(التسويات) مقابل التنازلات
د. كمال الشريف
8 October, 2022
8 October, 2022
الاتجاه الخامس
العام ١٩٨٨ كتبنا عن كثير من الخلل في وزارة التجارة التي كان يتزعمها مبارك الفاضل واصبح الرجل وزيرا للداخلية وكانت اول اوامره اعتقالنا ونخن صحافين نكتب بشفافيه ووطنيه وحسن نيه لم نعرف وقتها ظرف الوزير ولاغداء الوكيل ولا سيارة المدير ولاسفريه السفير
كنا نكتب للبلد الاقوي في افريقيا البلد الانظف في صحافته وفي اناقة اعلامه وفي علمية تناول ساسته واهله لكل ارجاء الوطن واصدر الرجل امرا باعتقالنا بموجب (لائحة الطوارئ) بدون تهم ولكنها كما كانت (كعب داير ما بين كوبر ووسجون اخري) تابعت وقتها. محاكمات سدنه مايو وكان اشهرها علي المرحومين بهاء الدين محمد ادريس وعمر محمد الطيب وتابعت من داخل المعتقلات من كوبر للسلاح الطبي امر الرجلين بتواجدي المستمر معهم ومع من كان يتابع قضاياهم وعرفت وقتها ان اكبر التهم وجهت لعمر محمد الطيب
باستلامهم ٣٥ مليون دولار في قضايا مختلفه اشهرها (تهريب الفلاشا)
وان المال في احد البنوك الفرنسيه تصور ٣٥ مليون دولار فقط وليست مانسمعه اونعرفه اليوم اوماتم تداوله وقد بان منه ما بان واختفي ما اختفي من اموال ومن ذهب ومن جاه وجاءتني الاخبار فيما بعد بانه قد تمت التسويه مع عمر محمد الطيب واودع ١٥ مليون دولار في حساب حكومة السودان وتم اخلاء سبيله هذا ماحدثنا به صاحب صحيفة السياسه الاولي وقتها في صف الصحافه السودانيه وكان الرجل رحمة الله (خالد فرح) مميزا في حديثه عن قضايا تمس شرفاء من الجيش ومن السياسه امثال ابوالقاسم ابراهيم وخالد عباس وحتي عمر محمد الطيب كان يزور نسيبا له مريضا في السلاح الطبي ايام اعتقالنا الاخيره ونحن مرضي ، اذن هي تسوية مال وليست تسوية .سياسه او تسويات وطنيه
وجاءت بعد ذلك تسويات علي مستوي افريقي ولكنها كانت من اجل احياء موتي من قبورهم وتشيد نهضه علي شواهد قبورهم وكانت روندا بمذابحها وتصفيتها العرقيه ودمارها الذي يشبه يوم القيامة الا قليلا واقتلعت المذابح والاغتصابات والحريق انسانية العالم وليست سياسة العالم ولكنهم اهل البلد نفسهم عادت اليهم بلادهم بعد الجلوس وهم يضعون علي الموائد حق الشهداء والقتلي من كل الجوانب وكل الاعراق دون تميز لقبيله اولقريه اولجماعه ودون النظر في حق تقسيم للسلطه اوللثروة اواعادة المنهوب وماذا يكون منهوبا اكثر من قتل وحرق ملايين الناس من كل الاعراق ومن كل القبائل ومن كل الاعمار كانت تسويتهم باسم التسامح الوطني دون النظر لاتهام اوحتي لاسترداد حق بشري اوقصاص اوحق مادي بمعني النظر في السلطه والثروة وحق المفقودين والقتلي وبحثا لتوزيع مناصب .وقامت بلادهم عملاقه لانهم لم يقتسموا سلطه اوثروة ونحن نعكس كل معايير الوطنيه نسمي انفسنا بمسميات لتحرير السودان واخري لحق العداله والمساواه وثالثه لحق التغيير والتعديل ورابع لحق اقامة الدين كله ورابعه لحق اننا تحت التهميش واغلب الامر ان كل من يقود اتجاه لا يمتلك برنامجا لتسوية الامر الوطني وكل التسويات ماليا قبل ان تكن وطنيا ونحن نفقد سنويا اكثر من .