بخت الرضا اغتالوها عن عمد وترصد وقد عم نورها الوطن والبلدان المجاورة

 


 

 

هذا المعهد السحري التربوي مكتمل الأركان شيده البريطانيون علي أبدع مايكون وسكبوا فيه خبرتهم التي لا تقدر بثمن ووفروا له كل أسباب النجاح ومنذ ضربة البداية اضطلع بالتدريس فيه نخبة من الأساتذة من ذوي العلم والدراية والرغبة في نهضة البلاد ووضعها في المكان اللائق في خريطة العالم.
كانت بخت الرضا تمسك بكل الخيوط والخطوط الموصلة لمدارس التعليم العام بالداخل والخارج من دول الجوار الافريقي وفي تشاد نشأت مدرسة الصداقة بطاقمها المميز المدرب في بخت الرضا وكانت هذه المدرسة تمثل سفارة وعربونا للصداقة فوق ماتقدمه من علم وفهم ورقي وتحضر واستفادت ارض الصومال من معلم بخت الرضا وكذلك الخليج واليمن انداح خير ارض النيلين الي تلك الاصقاع ومازال خريجو مدارسها الذين تعهدهم المدرس السوداني بالرعاية والاهتمام يذكرونه باقوي بيانات العرفان بالجميل وعلي الدوام كانوا يضعونه في حدقات العيون .
هذا التخبط الذي نحن فيه الآن بهذه المناهج التي صارت تصاغ خارج بخت الرضا تارة مع الشيوعيين الذين ابان مايو في بداياتها فرضوا علي التعليم خطاب النميري في العباسية ووضعوه في دفتي الكتاب ليطلع عليه الصغار ويحفظوه وهي مسألة مضحكة مبكية تدل على التبعية والاستلاب وانعدام الشخصية والتنكر لصروح التعليم الرصينة الراسخة مثل بخت الرضا التي تصمم المنهج بصورة علمية وتجرب هذا المنهج في مدارسها المتخصصة وينقح إذا لزم الأمر ومن ثم ينزل الي المدارس معززا مكرما خاليا من كل عيب !!..
وجاء أهل الادلجة الأخري المناؤون لليسار وصمموا المناهج الدراسية لكافة المراحل بالهتافيات وقرع طبول الحرب وجعلوا من قناعاتهم الأصل وفرضوها علي الجميع وفي عهد الكيزان بدأ اغتيال بخت الرضا واسخنوا فيها الجراح إلي أن فارقت الحياة وخلا لهم الجو يطبقون ويلقنون التلاميذ مايحلو لهم حتي صار التعليم نسيا منسيا وكذلك البلاد تاهت في صحراء الجهل واختفي العلماء وذوو الإختصاص ووصل الي دست الحكم من لا يفكون الخط وصارت الدكتوراه تمنح في ستة أشهر ودرجة الأستاذية يحملها الكثيرون يتباهون بها مثل سماحة جبل الطين والواحد منهم لم يري منه بحثا ولا يفهم كيف يضع منهجا والجامعات صارت كتاتيب كما قال الدكتور منصور خالد !!..
ولا ننسي المؤامرة المصرية الكبري لإخماد روح التعليم في السودان والهبوط به الي أسفل سافلين وقد كان المكون المحلي والفارس المغوار لهذه اللعبة القذرة وللأسف هو ابن البلد دكتور محي الدين صابر اتي بسلم تعليمي جديد جندل به كل الترتيبات التي كانت قائمة وجاءت الكتب من مصر في طباعة رديئة وورق مهتريء لم يصمد مع مرور الزمن وكل هذا من أجل محاربة بخت الرضا وخنق صوتها وكتم اشراقاتها وابداعاتها التي كانت جسرا جويا يحلق في لهفة وشوق لدول الجوار بعد أن عم نوره ارض الوطن وخريج بخت الرضا طيلة عهدها الميمون عرف بعلمه النافع وطور نفسه مع مقبل الايام واليوم في الخليج مازالت بخت الرضا حاضرة في دور العلم والشركات الكبري وفي دنيا الترجمة في ارامكو وغيرها من هذه الصروح العملاقة والجامعات في الداخل والخارج تحمل بصمات خريج بخت الرضا !!..
نذكر بالخير المستر J A Bright الذي صمم كتابة باليد عرفت باسمه يتم فيها ربط الحروف ببعضها وهو خط من السهولة قراءته والقصد منه أن يتعلمه معلم اللغة الإنجليزية ويتقنه ومن ثم يعلمه التلاميذ منذ الصف الاول بالمرحلة الوسطي وللعلم فإن هذا الخط اصبح ماركة مسجلة وعنوان وبصمة وهوية للمعلم خريج بخت الرضا !!..
وفي بخت الرضا أيضا يتقن المتدرب النطق الصحيح للغة الإنجليزية ويحمل معه هذا الاتقان الي المدرسة الوسطي واليوم خريج بخت الرضا من الرعيل الاول يستطيع أن يدرس لغة جون في أي جامعة كانت حتي ولو كانت الجميلة ومستحيلة جامعة الخرطوم التي خربها الكيزان وجلسوا علي تلها !!..
ختاما التحية خالصة للعالم البروف المؤرخ المفكر ابن عطبرة عبدالله علي ابراهيم ونرجو أن لا يقسو علي بخت الرضا أكثر من ذلك وفعلا بخت الرضا كانت منارة ومصدر للاشعاع وعندما خبا نورها عم الظلام ورحل التعليم الي دنيا المجهول !!..

ghamedalneil@gmail.com
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

 

آراء