إفطار البرهان في مسجد الخرطوم الكبير .. ملاحي (التقلية ) و(الروب) في راكوبة (الحاضنة ) بقلم: بشرى أحمد علي
بعد سيطرته على وسائل الإعلام الرسمية تمدد البرهان ليشغل الإعلام الإلكتروني ..
والغرض من حضوره إفطار رمضان بمسجد الخرطوم الكبير هو رسم صورة جديدة للرجل بأنه رجل بسيط يعشق الفقراء ، لا يخاف الأعداء ويأكل طعام أهل البلد ، يجلس بهدوء ويمد يده لصحن العصيدة ويصلي مع عامة الشعب من دون أن يخاف الغدر أو الإغتيال ، لكن الفاشلين الذين رسموا تلك الصورة المزيفة لم يضعوا في الحسبان أن المسجد الكبير يقع داخل المربع الأمني للفريق برهان ولا يبعد إلا عدة كيلومترات من القيادة العامة ، فكل قلب الخرطوم هو ثكنة للجيش وتشهد إنتشاراً كثيفاً للأجهزة الأمنية بمختلف مسمياتها ...
فمثلاً لماذا لا يتناول السيد القائد إفطار رمضان مع المواطنين في الجرافة أو كرري ؟؟
ولماذا لا يتناوله في قرية (الغدير ) في ضواحي أمدرمان والتي هاجمتها عصابات 9 طويلة ؟؟
والسؤال هو لماذا يركز البرهان نشاطه الإجتماعي على العاصمة الخرطوم فقط ويترك الأقاليم والتي تحتاج للدعم المعنوي والمساندة ؟؟
مع العلم أن الفريق برهان هو الشخص الثالث الذي حضر الإفطار في مسجد بالعاصمة بعد البعثة الأمريكية والسفير التركي والذين سبقوه بأيام في حضور الإفطار بمسجد الملك فاروق ..
وهذه العادة هي نوع العلاقات العامة يلجأ إليها الطغاة للإيحاء بقربهم من رجل الشارع العادي ، وتكون هذه العادة الإجتماعية ذات مردود سياسي أكبر لو ظهر البرهان وهو يتبرع بالدم مثلاً ، أو أنه ظهر وهو يملأ جوالاً بالرمل حتى يمنع طوفان المياه من الإطاحة بأهلنا في الكلالكة ، ولكن الفريق برهان أختار الإفطار في مسجد يجاوره في الخرطوم لأنه أكثر أماناً ولا يجعله يحتك مع الكارهين لحكمه والمنتقدين لجرائمه .
والذين نظموا هذا الحدث كانوا الأقل إبتكاراً والأسوأ تفكيراً ، فلا زال الفريق برهان هو حبيس قفصه في المربع الأمني في وسط الخرطوم ، والإفطار مع الباعة وعابري السبيل لن يمنحه التفويض الذي يبحث عنه في بلد تعج بالملايين من الناس ، والصورة التي شاهدناها مثل مقطع الفلم المُعد مسبقاً وتنقصها التلقائية .
ملاحي (التقلية ) و(الروب) في راكوبة (الحاضنة )
قبل ثلاثة اعوام من الآن كاد ملاح (التقلية ) أن يفتك بكل نزلاء سجن كوبر من الكيزان لولا مشيئة الله أن حراس السجن قد تناولوا الجزء الأكبر من تلك الوليمة المسمومة ، والذين تم إسعافهم على وجه السرعة وبدأت التحقيقات حول وصول هذا الطعام المسموم إلى السجن ، ولم يكن الأمر يحتاج لعناء وجهد كبير ، وطريقة التسميم كان تقليدية وهي إستخدام صبغة الشعر ، وقد وصل الطعام إلى السجن عن طريق جنرالة مقربة لآل البشير والتي دفعها الكيد للتخلص من زوجها المسجون ورمي التهمة على (قحت ) وتزعم أنهم السبب في موته ، المهم توقف التحقيق عند هذه النقطة وتسرب الخبر للصحف ولكن تمت معالجته ولم تخضع تلك الجنرالة امام التحقيق ولم توجه إليها تهمة القتل ولا زالت تمارس مهامها الوظيفية حتى اليوم في جهاز الشرطة ..
