خرج ولم يعد في عهد البرهان

 


 

 

من يذكر قصة أميرة الحكيم في عهد الديمقراطية الثالثة ؟؟
تلك القصة التي إستخدمها الصحفي حسين خوجلي لتأليب الناس على حكومة الديمقراطية الثالثة ، حيث وصف تلك الحادثة بالإختراق الأمني للقيم والأخلاق السودانية ، وتساءل كيف يحكم من لا يستطيع حماية عرض فتاة سودانية في قلب الخرطوم ؟؟
كانت هناك خفايا عديدة في قصة الفتاة أميرة الحكيم والتي عُثر عليها مقتولة في مكان بعيد ، ولكن ذلك لم يكن إخفاقاً للوزير الراحل سيد أحمد الحسين والذي كان يشغل منصب وزير الداخلية ، فقد كانت الحادثة معزولة عن ما كانت تروج له صحافة الجبهة الإسلامية والتي كان هدفها التبرير للإنقلاب القادم .
وأعتقد أن ما حدث في تلك الحقبة كان ترفاً سياسياً لأننا نعيش قصة أميرة الحكيم في كل يوم ، ولا يمر أسبوع وإلا تجد هناك من ينشر بأن هناك فتاة خرجت ولم تعد لأسرتها وبأنها سليمة العقل ، ولا أعتقد أننا في العهد الحالي هناك من يهتم لأمر هذه البلاغات أو يبحث عن أسباب الإختفاء لأن الأولوية الامنية الآن هي لحماية المجلس العسكري وتحصين القيادة العامة ومطاردة النشطاء ، وخوفي أن تصبح هذه الحوادث عادية ولا نتبه لخطورتها إلا بعد أن تدخل عتبة كل بيت .
فالشعب السوداني رغم ظروف القهر فهو لا يواجه تفلتاً أخلاقياً ولكننا نواجه أخطر من ذلك ، فالخطر هو سلام جوبا الذي نقل الجريمة المنظمة وثقافة الإغتصاب ، أصبحت كل مدن السوداني غير آمنة ، فحتي شيخ الخلوة الذي إغتصب عشرين طفلاً هناك من يعارض معاقبته بدعاوي قبلية ، فلم يعد هناك قانون وليست هناك دولة .
وكل الذين كتبوا عن إختفاء الفتيات ذكروا المفارز الأمنية للقوات المشتركة حيث يُطلب من كل فتاة في نقاط التفتيش تسليم جوالها للأجهزة الأمنية لأن هناك إشتباه في تصويرها للمواكب ، تبدأ الرحلة من هنا بعد تصفح الصور الخاصة في جوالها ، احياناً ينتهي بها الأمر كسجينة في مركز الشرطة ، وأحياناً تكون نهايتها مأساوية وغير معروفة ، فهذه القوات الأمنية المنتشرة في الخرطوم تعمل من دون رقابة قضائية ولا توجد جهة ترصد تجاوزاتها ، وهي خليط من الحركات المسلحة والأمن الشعبي ولها صلاحيات مفتوحة .
لذلك فإن كل ظاهرة دخيلة وتفلت أمني نجد أن 80% من الأسباب ترتبط بإتفاق جوبا .
ملاحظة : صاحبة الصورة مفقودة منذ عدة أيام ، ومن يعرف عنها شيئاً الرجاء التعليق في الصفحة ، ومن لا يعرف فعليه الدعاء لها بالحفظ والسلامة حتى تعود إلى أسرتها.

 

آراء