تاريخ معارك الحرية لن يسجل اسماء الغائبين
زين العابدين صالح عبد الرحمن
19 March, 2022
19 March, 2022
أن وحدة الحركة الاتحادية تعتبر من أصعب الأجندة السياسية لعضوية الحركة، رغم أشواقهم لها، و كل أمنياتهم تنصب في الكيفية التي تتم بها وحدة تعزز دور الاتحاديين في العمل السياسي كما كانت وحدة ( الوطني الاتحادي و الشعب الديمقراطي) في نوفمبر 1967م حيث خرج مولودا جديدا ( الحزب الاتحادي الديمقراطي) و تقلد القيادة السياسية السيد إسماعيل الأزهري و الرعاية للسيد على الميرغني، و بعد وفاته خلفه السيد محمد عثمان الميرغني، و بعد انقلاب 25 مايو 1969م من قبل (الشيوعيين و القوميين) أيد محمد عثمان الميرغني الانقلاب، و تسلم القيادة السياسية الشريف حسين الهندي، و بعد موت الشريف عام 1982م في اليونان بدأت الفرقة تضرب جسم الاتحاديين، حيث دخل جزءا مشاركا في مايو، و بيقت الاغلبية خارج دائرة المشاركة تقود النضال ضد الحكم الشمولي. و جاءت إبريل 1985م، و كان الأمل أن توحد الكتلة الاتحادية، و ترجع الحزب لسابق عهده، لكن الخلاف كان قد ترسخت قواعده، و ثقافته، و ضرب الجميع عطر منشم. و هذا الخلاف أدي إلي التشظي في الحركة الاتحادية، و أخرجها كتيار وسط من دائرة الحدث، حيث كانت الحركة الاتحادية لديها القدرة على تقديم المبادرات و طرح الحلول للأزمات. غاب الاتحاديون رغم ثقل جماهيرهم.
و الآن تجيء دعوة الميرغني لوحدة الاتحاديين؛ حيث نشرت بعض الصحف حديثا للسيد محمد عثمان الميرغني، قالت الصحف جاء حديث الميرغني من خلال تسجيل مصور. أعلن فيه طرح مبادرة وطنية لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، كما كشف عن قرب عودته للسودان لإعلان الوحدة الاتحادية" و أضاف قائلا "إن البلاد تمر بمرحلة دقيقة، تستدعي من الجميع التوجه نحو الوفاق الوطني الشامل لتجنيبها المخاطر والمهددات، وإننا نعلن مع بعض القوى السياسية من أبناء الشعب السوداني لطرح مبادرة وطنية تجمع القواسم المشتركة لكافة أبناء الوطن وندعو القوى السياسية والمجتمعية للقبول بها" رغم أن وحدة الحركة الاتحادية مطلوبة، خاصة في هذا الظرف التاريخي الذي تمر به البلاد، إلا أن هناك أسئلة مهمة جدا لابد من طرحها: هل الفديو بالفعل هو حديث الميرغني أم هو دبلجة؟ و لماذا الميرغني يرسل فيديو مادام هو سوف يحضر للبلاد؟ أليس الأفضل حضور الميرغني الذي غاب عن البلاد تسع سنوات و يطلق رؤيته من داخل الخرطوم لوحدة الحركة الاتحادية؟ أم هي المنافسة بين الأخوين و التي جاءت بهذا الفيديو بهدف الاستقطاب في ساحة سياسية مليئة بالتناقضات و المشاكل و الأزمات؟ إذا كان الميرغني لم يعود لقيادة شعب استمر يتظاهر قرابة نصف عام حتى انتصر. و لم يعود الميرغني لقيادة شعب كل يوم تحصد ارواحه طلاقات العسكر. هل سوف يقبل العودة فقط لوحدة الاتحاديين. أن التاريخ الذي تسجل فيه بطولات شباب يدفع ارواحه مهرا للحرية و الديمقراطية لن تسجل فيه اسماء الغائبين.
