الظلاميون من غسيل الأدمغة الى تفجيرها !!
محمد موسى حريكة
5 January, 2022
5 January, 2022
(أحمد كنونة تم تفجير رأسه بطلق نارى أثناء مشاركته في حراك مناهض للاستبداد كان أحدهم يحمل دماغ الشهيد علي حذاء لاهثا خلف جسد محمول بيد رفاقه) سيظل ذلك المشهد كتابا مفتوحا علي مدي التاريخ الإنساني برمته دليلا علي بشاعة الانقلابيين .
لم يكن ذلك حدثا عابرا أو لحظة منفصلة عن تاريخنا ، ولكنه ربما يمثل السقف الأعلى في ذلك الصراع الذي لم تزل فصوله قائمة بين قوة يمثلها (كنونة) انطلقت معبرة عن ذاتها وطموحاتها وآمالها وبذلك المنحى السلمي وبين آخر يستخدم أقصي طاقاته الوحشية في مواجهة ذلك المشهد بعد ان استنفد كل أدوات العمل لإرساء مشروعه المنغلق غير القابل للحوار .
الذين يختبئون في تلك البنايات الشاهقة ويطلقون النار علي الشباب السلميين الذين يتدفقون كنهر الحياة، فقط يمثلون ذلك الذراع (الميكانيكي) لقوى إجتماعية وسياسية وإقتصادية مناهضة للعقل في تجلياته المختلفه ويهدفون لشل قدرته ، ذلك أن العقل بالنسبة لهم هو الترسانة الحقيقية التي تحول دون وجودهم المؤسس علي القوة وإقصاء الآخر من مسرح الحياة .
في تلك المحكمة الفاشية التي إنعقدت لمحاكمة المفكر الإيطالي انطونيو غرامشي كانت العبارة التبريرية التي نطق بها القاضي في مواجهة ذلك المثقف العضوي هي (يجب أن نوقف هذا العقل عن العمل عشرون عاما ).
إذن فإن تحييد العقل أو ترويضه أو حتى ما يعرف ب(غسيل الأدمغة ) جميعها أدوات ترمى للقضاء علي ذلك المستودع المعرفي والتحكم فيه وتوجيهه وفق غايات ذلك المتحكم عن بعد أو قرب .
حاول أعداء الحياة أو تلك التيارات (الظلامية) النزاعة الى الاستبداد الى الشغل بإحترافية علي التحكم في طاقات الشباب العقلية وتوجيهها لترسيخ مشاريع سياسية لا تنسجم وطبيعة العصر ولا تملك إجابة عن الأسئلة الملحة ، ولعل التاريخ السياسي لدينا خلال العقود المنصرمة عمل علي توظيف طاقات الشباب في خدمة تلك المشاريع وحتى يتسني لها ذلك كان العقل المنفتح الناقد المتسائل يشكل عائقا ماديا لديها .
كانت الحروب الجهادية في الجنوب أو حتى في غيرها من بقاع العالم تشكل ما يشبه(الثقوب السوداء) التي تندفع نحوها تلك الطاقات الي مالا نهاية، لذا فقد تم العمل علي توجيه وتوظيف العقل سلوكيا ومنهجيا وإستخدام (الادلجة) الفكرية لخلق الإنسان ذو البعد الواحد أو ذلك الكائن المستلب الذي أقصى غاياته الحور العين خلف تلك العوالم التهويمية التى تنقله من عالم اليأس المعاش الى ذلك
الواقع المنفصل .
لقد أفضي مشروع الظلاميين في التحكم علي عقول الشباب الي هزيمة ماحقة ، ذلك ان هذا المشروع وبالأساس يتناقض مع الطبيعة البشرية التى هي وفي جوهرها شك ، ثم يقين ،فمعرفة وتبصر ،ثم إنطلاق دون جمود أو وقوع في أسر الحالة الراهنة .
ثورة الشباب التي تجري الان هى نتاج (معرفي) يستمد طاقته من ظرف إقتصادي وسياسي وإجتماعي خلق هذه الكتلة المتجانسة كما وكيفا وهي تسعي نحو صياغة واقع مغاير ترى فيه ذاتها وتحققها وفق أدوات تعبيرية مختلفة للإشارة للضجر عن ذلك الواقع الذي يكبل تطلعاتها ،سواء كان ذلك بالشعارات الهتافية ،أو الغناء ،أو الشعر ،أو حتي بنمط قصة الشَعْر التى أصبحت هدفا محببا للقناصين، وقد كان قبلها حلاقة رؤوس الشباب بالسكاكين، وكل ذلك يجسد التضاد الحاد بين هذين المشروعين(ثقافيا ) .
