زيارة البطل المغوار الى السودان !!
حمد مدنى حمد
24 April, 2022
24 April, 2022
جاءت تلك الممثلة المصرية الى السودان و تسمى داليا البحيرى .. و تم استقبالها فى المطار كما يستقبلون زعيما او محررا لبلاده من الاستعمار .. و الفيديو المتداول يظهر مجموعة من المرافقين و الحرس و العشرات من مقدمى البرامج و المعجبين يتهافتون لرؤية محرر الامة العربية .. و من شدة الزحام احتاجت ذلك البطل المغوار الى ما يقارب الثلث ساعة حتى تدخل إلى صالة المطار .. و قد تعالت الهتافات .. و قيل انه قد تم الاعتداء على معجب اعاق مسير المغوارة اثناء دخولها الى صالة المطار و التى امتلات عن بكرة ابيها و جدها و حبوبتها .. عشرات الكاميرات تلتقط الصور بعضها للقناة الفضائية صاحبة الحدث الأسطورى و عشرات المصورين و عدة مرافقين لحماية تلك المغوارة و يسمونها كما علمت مؤخرا بالبودى قارد .. و انتشرت فى الوسائط صورة للبطلة مع من يطلق عليه بالكاردينال و صورة للبطلة مع المغنى ترباس و قد انتفخت اوداجه و تكاد عمامته ان تطير به من الفرحة .. و صور كثيرة للبطلة ملأت الأساطير منها و هى ترتدى الثوب السودانى و أخرى و هى بوضع الحناء لها .. الخ من السخف .. ؟؟
لو عدنا الى الوراء زمن بوب مارلى و هو فنان انجليزى من ام جامايكية اسس موسيقى اسمها ( الريغية ) و السبب فى شهرته ليست الاغانى التى غناها و انما محاربته للعنصرية .. فقد غن للسود فى فترة كانت اوربا تعانى من العنصرية .. و كانت امريكا وقتها اعلنت و اقرت حركة الحقوق المدنية و ما زال البعض يعارض اقرارها .. و قد اصدرت صحيفة الهيرالد تربيون واسعة الانتشار ملحقا خاصا بمناسبة الذكرى ال 25 لوفاة هذا الفنان ذكرت فيه حجم التاثير الواسع لهذا الفنان و اغنياته التى دعت السود الى الوقوف و مناهضة العنصرية .. و كيف اصيب هذا الفنان بالسرطان و اصر رغم ذلك على الغناء و كانت اغلب حفلاته يذهب ريعها اما لدعم السود او لحماية الاطفال او للمعاقين .. ؟؟
نحن هنا نتحدث عن صورة مختلفة لممثلين او لمغنيين ياتون لبلادنا من دون رسالة و يجمعون الاف الدولارات لقاء حفلة واحدة يغنون فيها اغنياتنا كما قامت بذلك تلك الحبشية التى اتت لبلادنا لتردد لنا اغنيات حمد الريح يا الغاريك جمالك و سيد خليفة ازيكم كيفنكم و عثمان حسين من عيونك يا غزالى و بلغة ركيكة جدا و نحن نصفق لذلك بكل سذاجة و هى قد ادت رسالتها فى جمع المال و العودة محملة بالهدايا الى بلادها فبلادنا قد صارت محطة عبور لكل من اغلقت امامه القاعات فى بلاده و قام بتعويض ذلك باقامة حفلات فى بلادنا و فى النهاية يجنى المال الوفير و يعود لبلاده بعد ان باع لنا بضاعتنا .. ؟؟
السؤال المطروح : اين حكوماتنا عن مشاهدة مثل هذا العبث فى بلد ما زال مئات الالوف من ابنائه يقفون امام ديوان الزكاة و الجمعيات الخيرية من من اجل مساعدتهم فى دفع تكاليف العلاج او التعليم .. و الالوف ياتون من الاقاليم الى العاصمة من اجل غسيل الكلى.. ؟؟ اين حكوماتنا و حتى تلك التى كانت تدعى تطبيق شرع الله فيما يحدث من هياصة و مياصة و عبث عن مجتمع يتفشى فيه الفقر و غلاء طاحن ياكل الاخضر و اليابس و نترك بالمقابل فئة عابثة همها احضار الفنانات و الفنانين من خارج حدود الوطن لاجل لا شئ يهمنا يتم بعدها اخراج الاف الدولارات و العودة بها لاوطانهم ( كما حدث مع الفنانة السورية اصالة نصر ) من بلد يعانى من توفر الدولار للعلاج و احضار الدواء .. ؟؟
