كنا في ضيافة ذلك المغربي الفيلسوف المتواضع فارس الكلمة العز ابن عبد السلام !!..

 


 

 

بعد غيبة طويلة بسبب جائحة كورونا وعدم استقرار الأوضاع عامة كان يوم امس ٢٠٢٢/٥/١٨ مشهودا ومحضورا برفقة نوعية من العلماء الاجلاء ومن الذين جاءوا الي قاعة الشارقة تحملهم أجنحة الشوق واللهفة والحنين لجميل العبارة وطيب الكلمة وشلالات المعاني التي تنداح كالعسل المصفي وكالماء الصافي البارد النمير في نهار بالغ السخونة !!.
دخلنا قاعة الشارقة التي لبست ثوبا جديدا قشيبا فضفاضا وبرز وجهها الجميل بديكور بديع كأنه من ابداع عمالقة فناني عصر النهضة وامتدت علي طول القاعة وعرضها المقاعد الوثيرة التي تضاهي مقاعد اللوفتهانزا والقطرية وال BOAC وفي الخلف توزعت الشاشات في منظر حسن يعطي مزيدا من المتعة لمتابعة مايجري في المسرح وفي المنصة .
هذا الانسان العالم المؤرخ الذي اختارته المملكة العربية السعودية ليكون رئيسا لكلية الأمير نايف الأمنية وقد شغل هذا المنصب الخطير ردحا من الزمن بجدارة فائقة وظل يبدع هنالك إلي أن حل العام ٢٠١٣ حيث منح جائزة الملك فيصل العالمية ... وهو في طريقه للمنصة لاستلام هذه الجائزة الرفيعة هداه تفكيره أن يخصصها بالكامل لخدمة الوطن وكان أن برز للوجود مركز العز ابن عبد السلام الثقافي في شمبات وظل هذا الصرح الشامخ في خدمة العلم والأدب والفن الي يومنا هذا وصار له مجلس أمناء من خيرة علماء بلادنا الحبيبة تصدرهم البروف خبير الإعلام علي محمد شمو وقدم المركز طيلة مسيرته الظافرة التكريم اللائق والجائزة المستحقة للرموز الذين افنوا زهرة شبابهم في خدمة الوطن في مجال الثقافة والفكر واستحق البروف شمو الجائزة لانه ظل ومازال علما وحجة في مجال الاعلام تعدت مجهوداته المقدرة الحدود وعبرت لما وراء البحار .
وهذه المرة جاء الدور لتكريم أحد الافذاذ في مجال الطب ورغم أن هذا تخصصه الرئيسي إلا أنه ورغم وقته الضيق ولج ميدان الادب والشعر وبز المتخصصين هي هذا الميدان الذي يحتاج الي خيال وصفاء ذهن وعبقرية لا تقل عن ملكات الاوائل الذين مازالت صورهم تمر بخواطرنا وانتاجهم يتدفق كشلالات نياجارا أنهم أهل العبقرية المتنبي وتلميذه المعري وغيرهم من الدرر المكنونة المصونة ... جاء الدور لتكريم البروف موسي عبدالله حامد النطاسي البارع في مجال الجراحة الإنسان المتواضع الذي خط الكتب في مختلف المجالات والمعارف ولم ينسي أن يذكر يوم تكريمه استاذه بالمرحلة الوسطي الذي علمه ابجديات الشعر !!..
شنفت آذاننا في نهار الامس بقاعة الشارقة التي بدت كالعروس في ليلة زفافها كلمات من ذهب للبروف شمو والبروف عزالدين عمر موسي الذي رفع راسنا عاليا يوم تقدم للمنصة لينال جائزة الملك فيصل العالمية وفي تلك الساعة فكر في أهله وعشيرته ومن ريع الجائزة تم تأسيس مركز العز بن عبد السلام كمنارة سامقة في مجالات العلوم والآداب والفنون والدعوة للتسامح ونبذ الفرقة والشتات !!..
وجاءت البشارة في سياق الحفل بافتتاح المكتبة الورقية والإلكترونية لتعبر بنا الي مدارج الرفعة والتحضر !!..
هنيئا للفائزين بجائزة العز بن عبد السلام ولكل الذين يتخذون من مباني المركز بشمبات حديقة فكرية وثقافية بستظلون وينعمون بالغذاء الفكري والثقافي في هذا الزمن المادي الذي صار فيه الكتاب ينام حزينا كاسف البال في الارفف التي علاها التراب !!..
شكرا إدارة قاعة الشارقة الجميلة وشكرا علي حسن الاستقبال والضيافة !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء