فرية عبد الوهاب الافندي وراس المال الرمزي للجان المقاومة السودانية الباسلة
محمد عبد الجليل جعفر/الخرطوم
12 June, 2022
12 June, 2022
دندنت همسا ببيت المتنبئ وانا استمع للسيد الافندي: (وقد وجدت مكان القول ذا سعة فان وجدت لسانا قائلا فقل ).
وبالطبع قياس مع الفارق لان مكان القول عند الافندي هي سعة البرنامج وصفته التي قدم بها حدث ذلك علي قناة العربي في امسية يوم الاحد الموافق الخامس من يونيو 2022 حوالي العاشرة مساء حين استضافت القناة المذكور ومعه اخر يسمي الزمزمي وهو استاذ بجامعة افريقيا وكان الضيف الثالث قيادي بقوي الحرية والتغيير ووزير سابق قدم الافندي كرئيس لمركز الدوحة للدراسات, اي دويلة قطر والتي هي احدي دوائر الظهير الاقليمي لجماعة انقلاب 25 أكتوبر من بقايا لجنة البشير الامنية وهي شللية عصابية مغلقة لا تشرف قواتنا المسلحة الباسلة يشاركهم الانقلاب زعيم مليشيا الجنجويد التي اطلق عليها البشير اسم قوات الدعم السريع بينا كان يترنح للسقوط .
وما يهمنا في هذا المقال هو تناول الدكتور الافندي للجان المقاومة وفي الواقع لو كان المذكور قلما من ضمن كتائب الاخوان المسلمين التي تتبجح ببلطجتها الصحفية والاعلامية من امثال حسين خوجلي واسحاق فضل الله لما كلف هذا القلم مداد جهده للاشارة فضلا عن الرد ولكن وبما ان الرجل يزعم انه اكاديمي ويحمل درجة علمية , مما يعني بالضرورة ان حديثه المذاع ومداده المراق لابد ان تأت نتيجة للبحث العلمي وبأدوات البحث ومنهجيته وبالحياد العلمي البارد وبالتالي يصل الي نتائج منطقية بمقدمات مؤسسة , لاسيما والرجل قد قدم نفسه للقناة بوصفه رئيسا لمركز الدوحة للدراسات ولاشك ان شعب قطر المحترم تغدق حكومته من حر ريع غازها المسال علي البحث العلمي لكل ذلك كان لابد من الرد ، وفي الواقع لمجرد ان الرجل اكاديمي سوداني تمنيت ان يملأني الفخر وانا استمع لدرر توقعتها تخرج من فيه ولكن للاسف كان الخزي يجللني والخجل عندما رايت الرجل يخرج عن سمت العلماء ووقارهم وهو يتحدث عن القوي السياسية السودانية الي ان بلغ به الفجور ذروته وهو يتحدث عن لجان المقاومة الباسلة ويصفها بانها (مليشيات) ولم يكتفي بهذه الكذبة البلقاء والشائهة بل تمادي في القول بانها مثل المليشيات الليبية في الزنتان ومصراته وطرابلس وغيرها .
وقبل ان يتمكن مني الغثيان بعد ان بلغت الدهشة مداها رأيت الدهشة في وجه مذيعة القناة وسرعان ما فاجأته بمقاطعة علي ما يبدو لم يتوقعها , اذ قالت له حرفيا: (عفوا هل تقصد انها المليشيات المقابلة لقوات الدعم السريع من الجانب الاخر ؟؟) وبالطبع تلعثم الرجل الذي لم يتوقع هكذا حصافة من مذيعة شابة , بلع الرجل ريقه وتمنيت لو ان جواره زجاجة كوكاكولا ليبلع زلط مبالغاته العسيرة علي الهضم , واصل الافندي في الربط غير المنطقي بين مليشيات مصراته والزنتان الليبية المسلحة وبين لجان المقاومة الباسله دون ان يسعفه منطق عادي او (عنقالي) دعك من منطق استاذ جامعي واكاديمي مرموق , ومرة اخري اضطرت مذيعة القناة للتدخل وربما كان الحرج باديا علي محياها ربما حفاظا علي سمعة القناة والبرنامج بل ومهنيتها التي وضعها الدكتور المحترم علي المحك اذ قالت : ( عفوا ولكن هؤلاء متظاهرون سلميون اي ليست لديهم اسلحة ) وبالطبع لم يجد صاحبنا اجابة تقنع الطير في الباقير فطنطن حرفيا بعبارة غامضة سمعتها بالكاد قال: (ليسوا سلميون هم يستخدمون الطوب) , فوالله العظيم قالها هكذا ياعباد الله المؤمنين , وانظر وتامل يارعاك الله بؤس ( الكوز) عندما تتمكن منه جبلته وتربيته التنظيمية البائسة , يتحول عندها الاكاديمي الي مجرد مهاتر يلقي القول علي عواهنه. وبالطبع يعرف الافندي جيدا ان مليشيات ليبيا التي يتحدث عنها هي في غالبها مليشيات الاخوان المسلمين