الثورة مستمرة .. والمؤتمر الوطني من وراء الازمات
عمار محمد آدم
24 March, 2022
24 March, 2022
ابكي الان وقلبي يتفطر اسي وضميري يتوجع فقد فقدنا كل شئ لم يعد للحياة لون او رائحة او طعم وهذا كله من فعل المؤتمر الوطني الخليث والذي جثم علي صدورنا ردحا من الزمان اذاق الوطن الامرين وفصل الجنوب واشعل الحرب فى دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان وازكمت انوفنا روائح الفساد تاتينا من كل مكان حتي صار الفساد هو الاصل في ايامهم .عم وطم. وفضائح تاتيك من هنا وهناك. وامور واحوال تشيب من هولها الولدان ويعملون الان بشكل خبيث علي تزايد اسعار السلع وارتفاع معاناة الناس من اجل ان يعودوا مرة اخري وهيهات. وبسببهم الان عزف الشباب عن الزواج وارتفعت نسبة العنوسة والطلاق بسبب الاوضاع الاقتصادية وانهار الجنيه السوداني امام الدولار وعم الفزع الاوساط الاقتصادية وتعطلت مصالح الناس بسبب التذبذب في قيمة الجنيه حتي صار البيع بالسعر المتوقع وليس بالسعر القائم واصبحنا نحمل الامراض في اجسادنا ونعجز عن مقابلة الطبيب فمن اين لنا قيمة المقابلة والمعمل والموجات والمنظار والاشعة وروشتة الدواء وعنها فحدث ولاحرج ومن اين للشعب السوداني ان يعلم ابنائه بعشرات الملايين من الجنيهات في الجامعات والمدارس الخاصة ..وماذنب هذه الاجيال الحديثة ان تعاني قسوة الحياة فى المواصلات وغيرها وتعاني شظف العيش في الداخليات وينتظرها مستقبل مظلم وغد ملبد بالغيوم.
تتنهد الكلمات في داخلي من وطأة الأسى والحزن على هذا الوطن الجريح الذي وقف أهله يتفرجون ولمدى أكثر من ربع قرن من الزمان على واقع مضطرب ومشهد مأساوي ما بين الحرب والفساد والعشوائية كان أناس قد سيطروا على المسرح تتغير مواقعهم ولا تتغير وجوههم وكأن الله قد كتب علينا أن يحكمنا هؤلاء العباقرة ممن ينتمون إلى جسم وهمي وهلامي اسمه المؤتمر الوطني وهو حزب قد صنعته الحكومة من بعد أن آل إليه الأمر بعد سقوط النظام الديمقراطي والإطاحة برئيس البلاد السيد أحمد الميرغني رحمه الله ورئيس وزرائه الإمام اليد الصادق المهدي.
وكنا نتساءل وبمنتهى البراءة ما هو المؤتمر الوطني ما هو فكره الذي يستند إليه وأي تاريخ له في هذه البلاد وما هي مواقفه السياسية والوطنية التي يحفظها له الشعب السوداني وما هو تاريخ ومواقف من على قمته من قيادات يمتطون السيارات الفارهة ويسكنون القصور العالية ويمتلكون أخرى، ليست أدري ماذا استفاد الشعب السوداني من المؤتمر الوطني الذي هو حزب الحكومة وتأتي ميزانيته وعموم الصرف عليه من الشعب السوداني يدير انتخابات فتفتح له الخزائن ويصرف المؤتمر الوطني في موسم الانتخابات صرف من لا يخشى الفقر. وفي كل ولايات السودان المختلفة بل وخارج البلاد هل تريدون أن تقنعونا أن تلك الأموال الطائلة هي من اشتراكات الأعضاء ومن استثمارات الحزب!! ما هي استثمارات ذلك الحزب وهل تخضع للمراجعة. ومن أين يأتي الحزب بكل هذه المليارات في حشوده المستمرة في العاصمة والولايات من أجل سد عقدة الشرعية والجماهيرية وتعويض المفقود من الولاء الفطري والطبيعي.بل اين امواله واستثماراته الان من بعد السقوط.
