خيانة جبريل ومناوي!

 


 

د. زهير السراج
1 September, 2022

 

manazzeer@yahoo.com

* هل يقبل أهلنا في دارفور الذين عانوا ويلات حروب الإبادة والكراهية والقتل والحرق والطرد في العهد البائد، والتشرد في معسكرات النزوح واللجوء والمنافي، وفقدوا أعز ما يملكون في الدنيا من ولد ومال وارض ومستقبل، وما زالوا يتعرضون حتى اليوم للقتل والغدر والاعتداءات الوحشية، أن يُمثلهم بل يُمثِّل بهم ويُهين كرامتهم، قلة من الأبناء العاقين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا (مستخدَمين ) عند البرهان وحميدتي والسلطة الانقلابية، يصدرون إليهم الأوامر و يقتادونهم أينما ما يريدون لخدمة أغراضهم الدنيئة وحرمان السودان من الأمن والأمان والإستقرار والسلام والعدالة والحرية والدولة المدنية مقابل بعض المال وبضعة مناصب رسمية وهمية وزائفة لا تساوي ما يستحقه أهل دارفور من سلطة تناسب مقامهم وقدرهم وتضحياتهم وتاريخهم الكبير؟!

* هل فقد أهلنا في دارفور الملايين من الارواح الطاهرة وصبروا على المعاناة والعذاب كل تلك السنين الطويلة، ليصبح مناوي حاكما اسميا لدارفور، ويجلس جبريل إبراهيم وقلة من أبناء الإقليم على بضعة كراسي وزارية وهمية بدون اي سلطات حقيقية، ينفذون إرادة ووأوامر ورغبة البرهان وحميدتي والإنقلابيين الخونة الذين خانوا السودان ودرافور وأعادوهما مرة أخرى الى سنوات القتل والغدر والظلم واهانة كرامة الانسان والتمييز العنصري بين ابناء الوطن الواحد وغيرها من الجرائم التي ارتكبها النظام البائد وتجار الدين الذين ما وجدوا وسيلة لسفك الدماء وسرقة المال العام وإمتهان كرامة المواطنين إلا ولجأوا إليها، وعندما اسقطهم الشعب عادوا مرة اخرى بمعاونة وخيانة البرهان وحميدتي وبقية الخونة وبعض أبناء دارفور العاقين، لإكمال جرائمهم الدنيئة وحماية المجرمين الذين قتلوا الآباء والأبناء واغتصبوا النساء والفتيات والقاصرات، واهانوا الرجال وشردوا الآمنين من مساكنهم ومزارعهم وقراهم ليستولي عليها المجرمون الأغراب الذين أعانوهم على جرائمهم ومجازرهم ومحارقهم !

* أكبر دليل على خيانة الانقلابيين و(مناوي وجبريل) لضحايا الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي والجرائم المنافية للدين والانسانية التي شنها النظام البائد وتجار الدين على أهل دارفور، ولم يرحموا حتى الاطفال في بطون أمهاتهم فشقوها وقتلوهم، أنهم الان يوفرون الحماية لمرتكبي تلك الجرائم من المثول امام العدالة .. فهل يستحق من يفعل ذلك أن ينتمي لدارفور والسودان، دعك من ان يكون جالسا على كرسي سلطة ولو كان وهميا يخدع به نفسه والحاشية المنتفعة التي تحيط به، أم يُحرم من كل منصب ويُقدم الى محكمة عاجلة تعاقبه وتقتص منه وتجرده من الجنسية، فمن يحمي مجرما إرتكب كل تلك الجرائم البشعة لا يستحق الإنتماء للسودان والشعب السوداني !

* من المؤسف والمحزن أن يشارك بعض أبناء دارفور الذين إعتقدنا انهم مخلصون لأهل دارفور والسعى لتحقيق العدالة لهم، في المؤامرة القذرة للبرهان وحميدتي للإستيلاء على السلطة وإعاقة مسيرة التحول الديمقراطي وانطلاق السودان الى الامام، وحماية القتلة ومنع تحقيق العدالة لضحايا الابادة الجماعية والتطهير العرقي والقتل وسفك دماء الابرياء في دارفور وبقية انحاء البلاد، فهل يرضى أهل دارفور بذلك ؟!

* من يخن اهله فلا خير فيه لشعبه ووطنه.. ولا حتى لنفسه !

 

آراء