ذلك العنف المتوحش والذي يستخدم الان آلته القمعية بلا حدود هو نذر وإشارات واضحة جلية لكل ذو بصيرة أن مشروع الظلاميين يحتضر و قد إنتقل عبر مراحله التاريخية من غسيل الأدمغة وتزييف الوعي الي قمة التلاشي في عمليات (تفجير الادمغة) التي تتم من خلال قنص المتظاهرين في هباتهم المتلاحقة.
بمجهود بسيط أستطعت أن أحصي أثنين وثلاثين حالة طلق ناري مباشر في الرأس وذلك من جملة أثنان وخمسون حالة إستشهاد ناتجة عن تصويب محكم وقاتل في الرأس أو العنق أو البطن في الفترة من تاريخ إنقلاب البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر في العام المنصرم وحتي اليوم في رأس السنة الميلادية الجديدة.وذلك في سياق الحماية( البرهانية)كما جاء في نصه الذي أطلقه(لا يجوز إتخاذ أية إجراءات في مواجهة القوات النظامية التى تتولى تنفيذ قانون الطوارئ).
تفاصيل الذي يجري الان في هذه الثورة السودانية يستدعى القراءة بعمق لما خلف الصورة العامة للمشهد ،فعلى سبيل المثال وليس الحصر حينما تطالعنا فقرات الأخبار الانقلابية بأن قائد إحدي مليشيات القنص (الجنرال حميدتي) يعمل على علاج جرحي الثورة الشباب خارج البلاد وعلي نفقته الخاصة !!!.
كيف نفهم هذا المشهد العبثي خارج النص القرآني الدال على الاستبداد ونزعة الخلود لدى الفراعنة ومقولة النمرود (انا اٌحي واُميت ).
يحتشد الان كل التاريخ البشري وإسقاطاته ويلقي بظلاله علي فضاء لحظتنا الراهنة ،وهي ربما لحظة مخاض صعب نحو جديد يولد نتيجة لقدرنا الذي أملته ضرورة الانتقال إلى واقع يطلق قدرات العقل وبلا حدود في مواجهة أسئلة الحياة الشائكة وإستنباط الحلول دون وصاية من أحد .
musahak@hotmail.com
لم يكن ذلك حدثا عابرا أو لحظة منفصلة عن تاريخنا ، ولكنه ربما يمثل السقف الأعلى في ذلك الصراع الذي لم تزل فصوله قائمة بين قوة يمثلها (كنونة) انطلقت معبرة عن ذاتها وطموحاتها وآمالها وبذلك المنحى السلمي وبين آخر يستخدم أقصي طاقاته الوحشية في مواجهة ذلك المشهد بعد ان استنفد كل أدوات العمل لإرساء مشروعه المنغلق غير القابل للحوار .
الذين يختبئون في تلك البنايات الشاهقة ويطلقون النار علي الشباب السلميين الذين يتدفقون كنهر الحياة، فقط يمثلون ذلك الذراع (الميكانيكي) لقوى إجتماعية وسياسية وإقتصادية مناهضة للعقل في تجلياته المختلفه ويهدفون لشل قدرته ، ذلك أن العقل بالنسبة لهم هو الترسانة الحقيقية التي تحول دون وجودهم المؤسس علي القوة وإقصاء الآخر من مسرح الحياة .
في تلك المحكمة الفاشية التي إنعقدت لمحاكمة المفكر الإيطالي انطونيو غرامشي كانت العبارة التبريرية التي نطق بها القاضي في مواجهة ذلك المثقف العضوي هي (يجب أن نوقف هذا العقل عن العمل عشرون عاما ).
إذن فإن تحييد العقل أو ترويضه أو حتى ما يعرف ب(غسيل الأدمغة ) جميعها أدوات ترمى للقضاء علي ذلك المستودع المعرفي والتحكم فيه وتوجيهه وفق غايات ذلك المتحكم عن بعد أو قرب .
