الشارع يزلزل عرش الإنقلاب

 


 

 

سننتصر او ننتصر
أطياف -
باغتت مواكب الأمس الموافق ١٦ يونيو التي دعت لها لجان المقاومة ،السلطات الانقلابية، عندما خرج الآلاف في كل من بحري والخرطوم وامدرمان، وكسرت جموع المواطنين الطوق الأمني وتوجهت نحو القصر والبرلمان مباشرة، وتفاجأت السلطات الأمنية التي لم تكن على أهبة الاستعداد، لظنها ان المواكب ستكون شبيهة بسابقاتها ، ولكن كان للثورة كلمة قوية ترجمتها المشاركة الكبيرة لشباب وكنداكات الثورة، توقيع أكد ان الشارع العنيد لا يهمه مايدور في اروقة القاعات من اجتماعات للحديث عن حوار وطني، وبينت المواكب ان 16 يونيو هو عنوان عريض لمواكب قادمة سيكون ٣٠ يونيو هو العلامة الفارقة التي ستكتب صفحة جديدة في التاريخ.
وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية ، عن مقتل متظاهر، إثر إصابته بـطلق ناري متناثر في الصدر والبطن خلال احتجاجات الأمس التي تشهدها العاصمة الخرطوم، وقالت اللجنة بحسب تعميمٍ صحفي إرتقت روح شهيد لم يتمّ التعرّف على بياناته بعد، إثر إصابته بـطلق ناري متناثر في الصدر والبطن، يرجّح أنه طلق سلاح خرطوش أطلقته قوات الانقلاب في مدينة أمدرمان أثناء قمعها لتصعيد المواكب السلمية ، 16 يونيو 2022 ، وأوضحت اللجنة أنّ المواكب الهادرة المتّجهة إلى القصر وبرلمان الشعب تتعرض إلى عنفٍ مفرطِ تمارسه قوات السلطة الانقلابية دون وازع أخلاقي.
و16يونيو بالرغم من انه كان واحداً من أيام المواكب الروتينية التي تدعو لها لجان المقاومة التي أكدت قبضتها على زمام الأمور ، لكنه كان يوماً مختلفاً كتب الله له نجاحاً وتميزاً دون المواكب الاخيرة ، واستطاع الشعب ان يؤكد من خلاله ان الكلمة له لا غيره ، وان الإنقلاب ساقط ولا بديل لرحيل الانقلابيين إلا رحيلهم ،طال عمرهم على مقعد السلطة او قصر ، وان الجموع التي خرجت بالأمس كتبت ميلاداً جديداً للثورة ، وأكدت ان لا عودة للوراء حتى تتحقق الاهداف بزوال عرش البرهان الآيل للسقوط ، والذي مازالت سلطاته الراجفة تطلق الرصاص الحي لتحمي القصر (الخاوي) ، لترتقي روح الشاب (١٠٢) الذي احتسبته امدرمان شهيداً ، فيما يتجاوز عدد المصابين منذ الانقلاب 5 آلاف، طبقاً لإحصاءات لجنة الأطباء ، وامدرمان ارض المعارك التي ظلت تقدم الشهيد تلو الشهيد في معارك الحرية والكرامة ، سيشهد لها التاريخ وقفاتها وصولاتها وجولاتها وصمود شبابها الذين يدفعون الغالي والنفيس ( روح ودم ) في طريقهم للبرلمان .
ونجاح مواكب الأمس التي زلزلت عرش الانقلاب يعود الى الوعي العميق عند الثوار الذين قصدوا بهذا الحضور المميز ارسال العديد من الرسائل ، ترجمتها الهتافات التي دعت إلى عودة العسكر إلى ثكناتهم ومحاكمة قتلة المحتجين، ورفض التسوية السياسية مع المكون العسكري، هذه الرسائل التي يلقي بها الثوار في بريد العسكر والقوى السياسية انه لابد من عودة العسكر الى ثكناتهم ومحاسبة المتورطين في قتل الشباب ، وان الشارع لن يقبل بحلول وسطية تلقي مطالبه الآنية على قارعة الطريق.
في اليوم ذاته قصدت قوى الحرية والتغيير ان تضع أسساً للحل السياسي وإنهاء الانقلاب، تزامنت مع خروج الآلاف ضد الانقلابيين وقالت على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، إن أول هذه الأسس هو الإصلاح الأمني والعسكري، ما يقود إلى جيش وطني واحد ينأى بنفسه عن السياسة، ويراجع النشاط الاقتصادي للمؤسسة العسكرية والأمنية، وينقي الجيش من عناصر النظام السابق ويؤسس لعلاقة صحية بين المدنيين والعسكريين.
وتتعدد وجوه المطالبة باسقاط الإنقلاب الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة ، والبلاد يعود اليها شبح الانفلات الأمني من خطف وقتل واغتصاب، والعصابات تعود من جديد لقتل المواطنين فقط من أجل سرقة هواتفهم الجوالة، والأوضاع الاقتصادية تزداد سوءاً بعد سوء كل هذا يحدث والمجلس السيادي الانقلابي يناقش كيفية الاستفادة من جلود الأضاحي.
طيف أخير:
سننتصر او ننتصر
الجريدة

 

آراء