الي جانب مليشيات صغيرة عشائرية مناطقية اضطرت لحمل السلاح للدفاع عن ابنائها من تجاوزات مليشيات الاخوان في غياب الدولة بل ان معظم قادة تلك المليشيات الاخوانية كانت في السودان عندما خانهم تنظيم الافندي وسلمهم للقذافي , وعند اندلاع الثورة الليبية وقع اخوان ليبيا في احضان حلف الاطلسي حيث تم تسليحهم بكافة الاسلحة مقابل نهب مقدرات ليبيا وثرواتها من البترول وغيره بعد اسقاط القذافي ومع ذلك حرص حلف الاطلسي علي معادلة توازن الانهاك بين تلك المليشيات بحيث لاتتفوق احداها علي الاخري حتي لا تبني دولة مركزية وكانت استراتيجية الاطلسي حريصة لواد اية محاولة لتاسيس جيش وطني اثناء وبعد سقوط القذافي فعندما شرع اللواء ابوبكر يونس في لملمة المنشقين علي القذافي لبناء جيش وطني استدرجته مليشيات الاخوان بمكالمة كاذبة الي كمين حيث تمت تصفيته وكان ذلك بتنسيق مع ممول المليشيات حلف الاطلسي
هذه هي المليشيات الليبية فهل سمعتم بربكم اسلحة خفيفة او ثقيلة بايدي شباب لجان المقاومة؟ سواء بالخرطوم او عطبرة او الدمازين او مدني او القضارف ؟ بل هل رايتم طيلة هذه المظاهرات التي حصدت ارواح الشباب كقرابين النيل الفرعونية بمعدل شهيد او شهيدين بل اكثر هل سمعتم غير هتاف سلمية سلمية ؟ , بل هل رايتم في سرادق عزاء الشهداء وعدا او وعيدا بالانتقام ام حديثا عن الديمقراطية والدولة المدنية وحقوق الانسان والقصاص العادل ؟
كبر مقتا عند الله ياعبد الوهاب الافندي ان تنسج الكذب علي رؤوس الاشهاد دون ان يطرف لك جفن اويندي لك جبين ولا اقول خجلا من عامة الناس بل من ابنائك وبناتك وتلك الحبوبة (الجدة) السودانية التي لاتملك من وقاحة عندما يطفح الكيل الا بوصفها للمتجاوز بعبارة : ( ياقليل الحيا ) , ولكن ماذا نقول اذا كان العرق الترابست عندكم دساس وانكم تبيحون الكذب في سبيل الدعوة؟ ودعنا نتجاوز اللوم لان ما ادرك الناس من كلام النبوة الاولي اذا لم تستح فاصنع ما تشاء .
واعود لسؤال الافندي هل لجان المقاومة جماعة سياسية مدنية ام مليشيا مسلحة ؟ وحتي لا نتوه في جدال عقيم دعونا نحتكم الي قواميس اللغة لتعريف كلمة (مليشيا) لان للغة اكراهات مهما مططت المعني تجاوزا لن تستطيع ان تتجاوزها او كما قال همنجواي : ( العجوز عجوز والبحر بحر وسمكة القرش سمكة قرش ) خلاصة دعونا نحتكم لقاموس اللغة لتعريف ( مليشيا) لاننا بالخلاصة نريد ان نوصل الكذاب الي باب الدار كما يقول العرب او نوصل الكضاب لي خشم الباب كما نقول في السودان جاء في الموسوعة الحرة باللغة الفرنسية كالاتي : ( قوة عسكرية يتم تشكيلها من السكان المدنيين في حالات الطواري) وتترجم كلمة (مليشيا) بلفظها الاجنبي بان المليشيا او التنظيم المسلح او الجماعة المسلحة ونعني بها قوة عسكرية تشكلها عادة قوي غير نظامية مواطنون عاديون يعملون عادة باسلوب حرب العصابات. انتهي "انظر –علاء اللامي, مقال بعنوان ( معني كلمة مليشيا ولماذا تستفز هذه الكلمة المليشيات العراقية ) .. موقع الحوار المتمدن
هل دلالة كلمة (مليشيا) غائبة عن الاكاديمي عبد الوهاب الافندي ؟؟ الاجابة عندي قطعا لا والسؤال التالي الي ماذا يهدف الافندي بوصف لجان المقاومة الباسلة بالمليشيا ؟؟ الاجابة عندي ان عضو تنظيم الاخوان المسلمين بطبيعة الحال يعاني من حالة انفصام عقلي وذلك للطبيعة الفاشية لايدلوجيا الاخوان حيث يقسم الاخواني عقله الي فلقتين يسلم احداها لمكتب الارشاد وللجماعة والنصف المتبقي لاكل العيش في مجتمع ( الآخر) الغير اخواني وقد تجلي ذلك بوضوح عند وصول محمد مرسي للسلطة في مصر فقد علق عقل الاستاذ الجامعي والتفكير المنهجي علي مشجب خارج قصر الاتحادية وسلم عقله لمكتب الارشاد وسلك بذلك طريقا وعرة ادخلت البلد الي ( حارة سد) عندما خرجت الجماهير تهتف يسقط يسقط حكم المرشد وبغض النظر عن انقلاب السيسي الذي جاء تاليا ولا اقول لاحقا (للدقة) فان الاخوان بنهجهم كانوا قد اسقطوا عن انفسهم المشروعية طمعا وتكالبا وذلك لمفهومهم الغريب و الصادم لمعني الشرعية اذ يتحول المواطنون الي رعايا قرووسطيين وتسقط كافة حقوقهم بمجرد ايصال الاخوان للسلطة والنماذج واضحة في غزة وتركيا واخيرا تونس للاسف اذ اوصلوها بذات الممارسات الي انقلاب استاذ القانون الدستوري (القيصر) سعيد كما يحلو للمعارضة الديمقراطية تلقيبه
