الحزب الشيوعي السوداني.. والقراءة الخاطئة للواقع السياسي.؟
الطيب الزين
29 May, 2022
29 May, 2022
لا أدري هل هي العبقرية الزائدة .. أم الجهل المركب ..؟ الذي جعل الحزب الشيوعي السوداني يتخلى عن أكبر تحالف سياسي شهدته البلاد بعد إنبثاق فجر ثورة دسيمبر المجيدة، التي أثبتت صدق المقولة تقول: الشوارع التي لا تخون.
ويهرول وراء حركات مسلحة تختبيء في أدغال الجبال ..؟
الأولى تختبيء في جبال كادوا..!
والأخرى في جبل مرة .!
ما الذي حلّ بالحزب الشيوعي الذي يتبنى منهج الجدلية المادية في قراءة الأحداث والواقع وتحليل ظواهره السياسية والإقتصادية والإجتماعية..؟
أطرح هذه التساؤلات بهدف فهم المنهجية الفكرية التي يفكر بها الحزب الشيوعي السوداني، التي سوغت له الإستقواء بالحركات المسلحة بقيادة عبد العزيز الحلو، وعبد الواحد محمد نور .. وفي ذاكرتي الحصاد المُر .. لنضال الحركات المسلحة بدءاً من حركة (أنانيا ون) بقيادة جوزيف لاقو التي وقعت إتفاقاً مع نظام نميري في عام ١٩٧٢م، عرف بإتفاقية أديس أبابا، التي لم تسقط النظام ولم تحقق التحول الديمقراطي.!
ثم الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق التي تخلت عن قضية التحول الديمقراطي بل تخلت حتى عن حليفها التجمع الوطني.. وأبرمت إتفاق نيفاشا الذي إنتهى بشطر الوطن الواحد إلى دولتين فاشلتين.!
وحركات دارفور بكل خشوم بيوتها سواء التي توصلت إلى إتفاقيات مع النظام السابق أو التي لم تتوصل إلى تسوية، كلها فشلت في إسقاط النظام في الخرطوم بالبندقية.
ليس هذا فحسب، بل بعضها ساهم في وأد التجربة الديمقراطية التي إنتزعتها الجماهير، كما حدث بعد إنتفاضة مارس إبريل عام ١٩٨٥م، إذ إتخذت الحركة الشعبية بقيادة الراحل جون قرنق، مواقف متطرفة من إنتفاضة مارس أبريل عام ١٩٨٥م، وعادت وقبلت بالحوار مع نظام الإنقاذ الذي أطاح بالتجربة الديمقراطية في عام ١٩٨٩م.!
نفس الخطأ وقعت فيه الحركات التي وقعت ما يسمى بإتفاقية جوبا، بعد أن تطرفت في مواقفها تجاه قوى الحرية والتغيير وتقاربت من العسكر الذين إستغلوها كمغفل نافع ونفذوا بها الإنقلاب المشؤوم وأصبحت جزءاً من الأزمة بدلاً من الحل.!
الحزب الشيوعي كان عضواً أساسياً في تحالف قوى الحرية والتغيير، وشارك في مسيرة المفاوضات التي جرت مع المجلس العسكري، بعد مجزرة فض الإعتصام، التي إنتهت إلى الإعلان السياسي وتوقيع الوثيقة الدستورية في أغسطس ٢٠١٩م.!
لكنه عاد ونفض يده من الحكومة الإنتقالية وتخلى عن عضويته في المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، وإشتط في مواقفه وصعد من لهجة خطابه المعادي للحكومة الإنتقالية وأطلق كيل هائل من الإتهامات والتخوين .. ورفع شعار تسقط تاني وتالت.. بعد أن حطم جسور التواصل والثقة التي بنتها الثورة بين القوى التي إنضوت تحت إعلان قوى الحرية والتغيير، وقدم خدمة مجانية لأعداء الثورة وسهل مهمة الإنقلابيين الذين إستغلوا الموقف وأجهضوا مسيرة التحول الديمقراطي في ٢٠٢١/١٠/٢٥م.
هرولة الحزب الشيوعي وراء الحركات المسلحة، كشفت عجز الحزب العتيق عن فهم جدلية الثورة والوعي، ومخاضات التغيير.
كما كشفت قراءته الخاطئة لمجريات الأحداث وتحديد أولويات المرحلة التي تتطلب تقوية صفوف قوى الثورة بدلاً من إضعافها من أجل الكسب السياسي الرخيص ..!
هذا السلوك الذي ميز مواقف وخطابات الحزب الشيوعي السوداني أكدت فشله في إستيعاب الثورة السودانية كحدث تاريخي تحقق بوحدة الصف الوطني، وليس بالفرقة وخطابات التخوين.!
