يوميات الاحتلال (25): الحرية ثم المحاسبة المعني الوحيد للثورة
جبير بولاد
18 April, 2022
18 April, 2022
.. في غمرة الأيام الماضية القليلة، ثمة أحداث و أصوات كثيفة أطلت علي السطح البارد في خانة سلطة الجنرال (الهبلان ) و عصبته المسلحة و الفاسدة و بطبيعة الحال خانة سطح الثورة ظل متقدا و ساخنا منذ صبيحة انقلابهم المشؤوم، يا تري ما سر هذه (الجقلبة ) المحمومة؟ ! .
.. منذ أن قام الجنرال (الهبلان ) بخطوته العدمية بالانقلاب في صبيحة 25 اكتوبر و ما برحت الأوضاع تمضي من سيء الي أسوأ و ذلك الوصف ليس فقط في خانة الحياة الاقتصادية و المعيشية بالنسبة للسودانيين فقط، بل أعني أن الانقلابيون أنفسهم لم يستطيعوا أن يتحركوا قيد أنملة في إدارة الدولة و كيف لا و هم ورثة كل الغباء منذ العهد البائد الذي ظنوا بناءا علي هذه الورثة المعطوبة أن الأمور سوف تمضي علي كل حال و لكنهم تفاجوا أن إدارة دولة ليست هي إدارة خلوة أو خلية تنظيمية تزرع السموم أواسط المجتمعات .
.. تفتقت قريحة الجنرال المخمورة عن إطلاق سراح قيادات الإخوان المسلمين من السجون في تمثيلية قضائية _ان لم نقل فضيحة و مفسدة _ و لعلها أيضا نصائح الخارج التي علي الدوام تكشف جهلها المريع بالسودان إنسانا و ثقافات و عقلية و تاريخا، فكانوا يعطون الفأس لحاطب الليل و زمرته و نائبه الذي يمضي مشواره كأنه في حلم طويل لا ينتهي و لعله ما زال في دخيلته منبهر لكل ما حدث له و لأسرته و لكل الاحلام التي روادته في مرحلة من ضياع الوطن و غفلة التاريخ السوداني .
.. يظن الجنرال المخمور انه بإطلاق سراح قيادات الصف الثاني منضاف لها قيادات الحركات (المشلعة ) مع ثلة من الانتهازيين _ تحت الطلب علي الدوام _ أن يفرض معادلة جديدة يخدر بها الداخل و يقنع بها الخارج للقبول و هكذا يكون قد غسل يديه من كل جرائمه السابقة هو و نائبه، تلك الأيادي التي قتلت و سفكت الدماء و اغتصبت الحرائر و أقامت المذابح العرقية و نهبت أموال الدولة ، يريدون بمعاونة حلفاء خارجيون ان يطوون هذه الصفحة مراهنين علي سلمية السودانيين و عفوهم المستمر عن مرتكبي الجرائم طوال تاريخهم السياسي في حق الوطن و إنسانه! .
.. دعونا هذه المرة أن نذكركم بشيء أنتم في أشد الحوجة لتذكره علي الدوام، هذه الثورة العظيمة و الأليمة خرجت من رحم جيل ذاق كل خيبات السياسيين و جرائم الطغاة و عاش كل الإنتهاكات في حقه في اطول فترة من الجبروت و الاستفزاز ذاقها السودانيون في تاريخهم الوطني، لذلك العمل علي ذات الذاكرة التي تنسي او تعتمد علي الاكليشهات الجاهزة من أمثال(عفي الله عما سلف ) فذلك وهم الواهمين، و لطالما اغرت هذه المسامحة كثيرا من المغامرين و مرتكبي الجرائم في حق هذا الشعب و الذي اعملت فيه انتهاكا و سفكا و اذلالا ، لا يطاق، فمن الذي بكل سذاجة يريد للناس ان تطوي كل هذه العذابات و تنسي و تغفر، و كما قال شاعرنا ( لست من نور لتغفر .. انت من طين لتبني ) ، اقول معه أنت من طين لتبني و لتحاسب ايضا.
.. مبدأ المحاسبة accountability مبدأ إلهي اصيل قامت عليه توازنت الكون و الطبيعة حتي تضمنته كل الأديان و الشرائع و بدون إقامة هذا المبدأ لكانت انتهت الحياة و تضعضعت جنبات الكون .
.. كنداكاتنا و ثوارنا الاماجد، لا تركنوا لتسويات مهينة و تذكروا دماء رفيقاتكم و رفقاءكم الذين كانوا معكم ذات يوم في ذات شوراع الثورة، اهلنا في دارفور و جبال النوبة و النيل الأزرق تذكروا من حرقوا من اهاليكم و اقاربكم بطائرات الانتنوف و قوات الاغتصاب و القتل، هذه الامور قام بها أناس يحكموننا الآن بوضع اليد و السلاح و يريدون وفق توليفة جديدة ان يكونوا هم الحاكمين، بذات النفوس المريضة و التركة الآثمة مع شركاءهم من قادة الحركات الذين خانوكم و خذلوكم ، فكيف بالله بكل قيم الكبرياء و الكرامة لدي السودانيين ان يقبلوا بمثل هذه السفاهات و التسويات؟! ليس هنالك شعب في الارض بعدما مر بمثل ما جربتم يرضي ان تكون هذه وصفته للخلاص إلا اذا كان هذا شعب معطوب و لا خير يرجي منه و هيهات .
.. الثورة لها معنيان، جوهريان، لا تسمي من دونهما ثورة ابدا و هما الحرية و المحاسبة ، يجب أن تتحلوا باليقظة و الصلابة المطلوبة فلم يتبقي الا ان نكنس كل الادران و الاوساخ من البيت ليتم ترتبيه لتحقيق كل الاحلام الممكنة و التي دفعنا اثمانها غالية جدا .