واعود لموضوع المقال وتحديدا فرية الافندي ونسال في ذات السياق اذا كان ذلك كذلك وان العقل المعطل عقل الاكاديمي قد تنازل لعقل ( الحركي ) عبد الوهاب الافندي فماذا يقصد سيادته بوصفه للجان المقاومة بانها مليشيات ؟ نجد الاجابة عند جماهير شعبنا بل نجد الاجابة عند قائد الانقلاب نفسه السيد عبد الفتاح البرهان الذي ذكر وفي عشرات المناسبات ان شباب لجان المقاومة لايمكن تجاوزهم وانهم يمثلون الحراك الرئيس , وان اردف ذلك احيانا بقوله بان الاحزاب وحدها لاتملك الشارع واذا تجاوزنا استطراده واخذنا باعترافه فان قائد الانقلاب نفسه يقول بانها قوي سياسية تمتلك قدر من المشروعية السياسية قل او زاد بمعني ان الافندي قال في لجان المقاومة مالم يقله قائد الانقلاب نفسه وماهو ظاهر لكل من القي السمع وهو شهيد ان لجان المقاومة الباسلة قد استمرت في تحريك الشارع عبر نضال سلمي ديمقراطي وهي تقدم الشهيد تلو الشهيد حتي فاق عدد الشهداء عدد المائة اي بمعدل شهيد يوميا لمدة ثلاثة اشهر متتالية من كل مدة الانقلاب البالغة تسعة اشهر هذا خلاف عدد الجرحي والمصابين والمعتقلين والمختفون قسريا ونجحت لجان المقاومة الباسلة في فرض اللاءات الثلاث كخيار استراتيجي حتي عافت اكثر الاحزاب ترددا مورد الانقلاب القذر واكتسبت بذلك ليس احترام شعبنا فحسب بل واعترف الافندي نفسه في ذات البرنامج ان لفيف من المثقفين والاكاديميين قالوا ان القيادة لشباب لجان المقاومة وانهم يصطفون خلفها وان استنكر الافندي من المثقفين والاكاديميين هذا الموقف وعموما ليس هذا بالمستغرب منه فهو ينتمي لتنظيم لايعرف نكران الذات كما لايعرف النقد الذاتي ويظل السؤال عالقا لماذ نعت الافندي لجان المقاومة بالمليشيا ؟ ولن اطيل الاجابة هذه المرة واقول : لان لجان المقاومة الباسلة المشبعة بقيم شعبنا في البسالة ورفض الضيم واحتقار قيم اللصوصية والغدر قد اكتسبت ( راس مال رمزي) ضخم لاغني عنه لكل قائد حقيق يعرف طريقه ومتطلبات ذلك الطريق وبهذا الراسمال الرمزي استطاع ان يجبر القوي الاقليمية الداعمة للانقلاب علي التنصل من الانقلاب والانسحاب منهم تسللا ولواذا بل اصبح الفرار من الانقلاب عندهم بسرعة فرار السليم من المجذوم وعشنا وشفنا اماني الطويل وهاني رسلان وبقية كتيبة مركز الاهرام يهرولون نحو الفضائيات لتبرئة السي سي من دعم انقلاب البرهان بل والادهي والامر والانكي ان الكيان العنصري الصهيوني الذي يطلق علي نفسه دولة اسرائيل قد استغني عن انبطاح عصابة البرهان من المطبعين حيث استثني مسؤول رفيع السودان من التطبيع بقوله ان السودان غير مستقر وانه من السابق للاوان الحديث عن علاقات سودانية مع اسرائيل اي بمنتهي الاختصار قالت لجان المقاومة الباسلة لكل الداعمين للانقلاب بلسان الحال ماقاله المتنبي
( لتعلم مصر (والامارات )(1 )ومن بالعواصم اني الفتي
واني وفيت واني ابيت واني عتوت علي من عتا
وماكل من قال قولا وفي ولاكل من سيم خسفا ابي
ومن يك قلب كقلبي له يشق الي العز قلب التوي (2)
ولابد للقلب من آلة وراي يصدع صم الصفا
وكل طريق اتاه الفتي علي قدر الرجل فيه الخطي
وهل كان لجماعة عبد الوهاب الافندي ارجل علي قدر الخطي ام ان انقرا واستانبول كانت اقرب اليهم من حي كوبر العامر ؟؟؟.
