شعار ثورة ديسمبر غاب عنه بعده الفلسفي و الجمالي
طاهر عمر
15 April, 2022
15 April, 2022
ثورة ديسمبر ثورة شعب عريق سابق لنخبه بألاف الاميال و هذا ليس بغريب عن نخب لاحقة للأحداث و قد لخصها عبد الله الغذامي بعبارته المميزة حيث قال أننا في زمن تقدم الشعب و سقوط النخب. و مسألة سقوط النخب و تخلفها عن أداء دورها قد وضح منذ فشل جمال عبد الناصر في ترسيخ قيم الجمهورية لذلك كانت بداية سبعينيات القرن المنصرم لحظة مفارقة العالم العربي و الاسلامي لدرب مواكب البشرية حيث لخصته تجربة المجتمع الغربي كمختصر لتاريخ البشرية و قد أصبحت الحضارة واحدة و هي الحضارة الغربية و قد أحرجت كل الحضارات التقليدية و من ضمنها الحضارة العربية الاسلامية و منذ فشل جمال عبد الناصر في ترسيخ قيم الجمهورية قد أصبحت حالة العالم العربي و الاسلامي ذات علاقة معكوسة مع تاريخ البشرية.
و منذ ذاك الزمن قد أصبح العالم العربي و الاسلامي ذو علاقة عكسية مع مواكب البشرية و قد أصبح في حالة يرثى لها و لهذا مسألة ضياع عشرية تونس بسبب راشد الغنوشي و سبب ظهور السيسي في مصر لكي يلعب دور نابليون ليقطع طريق الثورة الفرنسية كما قطع السيسي ثورة مصر و ها هو يؤسس لنظام حكم تسلطي لا يختلف عن إعلان نابليون لنفسه امبراطور و كله بسبب سقوط النخب.
و الغريب نجد أن نخب العالم العربي و الاسلامي في كثير من الاحيان تحاور و تداور في نقاط لا توضح إلا موقفها الذي لا تشرحه مسألة الموقف و السلب أي إصرارها على مفاهيم قد أصبحت أمام الرياح هباء مثلا كثير من النخب في العالم العربي و الاسلامي كانت تراهن على أن الغنوشي قد فارق فكر الجماعة الاسلامية و قد فصل مسألة الدعوة عن السياسة و كلها حيل كانت تنطلي على النخب الفاشلة و أذكر جيدا بان الدكتور حامد فضل الله و عبد الوهاب الأفندي كانا من ضمن لجنة قد أعطت الغنوشي جائزة أبن رشد و لك أن تتخيل ان تعطى جائزة ابن رشد لراشد الغنوشي نصير الامام الغزالي خصيم أبن رشد ألم يكون هذا هو المضحك المبكي؟
ألم يكن الدكتور حامد فضل يعلم بأن ابن رشد كان كل همه بأن يزيل ما طرحه الغزالي في تهافت الفلاسفة و قد رد عليه بتهافت التهافت؟ أم يريد حامد فضل الله أن يستمر تيار الاحياء و قد نتجت عنه الصحوات التي قد أورثت العالم العربي و الاسلامي الندم عندما لم ينتج غير داعش من صميم أفكار الامام الغزالي في إحياء علوم الدين و من هنا فقد خرج أمثال الغنوشي من معطف الامام الغزالي الذي لا يخرج من معطفه إلا كل محارب لفكر ابن رشد فكيف أستطاع حامد فضل الله ان يعطي جائزة ابن رشد للغنوشي؟
و ماذا يقول حامد فضل الله اليوم بعد أن ثبت بان الغنوشي هو المسؤول عن ضياع عشرية تونس أم الربيع العربي؟ و المضحك نجد ان حامد فضل يستمر في كتاباته التي لا تخدم غير الموافق و المتفق مع الفكر التقليدي في العالم العربي و السودان قد ارتضى ان يكون في التخوم بسبب أمثال حامد فضل الله و إذا أردت أن تفهم ما أقول فانه كامن في مقالين لحامد فضل الله عن الاستشراق الالماني و للأسف الشديد جاءت أفكاره في المقالين موضحة إصراره على المتفق مع الفكر التقليدي حيث تكمن عدم القدرة على المفارق و المتجاوز للفكر التقليدي إذا قارنا كتابات حامد فضل عن الاستشراق بأفكار محمد أركون عن الاستشراق.