حاول أعداء الحياة أو تلك التيارات (الظلامية) النزاعة الى الاستبداد الى الشغل بإحترافية علي التحكم في طاقات الشباب العقلية وتوجيهها لترسيخ مشاريع سياسية لا تنسجم وطبيعة العصر ولا تملك إجابة عن الأسئلة الملحة ، ولعل التاريخ السياسي لدينا خلال العقود المنصرمة عمل علي توظيف طاقات الشباب في خدمة تلك المشاريع وحتى يتسني لها ذلك كان العقل المنفتح الناقد المتسائل يشكل عائقا ماديا لديها .
كانت الحروب الجهادية في الجنوب أو حتى في غيرها من بقاع العالم تشكل ما يشبه(الثقوب السوداء) التي تندفع نحوها تلك الطاقات الي مالا نهاية، لذا فقد تم العمل علي توجيه وتوظيف العقل سلوكيا ومنهجيا وإستخدام (الادلجة) الفكرية لخلق الإنسان ذو البعد الواحد أو ذلك الكائن المستلب الذي أقصى غاياته الحور العين خلف تلك العوالم التهويمية التى تنقله من عالم اليأس المعاش الى ذلك
الواقع المنفصل .
لقد أفضي مشروع الظلاميين في التحكم علي عقول الشباب الي هزيمة ماحقة ، ذلك ان هذا المشروع وبالأساس يتناقض مع الطبيعة البشرية التى هي وفي جوهرها شك ، ثم يقين ،فمعرفة وتبصر ،ثم إنطلاق دون جمود أو وقوع في أسر الحالة الراهنة .
ثورة الشباب التي تجري الان هى نتاج (معرفي) يستمد طاقته من ظرف إقتصادي وسياسي وإجتماعي خلق هذه الكتلة المتجانسة كما وكيفا وهي تسعي نحو صياغة واقع مغاير ترى فيه ذاتها وتحققها وفق أدوات تعبيرية مختلفة للإشارة للضجر عن ذلك الواقع الذي يكبل تطلعاتها ،سواء كان ذلك بالشعارات الهتافية ،أو الغناء ،أو الشعر ،أو حتي بنمط قصة الشَعْر التى أصبحت هدفا محببا للقناصين، وقد كان قبلها حلاقة رؤوس الشباب بالسكاكين، وكل ذلك يجسد التضاد الحاد بين هذين المشروعين(ثقافيا ) .
ذلك العنف المتوحش والذي يستخدم الان آلته القمعية بلا حدود هو نذر وإشارات واضحة جلية لكل ذو بصيرة أن مشروع الظلاميين يحتضر و قد إنتقل عبر مراحله التاريخية من غسيل الأدمغة وتزييف الوعي الي قمة التلاشي في عمليات (تفجير الادمغة) التي تتم من خلال قنص المتظاهرين في هباتهم المتلاحقة.
بمجهود بسيط أستطعت أن أحصي أثنين وثلاثين حالة طلق ناري مباشر في الرأس وذلك من جملة أثنان وخمسون حالة إستشهاد ناتجة عن تصويب محكم وقاتل في الرأس أو العنق أو البطن في الفترة من تاريخ إنقلاب البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر في العام المنصرم وحتي اليوم في رأس السنة الميلادية الجديدة.وذلك في سياق الحماية( البرهانية)كما جاء في نصه الذي أطلقه(لا يجوز إتخاذ أية إجراءات في مواجهة القوات النظامية التى تتولى تنفيذ قانون الطوارئ).
تفاصيل الذي يجري الان في هذه الثورة السودانية يستدعى القراءة بعمق لما خلف الصورة العامة للمشهد ،فعلى سبيل المثال وليس الحصر حينما تطالعنا فقرات الأخبار الانقلابية بأن قائد إحدي مليشيات القنص (الجنرال حميدتي) يعمل على علاج جرحي الثورة الشباب خارج البلاد وعلي نفقته الخاصة !!!.
كيف نفهم هذا المشهد العبثي خارج النص القرآني الدال على الاستبداد ونزعة الخلود لدى الفراعنة ومقولة النمرود (انا اٌحي واُميت ).
يحتشد الان كل التاريخ البشري وإسقاطاته ويلقي بظلاله علي فضاء لحظتنا الراهنة ،وهي ربما لحظة مخاض صعب نحو جديد يولد نتيجة لقدرنا الذي أملته ضرورة الانتقال إلى واقع يطلق قدرات العقل وبلا حدود في مواجهة أسئلة الحياة الشائكة وإستنباط الحلول دون وصاية من أحد .
musahak@hotmail.com