وننتهي الي ان ( الحركي ) عبد الوهاب الافندي يعرف مثل جوع بطنه من هي لجان المقاومة ولكن القصد هو النيل من راس المال الرمزي للجان المقاومة ودمغها بالمليشيات تمهيدا لتسويقها كجماعة ارهابية ببرابغندا غربية لاسياد الاخوان من رجال الاطلسي وشيوخ بنك التقوي بجزر البهاما ومع كل ذلك يجب ان يتسم المرء ببعض الانصاف ونعطي الرجل حقه فقد كان الافندي اكثر ذكاء من بعض اخوته الاخوانجية اذ استمر اولئك في نحت الاسطوانة المشروخة بوصف لجان المقاومة بانها صنيعة للشيوعيين , ولما كانت هذه الفرية فقاعة تنفثئ قبيل ان تلامس الارض فقد استفاد الافندي من بعض خبراته في تشتيت الكورة وفتح مجال لينال من لجان المقاومة ولكن مالايعلمه او بالاحري لم يتعلمه الافندي من تنظيمه المتعدي للاوطان هو ان شباب السودان وعبر تاريخه الطويل ظلت مقاومته للاستبداد سلمية ولم يعرف شباب السودان العسكرة الا في عهدهم المظلم وبتحدي من البشير ومليشيات الاخوان من دفاع شعبي وجهاز امن عمليات وان من تعسكر بتحدي البشير وكرد فعل هم الان جلوس مع البرهان وانقلابه وهي مليشيات جبريل ابراهيم الكيزانية ومليشيات مني اركو مناوي اما شباب السودان والذين اسقطوا البشير فقد كانت مقاومتهم مدنية سلمية حتي من كان عسكرا منهم واعيدكم بالذاكرة الي ثورة 1924 الباسلة بقيادة اللواء الابيض فقد كان سلاح علي عبد اللطيف القلم والنشر عبر الصحف ليرد عليه الصحفي حسين شريف وكانت مظاهرات طلبة الكلية العسكرية مظاهرة سلمية حيث مروا علي ام السودانيين الحاجة (عزة) ارملة البطل عبد اللطيف وادوا لها التحية العسكرية وواصلوا مظاهراتهم يلهبون الحماس بنشيد شاعر الوطنية المعلم الاستاذ عبيد عبد النور
( ياكبار البلد الامين السكات ده بصح لي متين
بينولنا الراي المتين التكتم هسع مشين
مابتشوفوا الذل والهوان مص دمانا وعقب امتهان
غنمونا وحفظوا الامان بالنبابيت والخيزران )
وان كانت حكومة الاستعمار تحفظ امنها بالنبوت (العصاة) والخيزران فان حكومة الاخوان المسلمين وربيبتهم انقلاب البرهان يحفظون امنهم بالرصاص والذخيرة الحية كما فعلت مع شهداء طلبة الخدمة الالزامية في معسكر العيلفون نهاية التسعينات وكما فعلت عند سقوط البشير وبعد سقوطه في مذيحة فض الاعتصام
ولاتزال حمامات الدماء تتواصل عند التعبير السلمي للجان المقاومة الباسلة وشعبنا البطل دون ان يمس شعرة من قوات القمع ومليشيات الجنجويد وكتائب الظل بينما كتاب الاسلامويون وعسكرهم الاستراتيجيون يكذبون ويكذبون دون ان يطرف لهم جفن .