و أمثال حامد فضل الله لا تظهر قصر قامته إلا إذا قارنا ما كتبه فيما يريد أن يخوض بفكره التقليدي كما قلنا عن الاستشراق بأفكار محمد أركون و السبب بأن حامد فضل الله يكتب في ساحة سودانية قد هيأتها كتابات التقليديين بان تكون بيئة صالحة لاستقبال أفكار حامد فضل الله التي لا ترتقي الى أفكار مفكريين مشهود لهم في العالم العربي و الاسلامي امثال محمد أركون حيث يشتهر بوسع منهجه الذي ينتقد عبره الاستشراق التقليدي و خاصة في تهاونه في استخدامه لمناهجه مع الاسلام كما استخدمها مع التراث اليهودي و المسيحي و قد استخدم محمد اركون مذهبه الواسع حيث وصل الى فكره في كتابه الفكر الأصولي و إستحالة التأصيل.
و الغريب يكتب حامد فضل الله مجسد كتابة التقليديين و لكنه مطمئن لان الساحة السودانية مهيأة لمثل كتاباته و السبب غياب التفكير النقدي الذي قد أسس لفكر عقل الأنوار و أفكار الحداثة و قد أفتخر بها ذات يوم بول ريكور و هو فيلسوف مؤمن و لكن إيمان عقل الأنوار أيمان كانط و قدرته على فصل الدين عن الدولة حيث يقول ريكور بان الحضارة الغربية يمكنها أن تفتخر بأنها الوحيدة قد استطاعت ان تفصل ما بين الميتا عن الفيزيقيا و هنا ينام عقل الحيرة و الاستحالة لأمثال حامد فضل الله و كتاباته التي لا تورث فكر غير فكر يعطي الغنوشي جائزة ابن رشد كواحدة من المضحكات المبكيات في ساحة الفكر السوداني.
حامد فضل الله سوف تجد كتاباته من يحتفي بها في ساحة قد هيأتها له كتابات مؤرخيين سودانيين لم يشغلهم غير فكرة صحيح الدين و كلها كتابات كانت متصالحة مع الخطاب الديني في السودان و كانت متصالحة مع أفكار احزاب الطائفية و الحركة الاسلامية كما رأينا كتابات محمد ابراهيم أبوسليم و علي صالح كرار و يوسف فضل و غيرهم من مؤرخيين سودانيين لم يفارقوا تقليدية المنهجية التاريخية.
المهم في الامر نرجع الى عنوان المقال مثل كتابات حامد فضل عن الاستشراق و منحه لجائزة ابن رشد للغنوشي كمسؤول عن ضياع عشرية ربيع تونس لا تختلف عن استهبال نخب السودان و اختباءهم خلف مناهجهم التقليدية التي لا تخدم غير خط الخطاب الديني و لهذا لم تستطع النخب السودانية إنزال شعار ثورة ديسمبر حرية سلام و عدالة لأن هذا الشعار نتاج وعي قد أوحت به روح الشعب و لكن بلادة النخب لم تتركهم ان يفهموا بأن شعار ثورة ديسمبر لا تضبطه غير معادلة الحرية و العدالة و هذه المعادلة تحتاج لفكر جديد نجده في موروث الانسانية و لا نجده في موروث المؤرخيين السودانيين و لا كتابات أمثال حامد فضل الله.
و على العموم ان مسألة فكاك الشعب السوداني من استهبال النخب السودانية أمثال حامد فضل الله مسألة وقت و سيعرف الشعب السوداني ان أفكار حامد فضل الله ما هي إلا ظلال لكتابات يوسف فضل و تلاميذه و محمد ابراهيم ابوسليم و كتابات علي صالح كرار و كلها كتابات لا تخدم غير خط وحل الفكر الديني و تنام في مستوى فكرة صحيح الدين و مثل هذه الأفكار ما يشجع هلى انتشار وهم مفكر اسلامي كما نرى تشبث المحبوب عبد السلام و عبد الوهاب الأفندي و حسن مكي و قبلهم الطيب زين العابدين و كيف كان بحيله الماكرة الى ىخر دقائق في حياته يحاول انقاذ الحركة الاسلامية من السقود و الاندثار تحت أمواج ثورة ديسمبر العظيمة.
