سمعتو بحكومة (عنجر)

 


 

 

إستفدت من فترة إقامتي في لبنان ، وتعلمت من الراحل سمير قصير الكثير ، فقد كنت أقرأ له بإستمرار ، وهو كان أفضل من كتب عن التأثير السوري على لبنان ، وقد دفع الراحل سمير قصير ثمن مواقفه ، وقلمه لم يعجب (اللعيبة ) في الميدان اللبناني فتم إغتياله عن طريق سيارة مفخخة ،لكن رسالته الأدبية والسياسية ظلت باقية .
(حكومة عنجر ) إبتكره الراحل سمير قصير ، وعنجر هو معبر يربط بين سوريا ولبنان ، لكن أهمية المعبر انه كان نقطة تبادل ، فقد كان السياسيون اللبنانيون يلتقون نظراءهم السوريون في هذا المعبر فتتم الصفقة ، يذهب الوزراء اللبنانيون وهم يحملون حقائب ممتلئة بالدولار ويسلمونها للمخابرات الجوية السورية ، وفي المقابل يقوم نظام الأسد بحماية هذه النخبة ويقدم لهم (مصفوفة ) حكم لبنان ..
فكان السوريون يتحكمون في كل شئ ، حتى فيما يُكتب أو يُقال عنهم ، فأصبحت كل الطبقات اللبنانية تتنافس على كسب الحليف السوري ، لذلك تمزق هذا البلد وتدهورت أحواله .
ما علاقة هذا المعبر بالحالة السودانية ؟؟
هناك علاقة كبيرة ، فالمكون الذي يحكم السودان لا يتبع الطريقة اللبنانية التقليدية وهي تسليم المال في المعبر ، فما حدث في لبنان هو رشوة قامت بها أحزاب سياسية ، ولكن ما حدث في السودان أن المجلس العسكري سلم إنتاج الذهب للإمارات ، وذلك غير الأموال والأرصدة البنكية ، تمت سرقة موارد بلد كامل من أجل الحماية السياسية ، وقد كان التنافس محتدماً بين البرهان وحميدتي حول من سيدفع أكثر للإمارة الخليجية والتي بقدرة قادر تمكنت من إحتلال السودان والسيطرة على موارده بدون حرب ، بل أن قادة الجيش والدعم السريع يذهبون إليها ويكنزون خزائنها بسبائك الذهب مقابل التوسط لهم عند هذا أو ذاك ، ينشدون وساطتها داخل السودان وبينما لا يفصلهم عن الذين يعارضونهم سوى الحاويات ..
لم تكن الإمارات حكراً على العسكر ، فحتي قادة الحركات المسلحة نفذوا إلى هناك وعرفوا شفرة الدخول لهذا البلد وتذوقوا خمرها ونسائها ، فكل من إمتلك سلاح أو كانت وراؤه قبيلة فهو مرحب به ، والدكتور حمدوك أيضاً طاف بهذا المعبر حيث اختار هذا البلد كنفى إختياري ، وكجزيرة يُمكن أن تصلها سفن البرهان في حال الحاجة إليه ، أنه نهر ابتلانا الله به ، فشربوا جميعاً منه ولم يسلم منها أحد .

 

آراء