مجزرة القيادة نفس الزول!!

 


 

 

أطياف -
أسوأ ما نعيشه اليوم أننا لانقف على لافتات الوجع حزنا ، لمرور ذكرى اليمة تتمثل في ارتكاب ابشع الجرائم فض اعتصام القيادة ، التي وقعت في زمان من الماضي القريب ، الأسوأ والمؤسف ان المكون العسكري وسلطاته الأمنية ابت إلا ان تجعلنا نعيش الحادثة في مجازر مستمرة في الواقع والحاضر اليومي ، في وطن مازال يقدم الشباب فيه ارواحهم للمستقبل في مواجهة نفس الزول ليس القضية ان ترتكب خطأ او خطيئة ، يطولك فيها العقاب، او تحصل فيها على العفو والغفران الذاتي للذات، لمدة قصيرة او بوهمٍ طويل، القضية ان تصر على افعالك التي ترتكبها وكأنك تمارسها كهواية مفضلة.
لم يكن المكون العسكري مخطئا ليبقى الحديث عن العقاب والغفران على طاولة الحوار ، كان مافعله جُرما يستحق العقاب او العقاب ، ولأن ذلك لم يحدث مارس معنا افعال من أمن العقاب ساء الأدب ، فتكررت جرائمه واصبح القتل في الشارع العام جزءاً من من اعمال المجلس الانقلابي ، تعقد له الاجتماعات وتنفض ، ويشاهد اعضاء المجلس نتائجه في القنوات التلفزيونية ، يراقبونه عن كثب وكأنهم يراقبون سير اعمالهم وانجازاتهم في الحكومة ، حتى الاحتجاج على افعالهم يرونه وكأنه هتاف من الشعب الذي يخرج مؤيدا لهم في مسيرة الانجازات الخارقة.
لهذا فأن ذكرى الاعتصام تتجدد فينا يوميا، ليس بمرور ثلاثة يونيو من كل عام، ولكن بارتقاء كل روح من ارواح الشهداء الذين قاربوا المئة، نحن نعيش وحشية النظام الانقلابي في كل موكب يعود فيه العشرات الي ديارهم، بعين واحدة، او يد واحدة او قدم واحدة، قصد المكون العسكري وتعمد ان لاتكون ذكرى يوم واحد، درج على ان يوقع على دفتر الاعتداء يوميا حتى يجعلنا نتعايش مع رائحة الدماء في عاصمة تضج فيها الاصوات بالسلمية، من أجل الحرية والمدنية التي ذبحها مرات ومرات ولم تمت، ولم يشف غليله، المدنية التي اصبحت شبحا تلاحقه في حله وترحاله، وفي يقظته ومنامه، المدنية التي كان ومازال صداها يخترق آذانهم وهم يعيدون تعبئة الرصاص لمواجهة الأبرياء، المدنية التي تتسلل اليهم وهم رقود، الصوت الذي اصبح يهدد أمنهم وهم خلف حاوياتهم وداخل قصورهم ومكاتبهم المشحونة بالرعب والخوف، فكلما صدح الشباب أن حيا على الشوارع ثورة د كلما اهتزت عروشهم وطفقوا يبحثون عن صناديق الاقتراع كذبا وفرية ، هذه الثورة التي جعلتهم يدورون حول ذواتهم ، بيقين أن لانهاية لبداية الحق الا بالوصول للحق مهما تمدد الباطل واستراح.
وشوارع الخرطوم تنتفض، والاصوات مازالت تنادي بالقصاص، ايها المجرمون تسلطوا، تجبروا، ولكن النهاية قادمة على جياد ثائر، لم يتعبه الطريق ولم يصبه النصب والفتور، لم يلتفت الي الوراء ليرى من خلفه ومن معه كان شعاره دائما ( قدام ) ثائر ( مشى عِدل ) فاحتار العدو فيه، ليس المهم متى يصل المهم انه يثق في ان الوصول هو نهاية المطاف.
في ذكرى اعتصام القيادة المجد والخلود لشهداء ديسمبر ، المجد والخلود لشهداء الاعتصام ، المجد والخلود لشهداء الثورة السودانية ، العار للمكون العسكري ولجنة البشير الأمنية، العار لمحمد حمدان دقلو وقواته، العار للشرطة السودانية، التي تخلت عن حماية الشعب العار للمؤسسة العسكرية التي ارتكبت المجزرة على اعتاب دارها، العار وهي تسكت مرتين ومرات، عندما تواصلت المجازر، وأصر القتلة على جرائمهم، مؤكدين ان ما حدث ليس صدفة، حدث ماحدث لأنهم كانوا يريدون حدوثه، العار للفلول التي لم تعلن التوبة من جرائمها، وعادت تساعد السلطة العسكرية لارتكاب جرائم أكبر، العار لكل من نافق وزيف الحقائق، وشارك في التضليل واشاع الفتنة بين ابناء الوطن فأشعل الحرب في دارفور وجعل الموت أمرا ممكنا وطبيعيا في الخرطوم
ذكرى اعتصام القيادة رغم أن بشاعة ردة الفعل في تفريق المواكب مستمرة والاعتداء اصبح مظهرا طبيعا في عاصمة آمنة، إلا انه يوم يجدد في الثوار البقاء على العهد والوفاء للشهداء والمطالبة بالقصاص، ومواصلة الدرب حتى سقوط الظالم وسقوط كل من ركن اليه، عاشت ثورة ديسمبر، وعاش الشعب العظيم وسلمت ياوطني من كل شر وطيب الله جراحك، حتى يأتي موعد شروقها، لترفرف اعلام النصر في سودان حر ديمقراطي شامخ .
طيف أخير :
الي نبيل أديب في ذكرى مجزرة القيادة ارقد على وسادة الخذلان بسلام.
الجريدة

 

آراء