هل هذا هو السودان .. ؟؟ و هل هذه هى شيمنا و اخلاقياتنا و رجولتنا و عزة نفسنا التى تربينا عليها .. ؟؟هل هذا هو جيل الشباب الذى نريد تغيير همه من الانتاج و العمل و تحقيق الذات الى الهتاف لممثلة مصرية او لمغنية سورية او فنانة حبشية على باب قاعة و البكاء من اجل اخذ صورة معها .. ؟؟ لو انها كانت صاحبة رسالة تريد إيصالها للمجتمع مثل وردى او ابو اللمين او بوب مارلى او مثل ديميس روسز الذى غنى بكل لغات العالم و مع ذلك ظل وفيا للاسكندرية التى عاش صباه فيها و قد وقفت اليونان كلها لوداعه حين مات .. لو كانوا مثل هؤلاء اصحاب رسالة لقلنا من حق الشباب ان يهتفوا للبطل و من حقهم ان يتقاطروا لمشاهدته و اخذ الصور التذكارية معهم لكن و للاسف هؤلاء مجرد ممثلين او مغنيين بل مرددين لغناء غيرهم و ما يهم بعضهم اولا و اخيرا هو الدولار .. ؟؟
الحكومات يا سادة : مؤتمنة على الوجدان و نحن فى السودان احوج ما نكون لقانون يحمى الذوق و الحس الوطنى و يحصن من معنويات الناس و لسنا بحاجة إلى من يحدثنا عن تجربته فى التمثيل و مشواره الطويل او لمرتزق يعتلى مسارحنا ليؤدى اغنياتنا .. و نقابة الفنانين و على راسها استاذ مثل عبدالقادر سالم هى الاخرى عليها مسؤلية وطنية و اخلاقية فهى من يجب ان تمنح التصاريح للاجانب و تسنطيع ان تمنعها عنهم بنص القانون .. عمالقة الفنانين عندنا عندما يمرضون لا يجدون ثمن العلاج كما راينا فى حالات كثيرة بينما ياتى ممثل او مغنى من خارج الحدود لإجراء مقابلات تلفزيونية لا تجدى نفعا او ليغنى لساعتين على الاكثر و يجنى الاف الدولارات ثم يغادر لبلاده بدون ضرائب .. ؟؟
لقد انكسر وجدانى و انا اشاهد هذا الشريط و تلك الصور المتداولة لتلك الممثلة و حطم الصبر فى داخلى و لولا سهر رمضان و ذوق القارئ و شروط النشر لقلت ما هو اقسى من ذلك .. لكنه السودان وطننا و تلك شوارعنا و هؤلاء شبابنا الذين خرجوا و ضحوا بدمائهم من أجل سودان جميل و غد أفضل هم مسؤليتنا جميعا يجب حمايتهم .. و تلك المظاهر يجب ان تزول .. فنحن لسنا بلدا متخلفا فى الفن لهذه الدرجة فما انتجناه اكبر بكثير من تماه هذا .. و تخبط تلك .. ؟؟
و لتسمعنى وزارة الثقافة ( السخافة ) و نقابة الفنانين مرة : عليك بايقاف ما يحدث فهة خطيئة بحقها قبل ان تكون خطيئة بحق المجتمع السودانى الذى انجب الفاضل سعيد و على مهدى و بلقيس عوض و تحية زروق ود البادية و الكابلى و وردى و مصطفى سيد احمد و ابوعركى .. حمانا الله من هذا السخف .. ؟؟
حمد مدنى حمد
hamad.madani@hotmail.com
////////////////////////////////
لو عدنا الى الوراء زمن بوب مارلى و هو فنان انجليزى من ام جامايكية اسس موسيقى اسمها ( الريغية ) و السبب فى شهرته ليست الاغانى التى غناها و انما محاربته للعنصرية .. فقد غن للسود فى فترة كانت اوربا تعانى من العنصرية .. و كانت امريكا وقتها اعلنت و اقرت حركة الحقوق المدنية و ما زال البعض يعارض اقرارها .. و قد اصدرت صحيفة الهيرالد تربيون واسعة الانتشار ملحقا خاصا بمناسبة الذكرى ال 25 لوفاة هذا الفنان ذكرت فيه حجم التاثير الواسع لهذا الفنان و اغنياته التى دعت السود الى الوقوف و مناهضة العنصرية .. و كيف اصيب هذا الفنان بالسرطان و اصر رغم ذلك على الغناء و كانت اغلب حفلاته يذهب ريعها اما لدعم السود او لحماية الاطفال او للمعاقين .. ؟؟
نحن هنا نتحدث عن صورة مختلفة لممثلين او لمغنيين ياتون لبلادنا من دون رسالة و يجمعون الاف الدولارات لقاء حفلة واحدة يغنون فيها اغنياتنا كما قامت بذلك تلك الحبشية التى اتت لبلادنا لتردد لنا اغنيات حمد الريح يا الغاريك جمالك و سيد خليفة ازيكم كيفنكم و عثمان حسين من عيونك يا غزالى و بلغة ركيكة جدا و نحن نصفق لذلك بكل سذاجة و هى قد ادت رسالتها فى جمع المال و العودة محملة بالهدايا الى بلادها فبلادنا قد صارت محطة عبور لكل من اغلقت امامه القاعات فى بلاده و قام بتعويض ذلك باقامة حفلات فى بلادنا و فى النهاية يجنى المال الوفير و يعود لبلاده بعد ان باع لنا بضاعتنا .. ؟؟
