لا تفاوض تعني ما من جهة سياسية مخولة للحديث والتفاوض باسم الحراك والشارع، اللحظة الحاسمة قريبة !!

 


 

 

بـهدوووء_
كل القوي السياسية التي تريد اجراء اتصالات و الدخول في حوار عليها أن تفعل ذلك باسم نفسها و بتفويض عضويتها (و جماهيرها إن كانت لها جماهير) و ليس بتفويض شعبي و ثوري كما حدث في ٢٠١٩م. الحق، التفاوض يكون بين اطراف يمثلون مصالح جهات مختلفة كل الاختلاف و مصالحها متباينة كل التباين (الحلفاء و المانيا بعد الحرب العالمية الثانية؛ و اليابان و اميركا بعد القاء قنبلتي هيروشيما و نجازاكي، اميركا و فيتنام، الفلسطينيين و العرب و الاسرائيليين، و روسيا و اوكرانيا بعد الاعتداء الأخير..)، اما عندما يمثل الاطراف وطن واحد و يدعون انهم يسعون لتحقيق غاية واحدة هي أمن و نهضة و تنمية ذلك الوطن.. فإن الاختلاف العميق يكون محل تساؤلات و شكوك، لا حاجة اصلاً لتفاوض بين أبناء الوطن الواحد، و خلق أي تعقيدات لتبرير ذلك يعني أن كل الأطراف (المتفاوضة) أو أحدها علي الأقل متواطئ و يمثل مصالح غير شرعية و غير معلنة بالضرورة..
لا حاجة لتفاوض بين اطراف شعب واحد إنما هناك احتياجات شعبية مرفوعة في شكل شعارات و يجب أخذها علي محمل الجد و اعتبارها أوامر شعب و احكام امة واجب النفاذ بلا مماطالة. في ٢٠١٩ قالت القوي السياسية - و المدنية (قوي الحرية و التغيير) انها لا تتفاوض باسمها و لا من اجل مصالحها بل باسم الشعب و لمصلحة الثوار، و انها لا تتفاوض علي مناصب و مكاسب، لكن المرحلة التالية بعد الاتفاق السياسي كانت مرحلة تقاسم الحصص و النفوذ و المناصب.
إن الأزمة ليست في الحوار و التفاوض في حد ذاته إنما في المفاوضين (مدي قوتهم أو ضعفهم) و في ما يتفاوضون عليه من مواقف و مبادئ، مهارات التفاوض تقتضي تحويل شعارات الشارع الواضحة إلى قواعد آمرة واجبة النفاذ و مبادئ حاكمة لا يمكن الالتفاف عليها، لكن من يملك تلك المهارة و القدرة من الساعين إلى التفاوض؟! و من يملك الالتزام الوطني و الاخلاقي؟
حتي الآن الإعلانات التي تم تسليمها من القوي السياسية مجتمعة أو منفردة إلى مبعوث الأمم المتحدة و الآلية الثلاثية لا تعكس جديد و لا تتضمن قناعات للادارة و الحكم و أراء و مواقف و مبادئ وطنية و سياسية جديدة قوية إنما مجرد بيانات سياسية عادية محشوة بالأمنيات الطيبة و الهتافية (لارضاء الشارع)!.
الموقف التفاوضي هو المشكلة و القوي السياسية موقفها التفاوضي باهت و ضبابي و مركزها التفاوضي ضعيف. لا تفاوض تعاني أن كل اطراف الأزمة بلا شرعية فلا القوي السياسية غير المسلحة و المسلحة لديها تفويض شعبي إنما تفويضها من هياكلها التنظيمية (وسلاحها)، و لا المكون العسكري ايضاً له تفويض شعبي بل تفويضه يستمده من (سلاح الدولة المحتكر غصباً) و تفويضه من ضباطه و صفه و جنوده (بالأوامر و التعليمات)العسكرية الصارمة !
الحوار الذي بدأ بين البرهان وشركائه الظاهرين والمستترين من جهة وجماعة الحرية والتغيير من جهة يبدو وكأنه محاولة لإبراء الذمة أمام المجتمع الدولي والاقليمي، فلا الشارع مستعد لقبول تجربة شراكة بذات الملامح السابقة ولا الحرية والتغيير باتت تملك مفاتيح الشارع كذي قبل ولا البرهان بيده كامل القرار بل إن التجربة معه لا تستحق التكرار ..علاوة على ذلك فإن ولد لباد(١) لم تضمن للمدنية القدر المرجو من الاستقرار فكيف تتوفر الثقة في أصحاب دعاوي تصحيح المسار !!.
