خطابات الأنفاس الأخيرة لانقلاب الربو
مـحمد أحمد الجاك
18 April, 2022
18 April, 2022
كان هنالك خطابين غاية في الأهمية من البرهان وحميدتي، لكن قبل ذلك يجب أن نقول إن الرجلين وبالرغم من الافطارات الرمضانية العديدة خلال شهر رمضان المعظم إلا أنهما لم يلتقيا في افطارا واحدا ولا في اي لقاء علني لفترة طويلة. مما يوضح ويؤكد على أن الجفوة بينهما حقيقية، بالاضافة إلى ذلك فإن الحديث الذي تحدث به الرجلين وبالرغم من وجود عدد من النقاط المشتركة بين حديثهما إلا أن هنالك اختلافات عديدة مما يوضح أن التواصل بينهما ليس بذات المستوى.
إذا استعرضنا أولا حديث البرهان بمنزل الجنرال ياسر العطاء بام درمان كان خطابا تراجعيا للانقلابيين وتراجع للبرهان نفسه ويعتبر الخطاب بداية لنهاية الانقلاب. الخطاب جاء بصيغة لهجة تصالحية توافقية في أن يجلس الجميع مع بعضهم لايجاد حل للأزمة الحالية. خطاب البرهان جاء على غير عادته فاختفت فيه للهجة الاستعلائية والاستفزازية والتي تقول أن القوات المسلحة وصية على السودانيين وثورتهم والفترة الانتقالية حتى الانتخابات. الآن البرهان يقول إذا اجتمعت القوى السياسية مع بعضها فليس لديهم مانع في أن يجلسوا بعيدا ويتنحوا على جنب. ثم قال أن القوى السياسية هي التى ينبغي عليها التوافق بما فيهم شباب المقاومة وبقية قوى الثورة المدنية. هذا كلام اول مرة يُقال ويخرج من البرهان وهذا يدل علة احدى خطوات التراجع وبداية خطوات نهاية انقلاب الربو.
البرهان عمم فشل الفترة الانتقالية على الجميع بما فيهم المكون العسكري والحركات المسلحة سوا أن كانت المرحلة الانتقالية السابقة أو المرحلة الحالية منذ انقلاب 25 اكتوبر من العام الماضي. كذلك ذكر أن الاقتصاد به مشكلات والأمن والفوضى وأن المواطن اصبح لا يأمن على نفسه داخل بيته وداخل الخرطوم عامة وذكر أن السبب في ذلك حالة التشظي والاختلاف ولكنه نسى أن الأمن من صميم عمل القوى الأمنية وفي المجمل هي مسوؤلية البرهان نفسه، وفي المجمل تقع على عاتق الجيش والشرطة وليست مسوؤلية القوى السياسية أو المواطن السوداني. فلا يعقل أن يكون هنالك العديد من القوى الأمنية داخل وحول ولاية الخرطوم وتكون القوى السياسية مسوؤلة عن التفلتات الأمنية التي تحدث. هذا الكلام مردود عليه وغير منطقي وغير مقبول ولم يوفق فيه.
كذلك ذكر أنه سيراجع قانون الطواريء ولكنه سيبقي على بعض البنود التي تختص بالاقتصاد والأمن القومي وذمر أنه التقى بالنائب العام ورئيس القضاء وقريبا سيفرج عن المعتقلين السياسيين وبعض شباب المقاومة وذلك بعد أن وجه بتسريع الاجراءات التي تسهل خروجهم من السجون. فيما قال أن اسباب الاعتقال اسباب سياسية بحتة وقال يجب أن لا يتم ذلك بمعزل عن العدالة
يلاحظ أن البرهان ذكر شباب المقاومة في خطابه عدة مرات، لم يذكر الدعم السريع والاحزاب السياسية اطلاقا في كلمته، ولكنه أشار إلى شباب المقاومة مرات عديدة جدا وقال إن هؤلاء الشباب دفعوا ارواحهم وبذولوا دماءهم وهم الوحيدون الموجودين الآن في الساحة، لكنه نسي أن من يقوم بقتل هؤلاء المتظاهرين هم قواته وجنوده، اي أن الأمر بيده ويجب ألا يتباكى على دماء هؤلاء الشباب وأن يصدر أمرا مباشرا بوقف عمليات الاعتقال والقتل والقمع الذي يمارس بحقهم. تجاهل البرهان ذكر الدعم السريع أو قائده حميدتي وجاء معظم حديثه عن القوات المسلحة فقط عكس خطاباته السابقة التي كان يتحدث فيها عن الجيش والدعم السريع. الخطابه في مجمله جاء قصيرا لم يتجاوز ربع الساعة ولكن من الواضح أنه خطاب إنهزامي، خطاب تراجع، خطاب نهاية الانقلاب.
