تخـبط جماعة الميثاق .. والتجــديف بين الحِــقب !!
مـحمد أحـمد الـجاك
9 March, 2022
9 March, 2022
بــهدوووء-
نشرت صحيفة سودان تربيون أن جماعة الحرية و التغيير الميثاق (الاسم المختطف) بينما الاسم الصحيح (جماعة اعتصام الموز و المحاشي) أنهم قالوا (لن نقبلَ بسيطرةِ المكـــوّنِ الــعســكريِّ عــلى السلطة وندعـــو الــمــجــلس المركزي لقوى الحـــرية و الــتــغــيـيـر لإجـراء تفاوض حقـيــقــي يُــنهـي الأزمة السياسية في السودان).
الحديث عن عدم قبولهم سيطرة المكـــوّنِ الــعســكريِّ عــلى السلطة هو القول المضحك المحزن هم ارتموا في احضان العسكر و باركوا الانقلاب العسكري و فرحوا بالاعتقالات المذلة التي طالت عناصر الحرية و التغيير و ساروا في كل الدروب للدفاع عن الانقلاب الذي سموه تصحيح مسار لا اداري، عن اي مسار يتحدثون ؟
ما علينا العسكر يسيطرون على السلطة بنسبة 100% و هم اي (جماعة الموز )كل دورهم الحديث المجوج غير المفهوم و الدفاع عن الانقلاب و الترهات مثل اجتماعهم لاصلاح الوضع الاقتصادي و الذي تمخض عن تكوين لجنة برئاسة الروبيضة تبنت ما طرحتة حكومة حمدوك المنقلب عليها و لكن دون توضيح الاليات كما فعلت حكومة حمدوك.
أما دعوتهم الـمـجـلـس المركزي لقوى الحـــرية و الـتـغـيـيـر إجـراء تفاوض حــقــيــقــي يُــنهـي الأزمة السياسية في السودان هذا قول غريب قولا واحدا ألم يقولوا عن الحرية والتغيير أنها انفردت بالسلطة و سموها اربعة طويلة و غيرها من الأوصاف ؟ الم يتحدثوا عن إن الحرية والتغيير تضربها الخلافات و لا سند شعبي لها؟ الم يقولوا إن مكونات الحرية والتغيير غير متجانسة لذلك لن يكون هناك توافق بينهم مما يؤدي لعرقلة الفترة الانتقالية؟ ماذا تغير الآن لتتم دعوة الحرية و التغيير؟
الانكى إن الحرية والتغيير إبان وجودها في دواليب السلطة تحملت كل الرزايل التي رميت بها من ذلك الاسفافات و التفاهات التي كانت تصدر من مجموعة الانقلاب من اردول و العسكر وعسكوري و جبريل و من لف لفهم الآن اصبحت الحرية و التغيير هي الحل للازمة؟!
كان الانقلابيون يتوسلون الحرية والتغيير سرا للعودة الآن لم يجدوا مناصا ولم يحجبهم الخجل من الحديث في العلن أن الحل بيد الحرية والتغيير. لن تفاوض احد و ماضية لإسقاط كامل المجموعات الانقلابية في معية بقية قوى الثورة الحية في مقدمتهم لجان المقاومة الباسلة.
بالصدفة طالعت منشور منقول عن قائد مليشيا الجنجويد حميدتي يقول فيه: حيث أورد نصا (حميدتي معتذراً للديسمبريين: انا لما قلت تمطر حصوا كلامي مالي لجان المقاومة كلامي لي قحت و هسي تمطر حصوا لكن لجان المقاومة و الديسمبريون كما ذكر السيد رئيس مجلس السيادة البرهان انهم تاج راسنا و لهم السمع الطاعة و حال البلد يا اخوانا يستوجب التنازلات و نحنا سنظل نكرر دعوانا للجان المقاومة بالجلوس كيف ما أرادوا).)
أولا و قبل كل شئ عرض الانقلابين و منذ التوقيع مع الدكتور عبدالله حمدوك للعودة لرئاسة الوزراء عودة الحرية والتغيير لترتيبات ما قبل 25 اكتوبر تاريخ الانقلاب و رفضت الحرية و التغيير ذلك من حيث المبدأ و تبنت شعار لا تفاوض و لا شراكة مرة اخرى.
