رابطة خريجي جامعة الخرطوم بقطر هل تكون الابن البار للغبش

 


 

 

لم يكن مستغربا قيام وانطلاق رابطة لخريجي جامعة الخرطوم بدولة قطر كأول كيان ربما بدول الخليج .. وامسية السبت ١٦ ابريل ٢٠٢٢م تجمع العقد الفريد بالمركز الثقافي السوداني بالدوحة في اول ندوة محضورة بعد جائحة كوفيد19 للمحاورة التي تاتي كما جاء بالدعوة في زمن عدم اليقين علي امل فتح مسارات للنقاش في استضافة الباحث والاستشاري قصي همرور متحدثا عن ممكنات السودان " صنعة الدولة وقضايا التنمية " قدمتها الدكتورة اماني خليفة وعقب عليها الاستاذ سيف الدولة اباروا وتمخض الحوار بجملة من المداخلات من الحضور المميز تتفق او تختلف مع جسم المحاضرة التي سلطت الضوء بحرفية علي واقع الحال في الحكم بالسودان منذ ان عرفت انظمة الحكم كدولة راشدة في طريق ممارسة الديمقراطية او منزلقة بين الحين والاخر لحكم دكتاتوري وصراع السلطة والتسلط او توهان وسط احزاب الفكة ومن لف في محرابهم … وقدم الباحث همرور اضاءات حول انظمة اقليمية وعالمية شبيهة وكيف ان مسارات التنمية الاقتصادية غلبت كفة الحكم في بعضها ونهضت بلدان وانتشت وسجلت من الدول الاكثر نماءا وازدهارا ولاح نجمها ضمن الدول العصرية الاكثر رخاءا ..
في الحقيقة لا اريد الخوض كثيرا في ما تم طرحه وتداوله والذي لن تنتهي الجدلية حول أي الانظمة هي التي تصلح لكن فما ان اخذت مقعدي بالقاعة تجسم امامي البروفسور محمد يونس حامل جائزة نوبل وصانع بنوك الفقراء بدولة بنغلاديش والتي فاق نجاحها وعم كثير من بقاع الارض وانتشل الاسر المعدمة من قاع المدن والقرى وفقرها المدقع الي الحياة الادمية الكريمة .. وهنا سيطر علي سؤال هل خريجي أعرق جامعة اطلق عليها الجميلة ومستحيلة يرموا سهمين احداهما لتدارس شان الحكم ومالاته المعقدة وآخر يكون هو الاقوى ليستهدف اخراج المواطن السوداني المطحون حد الجفاف من وهدته وجوعه ومرضه … هل خريجي جامعة الخرطوم اللذين اصلا هم من صلب هذا المواطن المهدود حيله والذي كافح كثيرا من اجل ان ينال ابناءه وبناته من مواعين المعرفة والعلم بجلوسهم علي كراسي العلم من نتاج قطرات دم وعرق مجاهدات ذات المواطن يكونوا أبناء بارين لاهلهم وذويهم .. ليقدموا له نخاع تجاربهم وعلمهم لعمل ملموس علي ارض الواقع ولرمي سهام قوية ايضا تستهدف الحكم والحكومات علها ينصلح شأنها ..هل يتدارسوا حول مشروعات تنموية تساهم في رفع الضيق والرهق القاتل من علي ظهر المواطن السوداني الذي يعاني اليوم في قوته وصحته وتعليمه وامنه وراحة باله .. هل تتفتق اذهان كوكبة خريجي جامعة الخرطوم التي تضم علماء في البئية والزراعة والاقتصاد والصحة والرياضيات والطفيليات والتكنولوجيا وكل فنون العلم والمعرفة بدلا من الاصطفاف وعلي ضرورته في خانة من يحكم وكيف يحكم ..
محمد يونس حامل جائزة نوبل للسلام ابو الفقراء تقول قصته انه كان يلقي علي تلاميذه درسا ميدانيا في الاقتصاد فوقع نظره علي امراة شمطاء انحنى وتقوص ظهرها وهي تنسج كراسي الخيزران فاستجلى امرها وعرف انها تاخذ الخوص والجريد من تاجر وتصنعه وتبيعه وتخرج بالفتات من الدراهم او هكذا فتيقن انه " يحكي تنظيرا لا يغير امرا " .. ومن حفنة دولارات تخصه لم تتجاوز ال ٢٨ دولار قدمها كسلفة او هكذا لبعض الفقراء اللذين كانوا يطرقون باب اسرته وتبلورت افكاره وانحاز لاجل الباحثين عن لقمة العيش والدواء والكساء ووصلت جهوده وسهامه التي صوبها نحو فئة الغلابة لقيام اكبر مؤسسة مصرفية لاعانة مواطني قاع الارض الفقراء المازومين الموجوعين الجائعين واللذين في وقتنا هذا هم خارج نظر واهتمام حكوماتنا المتعاركة لاجل الجلوس علي كراسي الحكم والسلطة والتسلط الذي اجاع مواطنين تقول كل كتب التاريخ والابحاث ان السودان سلة غذاء العالم طالما يملك الاراضي والمياه والعقول المتعلمة المفكرة كرابطة خريجي جامعة الخرطوم بقطر المنظور والمؤمل بها وعليها الكثير … فهل كوكبة رابطة جامعة الخرطوم بالدوحة الجامعة التي تاسست ١٩٠٢ كاعرق جامعة بالشرق الاوسط وافريقيا وتضم ١٩ كلية و١٧ معهد ومركز للبحث العلمي تترجم شيء من هذا وترمي سهام فكرها عملا ملموسا لاجل المواطن المطحون لتماثل الابن البار ودون ان تهمل او تلغي السهم الاخر الذي يتعمق في مثل ما طرحه الباحث همرور ليكون بذلك هذا التجمع النضر فكرا وعلما ومعرفة وعملا علي ارض الواقع وابنا بارا لمواطن ارهقه البحث عن لقمة العيش الكريمة ولحفنة دواء وامن يعشعش في جوانحه وترجمة لشعار جامعة الخرطوم البراق " الله .. الحقيقة .. الوطن .. الانسانية " .
عواطف عبداللطيف
اعلامية مقيمة بقطر
Awatifderar1@gmail.com

 

آراء