أمانات وقطاعات وأجهزة ومؤسسات وعربات ومباني كلها كانت تتبع للمؤتمر الوطني الذي كان يستحوذ على مبنى ضخم في موقع ممتاز انتزعه من الكنيسة وكان النادي الكاثوليكي ولماذا لايعود اليهم الان بعد سفوط النظام وهذا المبني يكون أغلب العام خالياً ولا يدور فيه نشاط حقيقي وكان الأولى بهذا المبنى أن يتحول إلى مستشفى لأطفال السرطان ولمرضى الفشل الكلوي بدلاً من يظل لافتات كبيرة عليها عبارات لا معنى وصور كبيرة من غير مراعاة للجوانب الفنية والجمالية وفي مواجهة بوابة السودان العالمية وهي مطار الخرطوم مما يعطي انطباعاً لدى الزائر ولأول وهلة بأن هناك حالة شمولية تخيم على البلاد كان يقف الشعب حيالها مكتوف الأيدي وحائراً ومسلوب الإرادة. لافتات المؤتمر الوطني الضخمة كانت تكلف أموالاً طائلة وتجني منها شركات الإعلان أموالاً هائلة خاصة في موسم الانتخابات أو مواسم المؤتمرات التنشيطية!! أو المؤتمر العام أو ما إلى ذلك من أسماء ومسميات لشيء غير حقيقي كان اسمه المؤتمر الوطني أعضائه من زعماء القبائل والعشائر وبعض الطرق ةلصوفية وبقايا الاتحاد الاشتراكي ومنسوبي الحركة الاسلامية والذين قد لفظتهم أحزابهم السياسية أو العائدون من المؤتمر الشعبي وما إلى ذلك.
كنا نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً. فماذا كان دور أمانة الشباب في المؤتمر الوطني وكم عدد الشباب السوداني في هذه الأمانة مثلاً. وما الفرق بينها وبين الشباب الوطني أو أمانة الشباب في الحركة الإسلامية أو أمانة الطلاب والاتحاد العام للطلاب السودانيين. واتحاد ولاية الخرطوم والمركز القومي للإنتاج الإعلامي وهلمجرا. أما عن المرأة وأماناتها فحدث ولا حرج فهن ذاتهن في اتحاد العام للمرأة السودانية أو أمانة المرأة والاتحاد الاسلامي للمرأة. وما إلى ذلك من مسميات وصرف ومكاتب وعربات ومرتبات وكهرباء ومكيفات هواؤ وما خفى أعظم .كان كل ذلك من أجل اضفاء شرعية زائفة على أمر واقعي حقيقته أن رئيس الجمهورية يكتسب شرعيته من أنه ينتمي إلى القوات المسلحة بكل مواقفها التاريخية والوطنية ولو خلع رئيس الجمهورية بزته العسكرية في ذلك الوقت وتخلي عن انتمائه للقوات المسلحة. لفقد الشرعية فقيمته الحقيقية أنه ضابط في القوات المسلحة السودانية قد تخرج في الكلية الحربية الدفعة 18 وهو من سلاح المظلات وحين بلغ رتبة العميد قاد انقلاباً عسكرياً واستولى على السلطة بالبلاد ودانت له الوحدات العسكرية المختلفة وكون مجلس عسكري ولم يكن في البلاد مؤتمر وطني ولا يحزنون ومضى الحال على ذلك لعدة سنوات وقد تفتقت عبقرية البعض من بقايا الاتحاد الاشتراكي القديم ببناء جسم مماثل له وقد كان لهم ما أرادوا ومنذ ذلك الوقت كانت تفتك أذاننا كل يوم أحاديث عن المؤتمر الوطني وهو وجود كان لا داعي له أصلاً.
كلمة "مؤتمر" تعني كيان جامع فيه أكثر من حزب أو حركة أو منظومة كلها تجتمع مع اختلافها تحت سقف مؤتمر" والحد الأدنى بينهم هو الوطنية وبهذا يصبح "المؤتمر الوطني" هو الجناح المدني في مقابل الوجود العسكري ليطير بجناحين احداهما مدني والآخر عسكري ولا يكون هنالك خلط للأوراق وتكون الحياة المدنية بكل مكوناتها مقابل للحياة العسكرية فالنفايات والطلاب والزراع والأحزاب يجمعها مؤتمر، وفي علم الاجتماع يبدأ الفرد بتكوين أسرة ومجموعات أسر تكون قبيلة ومجموعة قبائل تنخرط أو تذوب في جماعة أو طائفة دينية ومجموعات طوائف دينية يضمها حزب أو أحزاب سياسية وبهذا يحدث التطور الطبيعي في الحياة.
