في الشخصية السودانية .. كتاب للنقاش
إسماعيل آدم محمد زين
19 June, 2022
19 June, 2022
كلما نظرنا في أحوال البلاد و تدهورها يطري علي بالنا شخصية الانسان السوداني! لاتسعفنا الحيلة أو الوسيلة لمعرفة أسباب التدهور و مآلاته، فقد يعزيه البعض إلي إلي ضعف التعليم و عدم الأخذ بالعلوم مع التكنولوجيا.أحياناً يضع البعض أصبعه علي الجرح ويعزيه إلي شخصية الفرد السوداني (ذكر و أُنثي مع إختلافات طفيفة تعود إلي طبيعة كل منهما).
في تقديري تتسم شخصية السوداني بالضعف و عدم الاستقرار وهو ما يصفه البعض بالطيبة - طيبةالزول السوداني ! مع شئ من السماحة و التسامح و ربما نقيضه في ذات الوقت وهذا أمرٌ يشير إلي تعقيد المسألة و صعوبة الالمام بها.لذلك لجأت إلي طريقة في الكتابة أطلقت عليها "الكتابة بالأهداف"، تجدون وصفأ لها علي بعض المواقع.
ضعف الشخصية،يرجع إلي التعليم و ضعفه وفقر مناهجه التي تعتمد علي الحفظ والتلقين و إلي الأمية بكافة أنواعها، خاصة في الجيل السابق –جيل الآباء و الأمهات، فهو بالرغم مما أحاط به من ظروف غير مواتية، تمكن من تر بية و تعليم أبنائه، خاصة في المدن و في بعض الأماكن التي وصلها التعليم مبكراً. ضعف التعليم مقروناً مع ضعف الثقافة يتمثل في ضعف الحصيلة اللغوية ،حتي لدي المتعلمين و من يقارن في أجهزة الاعلام العالمية بين مواني كثير مندول الغرب أو في آسيا، يجدهم يحسنون الكلام و بطلاقة- بينما هنا في السودان تجد غالب المسؤلين لا يتحدثون بشكل جيد ، كما يعوزهم المنطق و التفكير السليم في تناولهم للقضايا أو المشاكل التي يتناولونها- فهم لا يتسلقون سلماً درجةً فأخري،بدءاً من القضية أو المشكلة لمعرفة الأسباب و قبل ذلك توصيفها بشكل جيد، ليحددوا جذورها و أسبابها و من ثم ما يترتب عليها من نتائج! و لا يخلصون إلي توصيات شاملة. و أنظروا إلي من يتحدثون في القنوات العالمية ممنيعد من الخبراء ذوي الشأن !. لعل الفقر سبب رئيس في ضعف التعليم و يحد من الارتقاء به و في ضعف الثقافة.
مما يؤثر في شخصية الانسان السوداني ،إنعدام التقاليد ، لا توجد لدينا تقاليد راسخة في الأسرة و التربية يلتزم بها الجميع و إن وجدت فهي غير موثقة ليرجع إليها من يرغب في الاستذادة أو المعرفة.بينما في دولة مثل الصين نجد كتب تتناول الأسرة و التجارة مع الحكم! كما تنعدم القدوة –القدوة و القيادة علي مستوي الأسرة الممتدة أو الأسرة الصغيرة. لا نجدسيرة للمآثرأو الأثرة و حب الناس و أعمال الخير و البر-فهي ترتبط بالثروة و الغني والتربية وإكتمال القيمالانسانية الرفيعة،مثل الصدق، الأمانة، النزاهة،الشجاعة،العطاء و الانفاق،الاخلاص و التسامح، المحبة و الرأفة مع تفادٍ لنقائضها- الجبن،البخل،الكذب.
مما يترتب عليه من ضعف لشخصية الانسان السوداني فنراه سريع الغضب و الانفعال و ربما عدم التسامح و نقيضه في ذات الوقت! بالرغم مما عرف عن أهل السودان،من الطيبة –الأمر الذي يجعل التعامل مع السوداني أمراً عسيراً، خاصة في الأعمال الجماعية- إذ لا يقدم عليها الناس، مما أقعد باقتصاد البلاد ،إذ الاقتصاد يعتمد علي الادخار و التوفير! و إجتماع ذلك مع قلة التعاون لانجد شركات كبيرة و أعمال هائلة – فأنظرلملايين المعدنين! لو وضع كل منهم جراماً واحداً لكان في وسعهم إنشاء أضخم شركة أو تعاونية للتعدين في العالم.لذلك لا نجد شركات كبيره تعتمد علي المساهمة و العمل الجماعي.كما لا نجد أحزاباً قوية أو نقابات فعالة.أو تجمعات مؤثرة!.سرعان ما يدب الخلاف و النقسام و الانشار.فمن العسير للقادة أو المشرفين إدارة أي أعمال، فهملايعترفون بالتقصير و لا يعرفون الاعتذار! فهذه تنمو بالقدوة و بالتقاليد.لذلك يتصفون بالسلبية و يسود بينهم الاحباط،بالرغم من إنتشار الذكاء بين أهل السودان! الأذكياء لا يمكن قيادتهم – كلهم قادة. و لا يصلحون جنوداً! فانظروا لكثرة المليشيا و الحركات المسلحة.وهنا من الجيد التذكير بانسلاخ قائئد الجيش السوداني و إنضوائه تحت قيادة أحد عقدائه !(الفريق أحمد علي و إنضمامه لجون قرنق)!.نقص الشجاعة و الجرأة في معرفة مواقع القصور و النقص لمعالجة ما يعتريهم من نقص و قصور!
لذلك إن أردنا فلاحاً أن نسعي في إصلاح التعليم، لتعليم الأجيال القادمة أساليب و فنون الحياة- ليحسنوا أساليب الخطابو الحديث الرشيق،و ليصبح أكثر تهذيباً و عذوبة.و ليتركوا العنجهية و التسلط، ليتجهوا لبناء ديموقراطية تحتويهم و تجمعهم.بدءاً بالاسرة، في مجال الأعمال و إدارتها ،في الأحزاب و بنائها.ولنسعي لغرسما ذكرتُ و ما لم أذكر من القيم الرفيعة.و لنسعي بجد لمحاربة الفقر فهو أُس البلاء و العناء و لننشر الثقافة و نتوسع في إنشاء المكتبات العامة (وهنا علينا أن نتعلم من ولايات أميركا المتحدات- إذ لديهم تقليد،حيث يقدم كل رئيس إنتهت ولايته بانشاء مكتبة عامة و لنبدأ بهذا التقليد ليقدم أنصار كل من تولي الرئاسة أن يبنوا مكتبة في مكان يختارونه).
لنرسخ للقدوة الحسنة ولنترك مآثرللاجيال القادمة- لنوثقها و نشيد بها و نعمل علي نشرها.
تُري عزيزي القارئ وجدت ما كنت تبحث عنه!و هل يمكنك المساهمة في هذا الجهد لمعرفة شخصية أهل السودان؟ و دعوة للجميع للكتابة،أكتبوا و أنشروا.
a.zain51@googlemail.com