محمد عبد الجليل جعفر
الخرطوم يونيو 2022
mohamad_abdogafar74@yahoo.com
//////////////////////////
وبالطبع قياس مع الفارق لان مكان القول عند الافندي هي سعة البرنامج وصفته التي قدم بها حدث ذلك علي قناة العربي في امسية يوم الاحد الموافق الخامس من يونيو 2022 حوالي العاشرة مساء حين استضافت القناة المذكور ومعه اخر يسمي الزمزمي وهو استاذ بجامعة افريقيا وكان الضيف الثالث قيادي بقوي الحرية والتغيير ووزير سابق قدم الافندي كرئيس لمركز الدوحة للدراسات, اي دويلة قطر والتي هي احدي دوائر الظهير الاقليمي لجماعة انقلاب 25 أكتوبر من بقايا لجنة البشير الامنية وهي شللية عصابية مغلقة لا تشرف قواتنا المسلحة الباسلة يشاركهم الانقلاب زعيم مليشيا الجنجويد التي اطلق عليها البشير اسم قوات الدعم السريع بينا كان يترنح للسقوط .
وما يهمنا في هذا المقال هو تناول الدكتور الافندي للجان المقاومة وفي الواقع لو كان المذكور قلما من ضمن كتائب الاخوان المسلمين التي تتبجح ببلطجتها الصحفية والاعلامية من امثال حسين خوجلي واسحاق فضل الله لما كلف هذا القلم مداد جهده للاشارة فضلا عن الرد ولكن وبما ان الرجل يزعم انه اكاديمي ويحمل درجة علمية , مما يعني بالضرورة ان حديثه المذاع ومداده المراق لابد ان تأت نتيجة للبحث العلمي وبأدوات البحث ومنهجيته وبالحياد العلمي البارد وبالتالي يصل الي نتائج منطقية بمقدمات مؤسسة , لاسيما والرجل قد قدم نفسه للقناة بوصفه رئيسا لمركز الدوحة للدراسات ولاشك ان شعب قطر المحترم تغدق حكومته من حر ريع غازها المسال علي البحث العلمي لكل ذلك كان لابد من الرد ، وفي الواقع لمجرد ان الرجل اكاديمي سوداني تمنيت ان يملأني الفخر وانا استمع لدرر توقعتها تخرج من فيه ولكن للاسف كان الخزي يجللني والخجل عندما رايت الرجل يخرج عن سمت العلماء ووقارهم وهو يتحدث عن القوي السياسية السودانية الي ان بلغ به الفجور ذروته وهو يتحدث عن لجان المقاومة الباسلة ويصفها بانها (مليشيات) ولم يكتفي بهذه الكذبة البلقاء والشائهة بل تمادي في القول بانها مثل المليشيات الليبية في الزنتان ومصراته وطرابلس وغيرها .
وقبل ان يتمكن مني الغثيان بعد ان بلغت الدهشة مداها رأيت الدهشة في وجه مذيعة القناة وسرعان ما فاجأته بمقاطعة علي ما يبدو لم يتوقعها , اذ قالت له حرفيا: (عفوا هل تقصد انها المليشيات المقابلة لقوات الدعم السريع من الجانب الاخر ؟؟) وبالطبع تلعثم الرجل الذي لم يتوقع هكذا حصافة من مذيعة شابة , بلع الرجل ريقه وتمنيت لو ان جواره زجاجة كوكاكولا ليبلع زلط مبالغاته العسيرة علي الهضم , واصل الافندي في الربط غير المنطقي بين مليشيات مصراته والزنتان الليبية المسلحة وبين لجان المقاومة الباسله دون ان يسعفه منطق عادي او (عنقالي) دعك من منطق استاذ جامعي واكاديمي مرموق , ومرة اخري اضطرت مذيعة القناة للتدخل وربما كان الحرج باديا علي محياها ربما حفاظا علي سمعة القناة والبرنامج بل ومهنيتها التي وضعها الدكتور المحترم علي المحك اذ قالت : ( عفوا ولكن هؤلاء متظاهرون سلميون اي ليست لديهم اسلحة ) وبالطبع لم يجد صاحبنا اجابة تقنع الطير في الباقير فطنطن حرفيا بعبارة غامضة سمعتها بالكاد قال: (ليسوا سلميون هم يستخدمون الطوب) , فوالله العظيم قالها هكذا ياعباد الله المؤمنين , وانظر وتامل يارعاك الله بؤس ( الكوز) عندما تتمكن منه جبلته وتربيته التنظيمية البائسة , يتحول عندها الاكاديمي الي مجرد مهاتر يلقي القول علي عواهنه. وبالطبع يعرف الافندي جيدا ان مليشيات ليبيا التي يتحدث عنها هي في غالبها مليشيات الاخوان المسلمين الي جانب مليشيات صغيرة عشائرية مناطقية اضطرت لحمل السلاح للدفاع عن ابنائها من تجاوزات مليشيات