بعدها وسط الانقلابيين المملكة العربية السعودية لإقناع الحرية والتغيير بالعودة أو قبول التفاوض ، رفضت الحرية و التغيير ذلك الأمر قولا واحد مما جعل المملكة العربية السعودية تعرض على القذر البرهان الملاذ الآمن لديها حيث فهمت المملكة العربية السعودية تماما ان الحرية والتغيير مع المكونات الثورية الاخرى ماضية نحو دحر الانقلاب.
حاولت جبهة معسكر الانقلاب التحدث مع بعض العناصر في الحرية والتغيير خاصة كبار السن للتوسط لبقية قوى الحرية والتغيير للعودة و التفاوض بل مضوا اكثر من ذلك عندما عرضوا تمزيق الوثيقة الدستورية و تقديم كل التنازلات لعودة الحرية والتغيير.
من جهة اخرى .. كنت أود أن اكتب سلسلة عن الأحزاب ودورها المجتمعي و السياسي و اهميتها لأن نظام المتأسلمين و منذ اعتلائه السلطة في 1989 شيطن الأحزاب السياسية لأسباب هم يقدرونها جيدا و يعرفوا اسبابها، الاحزاب السودانية كلها بالرغم من التشوهات التي لحقت بها لأسباب موضوعية جدا سنعرض لها في حينها اذا امد الله في الآجال لعبت أدوار مقدرة في معارضة نظام المتأسلمين و كانت الطعنة التي تؤلمه في خاصرته. بعد التغيير في أبريل 2019 انبرى الكل في شيطنة الأحزاب مرة اخرى لانهم يعلمون أن الاحزاب إذا استعادت قوتها بعد الضعضعة التي لحقت بها جراء الحكم الديكتاتوري الطويل فسوف تكون قادرة على حماية الممارسة الديمقراطية و الدليل على الأدوار القصوى للاحزاب السياسية ان المتاسلمين انفسهم قاموا بتكوين المؤتمر اللا وطني بعد سنوات من الانقلاب لأنه لا وسيلة لحكم أي بلد إلا من خلال الأحزاب حتى في الديكتاتوريات المتطرفة. الا ان الحاضر يحتم علينا ان نتحدث عن انهيار الانقلابيين ومناشدتهم للجان المقاومة لاجراء مفاوضات لانقاذ البلد. الان عرفوا ان انقلابهم أضاع البلد ويعملوا على انقاذه من خلال الاخرين ااااه وين ياااا.
أما قول وزير مالية الانقلاب جبريل إبراهيم :إن عدم وجود أموال للدولة سينهي سلام جوبا و ستعود الحرب مرة اخرى، فهذا هو الهدف المنشود الذي نريده لأننا و بعد ازاحة الانقلاب سنمزق سلام جوبا الظالم الذي أتى بالانقلابيين الذين كنا نظنهم عانوا التهميش جراء الديكتاتورية إلا أنهم هم انفسهم يسعون لاقامة نظام ديكتاتوري. فمرحبا بالتمرد يا جبريل الذي عرف الآن الشعب السوداني أنه مجرد لص و متامر و لا يصلح حتى للتمرد على سلطان الدولة.
أيظن جبريل ومن معه إن بقية الشعب السوداني لا يعرف طريق التمرد المسلحالذي يهدد به الشعب السوداني؟! لا يا عزيزي فهنالك تمرد ( غير مسلح) يستخدم لشل قدرة الانقلاب المالية ويستهدف وزارتك بالتحديد ولعمري فهو سلاح لا يقل في القوة والصلابة عن الحراك المستمر منذ انقلاب البرهان في اكتوبر من العام الماضي. فهو قادر على قتل الانقلاب قريبا بعد أن اصابه بالربو. دخول الحمام ليس كما خروجه ،مثل شعبي بسيط لكن للأسف لا أحد يتعلم منه.
أخر محاولات الانقلابين كانت ما نشرته صحيفة سودان تربيون عن جماعة اعتصام الموز و المحاشي أنهم قالوا :(لن نقبلَ بسيطرةِ المكـــوّنِ الــعســكريِّ عــلى السلطة وندعـــو الــمــجــلس المركزي لقوى الحـــرية و الــتــغــيـيـر لإجـراء تفاوض حقـيــقــي يُــنهـي الأزمة السياسية في السودان). و هذا القول سخرت منه الحريةو التغيير ومضت في حال سبيلها. بعد كل هذا السرد الأمطار الحصو هل فعلا قصد بها الحرية و التغيير؟
أما الاعتذار للجان المقاومة الباسلة فقد سبق السيف العزل يا انقلابي ماذا عن رفاقهم الذين تم قتلهم غدرا و غيلة؟ و بالدوشكا؟ ماذا عن التعذيب الجسدي والنفسي الذي يحدث الآن لتوباك و محمد الفاتح و الننه و غيرهم. و تقول انهم تاج على راسك ؟! لا أعتقد أن يقبل احداً اعتذارك.
