حُلم القصاص وإمكانية التغيير الجذري..!!
اسماعيل عبدالله
5 June, 2022
5 June, 2022
إنّ إجراءات القصاص بحق الذين سفكوا الدماء لن تكتمل أركانها، إلّا بعد اندلاع ثورة عارمة تقلب منظومة الحكم رأساً على عقب، وإنّ ديوان العدالة الذي تُشتم داخله الأديان وتُسب العقائد في نهار رمضان، لن يكون مبعثاً لهتاف ذوي الضحايا ... يحيا العدل ... يحيا العدل ... يحيا العدل، وقاعة المحكمة المسموع فيها صوت أحد القانونيين موجهاً ألفاظاً عنصرية إلى رمز حكومي شهير، لا يمكن أن تعقد فيها جلسة واحدة تقتص لامرأة قدمت فلذة كبدها مهراً لانعتاق الأمة من قيود الظلم. المنظومة العدلية المؤجلة لتنفيذ حكم الإعدام بحق قتلة الشهيد أحمد الخير بحاجة للمراجعة، والعزل بحق الحائمة حولهم شبهات النقائص الذاتية والقصور المهني، المعطّل لإتمام الإقتصاص لأهل الشهيد المقتول داخل مكاتب الأمن، أما الوفاء لدماء شهداء مجزرة ميدان الإعتصام لن يتحقق تحت مجلس سيادي يضم البرهان وحميدتي والكباشي المالك الحصري لمقولة (حدث ما حدث). والسؤال الفارض لذاته بكل عنفوان هو: هل يمكن للإنقسام والتشرذم أن يصنع تغييراً جذرياً يقلب الطاولة على الجميع؟ وهل غض الطرف عن ضلوع رموز قحت ولجنتهم الأديبية في إطالة أمد الانتظار إبّان وجودهم بدواوين الحكم، يمكن أن يوصل الشباب الثائر لتجاوز مثبطات الإنطلاق نحو الإقتلاع الكامل للإنقلابيين؟، هنالك الكثير من الأسئلة الصريحة الموجهة لمن تسنموا السلطة وشاركوا المتهمين بارتكاب الجريمة تتطلب الإجابات الواضحة.
السباق المحموم من بعض القوى السياسية الهابطة ناعماً، للدخول في حوار مع الإنقلابيين بشأن تقاسم الكعكة السلطوية يمنع ويؤخر الاقتصاص من الضالعين في ارتكاب الجرم، هكذا وبمرور الوقت تصبح قضايا الشهداء المقتولين برصاص عسكر حكومة الأمر الواقع الإنقلابية، مثل تلك المجازر الدموية السابقة - عنبر جودة وقطار الضعين - التي طواها النسيان، وكل هذا الإهمال المتعمد في تعطيل إجراءات تحقيق العدالة المحلية العرجاء، سببه تشرذم الوجدان الاجتماعي غير الجمعي، فكما أن هنالك جزء من بني الوطن لا يعتبرون مأساة عنبر جودة وحرق المواطنين السودانيين داخل قطار الحكومة جريمة، هناك أيضاً من بين المشاركين في سلطة الإنقلاب من لا يعيرون بالاً للشهداء الذين سقطوا مضرجين بدمائهم، من الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل إقتلاع الدكتاتور وزبانيته، فبلادٌ تتقاذفها الأهواء الجهوية والنزعات العرقية والإدعاءات الصفوية والخرافات، تكون مهددة في وجودها، وموعودة بالزوال من الخارطة بتحولها إلى مجموعات سكانية صغيرة موزعة بين مساحات الوطن الكبير، وفي مثل هذه الحالة الماثلة أمام المراقب للمشهد المسيطر عليه من قبل المنظمة الأممية، صاحبة الباع الطويل في إنشاء الدويلات الضعيفة من رحم البلدان الكبرى، يكون جند العدالة من الأجندة الموضوعة في أدنى القائمة، وتصبح الأهداف الاستراتيجية الدولية هي المحرك للبوصلة، فتذهب هذه الدماء الطاهرة الشابّة قرباناً لتفكك الدولة الأم.
