أحداث الفشقة وطوفان ٣٠ يونيو

 


 

 

فجاءة أطلت علينا الأخبار بمقتل سبعة افراد من قوات الجيش السوداني كانوا أسري لدي القوات الإثيوبية وبعدها علمنا ان قائد الانقلاب عبدالفتاح البرهان غادر علي جناح السرعة لمنطقة الحدود الشرقية لتفقد القوات المرابطة هناك .. هكذا باتت تتوالي الأخبار وتتسارع التصريحات القوية من قيادة الجيش بالرد القاسي والمناسب علي تلك الجريمة البشعة وبيانات الخارجية باستدعاء السفير الإثيوبي في الخرطوم وسحب سفيرنا لدي أديس أبابا كل هذه الامور والاجراءات قد تبدو طبيعية وليس هناك مفر من تفاديها .. لكن السؤال المهم هل الحادثة سوف تستغل كفرصة او محاولة لتلافي ما سوف يحدث في يوم ٣٠ يونيو؟! .. وهل اهتمام البرهان الشديد وحرصه بالظهور علي الحدود وسط الجنود هو لغاية شخصيه يريد بها تلميع صورته المحروقة في الشارع؟! .. وهل مشكلة الخلاف الخارجي مع الجارة إثيوبيا سوف تغطي علي مشكلة الخلاف الداخلي مع الشعب؟! .. الامر قد لا يبدو هينا بالحكم علي ظاهر نية الانقلابيين من استغلال حادثة قتل الجنود لأن بواطن الأمور قد يكون عكس ظاهرها .. وإليكم التحليل:

الثابت أن الشارع حزم امره بكل مكوناته الحزبية ومنظماته المجتمعية علي الخروج في يوم ٣٠ يونيو لاسقاط الانقلاب وتحرير البلاد من قبضة العسكر .. مدنية الحكم أصبحت مطلب ثابت وهدف الثورة الأساسي وفي سبيل ذلك سقط مئات الشهداء فداء للحرية والسلام والعدالة .. كل الشواهد تدل ان ذلك اليوم سيكون حاسما وستكون له آثار كبيرة علي مستقبل البلاد وآمال العباد.
بالتأكيد أن العسكر وفلول العهد البائد من تجار الدين والانتهازيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ذلك الطوفان القادم الذي سيهدد كل طموحاتهم بالاستمرار في السلطة واحتكار ثروة البلاد .. من هنا نتوقع الآتي:
- سوف تنشط الإشاعات والأخبار المفبركة علي منصات التواصل الاجتماعي التي يملكها عملاء النظام السابق والانقلابيين بغرض الفتنة وشق صفوف الثوار
- سوف تتعمد سلطات الانقلاب علي تخويف وتهديد الناس من مغبة الخروج والمشاركة في المظاهرات والمسيرات المليونية بحجة انها لن تضمن سلامتهم في حالة انفلات الأمن
- قفل الكباري وقطع النت وسائل جربها الانقلابيين ولم ينجح مفعولها في افشال المسيرات او الحد من عزيمة الثوار
- تفشي الجريمة وانفلات الأمن وإطلاق يد العصابات (٩ طويلة) لترهيب المواطنين .. كل ذلك لم يجدي نفعا ..

الآن لم يتبقي للانقلابيين مخرجا غير استغلال الأحداث الكبيرة الطارئة مثل حادثة مشكلة الحدود مع الجارة أثيوبيا .. نعم كل الشعب السوداني يدين بشدة مقتل اي جندي او فرد سوداني ظلما وغدرا مهما كانت الأسباب ولكن لا يقبل التجارة بأرواحهم ودمائهم الزكية .. الواضح أن المكون العسكري يريد استغلال هذه الحادثة ابشع استغلال لشحد عطف الناس لصالحه وصرفه عن مطالبه لإسقاط حكمه المستبد بالتراجع عن تلك المسيرة الهامة التي تشكل خطر مباشر علي مستقبلهم في السلطة ..

كل المؤشرات تدل ان طوفان ٣٠ يونيو سوف يكون كاسحا وسيضع حدا فاصلا ونهاية أبدية لأي حكم ديكتاتوري عسكري يتجرأ علي حكم البلاد .. الوعي المدهش الذي يتحلي به الثوار أولا ثم التصميم والتماسك ثانيا هما اساس نجاح هذه الثورة العظيمة التي سوف تخلد نفسها في تاريخ الشعوب بأنها اول ثورة سلمية استطاعت ان تنزع حقوقها كاملة رغم أنف الجبناء الذين يشهرون سلاحهم علي الصدور العارية .. يا للعار ..

الآن نحن علي ثقة كبيرة وتأكد تام بأن فجر الخلاص لاح، وان شمس الحرية بدأ بزوغ شعاعها والشعب منتصر بإذن الله علي أعداء الحرية والسلام والعدالة .. ولا نامت أعين الجبناء ..

# الشعب اقوي اقوي والردة مستحيلة ??
# لا تفاوض، لا مساومة ولا شرعية ✌?

د. عبدالله سيدأحمد
abdallasudan@hotmail.com

/////////////////////////////

 

آراء