التنازل من أجل الوطن لا يعني الهزيمة أو الانكسار

 


 

 

،==========
كما جاء في الأخبار ، فإن رئيس مجلس السيادة الانتقالي ،البرهان، قد وعد بتقديم تنازلات كبيرة قد تحدث انفراجة كبيرة في الموقف السياسي المتأزم من أجل تجاوز الازمة التي تعيشها البلاد حاليا منذ قرارات الخامس والعشرين من نوفمبر الماضي.
وبغض النظر عن التفاصل، وبغض النظر عن موقف بعض المكونات المدنية وحساسياته نحو المكون العسكري، الا أن الواقع المآسوي الذي تعيشه البلاد حاليا يحتم علي الجميع التعامل مع المبادرة بحسن النوايا لسبب بسيط أن المعادلة في الصراع غير متكافاءة بين من يملك القوة العسكرية والتنظيم الهرمي للجماعة في مقابل المظاهرات الشعبية السلمية رغم مليونياتها المتكررة..وكما يقول الرئيس المؤسس د.عبدالله حمدوك،في تقييمه للأحداث،لابد من التعامل مع المتغيرات السياسية بالذات من منظور برجماتي خالص..فالفكرة لاتكسب أهميتها الا بما تحققه من فائدة..
لقد عاش السودان خلال الفترة الأخيرة، أسوأ فترات تاربخه الحديث، واستحالت معه العاصمة القومية بالذات ،إلي مدينة أشباح مهجورة وفاقدة كل مظاهر المدنية كبقية عواصم العالم وهي تلج بوابة الألفية الثالثة...فالصورة التي نراها عن البعد ،غاتمة ولاتبشر بالخير اذا ما استمر الوضع علي ما هي عليه ولابد من التغيير ..
ونحن الذين نعيش خارج الوطن..نعيش الحسرة مرتين...عندمانقارن بلادنا ( الجميلة) ، التي كانت ،بمدن الاغتراب وندرك كيف تباعدت بيننا المسافات حتي نلحق بركب الحضارة والمدن الحديثة...ففي كل يوم وآخر، تشهد المدن العربية ،خاصة الخليجية، حدثا تنمويا يهز المشاعر ويخلب الألباب ويرسخ الهوية والانتماء بين مواطنيها ..وفي كل يوم وآخر يتم افتتاح صرحا شامخا ،أو تأسيس معلما حضاريا بارزا...أو تحرز مؤسساتها المدنية والمجتمعية انجازا عالميا متميزا ..أو يرتقي ابناؤها سلما جديدا نحو العلا،رفعة ومكانة بين الشعوب..ونقارن حالنا بما يحدث حولنا في حسرة وألم وحزن شديد..
أتمني أن يتقبل الشارع السياسي، في بلادي ،بكل اطيافه،المبادرة الجديدة بعقول وقلوب مفتوحة ، وألا يضع بعضنا العراقيل أمامها ،فلم يعد في الجسد السوداني من موضع يتحمل الجراح...دعونا نجدد الأمل بقبول المبادرة الجديدة وعدم رفضها والعمل علي تعديلها بالحوار والنقاش ان كانت بها بعض الملاحظات...ولكن لا تغلقوا باب الحوار من أجل الوطن الجريح..فالتانزل من أجل الوطن ،مهما كانت درجته ، لا يعني الهزيمة أو الانكسار بل هو النجاح والكل فيه كسبان.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@ hotmail.com
//////////////////////////

 

آراء