أما خطاب حميدتي البعيد عن البرهان تحدث فيه عن الاحزاب، تحدث عن الحزب الشيوعي، تحدث عن اتفاق البرهان _حمدوك الموقع في 21 نوفمبر وذكر أنهم جميعا كانوا متفقين عن الإجراءات الانقلابية بما فيهم اعضاء مجلس السيادة ممثلي القوى المدنية وخاصة ودالفكي والتعايشي اللذين ذكرهما بالاسم تحديدا، ونسى حميدتي أن ودالفكي هو أول من تم اعتقاله وهو اول من تحدث في (بروفة الانقلاب) الأولى انقلاب المدرعات حينما غرد على صفحته الشخصية قائلا: (هبوا لحماية ثورتكم)، الشيء الذي اغضب البرهان ومن بعدها لم يحضر ودالفكي اي اجتماع لمجلس السيادة، وبعد أن صدرت تعليمات تم بموجبها سحب القوات التي كانت مرابطة بمقر لجنة التمكين كان ودالفكي موجودا هنالك وقاد المظاهرات المنددة بسحب هذه القوات دون إخطارهم. بلا شك أن حديث حميدتي غير صحيح ومردود عليه وحديث مغلوط بدليل أن ود الفكي نفسه معتقل وحتى الآن داخل السجن.
كما البرهان قال حميدتي في حديثه انهم فشلوا جميعا، ولكنه برر هذا الفشل وذكر أنهم ليسو هم من فشلوا وحدهم بل الجميع فشل في ادارة المرحلة الانتقالية. ودلل على ذلك بالعجز في مياه الشرب الذي يضرب ولاية الخرطوم كلها، وقال أن هنالك عجز في مياه الشرب يقدر ب900 الف متر مربع!!
طبعا حميدتى لا يعرف أن هنالك فرق في حساب الوحدات الخاصة بالمساحة والوحدات الخاصة بالحجم فالمساحة ياعزيزي حميدتي تحسب بالأمتار المربعة والحجم يحسب بالوحدات المكعبة، لكن هذا يدلل على أن الشخص مهما بلغ من مستوى الذكاء الفطري إن لم يكن لديه حد أدنى من المعرفة والعلوم الأساسية بالتاكيد لا يمكن أن تكون صالحا لإدارة دولة،يمكن أن تكون رجلا عصاميا تدير مؤسسة مالية أو مؤسسة خاصة ولكن إدارة الدولة تحتاج إلى المعرفة بالعلوم الأساسية فلا يعقل ألا تعرف الفرق بين المساحة والحجم وتتحدث عن مشكلة دولة كاملة !!.
حديث حميدتي جاء خلال تجمع شبابي من التجمعات المدفوعة الأجر التي كونها الدعم السريع لاستقطاب الشباب ولتلميع صورة قائده. بعد كثير من الكلام المغلوط قال حميدتي أنهم لم يكن بيدهم شيء يفعلوه قبل 25 اكتوبر اي قبل الانقلاب،(فهو يطلق على الانقلاب مصطلح التغيير)، كما لم يكن بيدهم شيء بعد التغيير وبرر ذلك بوجود عشرات المتاريس في الشوارع. توشح حميدتي بلباس اهل الشرق (السديري)، ربما اراد الرجل أن يرسل رسالة مغازلة للناظر ترك واهل الشرق.
معروف عادة إن اي نظام انقلابي يبدأ بالتهديد والوعيد والقمع وانتهاك الحريات ويقوم باعتقال اعداد كبيرة من المعارضين والمقاومين له ثم سرعان ما يبدا في التنازل شئيا فشئيا، وذلك ليقلل من خسائره حتى لا يسقط مرة واحدة، ولكنه في النهاية سيسقط.اي محاولة لرمي حبل إنقاذ في هذه المرحلة بالذات ستؤجل نهاية النظام الانقلابي، ومعلوم أن اتفاق البرهان _ حمدوك هو الذي تسبب في تأجيل سقوط الانقلاب، كان يفترض أن يسقط هذا النظام مبكرا لكنه تمت فرملة هذه السقوط بواسطة الاتفاق المذكور (قبلة الحياة) وبعد ذهاب حمدوك بدأ الأمر من أول وجديد، ربما ليكتمل نضج هذه الثورة.
