مجزرة فض الاعتصام وصناعة البؤس !

 


 

 

تمر علينا يوم الجمع القادمة 3 يونيو دكرى مذبحة بوابات الجيش المشؤومة، ومثل هذه الفظائع ليست جديدة على تاريخ السودان المعاصر، ففي كل عقد نكابد هذه المجازر الجماعية، فلقد مرت مجزرة بيت الضيافة بدون تحقيق وبدون جزاء وكذلك مجزرة المستجدين في معسكرات سلاح المدرعات بالشجرة، محرقة الضعين ومسلسل الابادة الجماعية، مرت كل هذه الفظائع بدون عقاب او حساب، وحتى لاننسى أحدث الخيبات في تاريخ السودان نستعرض هذه المشاهد:-

المشهد الأول حتى السادس من أبريل:
في مشهد درامي مثير للشفقة خرج مدير جهاز الأمن السابق صلاح قوش على الملاء معلناً حبه وإنسانيته ورفقه بالثوار، وبعد أن استعصى على الشباب الوصول للقصر الجمهوري كانت الطريق سالكة لبوابات الجيش وصدرت الإشارات الإيجابية من الجنود والضباط للشباب المعتصمين مما شجع الكثير من الناس للذهاب لموقع الاعتصام، وبدا كل شيء زاهياً ومشرقاً.

المشهد الثاني حتى يوم ١١ أبريل:
قررت اللجنة الأمنية للنظام السابق غض النظر عن التراكم الثوري والحماس المتعاظم بهدف إسقاط النظام بترتيبات تخدم المحاور المختلفة، حتى تلك اللحظة التي تم اختيار ابن عوف فيها لإذاعة بيان خلع البشير كان النظام متماسكاً، وكانت اللجنة الأمنية تظن ان ذهاب البشير كان كافياً لفض الاعتصام وتواصل النظام كما هو ، وفي تلك اللحظة المفصلية ظهرت قوة الشارع وبدأ النظام في التخلخل ولأول مرة ليتولى دفة القيادة الفريق البرهان وحمدان دقلو، وهما محسوبان ضمن محور مصر، الإمارات والسعودية، مع بقاء قوة مخيفة لهما مدعومة جيداً من التنظيم العالمي للأخوان المسلمين ومحور قطر، تركيا وإيران.

المشهد الثالث حتى يوم ٣ يونيو
حاول المجلس العسكري الانتقالي السطو على الثورة بكل الوسائل، وحاول أعضاؤه إفشال الثورة باستخدام وسائل متعددة، وفي نفس الوقت حدثت اختراقات كثيرة من المحاور المتعددة حتى لا يتم انتقال السلطة لقوى الحرية والتغيير، حتى ما يسمى بمنطقة كولمبيا فهي صناعة أمنية بامتياز ، وكان الفريق برهان وحميدتي تحت ضغط كبير بإصرارهما على تحويل المسار باتجاه محور السعودية والإمارات ومصر ، مع محاولة تجميد وتأخير الصراع مع محور قطر حتى يتم تطهير العناصر الإسلامية من الجيش.

المشهد الرابع، المجزرة في الثالث من يونيو
قد كنت قد حزرت من هذا في منشور في الفيسبوك يوم 2 يونيو وكانت كل المؤشرات تفيد بنية النظام القديم، وكما اعترف الفريق الكباشي تم إصدار قرار فض الاعتصام، ولكن هنالك جهة ما أرادت حرق المجلس العسكري الانتقالي، تلك الجهة والمدعومة بأموال أجنبية إيضاً، نجحت في إفشال مخطط الجهة الأجنبية الأخرى، وفي إثناء فض الاعتصام ارتكبت كتائب الظل أفظع مجزرة في تاريخ السودان الحديث، ولم يعد في وسع البرهان الاستمرار في مغامرته، وتم تدمير حميدتي تماماً كمنقذ وداعم للثورة. وليس لأي من الرجلين أي مستقبل لحكم السودان.
المشهد الأخير
نجحت اللجنة الأمنية في وأد أجمل وأعظم ثورة إنسانية في التاريخ، وقدم الشباب السوداني المثل الأعظم في التضحية والجسارة، ويجب أن لا يتملكنا اليأس، وكما لم نكن نتوقع أي خير من البشير ورهطه ، لا يجب علينا توقع أية بشارة من البرهان أو الكباشي أو غيرهما، فقد أغلقاء عينيهما ام لم يكن قد اصدراء الاوامر.

أكبر وافدح خطاء للثورة كان الثقة في المؤسسة العسكرية ، وحتى هذه اللحظة، اذن علينا المواصلة في الثورة النبيلة ودعهما حتى تصبح ساحقة لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الكيزان واللصوص دَيَّارًا

YarraNile@hotmail.com

 

آراء