لقد هان من بالت عليه الثعالب !

 


 

 

شأني شأن كل المهمومين بالشأن العام في هذا السودان المنكوب بأبنائه أتابع وأشاهد ربما على مدار الساعة ما يأتي من أخبار بأمل أن ترتسم على وجهك ولو ابتسامة باهتة ولكن النصيحة الغالية سيما اذا كنت من تلك الشريحة التي ابتلاها الله بمتابعة من يأتي من هناك هي أن تكون أقراص الضغط والسكر والمرارة على مقربة منك حتى تكون بمنأى من انتكاسات صحية ستدفع ثمنها غاليا فالأمور كلها تسير بالبركة حتى أصبحت مشاعر الاحساس بالسعادة والراحة النفسية مما نسمع في بلد المليون ميل مماثلة لولوج الجمل في سم الخياط .

(2)
أنا بحكم انتمائي للشرق أتابع ما يدور من أحداث دراماتيكية هذه الأيام لم تقلب الواقع المذري الذي نعيشه رغم مواجعه رأسا على عقب فحسب بل تدفعه الى شفا جرف هار لا يعرف أحد نهايته . الذي يصب مزيد من الزيت على النيران المشتعلة هو الجهل وغياب الارادة وطغيان شهوة السلطة والعيون الذايقة على الأعطيات لا يهم من أي مصدر تأتي ..مشهد محزن لاخوة يتعاركون حيث لا معترك ( لوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَ لَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبا)ً . تتلقى كل هذا الغسيل الرديء المنشور الآن على حبال السودان منكس الرأس انطلاقا من العبارة التي تقول و(ان بليتم فاستتروا) .

(3)
صراع أصحاب تجميد مجلس النظارات والمعسكر الرافض أشبه بصراع الغزلان على التزاوج في البرية دون أن تنتبه للوحوش الكاسرة التي تتربص بالفتك بها والتهامها حية .لأن الخلافات تأتي في مرحلة مفصلية زادت فيه حدة مطامع مخططات تشييد ميناء على بعد 200 كيلومتر شمال بورتسودان وهو مشروع أن تم سيسدد القاضية لميناء بورتسودان وينتهي بتشريد اللآلاف من العاملين في مينائي بورتسودان وسواكن فضلا على انعكاساته الكارثية على مجمل النشاط التجاري .هذا الى جانب آثاره التدميرية على البيئة الايكوليجية لأحد أكثر المناطق السياحية ثراءا بالموارد . اضافة الى ذلك فالخلاف سيؤدي قطع شكl لخروج مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة من حوش النضال والصمود والانتصار لمخرجات مؤتمر سنكات المصيرية .

(4)
الكشف عن خلافات حول مسار جوبا داخل المكون البجاوي يعني بالعربي الفصيح ان مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة وهو الجسم الذي يقود المسيرة مخترق ترغيبا أو ترهيبا من قبل جهات لا تريد خيرا للمنطقة .. هي جهات عرفت سيكولوجية هذه القيادات ومعظمهما قيادات صمدية تتوارث السلطة عبر الأزمنة في غياب المؤسسية والحوكمة بل حتى المنهجية ..تسوط هذه القيادات بصدور مكشوفة وصدور عارية في دغل السياسة السودانية بتعقيداتها دون سند من العشرات من الكفاءات العلمية المتخصصة في كل المجالات لأوهام غريبة وهو خوفها أن تسحب بساط السلطة من تحت أقدامها ..

(5)
احد هذه القيادات وأعرفه شخصيا مارس السياسة من الاتحاد الاشتراكي ثم ركب موجة الانقاذ وحينما غربت شمسها لجأ الى القبيلة ..وهناك آخر لوحوا في وجهه أوراق النقد كناية على جاهزيته لبيع نفسه سعيا وراء السلطة ..هؤلاء دخلوا في مرحلة ادمان السياسة ومن الاستحالة العيش بعيدا من الحشم والخدم والسيارات والمخصصات وعبارات (ايتانينا يازعيم) التي كانت تتساقط فوق رؤوسهم ولذلك فرغم احتراق أوراقهم لازالوا (يكابسون) مرة ملتحفين حينا بعباءة نفاق لتنظيمات سياسية كانوا أعضاء فيها وحينا بصديري وسربادوب القبيلة التي تتحرك من بعيد بالريموت يمينا ويسارا حسب توجيهاتهم ..

(6)
الجهات التي تخترق تتسرب عادة من العيوب المؤصلة المزروعة في جينات حب السلطة وحب المال للشخص المستهدف .. هؤلاء الجاهزون الذين ينافسون الحرباء في تغيير لون جلدها هم كبوة البجا الذين ينبغي كشفهم وعزلهم حيث لم تعد تجدي معهم الدسدسة والغطغطة ..ولكن حتى لا يتحول مستصغر الشررالى نيران تحرق الاخضر واليابس في هذه المرحلة الخطيرة ولانقاذ مايمكن انقاذه فلا خيار أمام أهلنا البجا سوى تهدئة اللعب وحذار من ترك الفرصة مواتية لمن ينفخ في نار الخلافات وهؤلاء كثيرون منهم من الحكومة ومنهم من تعرفونهم جيدا ..

(7)
حديث أوبشار (مقرر مجلس نظارات البجا ) على اعتبار ترك رمزا قوميا وقائدا ملهما وان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية هو خطاب هاديء وعقلاني يمكن أن يعيد اللحمة ويضيع الفرصة أمام محترفي الصيد في المياه العكرة . تأكدوا تماما ان لاشيء يردع العدو الا وحدة الصف ووحدة الكلمة . ولكن مع كل أبواب الاحتمالات المفتوحة على مصراعيها فان ترك شباب البجا للادارات الاهلية بقيادة السفينة احتكارا هو اعادة انتاج للأخطاء والممارسات الخطيرة ولا يملكون هنا خيارا آخر سوى التقدم للجلوس في الكابينة لقيادة السفينة التي يتلاعب بها الموج وسط الأنواء والبحار العاصفة الى بر الأمان .

hassan.abozinab4@gmail.com
///////////////////////////////

 

آراء