أخر الهدوووء:
.. أنا والأشواق في بعدك بقينا أقرب من قرايب
كثيراً ما شاع بين الناس أنّ حقبة الستينيات هي أثرى وأرقى الحقب في التاريخ الحديث، فقد شهدت تحولات سياسية وإجتماعية كبيرة على أنقاض الحرب العالمية الثانية وتوقيع الأمم المُتصارعة والمتورّطة في احترابِ غيلانِ الكوكب على ميثاقها الغليظ، بالإضافة لبلوغ حركات التحرر الوطني ذروة كفاحها ضد الإمبريالية العالمية، وذيوع أدب وفن ما بعد الإستعمار في الأقطار التي نالت استقلالها.
اذكر أنه في ذات مرة أتاح لي الصديق عمر عشاري من خلال (لايف) على جداره بمنصة (فيبسوك) فرصة لمتابعة فعالية ثقافية وفنية في مدارس كيكس العالمية التابعة لأسامة داؤود أمّها العديد من مثقفي جيل الستينيات على رأسهم د. منصور خالد وبروفسور محمد عبد الله الريح وبعض الشخصيات الأوربية، وكان ذلك قبل اندلاع الثورة بأسابيع قليلة، حوت الفعالية معرضا يعكس آخر ما توصلت إليه تكنلوجيا الإعلام والإتصالات في تلك الحقبة، وأخبار الصحف التي تراوحت بين سياسات المجلس العسكري في مُستهلّ العقد الفريد وثورة الشعب في منتصفه وتداعيات ائتلافات الأحزاب العجوزة في إدارة البلاد، كما قُدّمِت فيها أغنيات تقلّبت أفئدة العشاق حينها على صفحتها الناعمة ظهراً وبطنا "أنا والأشواق لمحمد مرغني، بلقى الدنيا فرحة لأماني مراد" وغيرها من درر الأغاني تلك الفترة. في الحقيقة لم تكن مفيدة إلا بالقدر الذي يجعل من ونسة العجائز واجترارهم لذكرياتهم من باب الحنين للماضي ممتعة وشيقة
أذكرُ فيما أذكُر أنّ القائمين على الليلة قد ناشدوا الحضور في الدعوة محاولة الإلتزام بزي الستينات وآخر ما توصلت إليه صيحات الموضة حينها، إلا أن صديقي هذا فضل أن يخرِق القاعدة وتحلّيْ بزي السبعينيات، فهو مُغرمٌ بشكل غريب ومنذ طفولته بكل ما يتعلق بالسبعينيات، لعلي أتفق معه في ذلك حيث أجدها أكثر سِحراً وجموحاً وانطلاقا وحرية، فنفش شعره، وارتدى الشارلستون والقميص المُعَيّن.
______
كسرة:
لن أنسى ما حييت ما فعلتهُ بي (أنا والأشواق)، لقد ذُبْتُ كُلِّياً وانسحبتُ مِن مقعدي تلقائيا حتى ارتطم ظهري بحافة الكرسي، وتخيلتُ محمد مرغني ذلك الشاب وهو مكتمل الأناقة بروح إبن أمدرمان العصية على التكبيل، واقفا أمام مايكرفون إذاعة أمدرمان أواخر الستينيات، ممتلئاً بالشجن وممسكاً بناصية أنبل ما يجود به الإحساس الإنساني إذ يشدو:
ﺃيِّ لحظة بعيدة عنّك
ﺿﺎﻳﻌﺔ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ زماني
ﻭﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ لي في قربك
ﺃﺗﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﺃﺣﻴﺎهو ﺗﺎني
ﺭﻭحي ﻟﻮ ﻏﻨﻴﺘﺎ ﻟﻴﻜﺎ
مـ بْتصَوِّر ﻣﺎ ﺃُﻋﺎني
ﺷﻮقي ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﻏﻨﺎﻳﺎ
ﻭحبي ﺃﺳﻤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎني
أنا والأشواق
mido34067@gmail.com
//////////////////////////
نشرت صحيفة سودان تربيون أن جماعة الحرية و التغيير الميثاق (الاسم المختطف) بينما الاسم الصحيح (جماعة اعتصام الموز و المحاشي) أنهم قالوا (لن نقبلَ بسيطرةِ المكـــوّنِ الــعســكريِّ عــلى السلطة وندعـــو الــمــجــلس المركزي لقوى الحـــرية و الــتــغــيـيـر لإجـراء تفاوض حقـيــقــي يُــنهـي الأزمة السياسية في السودان).