سوف يأتي اليوم الذي ستعرف فيه النخب الفاشلة في السودان بان أرتفاع مستوى الوعي في السودان غير مرتبط بكتابات النخب الفاشلة بل مرتبط بارتفاع الوعي الذي يأتي من موروث الانسانية و خاصة بأن كل الحجب قد زالت و قد أصبح موروث الانسانية أمامنا لا يحجبنا عنه حجاب.
taheromer86@yahoo.com
و منذ ذاك الزمن قد أصبح العالم العربي و الاسلامي ذو علاقة عكسية مع مواكب البشرية و قد أصبح في حالة يرثى لها و لهذا مسألة ضياع عشرية تونس بسبب راشد الغنوشي و سبب ظهور السيسي في مصر لكي يلعب دور نابليون ليقطع طريق الثورة الفرنسية كما قطع السيسي ثورة مصر و ها هو يؤسس لنظام حكم تسلطي لا يختلف عن إعلان نابليون لنفسه امبراطور و كله بسبب سقوط النخب.
و الغريب نجد أن نخب العالم العربي و الاسلامي في كثير من الاحيان تحاور و تداور في نقاط لا توضح إلا موقفها الذي لا تشرحه مسألة الموقف و السلب أي إصرارها على مفاهيم قد أصبحت أمام الرياح هباء مثلا كثير من النخب في العالم العربي و الاسلامي كانت تراهن على أن الغنوشي قد فارق فكر الجماعة الاسلامية و قد فصل مسألة الدعوة عن السياسة و كلها حيل كانت تنطلي على النخب الفاشلة و أذكر جيدا بان الدكتور حامد فضل الله و عبد الوهاب الأفندي كانا من ضمن لجنة قد أعطت الغنوشي جائزة أبن رشد و لك أن تتخيل ان تعطى جائزة ابن رشد لراشد الغنوشي نصير الامام الغزالي خصيم أبن رشد ألم يكون هذا هو المضحك المبكي؟
ألم يكن الدكتور حامد فضل يعلم بأن ابن رشد كان كل همه بأن يزيل ما طرحه الغزالي في تهافت الفلاسفة و قد رد عليه بتهافت التهافت؟ أم يريد حامد فضل الله أن يستمر تيار الاحياء و قد نتجت عنه الصحوات التي قد أورثت العالم العربي و الاسلامي الندم عندما لم ينتج غير داعش من صميم أفكار الامام الغزالي في إحياء علوم الدين و من هنا فقد خرج أمثال الغنوشي من معطف الامام الغزالي الذي لا يخرج من معطفه إلا كل محارب لفكر ابن رشد فكيف أستطاع حامد فضل الله ان يعطي جائزة ابن رشد للغنوشي؟
و ماذا يقول حامد فضل الله اليوم بعد أن ثبت بان الغنوشي هو المسؤول عن ضياع عشرية تونس أم الربيع العربي؟ و المضحك نجد ان حامد فضل يستمر في كتاباته التي لا تخدم غير الموافق و المتفق مع الفكر التقليدي في العالم العربي و السودان قد ارتضى ان يكون في التخوم بسبب أمثال حامد فضل الله و إذا أردت أن تفهم ما أقول فانه كامن في مقالين لحامد فضل الله عن الاستشراق الالماني و للأسف الشديد جاءت أفكاره في المقالين موضحة إصراره على المتفق مع الفكر التقليدي حيث تكمن عدم القدرة على المفارق و المتجاوز للفكر التقليدي إذا قارنا كتابات حامد فضل عن الاستشراق بأفكار محمد أركون عن الاستشراق.
و أمثال حامد فضل الله لا تظهر قصر قامته إلا إذا قارنا ما كتبه فيما يريد أن يخوض بفكره التقليدي كما قلنا عن الاستشراق بأفكار محمد أركون و السبب بأن حامد فضل الله يكتب في ساحة سودانية قد هيأتها كتابات التقليديين بان تكون بيئة صالحة لاستقبال أفكار حامد فضل الله التي لا ترتقي الى أفكار مفكريين مشهود لهم في العالم العربي و الاسلامي امثال محمد أركون حيث يشتهر بوسع منهجه الذي ينتقد عبره الاستشراق التقليدي و خاصة في تهاونه في استخدامه لمناهجه مع الاسلام كما استخدمها مع التراث اليهودي و المسيحي و قد استخدم محمد اركون مذهبه الواسع حيث وصل الى فكره في كتابه الفكر الأصولي و إستحالة التأصيل.