.. الثورة وعي و فعل و بناء مستمر .
jebeerb@yahoo.com
////////////////////////
.. منذ أن قام الجنرال (الهبلان ) بخطوته العدمية بالانقلاب في صبيحة 25 اكتوبر و ما برحت الأوضاع تمضي من سيء الي أسوأ و ذلك الوصف ليس فقط في خانة الحياة الاقتصادية و المعيشية بالنسبة للسودانيين فقط، بل أعني أن الانقلابيون أنفسهم لم يستطيعوا أن يتحركوا قيد أنملة في إدارة الدولة و كيف لا و هم ورثة كل الغباء منذ العهد البائد الذي ظنوا بناءا علي هذه الورثة المعطوبة أن الأمور سوف تمضي علي كل حال و لكنهم تفاجوا أن إدارة دولة ليست هي إدارة خلوة أو خلية تنظيمية تزرع السموم أواسط المجتمعات .
.. تفتقت قريحة الجنرال المخمورة عن إطلاق سراح قيادات الإخوان المسلمين من السجون في تمثيلية قضائية _ان لم نقل فضيحة و مفسدة _ و لعلها أيضا نصائح الخارج التي علي الدوام تكشف جهلها المريع بالسودان إنسانا و ثقافات و عقلية و تاريخا، فكانوا يعطون الفأس لحاطب الليل و زمرته و نائبه الذي يمضي مشواره كأنه في حلم طويل لا ينتهي و لعله ما زال في دخيلته منبهر لكل ما حدث له و لأسرته و لكل الاحلام التي روادته في مرحلة من ضياع الوطن و غفلة التاريخ السوداني .
.. يظن الجنرال المخمور انه بإطلاق سراح قيادات الصف الثاني منضاف لها قيادات الحركات (المشلعة ) مع ثلة من الانتهازيين _ تحت الطلب علي الدوام _ أن يفرض معادلة جديدة يخدر بها الداخل و يقنع بها الخارج للقبول و هكذا يكون قد غسل يديه من كل جرائمه السابقة هو و نائبه، تلك الأيادي التي قتلت و سفكت الدماء و اغتصبت الحرائر و أقامت المذابح العرقية و نهبت أموال الدولة ، يريدون بمعاونة حلفاء خارجيون ان يطوون هذه الصفحة مراهنين علي سلمية السودانيين و عفوهم المستمر عن مرتكبي الجرائم طوال تاريخهم السياسي في حق الوطن و إنسانه! .
.. دعونا هذه المرة أن نذكركم بشيء أنتم في أشد الحوجة لتذكره علي الدوام، هذه الثورة العظيمة و الأليمة خرجت من رحم جيل ذاق كل خيبات السياسيين و جرائم الطغاة و عاش كل الإنتهاكات في حقه في اطول فترة من الجبروت و الاستفزاز ذاقها السودانيون في تاريخهم الوطني، لذلك العمل علي ذات الذاكرة التي تنسي او تعتمد علي الاكليشهات الجاهزة من أمثال(عفي الله عما سلف ) فذلك وهم الواهمين، و لطالما اغرت هذه المسامحة كثيرا من المغامرين و مرتكبي الجرائم في حق هذا الشعب و الذي اعملت فيه انتهاكا و سفكا و اذلالا ، لا يطاق، فمن الذي بكل سذاجة يريد للناس ان تطوي كل هذه العذابات و تنسي و تغفر، و كما قال شاعرنا ( لست من نور لتغفر .. انت من طين لتبني ) ، اقول معه أنت من طين لتبني و لتحاسب ايضا.
.. مبدأ المحاسبة accountability مبدأ إلهي اصيل قامت عليه توازنت الكون و الطبيعة حتي تضمنته كل الأديان و الشرائع و بدون إقامة هذا المبدأ لكانت انتهت الحياة و تضعضعت جنبات الكون .
.. كنداكاتنا و ثوارنا الاماجد، لا تركنوا لتسويات مهينة و تذكروا دماء رفيقاتكم و رفقاءكم الذين كانوا معكم ذات يوم في ذات شوراع الثورة، اهلنا في دارفور و جبال النوبة و النيل الأزرق تذكروا من حرقوا من اهاليكم و اقاربكم بطائرات الانتنوف و قوات الاغتصاب و القتل، هذه الامور قام بها أناس يحكموننا الآن بوضع اليد و السلاح و يريدون وفق توليفة جديدة ان يكونوا هم الحاكمين، بذات النفوس المريضة و التركة الآثمة مع شركاءهم من قادة الحركات الذين خانوكم و خذلوكم ، فكيف بالله بكل قيم الكبرياء و الكرامة لدي السودانيين ان يقبلوا بمثل هذه السفاهات و التسويات؟! ليس هنالك شعب في الارض بعدما مر بمثل ما جربتم يرضي ان تكون هذه وصفته للخلاص إلا اذا كان هذا شعب معطوب و لا خير يرجي منه و هيهات .
.. الثورة لها معنيان، جوهريان، لا تسمي من دونهما ثورة ابدا و هما الحرية و المحاسبة ، يجب أن تتحلوا باليقظة و الصلابة المطلوبة فلم يتبقي الا ان نكنس كل الادران و الاوساخ من البيت ليتم ترتبيه لتحقيق كل الاحلام الممكنة و التي دفعنا اثمانها غالية جدا .
.. الثورة وعي و فعل و بناء مستمر .
jebeerb@yahoo.com
////////////////////////