الحديث عن عدم قبولهم سيطرة المكـــوّنِ الــعســكريِّ عــلى السلطة هو القول المضحك المحزن هم ارتموا في احضان العسكر و باركوا الانقلاب العسكري و فرحوا بالاعتقالات المذلة التي طالت عناصر الحرية و التغيير و ساروا في كل الدروب للدفاع عن الانقلاب الذي سموه تصحيح مسار لا اداري، عن اي مسار يتحدثون ؟
ما علينا العسكر يسيطرون على السلطة بنسبة 100% و هم اي (جماعة الموز )كل دورهم الحديث المجوج غير المفهوم و الدفاع عن الانقلاب و الترهات مثل اجتماعهم لاصلاح الوضع الاقتصادي و الذي تمخض عن تكوين لجنة برئاسة الروبيضة تبنت ما طرحتة حكومة حمدوك المنقلب عليها و لكن دون توضيح الاليات كما فعلت حكومة حمدوك.
أما دعوتهم الـمـجـلـس المركزي لقوى الحـــرية و الـتـغـيـيـر إجـراء تفاوض حــقــيــقــي يُــنهـي الأزمة السياسية في السودان هذا قول غريب قولا واحدا ألم يقولوا عن الحرية والتغيير أنها انفردت بالسلطة و سموها اربعة طويلة و غيرها من الأوصاف ؟ الم يتحدثوا عن إن الحرية والتغيير تضربها الخلافات و لا سند شعبي لها؟ الم يقولوا إن مكونات الحرية والتغيير غير متجانسة لذلك لن يكون هناك توافق بينهم مما يؤدي لعرقلة الفترة الانتقالية؟ ماذا تغير الآن لتتم دعوة الحرية و التغيير؟
الانكى إن الحرية والتغيير إبان وجودها في دواليب السلطة تحملت كل الرزايل التي رميت بها من ذلك الاسفافات و التفاهات التي كانت تصدر من مجموعة الانقلاب من اردول و العسكر وعسكوري و جبريل و من لف لفهم الآن اصبحت الحرية و التغيير هي الحل للازمة؟!
كان الانقلابيون يتوسلون الحرية والتغيير سرا للعودة الآن لم يجدوا مناصا ولم يحجبهم الخجل من الحديث في العلن أن الحل بيد الحرية والتغيير. لن تفاوض احد و ماضية لإسقاط كامل المجموعات الانقلابية في معية بقية قوى الثورة الحية في مقدمتهم لجان المقاومة الباسلة.
بالصدفة طالعت منشور منقول عن قائد مليشيا الجنجويد حميدتي يقول فيه: حيث أورد نصا (حميدتي معتذراً للديسمبريين: انا لما قلت تمطر حصوا كلامي مالي لجان المقاومة كلامي لي قحت و هسي تمطر حصوا لكن لجان المقاومة و الديسمبريون كما ذكر السيد رئيس مجلس السيادة البرهان انهم تاج راسنا و لهم السمع الطاعة و حال البلد يا اخوانا يستوجب التنازلات و نحنا سنظل نكرر دعوانا للجان المقاومة بالجلوس كيف ما أرادوا).)
أولا و قبل كل شئ عرض الانقلابين و منذ التوقيع مع الدكتور عبدالله حمدوك للعودة لرئاسة الوزراء عودة الحرية والتغيير لترتيبات ما قبل 25 اكتوبر تاريخ الانقلاب و رفضت الحرية و التغيير ذلك من حيث المبدأ و تبنت شعار لا تفاوض و لا شراكة مرة اخرى.
بعدها وسط الانقلابيين المملكة العربية السعودية لإقناع الحرية والتغيير بالعودة أو قبول التفاوض ، رفضت الحرية و التغيير ذلك الأمر قولا واحد مما جعل المملكة العربية السعودية تعرض على القذر البرهان الملاذ الآمن لديها حيث فهمت المملكة العربية السعودية تماما ان الحرية والتغيير مع المكونات الثورية الاخرى ماضية نحو دحر الانقلاب.
