يوميات الاحتلال (30): تنامي سفك الدماء يستوجب تصعيد ثوري

 


 

 

.. البارحة فقدنا و فقد السودان ثلاثة ارواح سامية_ بينهم طفل _ لتنضم الي موكب الشهداء الرساليين الذين قدموا ارواحهم الفتية لتولد أنت من جديد .. ليولد السودان المخيلة و الحلم .
.. اليوم تجري محاكمة اربعة شباب ثوريين(توباك و الننة و محمد ترهاقا و مصعب الشريف ) بتهمة لفقت لهم تلفيقا بقتل العميد بريمة و الذي كل الدلائل تشير الي أنه تمت تصفيته بقدرات و تسهيلات تفوق خيال و قدرات هولاء الشباب الميامين .
.. مثل هذه الأحداث التي تدمي القلوب و تجرح ما تبقي من ضمير السودانيين و العالم، كان من الطبيعي أن يتبعها تصعيد ثوري متعدد الجبهات و متطور الأدوات و من كل المناطق في العاصمة القومية و كل ولايات السودان ، و المرء يتسأل لماذا انحصرت الآن الثورة في صداميتها اليومية في الخرطوم ؟ لماذا المجابهة اصبحت هي ما يحدث في الخرطوم و اصبحت حتي في الخرطوم مناطقية و متناوبة ؟ .
.. هولاء الإحتلاليون و آلاتهم القمعية و القاتلة تحتاج تفعيل اي جهد و عمل ثوري، و يكون متصل لا يعرف هوادة و هم يراهنون علي الزمن و إشاعة الإحباط و موات الفعل الثوري و هناك قوي سياسية تنتظر ايضا _دون خجل _ ان يترجم هذا الصراع و تضحياته الي مساومة تحفظ لهم أماكن لمؤخراتهم القذرة في مواقع السلطة الجيف .. سلطة الانقلاب و قاتلي الشعب من أمن كيزان برهان و جنجويد حميدتي و مهزومي الحركات المشلعة الذين اتوا الي السلطة مهزومين و مدحورين و رفعت الثورة من روحهم المعنوية و ايضا من شأنهم السافل .. اذا المعركة اضحت واضحة وضوح الشمس، و الفرز التاريخي فيها تم و يتم كل يوم، ففيما الإنتظار و الفرجة و العالم الآن بدأ يستفيق لمصالحه في السودان بعد أن علم ان هولاء الرجرجة فاقدي القدرات ليسوا مؤهلين لقيادة دولة كالسودان و ليسوا قمينين بحفظ مصالحهم و سوف يحرجونهم في ادعاءتهم و قيمهم المسوقة عبر منظمات و كيانات دولية و دول .
.. يا بنات و أبناء السودان في كل الاصقاع و في داخل السودان، هذه الثورة و كما كتبنا دائما و ما زلنا، هي مسيح خلاصكم و هي إستعادة قيمتكم كدولة و إنسان و تاريخ و بغير إنتصار هذه الثورة سوف تفنون كما فنيت عبر التاريخ شعوبا كثيرة، التاريخ يعلمنا و لكن الحاضر دروسه أبلغ و اشد وضوحا، افيقوا و ابذلوا كل ما في سعيكم من جهد و عرق و غادروا مواقع الفرجة الخجلي، فغدكم اصبح مربوطا بحركتكم الآن تجاه هذه الثورة التي قدم فيها الشباب و الصبايا ارواح غالية علي الوطن و علي اهاليهم الصابرين في إدهاش، كيف لسودانيين اخرين رضعوا من ثدي هذه الارض و لهم فيها مراتع و ذكريات ان يكتفوا بالإدانة فقط و اللوعة؟!! .
.. لابد من تصعيد ثوري متعدد الجبهات و الأساليب و الأدوات حتي تتخلخل جنبات هولاء القتلة الرعاديد و ما اظنهم أقوياء إلا لاستحواذهم علي كل ادوات القتل، و يوم ان ينفرط عقدهم سوف لن تجدوا واحدا يتبني هذا الركام الذي يبدو الآن في تماسكه الكذوب .. التشظي بينهم و وسطهم بادي للعيان، و هم أوهن من بيت عنكبوت و لكن تراخينا هو ما يمنحهم الاستمرارية .
.. علي قوي الثورة الحية من ما تبقي ماسك علي الجمر و ساسة _لهم ضمير _ ان يشاركوا بفعالية عبر الحضور الفعلي، اليومي في دفتر الثورة، و لا عزاء او دعوة للمخذلين و المخذولين علي الدوام و نقول لهم ان التاريخ سيحاكمكم و الثورة عندما تصل ذروة انتصاراتها ستعبركم كما يعبر السحاب المزابل تحته .
.. الثورة وعي و بناء و فعل مستمر .

jebeerb@yahoo.com
////////////////////////

 

آراء