المؤكد أن الفيديو هو عمل مدبلج و ليس حديثا للميرغني، بقرأة الفقرة التي يقول فيها الميرغني " حرصاً منا على مواصلة إسهامنا في العمل الوطني نعلن قرب عودتنا لأرض الوطن، وقد كلفنا السيد جعفر الميرغني نائب رئيس الحزب للعودة إلى السودان لمتابعة الوحدة الاتحادية" هذا تناقض في القول، أن حضور رئيس الحزب لا يتطلب تكليف أي شخص قبل وصول رئيس الحزب، باعتبار أن كلمة رئيس الحزب هي التي لها تأثير قوي و مباشر على جماهير الحزب، و خاصة آهل الطريقة الختمية. الأمر الذي يبرز هنا دور المنافسة بين الأخوين ( جعفر و الحسن) و من خلال هذا الصراع المحموم بين الأخوين في ساحة سياسية مليئة بالأجيال الجديدة رافضة لكل الثقافة السياسية التقليدية، أن تقنعها مثل هذه الخطابات، التي لا تريد أن ترتق للثقافة الديمقراطية، لا تقنع الأجيال الجديدة، بل مثل هذا العمل يقنع فقط الانتهازيين و الوصوليين و ماسحي الجوخ، و الذين يتزاحمون و سط هذا الصراع و يمشون بين الناس بالوسواس الخناس، هؤلاء الذين يغيبوا الحزب و أقعدوه. كما أن الصراع بين الأخوين قد أثبت عدم النضج السياسي، رغم أنهما قد تعلما في مؤسسات تربوية و تعليمة في الدول الديمقراطية، و نشأوا و عاشوا فيها ، إلا أن عقلية الشيخ و الحوار في العمل السياسي مسيطرة عليهم سيطرة كاملة. و يجب عليهما انتظار قول عضوية الحزب في مؤتمر الحزب، على أن يكون اختيار أحدهم من خلال مواعين ديمقراطية، تقول فيها الجماهير رآيها من خلال الانتخاب داخل مؤتمر الحزب. فالأبوية السياسية لا عادت تصلح في العمل السياسي و لا مع الاجيال الجديدة.
و في الفيديو؛ دعا الميرغني رئيس مجلس السيادة والأطراف السياسية لحوار “سوداني – سوداني جامع دون إقصاء لاي جهة أو تمكين لآخر حتى تتحقق قيم ثورة ديسمبر مع التمييز الايجابي للشباب والمرأة" لماذا لا يحضر الميرغني و يدعو كل الاتحاديين إلي حوار جامع بهدف الوصول لوحدة ( الحزب الاتحادي الديمقراطي) و أن يتفق الجميع على قيام المؤتمر العام للحزب. في المرحلة الأولي أن ترسل كل ولاية خمسة عشر عضوا ( خمسة شباب و خمسة شيوخ و خمس نساء) لحضور مؤتمر استثنائي تتم فيه أختيار قيادة للحزب لمدة ثلاث سنوات، مهمتها بناء الحزب في الاحياء و الأقاليم بترفيع القيادة من القاعدة للقمة و صناعة لائحة الحزب و المشروع السياسي و التنظيمي، ثم تتم الدعوة لمؤتمر عام للحزب، الذي يختار رئيس الحزب يرشح فيه كل من يعتقد هو الأصلح للمنصب.
أن الحديث عن عودة الميرغني، و أن يلعب دورا مهما في العمل السياسي، هي دعوة تفارق الحقيقة، و يجب على الذين يعتقدون أن مثل هذه الدعوات سوف تكسبهم شرعية، و تسهل لهم عملية الاستقطاب أن يقرأوا الواقع بعقل مفتوح، و يعلموا أن الأجيال الجديدة تتعامل مع السياسة بواقعية، و وعي مبني على معلومات مؤكدة و ليست افتراضية. هي ربما تقبل بجعفر و الحسن إذا كانا حاضرين سياسيا و لكن لا تقبل بالغائب عنهم و عن المعارك التي خاضوها، و هم يواجهون الرصاص كل يوم بصدور مفتوحة. يأريت آل البربون يفيقوا من غفوتهم. نسأل الله حسن البصيرة
zainsalih@hotmail.com
و الآن تجيء دعوة الميرغني لوحدة الاتحاديين؛ حيث نشرت بعض الصحف حديثا للسيد محمد عثمان الميرغني، قالت الصحف جاء حديث الميرغني من خلال تسجيل مصور. أعلن فيه طرح مبادرة وطنية لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، كما كشف عن قرب عودته للسودان لإعلان الوحدة الاتحادية" و أضاف قائلا "إن البلاد تمر بمرحلة دقيقة، تستدعي من الجميع التوجه نحو الوفاق الوطني الشامل لتجنيبها المخاطر والمهددات، وإننا نعلن مع بعض القوى السياسية من أبناء الشعب السوداني لطرح مبادرة وطنية تجمع القواسم المشتركة لكافة أبناء الوطن وندعو القوى السياسية والمجتمعية للقبول بها" رغم أن وحدة الحركة الاتحادية مطلوبة، خاصة في هذا الظرف التاريخي الذي تمر به البلاد، إلا أن هناك أسئلة مهمة جدا لابد من طرحها: هل الفديو بالفعل هو حديث الميرغني أم هو دبلجة؟ و لماذا الميرغني يرسل فيديو مادام هو سوف يحضر للبلاد؟ أليس الأفضل حضور الميرغني الذي غاب عن البلاد تسع سنوات و يطلق رؤيته من داخل الخرطوم لوحدة الحركة الاتحادية؟ أم هي المنافسة بين الأخوين و التي جاءت بهذا الفيديو بهدف الاستقطاب في ساحة سياسية مليئة بالتناقضات و المشاكل و الأزمات؟ إذا كان الميرغني لم يعود لقيادة شعب استمر يتظاهر قرابة نصف عام حتى انتصر. و لم يعود الميرغني لقيادة شعب كل يوم تحصد ارواحه طلاقات العسكر. هل سوف يقبل العودة فقط لوحدة الاتحاديين. أن التاريخ الذي تسجل فيه بطولات شباب يدفع ارواحه مهرا للحرية و الديمقراطية لن تسجل فيه اسماء الغائبين.