حاولت جبهة معسكر الانقلاب التحدث مع بعض العناصر في الحرية والتغيير خاصة كبار السن للتوسط لبقية قوى الحرية والتغيير للعودة و التفاوض بل مضوا اكثر من ذلك عندما عرضوا تمزيق الوثيقة الدستورية و تقديم كل التنازلات لعودة الحرية والتغيير.
من جهة اخرى .. كنت أود أن اكتب سلسلة عن الأحزاب ودورها المجتمعي و السياسي و اهميتها لأن نظام المتأسلمين و منذ اعتلائه السلطة في 1989 شيطن الأحزاب السياسية لأسباب هم يقدرونها جيدا و يعرفوا اسبابها، الاحزاب السودانية كلها بالرغم من التشوهات التي لحقت بها لأسباب موضوعية جدا سنعرض لها في حينها اذا امد الله في الآجال لعبت أدوار مقدرة في معارضة نظام المتأسلمين و كانت الطعنة التي تؤلمه في خاصرته. بعد التغيير في أبريل 2019 انبرى الكل في شيطنة الأحزاب مرة اخرى لانهم يعلمون أن الاحزاب إذا استعادت قوتها بعد الضعضعة التي لحقت بها جراء الحكم الديكتاتوري الطويل فسوف تكون قادرة على حماية الممارسة الديمقراطية و الدليل على الأدوار القصوى للاحزاب السياسية ان المتاسلمين انفسهم قاموا بتكوين المؤتمر اللا وطني بعد سنوات من الانقلاب لأنه لا وسيلة لحكم أي بلد إلا من خلال الأحزاب حتى في الديكتاتوريات المتطرفة. الا ان الحاضر يحتم علينا ان نتحدث عن انهيار الانقلابيين ومناشدتهم للجان المقاومة لاجراء مفاوضات لانقاذ البلد. الان عرفوا ان انقلابهم أضاع البلد ويعملوا على انقاذه من خلال الاخرين ااااه وين ياااا.
أما قول وزير مالية الانقلاب جبريل إبراهيم :إن عدم وجود أموال للدولة سينهي سلام جوبا و ستعود الحرب مرة اخرى، فهذا هو الهدف المنشود الذي نريده لأننا و بعد ازاحة الانقلاب سنمزق سلام جوبا الظالم الذي أتى بالانقلابيين الذين كنا نظنهم عانوا التهميش جراء الديكتاتورية إلا أنهم هم انفسهم يسعون لاقامة نظام ديكتاتوري. فمرحبا بالتمرد يا جبريل الذي عرف الآن الشعب السوداني أنه مجرد لص و متامر و لا يصلح حتى للتمرد على سلطان الدولة.
أيظن جبريل ومن معه إن بقية الشعب السوداني لا يعرف طريق التمرد المسلحالذي يهدد به الشعب السوداني؟! لا يا عزيزي فهنالك تمرد ( غير مسلح) يستخدم لشل قدرة الانقلاب المالية ويستهدف وزارتك بالتحديد ولعمري فهو سلاح لا يقل في القوة والصلابة عن الحراك المستمر منذ انقلاب البرهان في اكتوبر من العام الماضي. فهو قادر على قتل الانقلاب قريبا بعد أن اصابه بالربو. دخول الحمام ليس كما خروجه ،مثل شعبي بسيط لكن للأسف لا أحد يتعلم منه.
أخر محاولات الانقلابين كانت ما نشرته صحيفة سودان تربيون عن جماعة اعتصام الموز و المحاشي أنهم قالوا :(لن نقبلَ بسيطرةِ المكـــوّنِ الــعســكريِّ عــلى السلطة وندعـــو الــمــجــلس المركزي لقوى الحـــرية و الــتــغــيـيـر لإجـراء تفاوض حقـيــقــي يُــنهـي الأزمة السياسية في السودان). و هذا القول سخرت منه الحريةو التغيير ومضت في حال سبيلها. بعد كل هذا السرد الأمطار الحصو هل فعلا قصد بها الحرية و التغيير؟
أما الاعتذار للجان المقاومة الباسلة فقد سبق السيف العزل يا انقلابي ماذا عن رفاقهم الذين تم قتلهم غدرا و غيلة؟ و بالدوشكا؟ ماذا عن التعذيب الجسدي والنفسي الذي يحدث الآن لتوباك و محمد الفاتح و الننه و غيرهم. و تقول انهم تاج على راسك ؟! لا أعتقد أن يقبل احداً اعتذارك.
