الطريفي زول نصيحة

 


 

طه مدثر
23 May, 2022

 

ماوراء الكلمات -
(1) منذ سنوات عديدة خلت، مارسنا الكتابة عبر الصحف السيارة حتى استقر بنا الترحال بجريدة "الجريدة"، التي لم نر منها إلا كل خير، فهي صوت الحق وناصرة المظلوم، وتعمل بكل ما تملك من مقدرات بشرية ومادية من أجل تثبيت دعائم الحكم الديمقراطي والسلطة المدنية وانحيازها لثورة الشعب، وقد عانت في سبيل ذلك مر المعاناة وتحديداً في عهد المخلوع البشير، من المصادرة بعد طباعة العدد حتى تكون الخسائر كبيرة، وعانت من منع بعض كتابها من النشر، وبرغم ذلك واصلت النضال والكفاح، فقد مارسنا الكتابة عبرها، ليس من أجل سلطة نبتغيها أو شهرة نصيبها أو حاجة لنا عند ذي سلطان وجاه يقضيها لنا، ولكنا كنا ومازلنا وسنظل ان شاء الله، نمارس الكتابة من أجل البحث عن الحقيقة وتمليكها لمن يريدها، دون ضرر ولا ضرار بأي طرف ما، امتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار).
(2) ولم نمارس الكتابة من أجل غرض او مرض، او للتشفي أو الإساءة أو التجريح أو اشانة سمعة اي شخص عادي، أو اي شخصية اعتبارية، او جهة سيادية، او المؤسسة العسكرية تحديداً، فخلافنا مع اللجنة الأمنية المخلوع البشير لا تعني خلافنا مع شرفاء الجيش وباقي قيادته الذين لهم كل الشكر والتقدير والاحترام على قيامهم بواجبهم المقدس تجاه الوطن والشعب، برغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، فمازال وسيستمر دور شرفاء الجيش موجود لا ينكره الا مكابر أو معاند، والذين يزعمون أن بعض كتاب صحيفة "الجريدة" يكتبون من أجل تفتيت وحدة الجيش هؤلاء كأنهم يختزلون الجيش في أفراد فقط.
(3) وليس هدفنا من الكتابة، التي تحولت بالنسبة لنا من هواية الي مهنة ، ليس هدفنا البحث عن بطولة أو الانتصار للأنا أو الذات، فكاتب هذه الزاوية ابعد الناس عن هذه النقائص، ولكن كان هدفنا ومازال وسيظل باذن الله العمل على كشف أماكن الفساد، بالإشارة أو التلميح (التلميح يكفي الذكي) دون التصريح، وهذا هو أسلوبنا في العرض والطرح، وهذا ماقسمه الله لنا، فلا تلوموننا فيما قسمه الله لنا، كما أن هدفنا تصويب الأخطاء وتعديل الصور المقلوبة في حياتنا وما أكثرها، فالكتابة تقوم بدور شبيه بدور الأشعة الطبية أو المعامل الطببة هي الكشف عن نوع المرض أو الداء، اما الدواء فهو لدى الجهات المعنية بالمخاطبة، والكتابة تعمل بقولهم نصف رأيك عند أخيك.
(4) فأنا مثل جدنا الطريفي(رحمه الله) زول نصيحة (ساكت) ومهما كانت النصيحة (حاااره) فعلينا أن نتحملها، فهي الطريق الأقرب للوصول للحقيقة المجردة، وهي (مرة) في بدايتها ولكن (حلاتها)عند النهاية، عندما ترضي ضميرك، وتنام مرتاح البال، تبت يد اعداء الثورة ومن عاونهم.
الجريدة

 

آراء