ماكان قد عرف بالحوار الوطني من خلال وجود عدد كبير من الأحزاب الصغيرة الكبيرة ومنظمات المجتمع المدني والأهلي والحركات المسلحة كل ذلك هو في حقيقته "المؤتمر الوطني" وبالتالي فإنه لا حاجة للعسكريين وقتذاك و الذين يحكمون البلاد . كانت لا حاجة لهم لـ"حزب" المؤتمر الوطني وهو في حقيقة ليس مؤتمراً وطنياً وإنما هو عبارة عن عشر في المائة تقريباً من تنظيم الاخوان المسلمين مع عدد آخر من مواقع مختلفة ويقوم على أمانات وقيادات لا قواعد لها وحتى الذين يتم حشدهم من مواقع مختلفة يأتون بدوافع مختلفة منها التغيير وحب الاستطلاع وبعضهم بل كثير منهم الطائرات حينما تحلق في ديارهم فيتدافعون نحو الطائرة أو تجذبهم الإعلام واللافتات والمكرفونات في مجتمع بدوية بدائية تبحث وتجذابها أي مظاهر حضارية.
التكتلات ومراكز القوى التي كانت تشهدها المؤتمرات العامة للمؤتمر الوطني تشي بأن هنالك من يبيت سوء النية ويجعل من المؤتمر بؤرة للتآمر والصراعات بين من فقدوا مناصبهم التنفيذية فهرعوا إلى المواقع السياسية يديرون معاركهم الخفية وفي بلاد العالم الثالثة ومنها السودان يكون للموقع التنفيذي القوة والتأثير من أي منصب سياسي آخر فالولاة والوزراء أقوى من أمناء الأمانات أو رؤساء القطاعات أو حتى أعضاء المكتب القيادي وما إلى ذلك لافتات سياسية وتنظيمية في حقبتها هواء وفي جعبتها خواء.
أصول ومقتنيات المؤتمر الوطني في العاصمة والولايات وميزانيته خاصة و مباني المؤتمر الوطني في الأحياء والعواصم في مواقع متميزة وبيعها بعد السقوط يمكن أن يوفر ميزانية لصيانة المحطات الحرارية أو أي ضروريات أخرى للشعب السوداني فهو يحتاج إلى الصحة والتعليم والكهرباء وما كانت قيمة المؤتمر الوطني سوى إنه يصب في مصلحة بعض الذين يقتاتون من العمل السياسي والتنظيمي ويهدرون أموال الدولة والشعب فيما لا طائل من ورائه.
بيع مباني المؤتمر الوطني ومصادره جميع أمواله وممتلكاته أمر لابد منه من أجل أن اجل ان يستفيد منها الشعب في اصلاح قطاع الكهرباء اصلاح حقيقي . و ؤسعى ما كان يعرف الآن بالمؤتمر الوطني إلى عرقلة عملية البناء الوطني واستمرار دولاب الدولة بشكل طبيعي. لأنهم يعلمون ان ذلك يأتي على حساب مصالحهم وهذا ما يؤرقهم ويقض مضاجعهم ويقلق نومهم. وراحتهم ولكنهم شاءوا أم أبوا فإن التغيير سيفرض نفسه بالقوة من أجل أن ينعم الناس في السودان بالحرية والديمقراطية والسلام وتنشأ أجيال وأجيال تحت ظلال الديمقراطية الوارفة .حين يكون الرأي للشعب هو الذي يقرر أمره ويحدد مساره عبر صناديق الاقتراع وهذا هو الأمر الطبيعي والحق الذي يكفله الدستور والمواثيق الدولية.
تتنهد الكلمات في داخلي من وطأة الأسى والحزن على هذا الوطن الجريح الذي وقف أهله يتفرجون ولمدى أكثر من ربع قرن من الزمان على واقع مضطرب ومشهد مأساوي ما بين الحرب والفساد والعشوائية كان أناس قد سيطروا على المسرح تتغير مواقعهم ولا تتغير وجوههم وكأن الله قد كتب علينا أن يحكمنا هؤلاء العباقرة ممن ينتمون إلى جسم وهمي وهلامي اسمه المؤتمر الوطني وهو حزب قد صنعته الحكومة من بعد أن آل إليه الأمر بعد سقوط النظام الديمقراطي والإطاحة برئيس البلاد السيد أحمد الميرغني رحمه الله ورئيس وزرائه الإمام اليد الصادق المهدي.
