عروة الصادق يكتب: مرسوم البرهان (بندق في بحر)

 


 

 

° ربما فات على السيد رئيس الإنقلاب أن حالة الطوارئ يعلنها مجلس السيادة بعد مشاورة رئيس الوزراء وبتوصية منه، ولكن لأن الانقلاب في 25 أكتوبر مزق الوثيقة الدستورية وحل مجلس الوزراء، واطاح برئيس الوزراء والآن لا يوجد سند قانوني أو دستوري لرفع حالة الطواريء على الطريقة البرهاني التي رأيناها اليوم، وذلك لعدم دستورية أو قانونية توصية مجلس الأمن والدفاع الذي يرأسه البرهان والذي رفع توصية لنفسه ليصادق عليها ويحرر بموجبها فرمانا عبثيا سمي بالدستوري، حالة التيه البرهاوية هذه لن تزول إلا بزوال حالة اللا دولة، واللا دستور، واللا شرعية هذه، وليس أمام البرهان إلا التنحي الفوري، وإنهاء الإنقلاب وإبطال قراراته وإيقاف إجراءاته، ومن ثم سترفع حالة الطوارئ تلقائيا والتي أعلنها يوم الإنقلاب وحده لا شريك له ... وإلا فستكون هذه التوصية كأن لم تكن لأنها بلا مرجعية دستورية.

° كل هذا يحدث في قصر يعج بالمستشاريين والخبراء الاستراتيجيين و(النخبة المرخرخة من السياسيين) والأمنجية المتخندقين، والذين أوحوا له بالانقلاب وزينوا له جريمته وهاهم يتتصلون عنه واحدا تلو الآخر بعد أن رأوه محاطا بالأزمات ومحاصرا بالعقوبات، ننتظر تكييفهم الدستوري والقانوني والسياسي وتبريراتهم الأمنية التي برروا بها إعلان حالة الطوارئ، واستسهلوا بها قتل المحتجين، وجعلوا كلمة البرهان هي العليا وكلمة الله (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) هي السفلى، وزينوا له سوء عمله واستكبروا استكبارا وعاثوا في البلاد فسادا وإفسادا.

° هذا المرسوم (البروس) يفضح هشاشة البنية السياسية للإنقلاب وضمور العقل التدبيري، ونشاط العته التدميري للانقلابيين في البلاد وللعباد، ولو أن فيهم رجلا رشيدا لنصحهم بعمل الإنقلاب في منتصف شهر يوليو ٢٠٢٢م ليحكموا منفردين ويهيئوا أحزابهم وكياناتهم (الخديجة) للحكم عبر انتخابات يسيطرون عليها ويوفرون لها موارد غير مسبوقة ولكنهم قوم يستعجلون.

° على العموم لم ينتظر الشعب السوداني حتى صدور المرسوم ليتجاوز قانون الطواريء في الخرطوم والولايات، بل منذ الساعات التي أعلن فيها عنه تم التحرك العفوي لمناهضته، وكسر سياجه وتحطيم جدرانه، وإذا كان المخاطب بهذه القرارات الأسرة الدولية أو المحيط الإقليمي والدولي فهؤلاء لا أعتقد أنهم بهذه السذاجة التي تصور لهم فرمانات شكلية صدق المنظومة الانقلابية، فلا زالت السجون تعج بالأبرياء ولا زال المعتقلون تمارس عليهم صنوف التعذيب ولا زالت آلة البطش تعمل فتكها في صدور الشباب، وإن كان المعني بالأمر إرسال رسالة تطمينية لمن يغلقون الشرق بأن الحكومة لن تعمل قانون الطوارئ فيكم فقد وصلتهم الرسالة، وإن كان المعني بها لجان المقاومة والقوى السياسية السودانية فهم أذكى من أن تنطلي عليهم مثل هذه الترهات.

° ليكن قائد الانقلاب بذات الشجاعة التي جرد فيها مجلس السيادة من سلطاته ومجلس الوزراء من صلاحيته ويعلن التنحي وإنهاء إنقلابه وإبطال ٱجراءاته ليفتح الباب أمام استعادة الانتقال المدني واستئناف الحوار مع الأسرة الدولية والإقليمية لإعادة المكتسبات التي ضيعها الانقلاب وإلا فسيكون هذا الفرمان (بندق في بحر)..

#مليونية 30 مايو
#مليونية 3 يونيو
#وحدة قوى الثورة
#حل مليشيا الجنجويد
#الجيش جيش السودان
#لا تفاوض لا شراكة لا شرعية
#ميثاق تأسيس سلطة الشعب
////////////////////////////

 

آراء