ضحايا الحروب العبثية في العالم كثيرون، بعضهم أسبغ الله على أجيالهم التالية نعيم العيش الكريم، والبعض الآخر صار نسياً منسياً بعد أن خان جيل الآباء عهد الرباط الأزلي الوثيق، فأصبحوا فرقاء تحويهم دويلات الموز الفاشلة، إنّ أكثر ما يزعج المرأ هو مشاهدته لعمليات الوأد المبكر والممنهج لطموحات الأجيال الحاضرة، عبر التخابر والتآمر والإرتزاق الكابح لعواصف الهياج الشعبي التلقائي القاصد إلى إحداث التغيير الجذري، التغيير الذي يعتبر في حد ذاته قصاصاً من أجل المهج الصاعدة يومياً إلى الرفيق الأعلى، أولئك الصادقون الذين يحملون الراية ولا يسقطونها حتى رمقهم الأخير، موقنين بأن المعركة الفاصلة وحسن ختام مسكها لا محال محقق للحرية والسلام والعدالة، غير مدركين لما ينطوي على النفس البشرية من سوء طوية وحب للدنيا وكراهية للآخرة، لقد مات من قبل شباب الترابي رغم بؤس مشروعهم وهم يحلمون بجنة عرضها السماوات والأرض، متيقنين من أن (المجاهدين الكبار) سيبنون (الدولة الرسالية) المقيمة لشرع الإله والمقامة على أرض النيلين، دون أن يعلموا بأن هؤلاء (المجاهدين الكبار) قد بنوا شواهق القصور المنيفة في عواصم الشرقين الأقصى والأدنى. إنّ إمكانية إحداث التغيير الجذري هي المحدد والمؤكد على مدى تحقق حلم القصاص من عدمه، ولا سمح الله، إن لم يحدث التغيير الجذري المرتجى، وحصل ما لا تحمد عاقبته، وتفككت الدولة، ما علينا سوى رفع الأكف بالدعاء للشهداء بالرحمة والمغفرة.
اسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
4 يونيو 2022
السباق المحموم من بعض القوى السياسية الهابطة ناعماً، للدخول في حوار مع الإنقلابيين بشأن تقاسم الكعكة السلطوية يمنع ويؤخر الاقتصاص من الضالعين في ارتكاب الجرم، هكذا وبمرور الوقت تصبح قضايا الشهداء المقتولين برصاص عسكر حكومة الأمر الواقع الإنقلابية، مثل تلك المجازر الدموية السابقة - عنبر جودة وقطار الضعين - التي طواها النسيان، وكل هذا الإهمال المتعمد في تعطيل إجراءات تحقيق العدالة المحلية العرجاء، سببه تشرذم الوجدان الاجتماعي غير الجمعي، فكما أن هنالك جزء من بني الوطن لا يعتبرون مأساة عنبر جودة وحرق المواطنين السودانيين داخل قطار الحكومة جريمة، هناك أيضاً من بين المشاركين في سلطة الإنقلاب من لا يعيرون بالاً للشهداء الذين سقطوا مضرجين بدمائهم، من الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل إقتلاع الدكتاتور وزبانيته، فبلادٌ تتقاذفها الأهواء الجهوية والنزعات العرقية والإدعاءات الصفوية والخرافات، تكون مهددة في وجودها، وموعودة بالزوال من الخارطة بتحولها إلى مجموعات سكانية صغيرة موزعة بين مساحات الوطن الكبير، وفي مثل هذه الحالة الماثلة أمام المراقب للمشهد المسيطر عليه من قبل المنظمة الأممية، صاحبة الباع الطويل في إنشاء الدويلات الضعيفة من رحم البلدان الكبرى، يكون جند العدالة من الأجندة الموضوعة في أدنى القائمة، وتصبح الأهداف الاستراتيجية الدولية هي المحرك للبوصلة، فتذهب هذه الدماء الطاهرة الشابّة قرباناً لتفكك الدولة الأم.
ضحايا الحروب العبثية في العالم كثيرون، بعضهم أسبغ الله على أجيالهم التالية نعيم العيش الكريم، والبعض الآخر صار نسياً منسياً بعد أن خان جيل الآباء عهد الرباط الأزلي الوثيق، فأصبحوا فرقاء تحويهم دويلات الموز الفاشلة، إنّ أكثر ما يزعج المرأ هو مشاهدته لعمليات الوأد المبكر والممنهج لطموحات الأجيال الحاضرة، عبر التخابر والتآمر والإرتزاق الكابح لعواصف الهياج الشعبي التلقائي القاصد إلى إحداث التغيير الجذري، التغيير الذي يعتبر في حد ذاته قصاصاً من أجل المهج الصاعدة يومياً إلى الرفيق الأعلى، أولئك الصادقون الذين يحملون الراية ولا يسقطونها حتى رمقهم الأخير، موقنين بأن المعركة الفاصلة وحسن ختام مسكها لا محال محقق للحرية والسلام والعدالة، غير مدركين لما ينطوي على النفس البشرية من سوء طوية وحب للدنيا وكراهية للآخرة، لقد مات من قبل شباب الترابي رغم بؤس مشروعهم وهم يحلمون بجنة عرضها السماوات والأرض، متيقنين من أن (المجاهدين الكبار) سيبنون (الدولة الرسالية) المقيمة لشرع الإله والمقامة على أرض النيلين، دون أن يعلموا بأن هؤلاء (المجاهدين الكبار) قد بنوا شواهق القصور المنيفة في عواصم الشرقين الأقصى والأدنى. إنّ إمكانية إحداث التغيير الجذري هي المحدد والمؤكد على مدى تحقق حلم القصاص من عدمه، ولا سمح الله، إن لم يحدث التغيير الجذري المرتجى، وحصل ما لا تحمد عاقبته، وتفككت الدولة، ما علينا سوى رفع الأكف بالدعاء للشهداء بالرحمة والمغفرة.
اسماعيل عبدالله
ismeel1@hotmail.com
4 يونيو 2022