يا انقلابيين ..أعطوا الخبز لخبازه، حتى لو أكل نصفه

 


 

 

مهما تلفوا وتدوروا الشعب السوداني لن يتنازل عن حقه في الحياة الحرة الكريمة، ولن يغفر لكم ما فعلتموه بتخطيط مسبق ومكر ودهاء لحرف مسار الثورة عن وجهته، لصالح أجندتكم وأجندة أطراف إقليمية ودولية لا تريد للديمقراطية أن تترسخ في بلد رائد مثل السودان، سواء لجهة موقعه الإستراتيجي، أو تاريخه المضمخ بالبسالة والجسارة الذي سجل أسمه في التاريخ السياسي المعاصر كأول دولة تتحرر في إفريقيا بالكفاح والنضال، بجانبه أرضه الخصبة التي تفيض بالخيرات والثروات.
لذا، مهما فعلتم في النهاية لا يصح إلا الصحيح.
منطق اللف والدوران الذي تمارسونه الآن، لو كان ينفع، كان قد نفع الطاغية عمر البشير وحاشيته الفاسدة، ممثلة في تنظيم الجبهة الإسلامية القومية، التي إنقلبت على النظام الديمقراطي في سنة ١٩٨٩م.
ومن ثم مارست كل صنوف الفوضى والعبث.!
إعتقاداً منهم إنهم خالدين فيها، لكنهم في نهاية المطاف تشظوا إلى مؤتمر وطني .. ومؤتمر شعبي، والطاغية عمر البشير إنتهى به المطاف حبيساً في السجن، حتى لو كان فندق خمس نجوم .. هذا ليس مهماً المهم هو أنه خارج القصر.
وحاشيته الفاسدة من كيزان وأحزاب الفكة المكونة من الإنتهازيين الذين تنازلوا عن شرفهم ومبادئهم من أجل المصلحة المادية، تلاحقهم لعنات الشعب كنتيجة حتمية لمسايرتهم منطق التآمر والخيانة الذي إتبعته الجبهة الإسلامية القومية للوصول إلى السلطة والبقاء فيها مهما كانت النتيجة.

منطق الإستبداد والفساد والنفاق الذي مارسه الكيزان قاد البلد إلى الحضيض، بعد أن أدخل البلد في حروب داخلية متناسلة، وعزلة خارجية متفاقمة، وإنهيار إقتصادي غير مسبوق، وإنبطاح مخزي من جانب النظام، وقتها للعاصفة الإميركية التي هبت في عهد جورج بوش الأبن وحققت أكلها في عهد باراك أوباما بتقسيم السودان إلى دولتين فاشلتين.!

بسبب الحكم العسكري الذي ثبت فشله لأنه ألحق الضرر البالغ بالدولة والمجتمع في الجهتين، وبلادنا بعد الإنفصال ما عادت تحتمل المزيد من وصفات الخراب والدمار وسفك الدماء.!

لذا، فلا داعي للف والدوران في حلقة مفرغة خشية مواجهة العدالة جراء ما إغترفتموه من جرائم بعد سقوط الطاغية الضلالي، منها جريمة فض الإعتصام، والإنقلاب على الحكومة الإنتقالية، ومواصلة مسلسل سفك دماء الثوار في شوارع الخرطوم وآخرها حادث دهس عربة الشرطة للشهيد مجتبى عبد السلام.

السودان تأخر كثيراً، وثورة ديسمبر وفرت فرصة عظيمة للتقدم، الذي لن يتحقق، إلا إن حدث إصلاح سياسي حقيقي، يبدأ بالقصر الجمهوري لتأكيد مدنية الدولة وترسيخ ثقافة الديمقراطية وسلمية تداول السلطة في إطار الحرية ونهج الإنفتاح وتقبل الرأي والرأي الآخر لضمان مشاركة جميع قوى الثورة في مسيرة الإصلاح والبناء وتحقيق تطلعات الشعب السوداني في الحرية والعدالة والتنمية والسلام.

لذا على الإنقلابيين، أن يحترموا إرادة الشعب ويعطوا الخبز لخبازه.
فهذه البداية الحقيقية للإصلاح.
Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
///////////////////////

 

آراء