السؤال المطروح : اين حكوماتنا عن مشاهدة مثل هذا العبث فى بلد ما زال مئات الالوف من ابنائه يقفون امام ديوان الزكاة و الجمعيات الخيرية من من اجل مساعدتهم فى دفع تكاليف العلاج او التعليم .. و الالوف ياتون من الاقاليم الى العاصمة من اجل غسيل الكلى.. ؟؟ اين حكوماتنا و حتى تلك التى كانت تدعى تطبيق شرع الله فيما يحدث من هياصة و مياصة و عبث عن مجتمع يتفشى فيه الفقر و غلاء طاحن ياكل الاخضر و اليابس و نترك بالمقابل فئة عابثة همها احضار الفنانات و الفنانين من خارج حدود الوطن لاجل لا شئ يهمنا يتم بعدها اخراج الاف الدولارات و العودة بها لاوطانهم ( كما حدث مع الفنانة السورية اصالة نصر ) من بلد يعانى من توفر الدولار للعلاج و احضار الدواء .. ؟؟
هل هذا هو السودان .. ؟؟ و هل هذه هى شيمنا و اخلاقياتنا و رجولتنا و عزة نفسنا التى تربينا عليها .. ؟؟هل هذا هو جيل الشباب الذى نريد تغيير همه من الانتاج و العمل و تحقيق الذات الى الهتاف لممثلة مصرية او لمغنية سورية او فنانة حبشية على باب قاعة و البكاء من اجل اخذ صورة معها .. ؟؟ لو انها كانت صاحبة رسالة تريد إيصالها للمجتمع مثل وردى او ابو اللمين او بوب مارلى او مثل ديميس روسز الذى غنى بكل لغات العالم و مع ذلك ظل وفيا للاسكندرية التى عاش صباه فيها و قد وقفت اليونان كلها لوداعه حين مات .. لو كانوا مثل هؤلاء اصحاب رسالة لقلنا من حق الشباب ان يهتفوا للبطل و من حقهم ان يتقاطروا لمشاهدته و اخذ الصور التذكارية معهم لكن و للاسف هؤلاء مجرد ممثلين او مغنيين بل مرددين لغناء غيرهم و ما يهم بعضهم اولا و اخيرا هو الدولار .. ؟؟
الحكومات يا سادة : مؤتمنة على الوجدان و نحن فى السودان احوج ما نكون لقانون يحمى الذوق و الحس الوطنى و يحصن من معنويات الناس و لسنا بحاجة إلى من يحدثنا عن تجربته فى التمثيل و مشواره الطويل او لمرتزق يعتلى مسارحنا ليؤدى اغنياتنا .. و نقابة الفنانين و على راسها استاذ مثل عبدالقادر سالم هى الاخرى عليها مسؤلية وطنية و اخلاقية فهى من يجب ان تمنح التصاريح للاجانب و تسنطيع ان تمنعها عنهم بنص القانون .. عمالقة الفنانين عندنا عندما يمرضون لا يجدون ثمن العلاج كما راينا فى حالات كثيرة بينما ياتى ممثل او مغنى من خارج الحدود لإجراء مقابلات تلفزيونية لا تجدى نفعا او ليغنى لساعتين على الاكثر و يجنى الاف الدولارات ثم يغادر لبلاده بدون ضرائب .. ؟؟
لقد انكسر وجدانى و انا اشاهد هذا الشريط و تلك الصور المتداولة لتلك الممثلة و حطم الصبر فى داخلى و لولا سهر رمضان و ذوق القارئ و شروط النشر لقلت ما هو اقسى من ذلك .. لكنه السودان وطننا و تلك شوارعنا و هؤلاء شبابنا الذين خرجوا و ضحوا بدمائهم من أجل سودان جميل و غد أفضل هم مسؤليتنا جميعا يجب حمايتهم .. و تلك المظاهر يجب ان تزول .. فنحن لسنا بلدا متخلفا فى الفن لهذه الدرجة فما انتجناه اكبر بكثير من تماه هذا .. و تخبط تلك .. ؟؟
و لتسمعنى وزارة الثقافة ( السخافة ) و نقابة الفنانين مرة : عليك بايقاف ما يحدث فهة خطيئة بحقها قبل ان تكون خطيئة بحق المجتمع السودانى الذى انجب الفاضل سعيد و على مهدى و بلقيس عوض و تحية زروق ود البادية و الكابلى و وردى و مصطفى سيد احمد و ابوعركى .. حمانا الله من هذا السخف .. ؟؟
حمد مدنى حمد
hamad.madani@hotmail.com
////////////////////////////////