وكنا نتساءل وبمنتهى البراءة ما هو المؤتمر الوطني ما هو فكره الذي يستند إليه وأي تاريخ له في هذه البلاد وما هي مواقفه السياسية والوطنية التي يحفظها له الشعب السوداني وما هو تاريخ ومواقف من على قمته من قيادات يمتطون السيارات الفارهة ويسكنون القصور العالية ويمتلكون أخرى، ليست أدري ماذا استفاد الشعب السوداني من المؤتمر الوطني الذي هو حزب الحكومة وتأتي ميزانيته وعموم الصرف عليه من الشعب السوداني يدير انتخابات فتفتح له الخزائن ويصرف المؤتمر الوطني في موسم الانتخابات صرف من لا يخشى الفقر. وفي كل ولايات السودان المختلفة بل وخارج البلاد هل تريدون أن تقنعونا أن تلك الأموال الطائلة هي من اشتراكات الأعضاء ومن استثمارات الحزب!! ما هي استثمارات ذلك الحزب وهل تخضع للمراجعة. ومن أين يأتي الحزب بكل هذه المليارات في حشوده المستمرة في العاصمة والولايات من أجل سد عقدة الشرعية والجماهيرية وتعويض المفقود من الولاء الفطري والطبيعي.بل اين امواله واستثماراته الان من بعد السقوط.
أمانات وقطاعات وأجهزة ومؤسسات وعربات ومباني كلها كانت تتبع للمؤتمر الوطني الذي كان يستحوذ على مبنى ضخم في موقع ممتاز انتزعه من الكنيسة وكان النادي الكاثوليكي ولماذا لايعود اليهم الان بعد سفوط النظام وهذا المبني يكون أغلب العام خالياً ولا يدور فيه نشاط حقيقي وكان الأولى بهذا المبنى أن يتحول إلى مستشفى لأطفال السرطان ولمرضى الفشل الكلوي بدلاً من يظل لافتات كبيرة عليها عبارات لا معنى وصور كبيرة من غير مراعاة للجوانب الفنية والجمالية وفي مواجهة بوابة السودان العالمية وهي مطار الخرطوم مما يعطي انطباعاً لدى الزائر ولأول وهلة بأن هناك حالة شمولية تخيم على البلاد كان يقف الشعب حيالها مكتوف الأيدي وحائراً ومسلوب الإرادة. لافتات المؤتمر الوطني الضخمة كانت تكلف أموالاً طائلة وتجني منها شركات الإعلان أموالاً هائلة خاصة في موسم الانتخابات أو مواسم المؤتمرات التنشيطية!! أو المؤتمر العام أو ما إلى ذلك من أسماء ومسميات لشيء غير حقيقي كان اسمه المؤتمر الوطني أعضائه من زعماء القبائل والعشائر وبعض الطرق ةلصوفية وبقايا الاتحاد الاشتراكي ومنسوبي الحركة الاسلامية والذين قد لفظتهم أحزابهم السياسية أو العائدون من المؤتمر الشعبي وما إلى ذلك.
كنا نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً. فماذا كان دور أمانة الشباب في المؤتمر الوطني وكم عدد الشباب السوداني في هذه الأمانة مثلاً. وما الفرق بينها وبين الشباب الوطني أو أمانة الشباب في الحركة الإسلامية أو أمانة الطلاب والاتحاد العام للطلاب السودانيين. واتحاد ولاية الخرطوم والمركز القومي للإنتاج الإعلامي وهلمجرا. أما عن المرأة وأماناتها فحدث ولا حرج فهن ذاتهن في اتحاد العام للمرأة السودانية أو أمانة المرأة والاتحاد الاسلامي للمرأة. وما إلى ذلك من مسميات وصرف ومكاتب وعربات ومرتبات وكهرباء ومكيفات هواؤ وما خفى أعظم .كان كل ذلك من أجل اضفاء شرعية زائفة على أمر واقعي حقيقته أن رئيس الجمهورية يكتسب شرعيته من أنه ينتمي إلى القوات المسلحة بكل مواقفها التاريخية والوطنية ولو خلع رئيس الجمهورية بزته العسكرية في ذلك الوقت وتخلي عن انتمائه للقوات المسلحة. لفقد الشرعية فقيمته الحقيقية أنه ضابط في القوات المسلحة السودانية قد تخرج في الكلية الحربية الدفعة 18 وهو من سلاح المظلات وحين بلغ رتبة العميد قاد انقلاباً عسكرياً واستولى على السلطة بالبلاد ودانت له الوحدات العسكرية المختلفة وكون مجلس عسكري ولم يكن في البلاد مؤتمر وطني ولا يحزنون ومضى الحال على ذلك لعدة سنوات وقد تفتقت عبقرية البعض من بقايا الاتحاد الاشتراكي القديم ببناء جسم مماثل له وقد كان لهم ما أرادوا ومنذ ذلك الوقت كانت تفتك أذاننا كل يوم أحاديث عن المؤتمر الوطني وهو وجود كان لا داعي له أصلاً.