٣٨ الف خريج جامعي يذهبون خارجا والعمل في مهن لاتعدو ان تكن تحت مسمي الصفر الوظيفي لتاهليهم الجامعي ونحن نفقد سنويا اكثر من ٢٢ الف خريح من طب وصيدله ونحن مستشفياتنا تجد في بعضها طبيب واحد مقابل ٥ الف مريض ونفقد سنويا اكثر ٤ مليار دولار نتيجة تلاعب في اوراق رسميه في كل معاملاتنا الحكوميه الخاصه بالاستيراد والتصدير ونفقد سنويا اكثر من ١٣ مليار دولار لكنوز تهرب من السودان من ذهب وحيوانات ويورانيوم ونحاس وكثير من الثروات القوميه حتي سلعنا التي كانت مدعومه ونفقد سنويا اكثر من ٢ مليار دولار نتيجة فساد وظيفي واداري من اعلي هرم السلطه الي اسفلها ونفقد ستويا لخزينة الدولار اكثر من ٢ مليار دولار بسبب التهرب من سداد رسوم حكوميه او التلاعب في تحصيلها ونفقد سنويا اكثر من ٢٩ الف امراءه نتجه خطا في الولاده اوناسورا بوليا واكثر من ١٢٢ الف طفل لسؤ التغذية وعدم وجود رعايا صحيه
ويزيد عدد اصابات السرطان بواقع ٥٥ الف اصابه سنويا المسجله فقط ومنهم ٤٠ الف لايجدون علاجا ويصبح عندنا اكثر من ٧ مليون متشرد كل ٦ اشهر ويزيد عدد المدنيين من الشباب بصورة مخيفه كل هذا واكثر حدث في دولة مقدار دخلها السنوي يزيد عن ٦٧ مليار دولار ونهبت منها خلال حكم ٣٠ عاما مايزيد عن ٣٠ مليار دولار ونعود للتسويه من اجل ان يكن لنا وطن كيف نسمح بان تعود البلاد الي قائمة الدول الاكثر فسادا واقل نموا واكثر فقرا واميه وامراضا
بان يعود مقابل تسوية اموال وسلطه نهبها وفشل فيها يعود هو ويديرها مرة اخري
هنا التسويه تتوقف كما توقفت ايام محاكمات سدنه ولصوص مايو وبكل الكبرياء الخاص بهم يغادرون البلاد خارجا وان بقي منهم احد بالداخل لزم بيته اومكتبه ولم يتحديء ويصرح ويصرخ معه اخرون من اجل العودة لادارة امة نهبت مواردها ونهبت كوادرها العلميه وضاعت هيبتها وسط اولادها ووسط الامم
كيف هذا اعتقد ان التسوية تبقي في حق ان يعود الحق لاصحابه
مالا
ونفوذا
واستحياء
بدون ان تقسم سلطة اوثروة وتبقي البلد لاصحابها النبلاء والعلماء والوطنيين
////////////////////
العام ١٩٨٨ كتبنا عن كثير من الخلل في وزارة التجارة التي كان يتزعمها مبارك الفاضل واصبح الرجل وزيرا للداخلية وكانت اول اوامره اعتقالنا ونخن صحافين نكتب بشفافيه ووطنيه وحسن نيه لم نعرف وقتها ظرف الوزير ولاغداء الوكيل ولا سيارة المدير ولاسفريه السفير
كنا نكتب للبلد الاقوي في افريقيا البلد الانظف في صحافته وفي اناقة اعلامه وفي علمية تناول ساسته واهله لكل ارجاء الوطن واصدر الرجل امرا باعتقالنا بموجب (لائحة الطوارئ) بدون تهم ولكنها كما كانت (كعب داير ما بين كوبر ووسجون اخري) تابعت وقتها. محاكمات سدنه مايو وكان اشهرها علي المرحومين بهاء الدين محمد ادريس وعمر محمد الطيب وتابعت من داخل المعتقلات من كوبر للسلاح الطبي امر الرجلين بتواجدي المستمر معهم ومع من كان يتابع قضاياهم وعرفت وقتها ان اكبر التهم وجهت لعمر محمد الطيب
باستلامهم ٣٥ مليون دولار في قضايا مختلفه اشهرها (تهريب الفلاشا)
وان المال في احد البنوك الفرنسيه تصور ٣٥ مليون دولار فقط وليست مانسمعه اونعرفه اليوم اوماتم تداوله وقد بان منه ما بان واختفي ما اختفي من اموال ومن ذهب ومن جاه وجاءتني الاخبار فيما بعد بانه قد تمت التسويه مع عمر محمد الطيب واودع ١٥ مليون دولار في حساب حكومة السودان وتم اخلاء سبيله هذا ماحدثنا به صاحب صحيفة السياسه الاولي وقتها في صف الصحافه السودانيه وكان الرجل رحمة الله (خالد فرح) مميزا في حديثه عن قضايا تمس شرفاء من الجيش ومن السياسه امثال ابوالقاسم ابراهيم وخالد عباس وحتي عمر محمد الطيب كان يزور نسيبا له مريضا في السلاح الطبي ايام اعتقالنا الاخيره ونحن مرضي ، اذن هي تسوية مال وليست تسوية .سياسه او تسويات وطنيه