أخر الهدوووء:
.. أنا والأشواق في بعدك بقينا أقرب من قرايب
كثيراً ما شاع بين الناس أنّ حقبة الستينيات هي أثرى وأرقى الحقب في التاريخ الحديث، فقد شهدت تحولات سياسية وإجتماعية كبيرة على أنقاض الحرب العالمية الثانية وتوقيع الأمم المُتصارعة والمتورّطة في احترابِ غيلانِ الكوكب على ميثاقها الغليظ، بالإضافة لبلوغ حركات التحرر الوطني ذروة كفاحها ضد الإمبريالية العالمية، وذيوع أدب وفن ما بعد الإستعمار في الأقطار التي نالت استقلالها.
اذكر أنه في ذات مرة أتاح لي الصديق عمر عشاري من خلال (لايف) على جداره بمنصة (فيبسوك) فرصة لمتابعة فعالية ثقافية وفنية في مدارس كيكس العالمية التابعة لأسامة داؤود أمّها العديد من مثقفي جيل الستينيات على رأسهم د. منصور خالد وبروفسور محمد عبد الله الريح وبعض الشخصيات الأوربية، وكان ذلك قبل اندلاع الثورة بأسابيع قليلة، حوت الفعالية معرضا يعكس آخر ما توصلت إليه تكنلوجيا الإعلام والإتصالات في تلك الحقبة، وأخبار الصحف التي تراوحت بين سياسات المجلس العسكري في مُستهلّ العقد الفريد وثورة الشعب في منتصفه وتداعيات ائتلافات الأحزاب العجوزة في إدارة البلاد، كما قُدّمِت فيها أغنيات تقلّبت أفئدة العشاق حينها على صفحتها الناعمة ظهراً وبطنا "أنا والأشواق لمحمد مرغني، بلقى الدنيا فرحة لأماني مراد" وغيرها من درر الأغاني تلك الفترة. في الحقيقة لم تكن مفيدة إلا بالقدر الذي يجعل من ونسة العجائز واجترارهم لذكرياتهم من باب الحنين للماضي ممتعة وشيقة
أذكرُ فيما أذكُر أنّ القائمين على الليلة قد ناشدوا الحضور في الدعوة محاولة الإلتزام بزي الستينات وآخر ما توصلت إليه صيحات الموضة حينها، إلا أن صديقي هذا فضل أن يخرِق القاعدة وتحلّيْ بزي السبعينيات، فهو مُغرمٌ بشكل غريب ومنذ طفولته بكل ما يتعلق بالسبعينيات، لعلي أتفق معه في ذلك حيث أجدها أكثر سِحراً وجموحاً وانطلاقا وحرية، فنفش شعره، وارتدى الشارلستون والقميص المُعَيّن.
______
كسرة:
لن أنسى ما حييت ما فعلتهُ بي (أنا والأشواق)، لقد ذُبْتُ كُلِّياً وانسحبتُ مِن مقعدي تلقائيا حتى ارتطم ظهري بحافة الكرسي، وتخيلتُ محمد مرغني ذلك الشاب وهو مكتمل الأناقة بروح إبن أمدرمان العصية على التكبيل، واقفا أمام مايكرفون إذاعة أمدرمان أواخر الستينيات، ممتلئاً بالشجن وممسكاً بناصية أنبل ما يجود به الإحساس الإنساني إذ يشدو:
ﺃيِّ لحظة بعيدة عنّك
ﺿﺎﻳﻌﺔ ﻣﻦ ﺃﻳﺎﻡ زماني
ﻭﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ لي في قربك
ﺃﺗﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﺃﺣﻴﺎهو ﺗﺎني
ﺭﻭحي ﻟﻮ ﻏﻨﻴﺘﺎ ﻟﻴﻜﺎ
مـ بْتصَوِّر ﻣﺎ ﺃُﻋﺎني
ﺷﻮقي ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﻏﻨﺎﻳﺎ
ﻭحبي ﺃﺳﻤﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎني
أنا والأشواق
mido34067@gmail.com
//////////////////////////