هناك طريق آخر

 


 

 

نعم هناك طريق آخر، وهذا يعني أن نزيل من خريطة أذهاننا خيارات الإنقلابات العسكرية، التي مارست الإستجداء بأسم السودان وشعبه، بعد أن صادرت حريته وقراره، حولته إلى بلد معاق، يستجدي الآخرين طعامه وشرابه ودوائه، للدرجة التي أصبح السودان تتحكم فيه دول يحكمها المشائخ الذين لا يعرفون ماذا تعني الديمقراطية ...؟؟؟

من أسوأ أقدارنا أننا شعب ديمقراطي الهوى، فكراً وسلوكاً، لكنه محاط بجيران لا يعرفون للديمقراطية قيمة أو معنى في حياتهم.!

ماليزيا حققت الإستقرار السياسي والنمو الإقتصادي الهائل، في عهد د. محمد مهاتير، لأنها وجدت الدعم من جارتها اليابان التي تعتمد النظام الديمقراطي، القائم على النزاهة والجودة.

النجاح له طرقه، ليس من بينها الإنقلابات العسكرية بطبيعة الحال.

طريق النجاح هو الديمقراطية القائمة على الحرية والعدالة الإجتماعية والنزاهة.

إذن لابد من السير في هذا الطريق الذي ثار من أجله الشعب السوداني على نظام عمر البشير وحاشيته الفاسدة، من بني كوز الجهلاء الذين لا يتوفرون على نظرية علمية، فقط يرددون شعارات خاوية من المضامين كل ما عندهم هو الدجل والنفاق والمتاجرة بأسم الدين، هؤلاء لابد من تخطي عقبتهم، وعقبة إنقلاب 25 إكتوبر 2021، عبر جبهة وطنية عريضة للخلاص الوطني تنشر الوعي وتملك الشعب الحقائق المعرفية الحقة، سواء عن الدنيا أو الدين.
حتى نخلص الوطن من شرور ذيول النظام السابق الذين فصلوا الجنوب وأججوا الحرب في دارفور وإنتهكوا أعراض الناس، من أجل البقاء في السلطة.
لابد من تأمين طريق آمن وواضح للعبور إلى بر الأمان لتحقيق الأمن والإستقرار والحفاظ على سيادة الوطن، وإستقلال قراره الوطني، إعتماداً على ذاته عبر توظيف علمي لموارده الطبيعية وخيراته التي لا عد ولا حصر لها، على رأسها النيل الذي يعتبر أطول نهر في العالم، يجري فوق أراضي شاسعة وخصبة، بجانب المعادن من بترول وغاز وذهب ويورانيوم وحديد ونحاس، ومواقع سياحية طبيعية، وآثرية أثبتت الحفريات إنها من أقدم الحضارات الإنسانية، وثروة حيوانية بمشتقاتها من ألبان وأجبان وجلود، ومحاصيل زراعية قطن وسكر وفول وسمسم وزيوت وصمغ عربي، يتسيد السودان فيه المرتبة الأولى في العالم، بل هناك ثروات أخرى ما زالت مدفونة في باطن الأرض تنتظر العقول النيرة لإكتشافها عبر جهد علمي مؤسسي لإدخالها إلى حلبة إقتصاد المعرفة العلمية الرصينة.

عندها يتلاشى الفقر، و تنهار السجون والزنازين، وينبثق الصباح نوراً، وتعود العصافير المهاجرة، كما تعود النسمة شايلها الرياح، ويفرهد الفرح على وقع الجراري والطنبور والمردوم والكمبلة ويكتسي الأفق بلوحات مطرزة بلحظة الإستفاقة الوطنية الشاملة وهي تعانق مواسم الحصاد في كل عام.

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com

 

آراء