرواية كانت صنيعة محاور الشر ، وان للرواية فصول اخرى سيكون هو محورها القادم حيث ان المشهد على خشبة المسرح بات فيه هو وحيدا !!
بلا سند او عضض !!
يترقب وحشيتهم وغدرهم وحقدهم على مدنية الدولة !!
وخوفهم وتوجسهم من شعارات
الحرية
والسلام
والعدالة

elseddig49@gmail.com

 

آراء