الاخوان في غياب الدولة بل ان معظم قادة تلك المليشيات الاخوانية كانت في السودان عندما خانهم تنظيم الافندي وسلمهم للقذافي , وعند اندلاع الثورة الليبية وقع اخوان ليبيا في احضان حلف الاطلسي حيث تم تسليحهم بكافة الاسلحة مقابل نهب مقدرات ليبيا وثرواتها من البترول وغيره بعد اسقاط القذافي ومع ذلك حرص حلف الاطلسي علي معادلة توازن الانهاك بين تلك المليشيات بحيث لاتتفوق احداها علي الاخري حتي لا تبني دولة مركزية وكانت استراتيجية الاطلسي حريصة لواد اية محاولة لتاسيس جيش وطني اثناء وبعد سقوط القذافي فعندما شرع اللواء ابوبكر يونس في لملمة المنشقين علي القذافي لبناء جيش وطني استدرجته مليشيات الاخوان بمكالمة كاذبة الي كمين حيث تمت تصفيته وكان ذلك بتنسيق مع ممول المليشيات حلف الاطلسي
هذه هي المليشيات الليبية فهل سمعتم بربكم اسلحة خفيفة او ثقيلة بايدي شباب لجان المقاومة؟ سواء بالخرطوم او عطبرة او الدمازين او مدني او القضارف ؟ بل هل رايتم طيلة هذه المظاهرات التي حصدت ارواح الشباب كقرابين النيل الفرعونية بمعدل شهيد او شهيدين بل اكثر هل سمعتم غير هتاف سلمية سلمية ؟ , بل هل رايتم في سرادق عزاء الشهداء وعدا او وعيدا بالانتقام ام حديثا عن الديمقراطية والدولة المدنية وحقوق الانسان والقصاص العادل ؟
كبر مقتا عند الله ياعبد الوهاب الافندي ان تنسج الكذب علي رؤوس الاشهاد دون ان يطرف لك جفن اويندي لك جبين ولا اقول خجلا من عامة الناس بل من ابنائك وبناتك وتلك الحبوبة (الجدة) السودانية التي لاتملك من وقاحة عندما يطفح الكيل الا بوصفها للمتجاوز بعبارة : ( ياقليل الحيا ) , ولكن ماذا نقول اذا كان العرق الترابست عندكم دساس وانكم تبيحون الكذب في سبيل الدعوة؟ ودعنا نتجاوز اللوم لان ما ادرك الناس من كلام النبوة الاولي اذا لم تستح فاصنع ما تشاء .
واعود لسؤال الافندي هل لجان المقاومة جماعة سياسية مدنية ام مليشيا مسلحة ؟ وحتي لا نتوه في جدال عقيم دعونا نحتكم الي قواميس اللغة لتعريف كلمة (مليشيا) لان للغة اكراهات مهما مططت المعني تجاوزا لن تستطيع ان تتجاوزها او كما قال همنجواي : ( العجوز عجوز والبحر بحر وسمكة القرش سمكة قرش ) خلاصة دعونا نحتكم لقاموس اللغة لتعريف ( مليشيا) لاننا بالخلاصة نريد ان نوصل الكذاب الي باب الدار كما يقول العرب او نوصل الكضاب لي خشم الباب كما نقول في السودان جاء في الموسوعة الحرة باللغة الفرنسية كالاتي : ( قوة عسكرية يتم تشكيلها من السكان المدنيين في حالات الطواري) وتترجم كلمة (مليشيا) بلفظها الاجنبي بان المليشيا او التنظيم المسلح او الجماعة المسلحة ونعني بها قوة عسكرية تشكلها عادة قوي غير نظامية مواطنون عاديون يعملون عادة باسلوب حرب العصابات. انتهي "انظر –علاء اللامي, مقال بعنوان ( معني كلمة مليشيا ولماذا تستفز هذه الكلمة المليشيات العراقية ) .. موقع الحوار المتمدن
هل دلالة كلمة (مليشيا) غائبة عن الاكاديمي عبد الوهاب الافندي ؟؟ الاجابة عندي قطعا لا والسؤال التالي الي ماذا يهدف الافندي بوصف لجان المقاومة الباسلة بالمليشيا ؟؟ الاجابة عندي ان عضو تنظيم الاخوان المسلمين بطبيعة الحال يعاني من حالة انفصام عقلي وذلك للطبيعة الفاشية لايدلوجيا الاخوان حيث يقسم الاخواني عقله الي فلقتين يسلم احداها لمكتب الارشاد وللجماعة والنصف المتبقي لاكل العيش في مجتمع ( الآخر) الغير اخواني وقد تجلي ذلك بوضوح عند وصول محمد مرسي للسلطة في مصر فقد علق عقل الاستاذ الجامعي والتفكير المنهجي علي مشجب خارج قصر الاتحادية وسلم عقله لمكتب الارشاد وسلك بذلك طريقا وعرة ادخلت البلد الي ( حارة سد) عندما خرجت الجماهير تهتف يسقط يسقط حكم المرشد وبغض النظر عن انقلاب السيسي الذي جاء تاليا ولا اقول لاحقا (للدقة) فان الاخوان بنهجهم كانوا قد اسقطوا عن انفسهم المشروعية طمعا وتكالبا وذلك لمفهومهم الغريب و الصادم لمعني الشرعية اذ يتحول المواطنون الي رعايا قرووسطيين وتسقط كافة حقوقهم بمجرد ايصال الاخوان للسلطة والنماذج واضحة في غزة وتركيا واخيرا تونس للاسف اذ اوصلوها بذات الممارسات الي انقلاب استاذ القانون الدستوري (القيصر) سعيد كما يحلو للمعارضة الديمقراطية تلقيبه
