احتلال إجباري، لسنا ضحايا أو أغبياء

 


 

 

بهدوووء-
اليوم اتنازل عن الهدوووء بسبب الاحتلال الاجباري لما وصلني عبر البريد الالكتروني من الشاب المهذب والعضو بلجان المقاومة بولاية القضارف منعم عمر ..
كتب منعم عمر :
ربما يتصور البعض نتيجة هذا الواقع المختل الغريب ، وهذه الظروف القاسية التي نعيشها جميعا اننا كنا على خطأ يوم راهن علي الكبرياء والكرامة ، يومها وفي زمان غير هذا الزمن ،ربما كان الواقع جيدا نسبيا ورغيف الخبز متوفر وبسعر زهيد، وربما كانت الحياة اسهل نسبيا ولكنها الكرامة التي جعلتنا نحتج ونثور ، كانت احلامنا أن لا يذل مواطن سوداني في بلده لمجرد أن آخرين أرادوا ذلك ، كانت أحلامنا أن لا يقتل طفل في أقصى هامش الوطن لمجرد أنه ربما يصبح يوما ما متمردا علي سلطة المركز ، كانت أحلامنا أن لا تجلد فتاة بسياط النظام العام لمجرد أن آخرين يظنون أنهم حراس الفضيلة والعفة والشرف .. الواقع يومها كان جيدا معشيا ولكنه كان غير إنساني باامتياز ، فالشوارع كانت تفوح منها رائحة العنصرية والظلم الكراهية والذل ، كنا محض بشر تحركنا مشاعرنا ، يحركنا ضميرنا ، تحركنا تلك الدموع المكبوته وذلك الحزن المسجون ، يومها كانت دموع المظلومين جريمة يحاكم عليها قانون السلطة تحت نصوص قانون الجرائم الموجهة ضد الدولة ، وكانت صيحات غضب المذلولين كفر بواح يستوجب تقطيع الأوصال من خلاف لأنه خروج علي إجماع الأمة ، الأمة التي أجمعت علي الخضوع لسلطة ولي الأمر أمير المؤمنين وخليفتهم، لم نحسب حسابا ليوم يأتي فيرد علينا ذلك الطفل الصغير الذي يتسول في زقاقات السوق العربي مرددا مع آخرين : هي دي المدنية الدايرنها؟ ، لم نحسب حسابا ليوم نقف فيه مندهشين أمام هتافات المسحوقين وهم يرددون :ياحليل زمانك ياظلم .
لسنا ضحايا فنحن اللذين حشدنا وحرضنا علي الثورة والإحتجاج ، لسنا ضحايا فنحن اللذين عملنا ليلا ونهارا علي سقوط النظام ، لسنا ضحايا ونحن اللذين ضحينا بسلامتنا وراحتنا وأمننا ومستقبلنا سنينا لأجل الكرامة وحتي لايظلم مواطن سوداني واحد فيصمت لأنه لايستطيع أن يرد على الظلم ، ولو عاد بنا الزمن لاعدنا الكرة مررا وتكررا دون تردد. ولسنا أغبياء ونحن نرى أولئك السفهاء يحشدون الناس خلف تصوراتهم للثورة التي يريدون ، لسنا اغبياء ونحن نعلم جيدا أن الشوارع التي علمتنا الصبر والثبات لاتخون ولا تحمتل الخونة والساقطين.
إن اللذين إغتنو وفاضت خزائنهم من مال الشعب في ظل النظام السابق لا يمكن أن يكونو ثوارا في يوم ما ..
وسنعود حتما لتلك الشوارع مهما طال الزمن أو قصر..
سنعود محملين بذات المبادئ ..
لا ينقصنا الامل ولا التفاؤل ولا تنقصنا العزيمة ..
الصبر فقط والحشد والتنظيم وتحديد زمان ومكان الفعل ..

عودة السياسي ..
أعتقد أن مايشار اليه في قضية الصاق كل الخطيئة بالسياسين(الأحزاب السياسية/الحركة السياسية/النادي السياسي) تاريخيا والآن، كالأوصاف التي اعتدنا عليها مثل ارتباط الفشل بالنخبة (النخبة السياسية وإدمان الفشل)/و ال( فساد)، مع الوضع في الإعتبار أن كلمة فساد هذه ينظر لها الآن على أساس أنها حالة سياسية أكثر من أنها وصف لفعل معين ومحدد ومضبوط أخلاقيا وقانونيا، وهو وصف كارثي.
أعتقد أنها محاولة لإعادة تعريف تركيبة وطبيعة الفاعل السياسي الجديد ضمن هذا المجال ، وهو على مااظن خطأ كبير يقع فيه مجددا هؤلاء الشباب ، لأن هذه الأوصاف تشكل الآن ذاكرة أعداد كبيرة من المشتغلين حديثا بالشأن العام،وبالتالي ستظل هذه الأوصاف تدور هكذا دون معنى مضبوط ضمن المجال السياسي،لتتحول فيما بعد لتهم تلصق جزافا بكل ماهو متحرك ضمن في داخل هذا المجال. مصطلح (فساد سياسي)هو استسهال للوصف الموضوعي للفشل السياسي والاقتصادي وإدارة الدولة وإعادة بناء مؤسساتها بالشكل المطلوب.
أعتقد أننا بحوجة لتسوية ما أو لنسميها (مساومة تاريخية) واظن ربما تكون هذه هي التسوية الأهم تاريخيا بين النخب السياسية والاجتماعية الموجودة وبين الفاعلين السياسيين الجدد.
وعندما اقول تسوية انا لا أتحدث عن حوار فقط وانما اتحدث عن مفاهيم مسبقة لابد أن تتشكل في اذهان كل من يريد أن يعمل في هذا المجال. الفساد ليس حالة سياسية خالصة ،وانما فعل يمكن أن يحدث من سياسين او غير سياسين وهو جريمة يحاسب عليها القانون . المجال السياسي هو مجال حيوي ومفتوح ومبني على اساس التنافس الأخلاقي عموما والحوار في حالات الاختلاف الحاد
الثورة هي أداة/عملية لتغيير الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، ليس بالضرورة أن تمضي هذه العملية في خط مستقيم حتى تبلغ كل غاياتها ولكنها تحتاج أيضاً أن تمر بمراحل مختلفة وتجارب متنوعة لتؤدي رسالتها كاملة.

mido34067@gmail.com
////////////////////////

 

آراء