يذكرني هذا بالطرفة التي قال الولد فيها لوالده (يابا عرس لي)، فسأله والده : (أعرس ليك لشنو؟)فقال الولد: (عشان أجيب لي أولاد ينفعوني)، فرد عليه: (إنت هسي نفعتني بشنو؟)، هل من ضمانات بأن ود لباد (٢) ستنفعنا أم مجرد حدية ضامنها صقر!!.
مع هذه الجسارة والإقدام والتضحيات الجسام حق لهذا الجيل أن يدق صدره ويقيف وسط البلد يهتف الثورة ثورتي فجرتها وحدي وأشعلتها وحدي وفديتها وحدي وحميتها وحدي وسأقود حكومتها وحدي..هل في ظنك لو حكمنا شباب هذا الجيل المقدام ومهما (ساطوها) و(جاطوها) أو حكمونا شختك بختك كيفما أتفق سيكونوا أفشل مما نحن فيه وماكنا عليه؟ لا أظن.. يا أيها الشباب قوموا إلى ثورتكم وحكومتكم ينصركم الله..رتبوا صفوفكم وحاذوا ما بين المواكِب و(الإقدام) ولا تتركوا فرجات للأونطجية).
نُجمّع معطيات متناثرة دون مصادر استخباراتية، ونحدس أن نسق الأحداث في السودان تسارع في اتجاه حسم أمر الانقلاب، ولا قدرة لنا على تحديد ساعة الصفر لأن ذلك يدخل في الدروشة السياسية. في الخطين المتوازيين (لنقل المتضادين) نراقب السرعات ونجزم بأن احتمالات التحاور مع الانقلاب قد انتهت تماما، وما تبقى في باب الاحتمالات هو ترتيب مخارج للانقلاب دون دماء، فانتصاره الحاسم فيدخل أيضا في باب الدروشة. الدماء تخيف السودانيين الشفوقين على وطنهم ومستقبل أولادهم، رغم صراعات بينية حادة تشعر المتابع أن الحرب الأهلية ستندلع بعد ساعة. هذا بلد التنافرات و الجميع يتساءل عن اللحظة الحاسمة
أخر الهدوووء:-
- سماء الخرطوم لا تعرف الأسرار هل طوي الفريق صلاح قوش والفريق حميدتي صفحات الخصومة بينهما ؟زيارات من مقربين ومكالمات هاتفية بين الخرطوم والقاهرة وضعت خلافات قوش وحميدتي جانباً، لا عجب في أن قوش وحميدتي يعملان على الأرجح على إنشاء تحالف. فهما متشابهتان إلى حد كبير. كذلك تجعلهما اهتماماتهما الاستراتيجية ..وأفكارهما المشتركة أفضل حليفين مراوغين وانتهازيين...في بلد تعاني من فراغ سياسي وسلطوي وفقدان رؤيه وبوصله ...هذا بالقوة العسكريه...وذاك بالأفكار والتخطيط الخبيث ...اي الخبرة والتخطيط ...والثاني التنفيذ ؛؛؛ ويبقى السؤال الأهم و السؤال الذي يطرح نفسه: هل كانت هنالك خصومة ؟؟
- لا فائدة فيما يعرف بالحملة الشبابية ضد فولكر ، وبكل تأكيد هي ضد البعثة الأممية في السودان ، أرفض وجود مثل هذه الأجسام التي تفرض شروطا سياسية من أجل حل مشكلة سياسية داخلية. الدخول في مثل هذه الحملات ماهو الا محاولة حرث في ماء ، و مقارعة شروط صنعت سابقا ، لذلك وجب توضيح ما اتجاه هذه البعثة ككل وليس فولكر بعينه.
رفض التدخل الاجنبي ، يجب أن يكون معه اشتغال سياسي وطني ، بمعنى تعديل الشروط السياسية التي تستوجب ازاحة البعثة الأممية من المشهد السياسي في البلاد ، اي اننا نعمل من أجل تحسين واقع سياسي وطني من خلال حوار شبابي وطني ، تطرح فيه القضايا الوطنية وتصاغ وفق خط وطني يفضي الى حل ، وهذا بكل تأكيد لا يأتي الا بالانخراط الجاد في الواقع السياسي ومن خلال منصات واجسام وطنية. يجب تقوية مراكز الخطاب الوطني داخل المنظومات السياسية و مد الشخصيات الوطنية داخلها بالثقة و توفير شروط سياسية تسمح لهم بالخروج إلى العلن داخل منظوماتهم السياسية و الاستعانة بالمؤسسات الوطنية كالجامعات و الكتل الاجتماعية ايضا حتى و إن كنا على خلاف كلي فعلى الأقل سنصل إلى أرضية صلبة مشتركة وطنية نشتغل من خلالها على الواقع .
- مجلس السيادة السوداني : يجب على المكونات السياسية تقديم تنازلات لحل الأزمة. وهل ثمّت تنازلٌ أفدَحُ مِن الجلوسِ معهم في طاولةٍ واحدة!.

mido34067@gmail.com
///////////////////////////

 

آراء