اسمعوها .. بلا رتوش
عبدالباسط شاطرابي
10 June, 2022
10 June, 2022
لا مخرج الآن سوى الإذعان لمطالب القوى الفاعلة في الحراك الثوري. فكل مؤشرات اليوم الأول للحوار تقول إنه ولد خديجا يصعب إبقاؤه على قيد الحياة .. ومن كوميديا المشهد أن يتوخى الحوار الانفراج السياسي في السودان ويغيب عنه طرفه الأساس في الساحة حاليا وهو لجان المقاومة، تلك التي تقطر وراءها طيفا واسعا من القوى الحزبية والتحالفية لا يخفى على أي مراقب وجودها، بل وتفرض واقعا يوميا ضاغطا على القيادة العسكرية لا يجعل للنوم سبيلا إلى جفونها.
واضح أن مساحات المناورة باتت أضيق بكثير مما سبق، وأن الدنيا تغيرت عن واقع الأمس القريب الذي مارست فيه القيادة العسكرية تمنعها الأول عن الجلوس مع قحت عقب فض الاعتصام، ثم تمنعها الثاني بعدم الجلوس مع المكون المدني في مجلس السيادة إلا في حال حدوث التوافق، ثم تمنعها الثالث الذي قصم ظهر الاستقرار الموعود بانقلاب 25 أكتوبر الكارثي.
الآن انتقلت أوراق الضغط إلى يد غير يد البرهان، وبات من يمتنع عن اللقاء التحاوري هم القوى الحقيقية التي تؤرق مضجع الانقلاب، في حين يسعى البرهان وفريقه بكل ما يملكون لإنهاء هذا الكابوس الذي يقود إلى تضييق الخناق على عنق الأوضاع مع كل ساعة .
الإذعان المطلوب لن يتم بخطابات التخدير، بل بخطوات عملية منها الإقرار بأن ما جرى هو انقلاب، وبتعهد مشهود عليه محليا وإقليميا ودوليا بانسحاب فوري للجانب العسكري من السلطة عقب انتهاء الحوار. كما أن اختصار الخطوات بشأن "حجوة" المجلس السيادي وتجاوز متاهاتها ومصروفاتها أصبح ضرورة باختيارٍ مؤقت للنظام الرئاسي الذي يجمع فيه رئيس الحكومة بين رئاسة الوزراء ورئاسة الدولة، ووضع ذلك على رأس الأجندة في الحوار إلى أن يتم الحسم النهائي في البرلمان، ثم تقاعد القيادة العسكرية الحالية وإحلال قيادة جديدة تكون تحت إمرة السلطة السياسية المدنية تتولى معها ملفات شركات الجيش وإعادتها إلى ولاية وزارة المالية، وملفات الحركات المسلحة بالإدماج والتسريح وغير ذلك دون إخلال بمصالح المواطن والدولة.
بهذه الركائز الخالية من أي مكياج، ربما تعود الروح للحوار الذي خارت قواه قبل أن يبدأ، ويصبح هناك إمكانية لحضور الممتنعين، والتوافق على ميثاق جديد يقود لختام آمن للفترة الانتقالية.
shatarabi@hotmail.com
واضح أن مساحات المناورة باتت أضيق بكثير مما سبق، وأن الدنيا تغيرت عن واقع الأمس القريب الذي مارست فيه القيادة العسكرية تمنعها الأول عن الجلوس مع قحت عقب فض الاعتصام، ثم تمنعها الثاني بعدم الجلوس مع المكون المدني في مجلس السيادة إلا في حال حدوث التوافق، ثم تمنعها الثالث الذي قصم ظهر الاستقرار الموعود بانقلاب 25 أكتوبر الكارثي.
الآن انتقلت أوراق الضغط إلى يد غير يد البرهان، وبات من يمتنع عن اللقاء التحاوري هم القوى الحقيقية التي تؤرق مضجع الانقلاب، في حين يسعى البرهان وفريقه بكل ما يملكون لإنهاء هذا الكابوس الذي يقود إلى تضييق الخناق على عنق الأوضاع مع كل ساعة .
الإذعان المطلوب لن يتم بخطابات التخدير، بل بخطوات عملية منها الإقرار بأن ما جرى هو انقلاب، وبتعهد مشهود عليه محليا وإقليميا ودوليا بانسحاب فوري للجانب العسكري من السلطة عقب انتهاء الحوار. كما أن اختصار الخطوات بشأن "حجوة" المجلس السيادي وتجاوز متاهاتها ومصروفاتها أصبح ضرورة باختيارٍ مؤقت للنظام الرئاسي الذي يجمع فيه رئيس الحكومة بين رئاسة الوزراء ورئاسة الدولة، ووضع ذلك على رأس الأجندة في الحوار إلى أن يتم الحسم النهائي في البرلمان، ثم تقاعد القيادة العسكرية الحالية وإحلال قيادة جديدة تكون تحت إمرة السلطة السياسية المدنية تتولى معها ملفات شركات الجيش وإعادتها إلى ولاية وزارة المالية، وملفات الحركات المسلحة بالإدماج والتسريح وغير ذلك دون إخلال بمصالح المواطن والدولة.
بهذه الركائز الخالية من أي مكياج، ربما تعود الروح للحوار الذي خارت قواه قبل أن يبدأ، ويصبح هناك إمكانية لحضور الممتنعين، والتوافق على ميثاق جديد يقود لختام آمن للفترة الانتقالية.
shatarabi@hotmail.com