وعندما نتابع قضية الثائر (توباك ) وكيف أنهم أتهموه ظلماً بإغتيال ضابط شرطة الإحتياطي المركزي، ثم نقارن ذلك بقضية الجنرالة التي حاولت تسميم زوجها عن سبق الإصرار والترصد ، نستغرب أشد الإستغراب ، كيف يحاكمون الثائر (توباك ) وهم يستخدمون أدلة ظرفية بينما يخلون سبيل تلك الجنرالة القاتلة ويبقونها في وظيفتها عل الرغم من توفر الدافع والأدلة الجنائية التي تربطها بالجرية ..
لذلك قال الرسول ( ص ) أن الذين من قبلنا قد هُلكوا لأنه إذا سرق الشريف فيهم تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد ..
ثم عاد ملاح التقلية يوم أمس ليدخل حياتنا السياسية من جديد ، فالجنرال المتواضع يصب الملاح على قدح العصيدة كدلالة على التواضع
فقد سألوا الممثل صمويل جاكسون عن كيف نجح في تمثيل دور الرجل الأسود الشرير في فلم Dijango unchained ، خاصة أن الدور يتعارض مع قناعاته لأنه رجل اسود ..
قال أن التمثيل ينجح عندما يكون معك الإحساس الكامل بالدور الذي تؤديه وليس الآداء performance ، والشخص الذي رايتموه في ذلك المشهد هو ستيفان الشرير وليس أنا ، وقد كنت أحس به وأتكلم لسانه .
لذلك ، لم يؤدي الفريق برهان دوره في ذلك المشهد كما ينبغي ، ولو شارك في (عواسة ) العصيدة وعلم بأزمة إنقطاع غاز الطبخ ، أو أنه أعد ملاح (التقلية ) وسأل عن تكلفة الحلة من لحمها وبصلها ربما عرف أن منظر المسؤول الحكومي وهو يزدرد الطعام ويأكل بشراهة - والناس تلتقط له الصور اثناء قيامه بذلك - بينما فقراء البلد لا يجدون ما يأكلونه ، ربما يكون قد علم أن تلك الصورة لن تكون المفتاح المناسب للوصول إلى قلوب الناس وأفئدتهم ، فنحن نشاهد صورة رجل يأكل فقط ولا نعلم ما هي الدلالة لذلك بعد أن إختزلنا صورة الشعب ودفنا معاناته وبؤسه .
والغرض من حضوره إفطار رمضان بمسجد الخرطوم الكبير هو رسم صورة جديدة للرجل بأنه رجل بسيط يعشق الفقراء ، لا يخاف الأعداء ويأكل طعام أهل البلد ، يجلس بهدوء ويمد يده لصحن العصيدة ويصلي مع عامة الشعب من دون أن يخاف الغدر أو الإغتيال ، لكن الفاشلين الذين رسموا تلك الصورة المزيفة لم يضعوا في الحسبان أن المسجد الكبير يقع داخل المربع الأمني للفريق برهان ولا يبعد إلا عدة كيلومترات من القيادة العامة ، فكل قلب الخرطوم هو ثكنة للجيش وتشهد إنتشاراً كثيفاً للأجهزة الأمنية بمختلف مسمياتها ...
فمثلاً لماذا لا يتناول السيد القائد إفطار رمضان مع المواطنين في الجرافة أو كرري ؟؟
ولماذا لا يتناوله في قرية (الغدير ) في ضواحي أمدرمان والتي هاجمتها عصابات 9 طويلة ؟؟
والسؤال هو لماذا يركز البرهان نشاطه الإجتماعي على العاصمة الخرطوم فقط ويترك الأقاليم والتي تحتاج للدعم المعنوي والمساندة ؟؟
مع العلم أن الفريق برهان هو الشخص الثالث الذي حضر الإفطار في مسجد بالعاصمة بعد البعثة الأمريكية والسفير التركي والذين سبقوه بأيام في حضور الإفطار بمسجد الملك فاروق ..
وهذه العادة هي نوع العلاقات العامة يلجأ إليها الطغاة للإيحاء بقربهم من رجل الشارع العادي ، وتكون هذه العادة الإجتماعية ذات مردود سياسي أكبر لو ظهر البرهان وهو يتبرع بالدم مثلاً ، أو أنه ظهر وهو يملأ جوالاً بالرمل حتى يمنع طوفان المياه من الإطاحة بأهلنا في الكلالكة ، ولكن الفريق برهان أختار الإفطار في مسجد يجاوره في الخرطوم لأنه أكثر أماناً ولا يجعله يحتك مع الكارهين لحكمه والمنتقدين لجرائمه .
