حكومة التيوس المستعارة
حيدر المكاشفي
12 April, 2022
12 April, 2022
بشفافية -
بعد تعيين البرهان حكومة المكلفين، (حكومة الأمر الواقع) بعد الانقلاب، هاهم الانقلابيون من عسكر (السيادي) ومستوزري حركات دارفور ولفيف من الزلنطحية والانتهازيين، يعملون ليل نهار لاعلان حكومة بديلة بوهم أنها (ستحلل انقلابهم) وتمنحه شرعية متوهمة، بيد أنها في حقيقتها لن تكون سوى (حكومة تيوس مستعارة)، لن تنطلي على أحد ولن تضلل المجتمع الدولي ودول الترويكا والبنك والصندوق الدوليين، الذين كثيرا ما طالبوا بتكوين حكومة مدنية واعادة الأمور الى المسار المدني والديمقراطي، كشرط لازم لاستئناف معوناتهم ومساعداتهم والغاء الديون التي تسبب الانقلاب في تجميدها كلها، وإن لم يسارع الانقلابيون لتلبية هذا الشرط الموضوعي قبل يونيو القادم ستلغي تماما تلك الدول والمؤسسات المالية الدولية تعهداتها المذكورة المليارية والعينية وكأن لم تكن،
وفي ظل هذه الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الخانقة والاضطراب والتردي الأمني الواسع والأزمة السياسية المستفحلة، التي أفرزها الانقلاب وأدخل بها البلاد في (جحر ضب خرب)، يجتهد الانقلابيون في اعداد (تيوس مستعارة) علهم يحللون لهم انقلابهم ويشرعنونه بما يخرجهم من ورطتهم ووحستهم الحالية، بينما لا يزال الشارع السوداني والثوار والثائرات من الشباب والشابات على قطيعة دائمة وطلاق بائن بينونة كبرى مع الانقلاب منذ لحظاته الأولى، ومن المؤكد ان هذه الحيلة الفطيرة لن تصمد أمامهم، ليس فقط بسبب مقاومة الثوار الشرسة لها، وانما أيضا لأنها ستكون حكومة بلا أي مرجعية أو معيار قانوني، ويظل وجودها غير شرعي وتفتقر أفعالها للشرعية لانتهاكها للمعايير المتعارف عليها، وبالضرورة ان من لا شرعية له لا اعتراف به وخاصة من الدول الكبرى..
لم نفتئت ولم نغالي في وصفنا للحكومة التي يجري الترتيب لها حاليا واختيار عناصرها من المكونات المذكورة أعلاه، (عسكريو السيادي وجماعة سلام جوبا ولفيف من الزلنطحية والانتهازيين)، بأنها (حكومة تيوس مستعارة)، فالغرض الاساسي من هذه الحكومة هو تحليل الانقلاب وجعله حلالا وشرعيا، ولهذا فان ايما جهة أو شخص يساهم في عملية التحليل هذه ينطبق عليه وصف التيس المستعار، فالتيس المستعار كما هو معروف هو الشخص الذي يتزوج امرأة مطلقة طلاقا بائنا بينونة كبرى باتفاق مع زوجها الأول بأن يطلقها بعد دخوله بها حتى تحل لزوجها الأول مجددا، وفي ذلك ورد في الحديث الشريف عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَلا أُخبِركم بِالتّيسِ الْمستعارِ؟ قالوا بلى، يا رسول اللَّه. قال:هو الْمحلِّل، لعن اللَّه الْمحلل، والمحلل له)..وبالطبع لن يعدم الانقلابيون محللين لانقلابهم على طريقة التيس المستعار كما وردت في الحديث الشريف..ولهذا وما لم يتم انهاء الانقلاب أولا ثم يصار من بعد ذلك الى ترتيبات جديدة، ستكون أي مشاركة بأي صورة أو قدر هي شرعنة مستحيلة للانقلاب..
الجريدة
بعد تعيين البرهان حكومة المكلفين، (حكومة الأمر الواقع) بعد الانقلاب، هاهم الانقلابيون من عسكر (السيادي) ومستوزري حركات دارفور ولفيف من الزلنطحية والانتهازيين، يعملون ليل نهار لاعلان حكومة بديلة بوهم أنها (ستحلل انقلابهم) وتمنحه شرعية متوهمة، بيد أنها في حقيقتها لن تكون سوى (حكومة تيوس مستعارة)، لن تنطلي على أحد ولن تضلل المجتمع الدولي ودول الترويكا والبنك والصندوق الدوليين، الذين كثيرا ما طالبوا بتكوين حكومة مدنية واعادة الأمور الى المسار المدني والديمقراطي، كشرط لازم لاستئناف معوناتهم ومساعداتهم والغاء الديون التي تسبب الانقلاب في تجميدها كلها، وإن لم يسارع الانقلابيون لتلبية هذا الشرط الموضوعي قبل يونيو القادم ستلغي تماما تلك الدول والمؤسسات المالية الدولية تعهداتها المذكورة المليارية والعينية وكأن لم تكن،
وفي ظل هذه الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الخانقة والاضطراب والتردي الأمني الواسع والأزمة السياسية المستفحلة، التي أفرزها الانقلاب وأدخل بها البلاد في (جحر ضب خرب)، يجتهد الانقلابيون في اعداد (تيوس مستعارة) علهم يحللون لهم انقلابهم ويشرعنونه بما يخرجهم من ورطتهم ووحستهم الحالية، بينما لا يزال الشارع السوداني والثوار والثائرات من الشباب والشابات على قطيعة دائمة وطلاق بائن بينونة كبرى مع الانقلاب منذ لحظاته الأولى، ومن المؤكد ان هذه الحيلة الفطيرة لن تصمد أمامهم، ليس فقط بسبب مقاومة الثوار الشرسة لها، وانما أيضا لأنها ستكون حكومة بلا أي مرجعية أو معيار قانوني، ويظل وجودها غير شرعي وتفتقر أفعالها للشرعية لانتهاكها للمعايير المتعارف عليها، وبالضرورة ان من لا شرعية له لا اعتراف به وخاصة من الدول الكبرى..
لم نفتئت ولم نغالي في وصفنا للحكومة التي يجري الترتيب لها حاليا واختيار عناصرها من المكونات المذكورة أعلاه، (عسكريو السيادي وجماعة سلام جوبا ولفيف من الزلنطحية والانتهازيين)، بأنها (حكومة تيوس مستعارة)، فالغرض الاساسي من هذه الحكومة هو تحليل الانقلاب وجعله حلالا وشرعيا، ولهذا فان ايما جهة أو شخص يساهم في عملية التحليل هذه ينطبق عليه وصف التيس المستعار، فالتيس المستعار كما هو معروف هو الشخص الذي يتزوج امرأة مطلقة طلاقا بائنا بينونة كبرى باتفاق مع زوجها الأول بأن يطلقها بعد دخوله بها حتى تحل لزوجها الأول مجددا، وفي ذلك ورد في الحديث الشريف عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَلا أُخبِركم بِالتّيسِ الْمستعارِ؟ قالوا بلى، يا رسول اللَّه. قال:هو الْمحلِّل، لعن اللَّه الْمحلل، والمحلل له)..وبالطبع لن يعدم الانقلابيون محللين لانقلابهم على طريقة التيس المستعار كما وردت في الحديث الشريف..ولهذا وما لم يتم انهاء الانقلاب أولا ثم يصار من بعد ذلك الى ترتيبات جديدة، ستكون أي مشاركة بأي صورة أو قدر هي شرعنة مستحيلة للانقلاب..
الجريدة