واعود لموضوع المقال وتحديدا فرية الافندي ونسال في ذات السياق اذا كان ذلك كذلك وان العقل المعطل عقل الاكاديمي قد تنازل لعقل ( الحركي ) عبد الوهاب الافندي فماذا يقصد سيادته بوصفه للجان المقاومة بانها مليشيات ؟ نجد الاجابة عند جماهير شعبنا بل نجد الاجابة عند قائد الانقلاب نفسه السيد عبد الفتاح البرهان الذي ذكر وفي عشرات المناسبات ان شباب لجان المقاومة لايمكن تجاوزهم وانهم يمثلون الحراك الرئيس , وان اردف ذلك احيانا بقوله بان الاحزاب وحدها لاتملك الشارع واذا تجاوزنا استطراده واخذنا باعترافه فان قائد الانقلاب نفسه يقول بانها قوي سياسية تمتلك قدر من المشروعية السياسية قل او زاد بمعني ان الافندي قال في لجان المقاومة مالم يقله قائد الانقلاب نفسه وماهو ظاهر لكل من القي السمع وهو شهيد ان لجان المقاومة الباسلة قد استمرت في تحريك الشارع عبر نضال سلمي ديمقراطي وهي تقدم الشهيد تلو الشهيد حتي فاق عدد الشهداء عدد المائة اي بمعدل شهيد يوميا لمدة ثلاثة اشهر متتالية من كل مدة الانقلاب البالغة تسعة اشهر هذا خلاف عدد الجرحي والمصابين والمعتقلين والمختفون قسريا ونجحت لجان المقاومة الباسلة في فرض اللاءات الثلاث كخيار استراتيجي حتي عافت اكثر الاحزاب ترددا مورد الانقلاب القذر واكتسبت بذلك ليس احترام شعبنا فحسب بل واعترف الافندي نفسه في ذات البرنامج ان لفيف من المثقفين والاكاديميين قالوا ان القيادة لشباب لجان المقاومة وانهم يصطفون خلفها وان استنكر الافندي من المثقفين والاكاديميين هذا الموقف وعموما ليس هذا بالمستغرب منه فهو ينتمي لتنظيم لايعرف نكران الذات كما لايعرف النقد الذاتي ويظل السؤال عالقا لماذ نعت الافندي لجان المقاومة بالمليشيا ؟ ولن اطيل الاجابة هذه المرة واقول : لان لجان المقاومة الباسلة المشبعة بقيم شعبنا في البسالة ورفض الضيم واحتقار قيم اللصوصية والغدر قد اكتسبت ( راس مال رمزي) ضخم لاغني عنه لكل قائد حقيق يعرف طريقه ومتطلبات ذلك الطريق وبهذا الراسمال الرمزي استطاع ان يجبر القوي الاقليمية الداعمة للانقلاب علي التنصل من الانقلاب والانسحاب منهم تسللا ولواذا بل اصبح الفرار من الانقلاب عندهم بسرعة فرار السليم من المجذوم وعشنا وشفنا اماني الطويل وهاني رسلان وبقية كتيبة مركز الاهرام يهرولون نحو الفضائيات لتبرئة السي سي من دعم انقلاب البرهان بل والادهي والامر والانكي ان الكيان العنصري الصهيوني الذي يطلق علي نفسه دولة اسرائيل قد استغني عن انبطاح عصابة البرهان من المطبعين حيث استثني مسؤول رفيع السودان من التطبيع بقوله ان السودان غير مستقر وانه من السابق للاوان الحديث عن علاقات سودانية مع اسرائيل اي بمنتهي الاختصار قالت لجان المقاومة الباسلة لكل الداعمين للانقلاب بلسان الحال ماقاله المتنبي
( لتعلم مصر (والامارات )(1 )ومن بالعواصم اني الفتي
واني وفيت واني ابيت واني عتوت علي من عتا
وماكل من قال قولا وفي ولاكل من سيم خسفا ابي
ومن يك قلب كقلبي له يشق الي العز قلب التوي (2)
ولابد للقلب من آلة وراي يصدع صم الصفا
وكل طريق اتاه الفتي علي قدر الرجل فيه الخطي
وهل كان لجماعة عبد الوهاب الافندي ارجل علي قدر الخطي ام ان انقرا واستانبول كانت اقرب اليهم من حي كوبر العامر ؟؟؟.