و الغريب يكتب حامد فضل الله مجسد كتابة التقليديين و لكنه مطمئن لان الساحة السودانية مهيأة لمثل كتاباته و السبب غياب التفكير النقدي الذي قد أسس لفكر عقل الأنوار و أفكار الحداثة و قد أفتخر بها ذات يوم بول ريكور و هو فيلسوف مؤمن و لكن إيمان عقل الأنوار أيمان كانط و قدرته على فصل الدين عن الدولة حيث يقول ريكور بان الحضارة الغربية يمكنها أن تفتخر بأنها الوحيدة قد استطاعت ان تفصل ما بين الميتا عن الفيزيقيا و هنا ينام عقل الحيرة و الاستحالة لأمثال حامد فضل الله و كتاباته التي لا تورث فكر غير فكر يعطي الغنوشي جائزة ابن رشد كواحدة من المضحكات المبكيات في ساحة الفكر السوداني.
حامد فضل الله سوف تجد كتاباته من يحتفي بها في ساحة قد هيأتها له كتابات مؤرخيين سودانيين لم يشغلهم غير فكرة صحيح الدين و كلها كتابات كانت متصالحة مع الخطاب الديني في السودان و كانت متصالحة مع أفكار احزاب الطائفية و الحركة الاسلامية كما رأينا كتابات محمد ابراهيم أبوسليم و علي صالح كرار و يوسف فضل و غيرهم من مؤرخيين سودانيين لم يفارقوا تقليدية المنهجية التاريخية.
المهم في الامر نرجع الى عنوان المقال مثل كتابات حامد فضل عن الاستشراق و منحه لجائزة ابن رشد للغنوشي كمسؤول عن ضياع عشرية ربيع تونس لا تختلف عن استهبال نخب السودان و اختباءهم خلف مناهجهم التقليدية التي لا تخدم غير خط الخطاب الديني و لهذا لم تستطع النخب السودانية إنزال شعار ثورة ديسمبر حرية سلام و عدالة لأن هذا الشعار نتاج وعي قد أوحت به روح الشعب و لكن بلادة النخب لم تتركهم ان يفهموا بأن شعار ثورة ديسمبر لا تضبطه غير معادلة الحرية و العدالة و هذه المعادلة تحتاج لفكر جديد نجده في موروث الانسانية و لا نجده في موروث المؤرخيين السودانيين و لا كتابات أمثال حامد فضل الله.
و على العموم ان مسألة فكاك الشعب السوداني من استهبال النخب السودانية أمثال حامد فضل الله مسألة وقت و سيعرف الشعب السوداني ان أفكار حامد فضل الله ما هي إلا ظلال لكتابات يوسف فضل و تلاميذه و محمد ابراهيم ابوسليم و كتابات علي صالح كرار و كلها كتابات لا تخدم غير خط وحل الفكر الديني و تنام في مستوى فكرة صحيح الدين و مثل هذه الأفكار ما يشجع هلى انتشار وهم مفكر اسلامي كما نرى تشبث المحبوب عبد السلام و عبد الوهاب الأفندي و حسن مكي و قبلهم الطيب زين العابدين و كيف كان بحيله الماكرة الى ىخر دقائق في حياته يحاول انقاذ الحركة الاسلامية من السقود و الاندثار تحت أمواج ثورة ديسمبر العظيمة.
سوف يأتي اليوم الذي ستعرف فيه النخب الفاشلة في السودان بان أرتفاع مستوى الوعي في السودان غير مرتبط بكتابات النخب الفاشلة بل مرتبط بارتفاع الوعي الذي يأتي من موروث الانسانية و خاصة بأن كل الحجب قد زالت و قد أصبح موروث الانسانية أمامنا لا يحجبنا عنه حجاب.
taheromer86@yahoo.com