قطيعة الجمعة

 


 

 

جمعة مباركة
سبحان الله الشخص العادي زي حلاتي والذي له إمكانيات محدودة تجده يجتهد ليلا ونهارا عشان يجيب مجموع كبير عشان يقدر يدخل كلية مثل كلية الهندسة بجامعة الخرطوم ، ثم يقضي بها عدة سنوات خلال حكمين عسكريين بينهما حقبة ديمقراطية كاملة عشان يتخرج بدرجة كويسة ، ثم يعمل مساعد تدريس متعاون بنفس الجامعة ثم يضطر للتغرب في بلد ناشفة مثل جماهيرية العقيد القذافي بعدما أقفلت الإنقاذ الوظائف الحكومية لغير الموالين لها ، ويقضي ثلاث سنوات ليرجع لكي يعمل سائق تاكسي ثم مهندس مدني ثم يبدأ الماجستير بعد يلقى حبة قريشات ، ثم يعمل مهندس بمؤسسة حكومية قومية مثل التصنيع الحربي ردحاً من الزمان ، ويكمل الماجستير بعد تعب ومشقة أثناء عمله بالوظيفة ليتأهل للعمل كمحاضر بجامعة كرري مثلا لعدة سنوات ، ثم يبدا الدكتوراة أثناء عمله بالتدريس والإدارة ثم يترقى لأستاذ مساعد بعد سبع سنوات ونيف من الماجستير وإعداد ما لا يقل عن ١٠ أوراق علمية وتأليف كتاب منهجي ويجاهد ويكابد في إكمال الدكتوراة لينتهي بعد ١٠ سنوات من الماجستير وينتظر كتابة المزيد من الأوراق أثناء العمل الأكاديمي الشاق للحصول على درجة أستاذ مشارك وإعداد كتاب منهجي آخر ، ثم ينتقل من الجامعة لتأسيس معهد بحثي جديد في مجال الفضاء مثلاً ، ويعافر في تعيين الباحثين وتوفير البنية التحتية من الصفر ويكتب المزيد من الأوراق ويؤلف المزيد من الكتب ويشارك في مؤتمرات علمية وورش خارج وداخل السودان لتتم ترقيته لدرجة أستاذ دكتور بعد أن يقبع في درجة أستاذ مشارك لتسع سنوات عجاف يقوم فيها بالبحث العلمي والتدريس والإدارة والمشاركة في التقييم والامتحانات ولجان المناقشة لجانب المناطحة في العمل الإداري في بلد محدود الإمكانيات.
في المقابل ، هنالك الناس المتميزون المتفردون والعباقرة من ذوي الإمكانيات الخارقة من أمثال الأستاذ الدكتور ناجي مصطفى بدوي المحامي والاقتصادي والإعلامي والسياسي والداعية الإسلامي الألمعي تجدهم يختصرون ذلك المشوار الطويل المضني ويتفوقون في عشرات التخصصات ويصلون لدرجة الأستاذ الدكتور بدون عناء ، وذلك لما يملكونه من قدرات خارقة حباهم بها الله دون غيرهم من الدراويش من أمثالي وامثال حملة درجة بروفيسور في مختلف المجالات.
حقيقة لا أعرف حجم الإنتاج العلمي للأستاذ الدكتور ناجي من كتب وأوراق علمية ورئاسة وعضوية لجان ومهام إدارية وعدد الطلاب الذين أشرف عليهم في الدكتوراة والماجستير والبكالريوس والمؤتمرات التي شارك فيها خارج وداخل البلاد والإسهامات العلمية والأكاديمية له وعدد السنوات التي عمل بها في الجامعة ، وتلك شروط معلومة لا بد أن جامعة القرءان الكريم قد أخذتها في الحسبان قبل أن تمنحه تلك الدرجة الرفيعة.
أ. د. مؤتمن ميرغني

zico.omer@yahoo.com

 

آراء