وننتهي الي ان ( الحركي ) عبد الوهاب الافندي يعرف مثل جوع بطنه من هي لجان المقاومة ولكن القصد هو النيل من راس المال الرمزي للجان المقاومة ودمغها بالمليشيات تمهيدا لتسويقها كجماعة ارهابية ببرابغندا غربية لاسياد الاخوان من رجال الاطلسي وشيوخ بنك التقوي بجزر البهاما ومع كل ذلك يجب ان يتسم المرء ببعض الانصاف ونعطي الرجل حقه فقد كان الافندي اكثر ذكاء من بعض اخوته الاخوانجية اذ استمر اولئك في نحت الاسطوانة المشروخة بوصف لجان المقاومة بانها صنيعة للشيوعيين , ولما كانت هذه الفرية فقاعة تنفثئ قبيل ان تلامس الارض فقد استفاد الافندي من بعض خبراته في تشتيت الكورة وفتح مجال لينال من لجان المقاومة ولكن مالايعلمه او بالاحري لم يتعلمه الافندي من تنظيمه المتعدي للاوطان هو ان شباب السودان وعبر تاريخه الطويل ظلت مقاومته للاستبداد سلمية ولم يعرف شباب السودان العسكرة الا في عهدهم المظلم وبتحدي من البشير ومليشيات الاخوان من دفاع شعبي وجهاز امن عمليات وان من تعسكر بتحدي البشير وكرد فعل هم الان جلوس مع البرهان وانقلابه وهي مليشيات جبريل ابراهيم الكيزانية ومليشيات مني اركو مناوي اما شباب السودان والذين اسقطوا البشير فقد كانت مقاومتهم مدنية سلمية حتي من كان عسكرا منهم واعيدكم بالذاكرة الي ثورة 1924 الباسلة بقيادة اللواء الابيض فقد كان سلاح علي عبد اللطيف القلم والنشر عبر الصحف ليرد عليه الصحفي حسين شريف وكانت مظاهرات طلبة الكلية العسكرية مظاهرة سلمية حيث مروا علي ام السودانيين الحاجة (عزة) ارملة البطل عبد اللطيف وادوا لها التحية العسكرية وواصلوا مظاهراتهم يلهبون الحماس بنشيد شاعر الوطنية المعلم الاستاذ عبيد عبد النور
( ياكبار البلد الامين السكات ده بصح لي متين
بينولنا الراي المتين التكتم هسع مشين
مابتشوفوا الذل والهوان مص دمانا وعقب امتهان
غنمونا وحفظوا الامان بالنبابيت والخيزران )
وان كانت حكومة الاستعمار تحفظ امنها بالنبوت (العصاة) والخيزران فان حكومة الاخوان المسلمين وربيبتهم انقلاب البرهان يحفظون امنهم بالرصاص والذخيرة الحية كما فعلت مع شهداء طلبة الخدمة الالزامية في معسكر العيلفون نهاية التسعينات وكما فعلت عند سقوط البشير وبعد سقوطه في مذيحة فض الاعتصام
ولاتزال حمامات الدماء تتواصل عند التعبير السلمي للجان المقاومة الباسلة وشعبنا البطل دون ان يمس شعرة من قوات القمع ومليشيات الجنجويد وكتائب الظل بينما كتاب الاسلامويون وعسكرهم الاستراتيجيون يكذبون ويكذبون دون ان يطرف لهم جفن .
محمد عبد الجليل جعفر
الخرطوم يونيو 2022
mohamad_abdogafar74@yahoo.com
//////////////////////////