المؤكد أن الفيديو هو عمل مدبلج و ليس حديثا للميرغني، بقرأة الفقرة التي يقول فيها الميرغني " حرصاً منا على مواصلة إسهامنا في العمل الوطني نعلن قرب عودتنا لأرض الوطن، وقد كلفنا السيد جعفر الميرغني نائب رئيس الحزب للعودة إلى السودان لمتابعة الوحدة الاتحادية" هذا تناقض في القول، أن حضور رئيس الحزب لا يتطلب تكليف أي شخص قبل وصول رئيس الحزب، باعتبار أن كلمة رئيس الحزب هي التي لها تأثير قوي و مباشر على جماهير الحزب، و خاصة آهل الطريقة الختمية. الأمر الذي يبرز هنا دور المنافسة بين الأخوين ( جعفر و الحسن) و من خلال هذا الصراع المحموم بين الأخوين في ساحة سياسية مليئة بالأجيال الجديدة رافضة لكل الثقافة السياسية التقليدية، أن تقنعها مثل هذه الخطابات، التي لا تريد أن ترتق للثقافة الديمقراطية، لا تقنع الأجيال الجديدة، بل مثل هذا العمل يقنع فقط الانتهازيين و الوصوليين و ماسحي الجوخ، و الذين يتزاحمون و سط هذا الصراع و يمشون بين الناس بالوسواس الخناس، هؤلاء الذين يغيبوا الحزب و أقعدوه. كما أن الصراع بين الأخوين قد أثبت عدم النضج السياسي، رغم أنهما قد تعلما في مؤسسات تربوية و تعليمة في الدول الديمقراطية، و نشأوا و عاشوا فيها ، إلا أن عقلية الشيخ و الحوار في العمل السياسي مسيطرة عليهم سيطرة كاملة. و يجب عليهما انتظار قول عضوية الحزب في مؤتمر الحزب، على أن يكون اختيار أحدهم من خلال مواعين ديمقراطية، تقول فيها الجماهير رآيها من خلال الانتخاب داخل مؤتمر الحزب. فالأبوية السياسية لا عادت تصلح في العمل السياسي و لا مع الاجيال الجديدة.
و في الفيديو؛ دعا الميرغني رئيس مجلس السيادة والأطراف السياسية لحوار “سوداني – سوداني جامع دون إقصاء لاي جهة أو تمكين لآخر حتى تتحقق قيم ثورة ديسمبر مع التمييز الايجابي للشباب والمرأة" لماذا لا يحضر الميرغني و يدعو كل الاتحاديين إلي حوار جامع بهدف الوصول لوحدة ( الحزب الاتحادي الديمقراطي) و أن يتفق الجميع على قيام المؤتمر العام للحزب. في المرحلة الأولي أن ترسل كل ولاية خمسة عشر عضوا ( خمسة شباب و خمسة شيوخ و خمس نساء) لحضور مؤتمر استثنائي تتم فيه أختيار قيادة للحزب لمدة ثلاث سنوات، مهمتها بناء الحزب في الاحياء و الأقاليم بترفيع القيادة من القاعدة للقمة و صناعة لائحة الحزب و المشروع السياسي و التنظيمي، ثم تتم الدعوة لمؤتمر عام للحزب، الذي يختار رئيس الحزب يرشح فيه كل من يعتقد هو الأصلح للمنصب.
أن الحديث عن عودة الميرغني، و أن يلعب دورا مهما في العمل السياسي، هي دعوة تفارق الحقيقة، و يجب على الذين يعتقدون أن مثل هذه الدعوات سوف تكسبهم شرعية، و تسهل لهم عملية الاستقطاب أن يقرأوا الواقع بعقل مفتوح، و يعلموا أن الأجيال الجديدة تتعامل مع السياسة بواقعية، و وعي مبني على معلومات مؤكدة و ليست افتراضية. هي ربما تقبل بجعفر و الحسن إذا كانا حاضرين سياسيا و لكن لا تقبل بالغائب عنهم و عن المعارك التي خاضوها، و هم يواجهون الرصاص كل يوم بصدور مفتوحة. يأريت آل البربون يفيقوا من غفوتهم. نسأل الله حسن البصيرة
zainsalih@hotmail.com