كلمة "مؤتمر" تعني كيان جامع فيه أكثر من حزب أو حركة أو منظومة كلها تجتمع مع اختلافها تحت سقف مؤتمر" والحد الأدنى بينهم هو الوطنية وبهذا يصبح "المؤتمر الوطني" هو الجناح المدني في مقابل الوجود العسكري ليطير بجناحين احداهما مدني والآخر عسكري ولا يكون هنالك خلط للأوراق وتكون الحياة المدنية بكل مكوناتها مقابل للحياة العسكرية فالنفايات والطلاب والزراع والأحزاب يجمعها مؤتمر، وفي علم الاجتماع يبدأ الفرد بتكوين أسرة ومجموعات أسر تكون قبيلة ومجموعة قبائل تنخرط أو تذوب في جماعة أو طائفة دينية ومجموعات طوائف دينية يضمها حزب أو أحزاب سياسية وبهذا يحدث التطور الطبيعي في الحياة.
ماكان قد عرف بالحوار الوطني من خلال وجود عدد كبير من الأحزاب الصغيرة الكبيرة ومنظمات المجتمع المدني والأهلي والحركات المسلحة كل ذلك هو في حقيقته "المؤتمر الوطني" وبالتالي فإنه لا حاجة للعسكريين وقتذاك و الذين يحكمون البلاد . كانت لا حاجة لهم لـ"حزب" المؤتمر الوطني وهو في حقيقة ليس مؤتمراً وطنياً وإنما هو عبارة عن عشر في المائة تقريباً من تنظيم الاخوان المسلمين مع عدد آخر من مواقع مختلفة ويقوم على أمانات وقيادات لا قواعد لها وحتى الذين يتم حشدهم من مواقع مختلفة يأتون بدوافع مختلفة منها التغيير وحب الاستطلاع وبعضهم بل كثير منهم الطائرات حينما تحلق في ديارهم فيتدافعون نحو الطائرة أو تجذبهم الإعلام واللافتات والمكرفونات في مجتمع بدوية بدائية تبحث وتجذابها أي مظاهر حضارية.
التكتلات ومراكز القوى التي كانت تشهدها المؤتمرات العامة للمؤتمر الوطني تشي بأن هنالك من يبيت سوء النية ويجعل من المؤتمر بؤرة للتآمر والصراعات بين من فقدوا مناصبهم التنفيذية فهرعوا إلى المواقع السياسية يديرون معاركهم الخفية وفي بلاد العالم الثالثة ومنها السودان يكون للموقع التنفيذي القوة والتأثير من أي منصب سياسي آخر فالولاة والوزراء أقوى من أمناء الأمانات أو رؤساء القطاعات أو حتى أعضاء المكتب القيادي وما إلى ذلك لافتات سياسية وتنظيمية في حقبتها هواء وفي جعبتها خواء.
أصول ومقتنيات المؤتمر الوطني في العاصمة والولايات وميزانيته خاصة و مباني المؤتمر الوطني في الأحياء والعواصم في مواقع متميزة وبيعها بعد السقوط يمكن أن يوفر ميزانية لصيانة المحطات الحرارية أو أي ضروريات أخرى للشعب السوداني فهو يحتاج إلى الصحة والتعليم والكهرباء وما كانت قيمة المؤتمر الوطني سوى إنه يصب في مصلحة بعض الذين يقتاتون من العمل السياسي والتنظيمي ويهدرون أموال الدولة والشعب فيما لا طائل من ورائه.
بيع مباني المؤتمر الوطني ومصادره جميع أمواله وممتلكاته أمر لابد منه من أجل أن اجل ان يستفيد منها الشعب في اصلاح قطاع الكهرباء اصلاح حقيقي . و ؤسعى ما كان يعرف الآن بالمؤتمر الوطني إلى عرقلة عملية البناء الوطني واستمرار دولاب الدولة بشكل طبيعي. لأنهم يعلمون ان ذلك يأتي على حساب مصالحهم وهذا ما يؤرقهم ويقض مضاجعهم ويقلق نومهم. وراحتهم ولكنهم شاءوا أم أبوا فإن التغيير سيفرض نفسه بالقوة من أجل أن ينعم الناس في السودان بالحرية والديمقراطية والسلام وتنشأ أجيال وأجيال تحت ظلال الديمقراطية الوارفة .حين يكون الرأي للشعب هو الذي يقرر أمره ويحدد مساره عبر صناديق الاقتراع وهذا هو الأمر الطبيعي والحق الذي يكفله الدستور والمواثيق الدولية.