غياب الاقتدار السياسي والقيادات الحكيمة

 


 

 

كنت في ورشة تناقش الازمة السياسية والأحزاب السياسية واللحظة الوطنية الراهنة لقد شخصوا بالأقوال ورصد الوضع وتكلموا بعقل وغضبوا واختلفوا و كالوا السباب للقيادات لضبابية المواقف والانهزام والتبعية والانجرار للشخصنة والتباعد عن الواقع المعاش وتحكيم والعواطف لا العقلانية
كنت في دهشة من امرهم والأحزاب التي كانت حاضرة في هذه اللحظة الوطنية لكن مشاركتها كانت محدودة وخجولة، ولم ترتقِ إلى مستوى الحدث إذ تركزت في الحضور الاعلامي والصوت العالي والمتمرس في مواقف لا تخدم الوطن ولا المصالح الوطنية العليا
ويظن العض ان اطلاقهم لصناعة واقع محبط للشباب وقوي الثورة وربما، هو اليأس ومحاولة للخروج من العزلة التي أصبح عليها الانقلابين وانصارهم ، من الممكن انهم أرادوا استفزاز الشعب بإطلاق سراح بعض قادة حزب المؤتمر الوطني المحلول، الأسبوع الماضي، ولكن المشكلة المقيمة في الخطط التي تخدم اجندة الانقلابيين وهم يتوهمون القدرة على إنجاح هذه خطط الخبيثة
وفي سبيل ذلك، سوف يعيدون بغباء نفس الأخطاء انهم يعلمون أن المجتمع الدولي علَّق المساعدات والمنح والدعم المقدم للسودان من المؤسسات الدولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وذلك حتى شهر يوليو المقبل كمهلة أخيرة لقيام حكومة انتقالية، أو إلغاء الدعم نهائياً من طرف تلك الجهات في حالة اذا لم تؤلَّف حكومة مدنية
نعرف ان مبادرة الجبهة الثورية هي عبيثة بصورة كرتونة تشبه دعاية المستهلكات بالتلفاز كما لو أنها مبادرة من طرف أعضاء في المجلس السيادي، إذ جاء خبرها على صفحة مجلس السيادة الانتقالي بالفيس بوك ندرك أن مبادرة "الجبهة الثورية" لن تجد آذاناً صاغية من كل الاطراف السياسية والقوى الثورية ولجان المقاومة قيادة الحراك السياسي الان
ولكن من الغريب ما نري الان عندما تكون هناك حالة وطنية كالتي يعاني منها الوطن الان ، ولا تشكل الأحزاب السياسية الحاضنة التي يعبر من خلالها المواطن عن مشاعره ومواقفه وانتمائه. ولكن لم يحدث شيء من ذلك. لدينا أكثر من مائة وثلاثين حزباً سياسياً وحركات مسلحة ومليشيات تملأ الإعلام عادة ببياناتها، وإداناتها، وشجبها لطيفٍ واسع من الأحداث داخل الوطن اقول هذه واحدة من افتقار القدرة السياسية علي صناعة موقف قوي يحدد ثوابت الامة الوطنية لا الولاء للشخوص والقيادات
فمع فشل القوي السياسية المتصارعة تشتد قبضة العسكر والتوجه للانفراد بالسلطة والتحول للديكتاتورية القمعية وهنا تبرز شريحة من المناظريين للنظم العسكرية كما نري الان وتتسع الهوة بين العسكر الجماهير وهؤلاء كما نري ابتدعوا تقليد تزيف ولاء الشعب ويسعون لتاكيد ولاء الشعب للعسكر ويعتمدون في ذلك علي النفاق والرياء والافك السياسي واستغلال الانقسامات والانشقاقات داخل الاحزاب ومؤسساتها الطائفية لإجبار الكل للخضوع ولكن شباب الثورة والذين هم بهذه البسالة لن يرضخ لهم
كنت ولا ازال علي ثقة وهذا رائي الذي قلته في هذه الندوة ان الدائرة المفرغة لن تظل متواصلة في السودان وسوف تنتهي لهزيمة الانقلاب العسكري وعودة الجيش الي ثكناته والتفرغ لمهام الدفاع عن الوطن ولن يحققوا السيطرة علي الاحزاب ولا الحركات ولديهم شريك في السلطة يحمل السلاح وله جيش خارج الشرعية الدستورية بالرغم من جمود الاحزاب وهي غير قادرة علي وضع مشروع نهضة وطني يشمل كل طموحات اهل السودان الا ان مواثيق لجان المقاومة تظل الامل والمخرج لما نحن فيه وهم اصحاب المستقبل وصناع الغد القريب لذلك ننصح الذين يريدون التسلق علي اكتاف العسكر للوصول انه هذا العمل عمره قصير وهم القيادات التي لا تعرف الحكمة السياسية ولا صناعة الموقف السياسي ذو الديمومة
وشباب الارض ولجان المقاومة الي مدارك المجد ونصر الثورة لقادرون ومعا وكل القوي المناهضة للانقلاب العسكري من اجل دولة مدنية وان طال مشوار الصراع وتكاثر الشهداء واننا لفجر النصر ذاهبون ولن تظل الساحة السياسية السودانية تعيش ظلام غياب الاقتدار السياسي وتعيش القيادات في كنف الجنون لا الحكمة السياسية

zuhairosman9@gmail.com

 

آراء