وجاءت بعد ذلك تسويات علي مستوي افريقي ولكنها كانت من اجل احياء موتي من قبورهم وتشيد نهضه علي شواهد قبورهم وكانت روندا بمذابحها وتصفيتها العرقيه ودمارها الذي يشبه يوم القيامة الا قليلا واقتلعت المذابح والاغتصابات والحريق انسانية العالم وليست سياسة العالم ولكنهم اهل البلد نفسهم عادت اليهم بلادهم بعد الجلوس وهم يضعون علي الموائد حق الشهداء والقتلي من كل الجوانب وكل الاعراق دون تميز لقبيله اولقريه اولجماعه ودون النظر في حق تقسيم للسلطه اوللثروة اواعادة المنهوب وماذا يكون منهوبا اكثر من قتل وحرق ملايين الناس من كل الاعراق ومن كل القبائل ومن كل الاعمار كانت تسويتهم باسم التسامح الوطني دون النظر لاتهام اوحتي لاسترداد حق بشري اوقصاص اوحق مادي بمعني النظر في السلطه والثروة وحق المفقودين والقتلي وبحثا لتوزيع مناصب .وقامت بلادهم عملاقه لانهم لم يقتسموا سلطه اوثروة ونحن نعكس كل معايير الوطنيه نسمي انفسنا بمسميات لتحرير السودان واخري لحق العداله والمساواه وثالثه لحق التغيير والتعديل ورابع لحق اقامة الدين كله ورابعه لحق اننا تحت التهميش واغلب الامر ان كل من يقود اتجاه لا يمتلك برنامجا لتسوية الامر الوطني وكل التسويات ماليا قبل ان تكن وطنيا ونحن نفقد سنويا اكثر من .٣٨ الف خريج جامعي يذهبون خارجا والعمل في مهن لاتعدو ان تكن تحت مسمي الصفر الوظيفي لتاهليهم الجامعي ونحن نفقد سنويا اكثر من ٢٢ الف خريح من طب وصيدله ونحن مستشفياتنا تجد في بعضها طبيب واحد مقابل ٥ الف مريض ونفقد سنويا اكثر ٤ مليار دولار نتيجة تلاعب في اوراق رسميه في كل معاملاتنا الحكوميه الخاصه بالاستيراد والتصدير ونفقد سنويا اكثر من ١٣ مليار دولار لكنوز تهرب من السودان من ذهب وحيوانات ويورانيوم ونحاس وكثير من الثروات القوميه حتي سلعنا التي كانت مدعومه ونفقد سنويا اكثر من ٢ مليار دولار نتيجة فساد وظيفي واداري من اعلي هرم السلطه الي اسفلها ونفقد ستويا لخزينة الدولار اكثر من ٢ مليار دولار بسبب التهرب من سداد رسوم حكوميه او التلاعب في تحصيلها ونفقد سنويا اكثر من ٢٩ الف امراءه نتجه خطا في الولاده اوناسورا بوليا واكثر من ١٢٢ الف طفل لسؤ التغذية وعدم وجود رعايا صحيه
ويزيد عدد اصابات السرطان بواقع ٥٥ الف اصابه سنويا المسجله فقط ومنهم ٤٠ الف لايجدون علاجا ويصبح عندنا اكثر من ٧ مليون متشرد كل ٦ اشهر ويزيد عدد المدنيين من الشباب بصورة مخيفه كل هذا واكثر حدث في دولة مقدار دخلها السنوي يزيد عن ٦٧ مليار دولار ونهبت منها خلال حكم ٣٠ عاما مايزيد عن ٣٠ مليار دولار ونعود للتسويه من اجل ان يكن لنا وطن كيف نسمح بان تعود البلاد الي قائمة الدول الاكثر فسادا واقل نموا واكثر فقرا واميه وامراضا
بان يعود مقابل تسوية اموال وسلطه نهبها وفشل فيها يعود هو ويديرها مرة اخري
هنا التسويه تتوقف كما توقفت ايام محاكمات سدنه ولصوص مايو وبكل الكبرياء الخاص بهم يغادرون البلاد خارجا وان بقي منهم احد بالداخل لزم بيته اومكتبه ولم يتحديء ويصرح ويصرخ معه اخرون من اجل العودة لادارة امة نهبت مواردها ونهبت كوادرها العلميه وضاعت هيبتها وسط اولادها ووسط الامم
كيف هذا اعتقد ان التسوية تبقي في حق ان يعود الحق لاصحابه
مالا
ونفوذا
واستحياء
بدون ان تقسم سلطة اوثروة وتبقي البلد لاصحابها النبلاء والعلماء والوطنيين
////////////////////