المهم في الأمر الآن ضرورة تكوين جبهة موحدة من الاحزاب السياسية ولجان المقاومة وقوى الحرية والتغيير ومنظمات المجتمع المدني الحية وبعض حركات الكفاح المسلح المعتدلة وذلك للقيام باستلام السلطة. نأمل أن تضع مليونية ذكرى فض اعتصام القيادة القادمة حدا لنهاية هذا النظام وأن يكون أخر الانقلابات .. وآخر الخطايا ومن بعده بداية قوية لتأسيس سلطة الشعب.
mido34067@gmail.com
////////////////////////////
إذا استعرضنا أولا حديث البرهان بمنزل الجنرال ياسر العطاء بام درمان كان خطابا تراجعيا للانقلابيين وتراجع للبرهان نفسه ويعتبر الخطاب بداية لنهاية الانقلاب. الخطاب جاء بصيغة لهجة تصالحية توافقية في أن يجلس الجميع مع بعضهم لايجاد حل للأزمة الحالية. خطاب البرهان جاء على غير عادته فاختفت فيه للهجة الاستعلائية والاستفزازية والتي تقول أن القوات المسلحة وصية على السودانيين وثورتهم والفترة الانتقالية حتى الانتخابات. الآن البرهان يقول إذا اجتمعت القوى السياسية مع بعضها فليس لديهم مانع في أن يجلسوا بعيدا ويتنحوا على جنب. ثم قال أن القوى السياسية هي التى ينبغي عليها التوافق بما فيهم شباب المقاومة وبقية قوى الثورة المدنية. هذا كلام اول مرة يُقال ويخرج من البرهان وهذا يدل علة احدى خطوات التراجع وبداية خطوات نهاية انقلاب الربو.
البرهان عمم فشل الفترة الانتقالية على الجميع بما فيهم المكون العسكري والحركات المسلحة سوا أن كانت المرحلة الانتقالية السابقة أو المرحلة الحالية منذ انقلاب 25 اكتوبر من العام الماضي. كذلك ذكر أن الاقتصاد به مشكلات والأمن والفوضى وأن المواطن اصبح لا يأمن على نفسه داخل بيته وداخل الخرطوم عامة وذكر أن السبب في ذلك حالة التشظي والاختلاف ولكنه نسى أن الأمن من صميم عمل القوى الأمنية وفي المجمل هي مسوؤلية البرهان نفسه، وفي المجمل تقع على عاتق الجيش والشرطة وليست مسوؤلية القوى السياسية أو المواطن السوداني. فلا يعقل أن يكون هنالك العديد من القوى الأمنية داخل وحول ولاية الخرطوم وتكون القوى السياسية مسوؤلة عن التفلتات الأمنية التي تحدث. هذا الكلام مردود عليه وغير منطقي وغير مقبول ولم يوفق فيه.
كذلك ذكر أنه سيراجع قانون الطواريء ولكنه سيبقي على بعض البنود التي تختص بالاقتصاد والأمن القومي وذمر أنه التقى بالنائب العام ورئيس القضاء وقريبا سيفرج عن المعتقلين السياسيين وبعض شباب المقاومة وذلك بعد أن وجه بتسريع الاجراءات التي تسهل خروجهم من السجون. فيما قال أن اسباب الاعتقال اسباب سياسية بحتة وقال يجب أن لا يتم ذلك بمعزل عن العدالة
يلاحظ أن البرهان ذكر شباب المقاومة في خطابه عدة مرات، لم يذكر الدعم السريع والاحزاب السياسية اطلاقا في كلمته، ولكنه أشار إلى شباب المقاومة مرات عديدة جدا وقال إن هؤلاء الشباب دفعوا ارواحهم وبذولوا دماءهم وهم الوحيدون الموجودين الآن في الساحة، لكنه نسي أن من يقوم بقتل هؤلاء المتظاهرين هم قواته وجنوده، اي أن الأمر بيده ويجب ألا يتباكى على دماء هؤلاء الشباب وأن يصدر أمرا مباشرا بوقف عمليات الاعتقال والقتل والقمع الذي يمارس بحقهم. تجاهل البرهان ذكر الدعم السريع أو قائده حميدتي وجاء معظم حديثه عن القوات المسلحة فقط عكس خطاباته السابقة التي كان يتحدث فيها عن الجيش والدعم السريع. الخطابه في مجمله جاء قصيرا لم يتجاوز ربع الساعة ولكن من الواضح أنه خطاب إنهزامي، خطاب تراجع، خطاب نهاية الانقلاب.
