بطاقات مشعثة (21)

 


 

 

12 أبريل 2022

(1)
وقفت مجموعة من الناس في قرية الواقع ليختاروا سيارة تنقلهم عبر وادي الحلم إلى مدينة المستقبل.
وجدوا سيارتين؛ إحداهما تحمل اسم "رزق اليوم باليوم"، وعلى لوحتها الخلفية "ياخي باركوها"، ولوحتها الأمامية "كدي النشوف الحاصل شنو".
أما السيارة الثانية فكُتب عليها "العمل المدروس"، ولوحتها الخلفية تحمل "العلم والإخلاص"، ولوحتها الأمامية "الإرادة والقيادة".. اللطيف أنهم منذ عام 1956 يتشاورون أي سيارة يختارون!!
حدجني ساخروف بنظرة ثاقبة وغنّى بخنشورية معهودة: هالسيارة مش عم تمشي.. بدنا حدا يدفشها دفشة!

(2)
ذات تجرد.. كتب الأستاذ فتحي الضو مقالة بعنوان "الحسد في السياسة السودانية" قعّد فيها للظاهرة ولتأثيراتها على واقعنا المعيش. إن شئت دليلا فانظر كثرة المبادرات السياسية التي لا تختلف إلا في الصياغة و..
قاطعني ساخروف: ننتظر صحفيا بذات الشجاعة ليكشف بقية العلل!

(3)
سقط ثور ضخم على الأرض بعد أن تعرّض لسهام مسمومة.
تبادلت مجموعة من الصيادين النظرات، وسرعان ما خلعوا بزات الصيد، واستبدلوها ببدل باريسية فخمة، واقتربوا وكل منهم يُخفي سكينا وراء ظهره، ثم هجموا عليه ليقطعوا أوصاله.
فاجئني ساخروف بصوت دامٍ: حسبك.. ثم تناول منديلا ليمسح دموع قلبه.

(4)
لو قضى السودانيون ربع الزمن الذي يقضونه على الفيسبوك والواتساب في الاطلاع والتثقيف الذاتي لما احتجنا لثورة أصلا.
قال ساخروف: أعلمُ رأيك فلا تكرره: الوعي هو المنطلق والمنتهى، والسبب والغاية.

(5)
لماذا السياسي عندنا محتال وليس خادما لمصلحة الشعب؟!
تفادى ساخروف النظر إليّ وهو يسكب الشاي: لأنه يمثل نفسه وليس الشعب. لماذا أنتَ غبي؟!

(6)
بحكم المهنة والإدمان أيضا، اتابع بصورة دورية بعض المتحدثين عن الشؤون السودانية على وسائل التواصل الاجتماعي. دعك من النوع الذي يصرخ ويزبد كالمجذوب في حولية فلا محل لهم من الإعراب، فالمعضلة من تلتمس في آرائهم خيرا ثم تفاجئ بتذبذب مريع في مستوى الخطاب؛ مرتفعا إلى التحليل السياسي تارة، وهابطا إلى دغدغة المشاعر تارة أخرى.
وضع ساخروف كتابه جانبا وقال: الجمهور عاوز كده!

(7)
يحيرني كرم السوداني في مأدبة شخصية وإحجامه عن الإنفاق على الشأن العام.
تثاءب ساخروف معقبا: لأن المأدبة مدعاة للفخشرة الشخصية. أما دعم الشأن العام فغالبا يروح "شمار في مرقة" وسرعان ما ينساه الناس!

(8)
نفاجأ من حين لآخر بإشاعة عن وفاة أحد الشخصيات العامة، فيسارعُ "المتهم" إلى التكذيب والألم يعتصر فؤاده، وتتكدر أسرته نفسيا لفترة غير معلومة.
مدّ ساخروف "بوزه" وأشجاني: هي الخفة و"الشلاقة" معا، فما يضير أحدهم أن ينتظر إعلانا موثقا بدل نشر الإشاعة ببلاهة يتبعها حرج وندم!

(9)
شهدت أسعار الحبوب زيادة مخيفة خلال الأسابيع الماضية بسبب الحرب الأوكرانية، وقد تستمر أزمة الغذاء العالمية لعاميين قادمين، وما زال البعض يجأر بالشكوى دون البحث عن حلول.
صرخ ساخروف: تصور لو أني زرعت ليمونة، وجاري حوض طماطم، وجاره جرجير.. إلخ- لتناول سكان الحي بأكمله خضارا وفاكهة طازجة بالمجان تقريبا.

(10)
جاء في الأثر الشريف "تبسمك في وجه أخيك صدقة".
انشرح وجه ساخروف وأجابني: فعلا ياخي. لا تكن أنت والجو وقطع الكهرباء وتلوث المياه والبؤس ضده!

moutassim.elharith@gmail.com
/////////////////////////

 

آراء