لذلك ليس من الحكمة الإترداد عن المسار النضالي الملتحم بالجماهير الذي أثبت نجاعته وخلص البلاد من الطاغية المجرم عمر البشير ، وحتماً سيحقق الخلاص من أذياله الإنقلابيين، بمزيد من الوعي والتحلي بقيم الثورة منها التجرد ونكران الذات الذي يقدم مصلحة الوطن على مصالح الأحزاب والأفراد كأولوية تفرض توحيد الصفوف وتصعيد الخطاب الثوري والعمل النضالي.
الحركة، أو الحركتين اللتان يسعى الحزب الشيوعي لإعلان ميثاق تحالف معهما مهما كانت قوتهما لن تستطيعا أن تنجزا 10% مما إنجزه النضال الجماهيري السلمي.
إذن ما الجدوى من الإنخراط في هكذا دورب أثبتت تجارب الماضي البعيد والقريب إنسدادها ..؟
وما الفرق بين الطريقة التي يفكر بها الحزب الشيوعي السوداني، والطريقة التي يفكر بها الإنقلابيين الذين تحالفوا مع قادة الحركات المسلحة التي وقعت إتفاقية سلام جوبا المعطوبة..؟
كلا الموقفين: وجهين لعملة واحدة أسمها عقلية الإقصاء والتغول والخراب التي تعتمد على البندقية الخائبة الخائنة، التي خانت الوطن والشعب والثورة، وعطلت مسار تطور الدولة السودانية وترسيخ الديمقراطية، وفرطت في الوحدة الوطنية، وفشلت في تحرير حلايب والشلاتين .. بل وقفت حجرة عثرة أمام مسيرة التحول الديمقراطي.!
آخرها بندقية الحركات المسلحة التي إنحازت إلى بنادق الإنقلابيين الخونة عملاء الكيان الصهيوني ومشايخ دول الخليج التي تعيش خارج التاريخ .!
قراءة الحزب الشيوعي الخاطئة جعلته يعود للمراهنة مجدداً على البندقية الخائنة، التي خانت وحدة الوطن وخانت تطلعاته المشروعة في حياة حرة كريمة.
لذلك أخرج الوعي الثوري البندقية التي يمكن أن يحملها الجاهل والعالم .. من حلبة الصراع السياسي ومخاضات وآليات التغيير.
الحزب الشيوعي ما زال يفكر بذات العقلية التي يفكر بها الإنقلابيين ..! التي أعادت عقارب الساعة إلى الوراء وعمقت الأزمة، وأخرجت الأفاعي السامة من جحورها المظلمة، آخرها ظهور شيخ الفاسدين علي كرتي الذي سنخصص له المقال القادم.
أخيراً نقول: لأعداء الثورة والمحسوبين عليها مهما فعلتم الثورة ستبقى حية والسودان لن يعود إلى الوراء، بعد كل هذه التضحيات التي قدمها الثوار من أجل وطن خالي من الإستبداد والفساد.
Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
/////////////////////////
ويهرول وراء حركات مسلحة تختبيء في أدغال الجبال ..؟
الأولى تختبيء في جبال كادوا..!
والأخرى في جبل مرة .!
ما الذي حلّ بالحزب الشيوعي الذي يتبنى منهج الجدلية المادية في قراءة الأحداث والواقع وتحليل ظواهره السياسية والإقتصادية والإجتماعية..؟
أطرح هذه التساؤلات بهدف فهم المنهجية الفكرية التي يفكر بها الحزب الشيوعي السوداني، التي سوغت له الإستقواء بالحركات المسلحة بقيادة عبد العزيز الحلو، وعبد الواحد محمد نور .. وفي ذاكرتي الحصاد المُر .. لنضال الحركات المسلحة بدءاً من حركة (أنانيا ون) بقيادة جوزيف لاقو التي وقعت إتفاقاً مع نظام نميري في عام ١٩٧٢م، عرف بإتفاقية أديس أبابا، التي لم تسقط النظام ولم تحقق التحول الديمقراطي.!
ثم الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق التي تخلت عن قضية التحول الديمقراطي بل تخلت حتى عن حليفها التجمع الوطني.. وأبرمت إتفاق نيفاشا الذي إنتهى بشطر الوطن الواحد إلى دولتين فاشلتين.!
وحركات دارفور بكل خشوم بيوتها سواء التي توصلت إلى إتفاقيات مع النظام السابق أو التي لم تتوصل إلى تسوية، كلها فشلت في إسقاط النظام في الخرطوم بالبندقية.
ليس هذا فحسب، بل بعضها ساهم في وأد التجربة الديمقراطية التي إنتزعتها الجماهير، كما حدث بعد إنتفاضة مارس إبريل عام ١٩٨٥م، إذ إتخذت الحركة الشعبية بقيادة الراحل جون قرنق، مواقف متطرفة من إنتفاضة مارس أبريل عام ١٩٨٥م، وعادت وقبلت بالحوار مع نظام الإنقاذ الذي أطاح بالتجربة الديمقراطية في عام ١٩٨٩م.!