والذين نظموا هذا الحدث كانوا الأقل إبتكاراً والأسوأ تفكيراً ، فلا زال الفريق برهان هو حبيس قفصه في المربع الأمني في وسط الخرطوم ، والإفطار مع الباعة وعابري السبيل لن يمنحه التفويض الذي يبحث عنه في بلد تعج بالملايين من الناس ، والصورة التي شاهدناها مثل مقطع الفلم المُعد مسبقاً وتنقصها التلقائية .
ملاحي (التقلية ) و(الروب) في راكوبة (الحاضنة )
قبل ثلاثة اعوام من الآن كاد ملاح (التقلية ) أن يفتك بكل نزلاء سجن كوبر من الكيزان لولا مشيئة الله أن حراس السجن قد تناولوا الجزء الأكبر من تلك الوليمة المسمومة ، والذين تم إسعافهم على وجه السرعة وبدأت التحقيقات حول وصول هذا الطعام المسموم إلى السجن ، ولم يكن الأمر يحتاج لعناء وجهد كبير ، وطريقة التسميم كان تقليدية وهي إستخدام صبغة الشعر ، وقد وصل الطعام إلى السجن عن طريق جنرالة مقربة لآل البشير والتي دفعها الكيد للتخلص من زوجها المسجون ورمي التهمة على (قحت ) وتزعم أنهم السبب في موته ، المهم توقف التحقيق عند هذه النقطة وتسرب الخبر للصحف ولكن تمت معالجته ولم تخضع تلك الجنرالة امام التحقيق ولم توجه إليها تهمة القتل ولا زالت تمارس مهامها الوظيفية حتى اليوم في جهاز الشرطة ..
وعندما نتابع قضية الثائر (توباك ) وكيف أنهم أتهموه ظلماً بإغتيال ضابط شرطة الإحتياطي المركزي، ثم نقارن ذلك بقضية الجنرالة التي حاولت تسميم زوجها عن سبق الإصرار والترصد ، نستغرب أشد الإستغراب ، كيف يحاكمون الثائر (توباك ) وهم يستخدمون أدلة ظرفية بينما يخلون سبيل تلك الجنرالة القاتلة ويبقونها في وظيفتها عل الرغم من توفر الدافع والأدلة الجنائية التي تربطها بالجرية ..
لذلك قال الرسول ( ص ) أن الذين من قبلنا قد هُلكوا لأنه إذا سرق الشريف فيهم تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد ..
ثم عاد ملاح التقلية يوم أمس ليدخل حياتنا السياسية من جديد ، فالجنرال المتواضع يصب الملاح على قدح العصيدة كدلالة على التواضع
فقد سألوا الممثل صمويل جاكسون عن كيف نجح في تمثيل دور الرجل الأسود الشرير في فلم Dijango unchained ، خاصة أن الدور يتعارض مع قناعاته لأنه رجل اسود ..
قال أن التمثيل ينجح عندما يكون معك الإحساس الكامل بالدور الذي تؤديه وليس الآداء performance ، والشخص الذي رايتموه في ذلك المشهد هو ستيفان الشرير وليس أنا ، وقد كنت أحس به وأتكلم لسانه .
لذلك ، لم يؤدي الفريق برهان دوره في ذلك المشهد كما ينبغي ، ولو شارك في (عواسة ) العصيدة وعلم بأزمة إنقطاع غاز الطبخ ، أو أنه أعد ملاح (التقلية ) وسأل عن تكلفة الحلة من لحمها وبصلها ربما عرف أن منظر المسؤول الحكومي وهو يزدرد الطعام ويأكل بشراهة - والناس تلتقط له الصور اثناء قيامه بذلك - بينما فقراء البلد لا يجدون ما يأكلونه ، ربما يكون قد علم أن تلك الصورة لن تكون المفتاح المناسب للوصول إلى قلوب الناس وأفئدتهم ، فنحن نشاهد صورة رجل يأكل فقط ولا نعلم ما هي الدلالة لذلك بعد أن إختزلنا صورة الشعب ودفنا معاناته وبؤسه .