أما خطاب حميدتي البعيد عن البرهان تحدث فيه عن الاحزاب، تحدث عن الحزب الشيوعي، تحدث عن اتفاق البرهان _حمدوك الموقع في 21 نوفمبر وذكر أنهم جميعا كانوا متفقين عن الإجراءات الانقلابية بما فيهم اعضاء مجلس السيادة ممثلي القوى المدنية وخاصة ودالفكي والتعايشي اللذين ذكرهما بالاسم تحديدا، ونسى حميدتي أن ودالفكي هو أول من تم اعتقاله وهو اول من تحدث في (بروفة الانقلاب) الأولى انقلاب المدرعات حينما غرد على صفحته الشخصية قائلا: (هبوا لحماية ثورتكم)، الشيء الذي اغضب البرهان ومن بعدها لم يحضر ودالفكي اي اجتماع لمجلس السيادة، وبعد أن صدرت تعليمات تم بموجبها سحب القوات التي كانت مرابطة بمقر لجنة التمكين كان ودالفكي موجودا هنالك وقاد المظاهرات المنددة بسحب هذه القوات دون إخطارهم. بلا شك أن حديث حميدتي غير صحيح ومردود عليه وحديث مغلوط بدليل أن ود الفكي نفسه معتقل وحتى الآن داخل السجن.
كما البرهان قال حميدتي في حديثه انهم فشلوا جميعا، ولكنه برر هذا الفشل وذكر أنهم ليسو هم من فشلوا وحدهم بل الجميع فشل في ادارة المرحلة الانتقالية. ودلل على ذلك بالعجز في مياه الشرب الذي يضرب ولاية الخرطوم كلها، وقال أن هنالك عجز في مياه الشرب يقدر ب900 الف متر مربع!!
طبعا حميدتى لا يعرف أن هنالك فرق في حساب الوحدات الخاصة بالمساحة والوحدات الخاصة بالحجم فالمساحة ياعزيزي حميدتي تحسب بالأمتار المربعة والحجم يحسب بالوحدات المكعبة، لكن هذا يدلل على أن الشخص مهما بلغ من مستوى الذكاء الفطري إن لم يكن لديه حد أدنى من المعرفة والعلوم الأساسية بالتاكيد لا يمكن أن تكون صالحا لإدارة دولة،يمكن أن تكون رجلا عصاميا تدير مؤسسة مالية أو مؤسسة خاصة ولكن إدارة الدولة تحتاج إلى المعرفة بالعلوم الأساسية فلا يعقل ألا تعرف الفرق بين المساحة والحجم وتتحدث عن مشكلة دولة كاملة !!.
حديث حميدتي جاء خلال تجمع شبابي من التجمعات المدفوعة الأجر التي كونها الدعم السريع لاستقطاب الشباب ولتلميع صورة قائده. بعد كثير من الكلام المغلوط قال حميدتي أنهم لم يكن بيدهم شيء يفعلوه قبل 25 اكتوبر اي قبل الانقلاب،(فهو يطلق على الانقلاب مصطلح التغيير)، كما لم يكن بيدهم شيء بعد التغيير وبرر ذلك بوجود عشرات المتاريس في الشوارع. توشح حميدتي بلباس اهل الشرق (السديري)، ربما اراد الرجل أن يرسل رسالة مغازلة للناظر ترك واهل الشرق.
معروف عادة إن اي نظام انقلابي يبدأ بالتهديد والوعيد والقمع وانتهاك الحريات ويقوم باعتقال اعداد كبيرة من المعارضين والمقاومين له ثم سرعان ما يبدا في التنازل شئيا فشئيا، وذلك ليقلل من خسائره حتى لا يسقط مرة واحدة، ولكنه في النهاية سيسقط.اي محاولة لرمي حبل إنقاذ في هذه المرحلة بالذات ستؤجل نهاية النظام الانقلابي، ومعلوم أن اتفاق البرهان _ حمدوك هو الذي تسبب في تأجيل سقوط الانقلاب، كان يفترض أن يسقط هذا النظام مبكرا لكنه تمت فرملة هذه السقوط بواسطة الاتفاق المذكور (قبلة الحياة) وبعد ذهاب حمدوك بدأ الأمر من أول وجديد، ربما ليكتمل نضج هذه الثورة.
المهم في الأمر الآن ضرورة تكوين جبهة موحدة من الاحزاب السياسية ولجان المقاومة وقوى الحرية والتغيير ومنظمات المجتمع المدني الحية وبعض حركات الكفاح المسلح المعتدلة وذلك للقيام باستلام السلطة. نأمل أن تضع مليونية ذكرى فض اعتصام القيادة القادمة حدا لنهاية هذا النظام وأن يكون أخر الانقلابات .. وآخر الخطايا ومن بعده بداية قوية لتأسيس سلطة الشعب.
mido34067@gmail.com
////////////////////////////