نفس الخطأ وقعت فيه الحركات التي وقعت ما يسمى بإتفاقية جوبا، بعد أن تطرفت في مواقفها تجاه قوى الحرية والتغيير وتقاربت من العسكر الذين إستغلوها كمغفل نافع ونفذوا بها الإنقلاب المشؤوم وأصبحت جزءاً من الأزمة بدلاً من الحل.!
الحزب الشيوعي كان عضواً أساسياً في تحالف قوى الحرية والتغيير، وشارك في مسيرة المفاوضات التي جرت مع المجلس العسكري، بعد مجزرة فض الإعتصام، التي إنتهت إلى الإعلان السياسي وتوقيع الوثيقة الدستورية في أغسطس ٢٠١٩م.!
لكنه عاد ونفض يده من الحكومة الإنتقالية وتخلى عن عضويته في المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، وإشتط في مواقفه وصعد من لهجة خطابه المعادي للحكومة الإنتقالية وأطلق كيل هائل من الإتهامات والتخوين .. ورفع شعار تسقط تاني وتالت.. بعد أن حطم جسور التواصل والثقة التي بنتها الثورة بين القوى التي إنضوت تحت إعلان قوى الحرية والتغيير، وقدم خدمة مجانية لأعداء الثورة وسهل مهمة الإنقلابيين الذين إستغلوا الموقف وأجهضوا مسيرة التحول الديمقراطي في ٢٠٢١/١٠/٢٥م.
هرولة الحزب الشيوعي وراء الحركات المسلحة، كشفت عجز الحزب العتيق عن فهم جدلية الثورة والوعي، ومخاضات التغيير.
كما كشفت قراءته الخاطئة لمجريات الأحداث وتحديد أولويات المرحلة التي تتطلب تقوية صفوف قوى الثورة بدلاً من إضعافها من أجل الكسب السياسي الرخيص ..!
هذا السلوك الذي ميز مواقف وخطابات الحزب الشيوعي السوداني أكدت فشله في إستيعاب الثورة السودانية كحدث تاريخي تحقق بوحدة الصف الوطني، وليس بالفرقة وخطابات التخوين.!
لذلك ليس من الحكمة الإترداد عن المسار النضالي الملتحم بالجماهير الذي أثبت نجاعته وخلص البلاد من الطاغية المجرم عمر البشير ، وحتماً سيحقق الخلاص من أذياله الإنقلابيين، بمزيد من الوعي والتحلي بقيم الثورة منها التجرد ونكران الذات الذي يقدم مصلحة الوطن على مصالح الأحزاب والأفراد كأولوية تفرض توحيد الصفوف وتصعيد الخطاب الثوري والعمل النضالي.
الحركة، أو الحركتين اللتان يسعى الحزب الشيوعي لإعلان ميثاق تحالف معهما مهما كانت قوتهما لن تستطيعا أن تنجزا 10% مما إنجزه النضال الجماهيري السلمي.
إذن ما الجدوى من الإنخراط في هكذا دورب أثبتت تجارب الماضي البعيد والقريب إنسدادها ..؟
وما الفرق بين الطريقة التي يفكر بها الحزب الشيوعي السوداني، والطريقة التي يفكر بها الإنقلابيين الذين تحالفوا مع قادة الحركات المسلحة التي وقعت إتفاقية سلام جوبا المعطوبة..؟
كلا الموقفين: وجهين لعملة واحدة أسمها عقلية الإقصاء والتغول والخراب التي تعتمد على البندقية الخائبة الخائنة، التي خانت الوطن والشعب والثورة، وعطلت مسار تطور الدولة السودانية وترسيخ الديمقراطية، وفرطت في الوحدة الوطنية، وفشلت في تحرير حلايب والشلاتين .. بل وقفت حجرة عثرة أمام مسيرة التحول الديمقراطي.!
آخرها بندقية الحركات المسلحة التي إنحازت إلى بنادق الإنقلابيين الخونة عملاء الكيان الصهيوني ومشايخ دول الخليج التي تعيش خارج التاريخ .!
قراءة الحزب الشيوعي الخاطئة جعلته يعود للمراهنة مجدداً على البندقية الخائنة، التي خانت وحدة الوطن وخانت تطلعاته المشروعة في حياة حرة كريمة.
لذلك أخرج الوعي الثوري البندقية التي يمكن أن يحملها الجاهل والعالم .. من حلبة الصراع السياسي ومخاضات وآليات التغيير.
الحزب الشيوعي ما زال يفكر بذات العقلية التي يفكر بها الإنقلابيين ..! التي أعادت عقارب الساعة إلى الوراء وعمقت الأزمة، وأخرجت الأفاعي السامة من جحورها المظلمة، آخرها ظهور شيخ الفاسدين علي كرتي الذي سنخصص له المقال القادم.
أخيراً نقول: لأعداء الثورة والمحسوبين عليها مهما فعلتم الثورة ستبقى حية والسودان لن يعود إلى الوراء، بعد كل هذه التضحيات التي قدمها الثوار من أجل وطن خالي من الإستبداد والفساد.
Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
/////////////////////////