رسالة في ذكرى الأخت سهير شريف في عليائها

 


 

 

نوال جنيدابي ـ لندن
القراء الكرام
اسمحوا لي أن أحييكم جميعا، وأناديكم بمحبي سهير أيقونة لندن،
رمضان كريم،
رمضان هل علينا ولم تكن سهير حضوراً بيننا كما عهدنا ذلك منذ أن عرفنا (سهير)، ولكن هذه قرارات السماء التي لا خيار لنا إلا قبولها قائلين إنا لله وإنا إليه راجعون
(يا وجعي عليك يا سهير، ويا سهيراه)
هيجتني الذكرى السنوية الأولى على رحيلك المر، وأنا أبكيك للذكرى وقد عبدت الله في سري لأن الله سوَّاك ، وعشقت القبر يا حبي لأن القبر ضماك.
منذ أن تعارفنا كنت أناديها ( سو)، وكانت تحببني في اسمي وتناديني (ننس) . منذ أن تعارفنا تواددنا وتحاببنا ولم نفترق أبداً. كانت سهير مثالاً للأٌخوَّةِ الصادقة والوفاء والإخلاص دون تكلّف ، وكنت أحس كأنني الوحيدة التي كنت أحظى بصداقتها لأنها تهدي هذا الإحساس النبيل لكل من يعرفها وتجعله يحس بأنه هو الوحيد الأول والقريب، وهذه دون شك صفة الكرام.
لا أدري من أين أبدأ وماذا أقول حبيبتي ماذا أقول.
ارتحلت سهير من دنيانا إلى دار الخلود والجزاء الوفاق.
كانت سهير إمرأة نخلة بعطائها، وكرمها النموذجي، كانت مثالاً للوفاء الذي أدهشني منذ أن عرفت الاندهاش .
سهير المرأة التي يعرفها الناس كل الناس بعمق ودِّها متى ما التقوها صدفةً أم بميعاد فهي الناطقة بحلو الكلام، والمبادرة بالعناق الفوَّاح بالشوق والحب والمطايبه والسؤال عن الحال وعن الأسرة والعيال بعفويتها الخالية من كل كلفه.
سهير أخت وحبيبه وصديقه لكل رجل وامراة، تتفقد الأحوال، وتمد يد العون بلا حدود لكل محتاج صغيراً كان أو كبيراً في السر والخفاء بعيداً عن الرياء خالقةً بذلك نموذجاً للشهامة والسخاء والكرم والتواضع وحب الخير . تحب اجتماعات الأحباب ، وتدعونا للقاءات دون مناسبات، وتدعونا دائما إلى عدم الانقطاع،وعند انفضاض الجمع كانت تردد(يا حبيبات عليكم الله ما تنقطعوا خلونا دايما نتقابل) وهي لا تدري أنها ستنقطع عنا فجأة بهذا الفراق المر.
رحلت سهير بصحبة صفاتها الجميلة وهدَّتْ بذلك ركناً للجمال والذوق والكرم والتواضع والنبل وجميل الخِصال.
أحمد الله أني كنت معها ليلة الفراق الثلاثاء 7/4/2021
حتى منتصفها بصحبة حنان عبد المنعم لنكون آخر من سعد بمخاطبتها ، وكان ذلك في ليلة من ليالي أحد المنتديات حيث ابتهجت وفرحت مع حميميتها المعهودة ، وودعتنا على عهد اللقاء يوم الخميس التاسع من الشهر خلال رحلة سوبا وهي لا تدري أنها في تلك اللحظات تودعنا لنذهب للقاء سوبا الذي أعدّت له وكان لقاءً هو مقدمة مراسم دفنها ووداعها.
أحمد الله كثيراً بأني قابلتها يوم الثلاثاء ٤/٧ وقضيت معها وقتاً ممتعاً مليئاً بالفرح والطرب، وقد استمعنا لأغنية ست البيت ، وكانت سهير تردد مقاطعها وتقاطعها بالبكاء والدموع .
كانت تلك هي ساعات سهير الأخيرة قضتها ببهجة وسرور ثم ودَّعت جميع الحضور بطريقتها المتفردة وابتسامتها المرسومة بعناية ربانية .
رحمة الله عليك يا سو ونسأل المولى عز وجل أن يتغمدك برحمته ويتقبلك قبولاً حسناً ببركة هذا الشهر الكريم،وإنا لله وإنا إليه راجعون
نوال جنيدابي
لندن 8/4/2022

 

آراء