احتمال انهيار وطن
فيصل بسمة
6 March, 2023
6 March, 2023
بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
الكثيرون يرددون:
(أن البلاد في منعطف خطير ، و مقبلة على أمر جلل ، و تبدو و كأنها تسير بخطى متسارعة نحو السقوط/الإنهيار/الهاوية)
و مثل هذه المقولات يتم ترديدها و تداولها كثيراً حتى أنها أصبحت لا تثير المشاعر أو القلق أو ربما حتى الإنتباه ، و ذلك على الرغم من أن المعطيات و الوقآئع و الشواهد تشير إلى أن هذه المقولات ما هي إلا إحدى السيناريوهات الحقيقية و القابلة للحدوث من حيث وجود كل المعطيات و العلامات الدالة عليها مثل:
- ولوغ العسكر العبثي في الحياة: السياسية و الإقتصادية و الدينية و الإجتماعية و الثقافية و الرياضية و الفنية
- ظن العسكريين بأنهم ، و بقوة السلاح ، الأجدر و الأوصيآء على جميع الشعوب
- تفاقم/تعاظم أمر المليشيات و أمرآء الحروب و ممارساتهم الهزلية للسياسة و تناولهم المخجل للأمر العام
- التناحر و التنافس و الغمز و اللمز و الطعن الدآئر بين العسكريين و قادة المليشيات و الحركات المتمردة
- كميات السلاح و أدوات الدمار المهولة المتداولة في البادية و الحضر و التي تفوق الخبز/النيات الحسنة في وفرتها
- إذكآء النيران إلى جانب المكآئد و الدسآئس التي يدبرها أفراد و أعوان نظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و سعيهم الدؤوب إلى العودة إلى سدة الحكم
- تصدر الأرزقية و الطفيلية السياسية و السواقط الحزبية و الفواقد التربوية المشهد السياسي و الأمر العام بكامله ، و تورم ذواتهم الغير منطقي حتى ظن بعضٌ/كثيرٌ من الفاعلين و المراقبين أنهم شحم!!!
- العبث و الفساد و اللامعقول و الهَردَبِيس الذي أصبح السمة المميزة للساحات: السياسية و التنفيذية و الإقتصادية
- تعاظم الإقتصاد الطفيلي
- اللامبالاة و تفزم قامات الرجال (من جنس الإناث و الذكور) ، و الأنفس التي صغرت حتى عجز القادرون عن التمام
- التدخل السافر للدول و الدوآئر الأجنبية في الشأن الداخلي للبلاد
و يعتقد كثيرون أن الإنهيار يكون جلياً و أكثر وضوحاً عندما يصير الوطن و همومه و الفعل قصيدة أو أغنية أو مقال أو صورة/لوحة تتناقلها أسافير الشبكة العنكبوتية بكثافة...
و يعتقد كثيرون أن الإنهيار يكون يقيناً عندما يقل الفعل و العمل و يطغى و يكثر و يتعاظم الحديث عن:
- التحسر على الماضي التليد و المجد العريق و الإنسان/الزول الفريد
- إستخدام المفردات من شاكلة: كان و سيكون و سوف و ليت و لعل و لو و (ح)
- الموارد و الثروات الهآئلة الغير مستثمرة أو المنهوبة
- التدخل الأجنبي و العمالة و رمي اللوم على الأجنبي الذي ما كان له أن ينهب و يسرق من غير العون و التسهيل الداخلي/المحلي
- الفرص الضآئعة و التباكي على ما حدث و ما يفترض له أن يكون
- أثر الإستلاب الأجنبي في الثقافة و الآداب و الفنون
- خجل الأفراد من ألوان سحناتها و منطوق و لحون ألسنتها
- الخطاب الجهوي/العنصري
و الأخير من أخطر مظاهر الإنهيار خصوصاً عندما يصدر من جماعات ”المثقفاتية“ و المتنفذين...
و قد بلغ الخطاب الجهوي/العنصري شأواً عظيماً مما أدى إلى تولد خصومات فاجرة و بغيضة تجاوزت مرحلة الصلح و الوفاق ، و خَلَّفَت ورآءها جروح عميقة و آثار مدمرة لا يمكن علاجها بالمقالات و القصآئد و الأغاني الوطنية و اللقآءات و الأحاديث و ورش العمل و مؤتمرات الحوار و جلسات الصلح و أحاديث المكاشفة و المراجعة و توقيع المواثيق و التفاهمات و إطلاق الإعلانات...
و قد أصبح الخطاب العنصري و الحديث عن التهميش و حتمية إعادة صياغة الدولة السودانية على أسس جديدة مدعاة للإسترزاق السياسي/الإقتصادي و مطية لإستنزاف المشاعر الوطنية بل و وسيلة للثرآء الحرام و مدعاة للسخرية و المسخرة...
و الغريب أن الكثيرين من عامة أهل البلاد يصنفون أنفسهم في جماعة اللاعنصريين ، لكن مرارة الأحاديث و الخطابات العنصرية الصادمة الصادرة من ”مثقفاتية“ و ”مستنيري“ أهل ”الهامش“ و بعض من قادة الحركات المتمردة المسلحة و الذين من دونهم تجعل الكثيرين من عامة أهل البلاد (الناس الساكت) يَشُكُّونَ في أنفسهم و في صدق دواخلهم و نواياهم ، مما يجعلهم ينتقلون بأنفسهم من حالة الشك إلى مرحلة الظن أو ربما ظن اليقين أو يقين اليقين بأنهم يمتلكون حقاً رقيق و زرآئب نخاسة من حيث لا يعلمون!!!...
الشاهد/الواقع أن البلاد و الدولة و في ظل تعنت و تمسك العسكر بالسلطة و تغلغلهم في أركان الدولة و المجتمع و إنتشار السلاح و تفشي الفساد و طغيان خطاب الكراهية و في غياب العقلآء و القيادات الوطنية الفاعلة/الحكيمة مقبلة لا محالة على الإنهيار و بخطى متسارعة ، و ربما تتشظى و تعود إلى دويلات صغيرة كما كانت على أيام السلطنات القديمة و الدويلات و غيرها...
و حينها تصبح البلاد من فصيلة جمهوريات الموز الضعيفة من غير ذات الشأن ، و التي لا حول لها و لا قوة...
دويلات تتنازعها و تتملكها و تديرها عصابات تأتمر بأمر دول الجوار و الإقليم و العالم العريض...
و عندها سوف تصبح/تظل الدويلات مصدراً دآئماً: لعدم الإستقرار و القلق العالمي و كذلك العبيد المقاتلين/المرتزقة و العمالة الرخيصة و الذهب و اليورانيوم و المعادن الثمينة و المراعي الطبيعية الغنية و منتجات بهيمة الأنعام ، ذلك إلى جانب أنها مساحة شاسعة متاحة من الأراضي العالية الخصوبة التي تنتج البهارات و الصمغ العربي و المنتجات الغذآئية الأخرى و كذلك العلف و البنقو (القنب الهندي) و ربما القات!!!...
و هنالك من يعتقد أن ما ذكر أعلاه تخاريف و فزاعات تبتغي بث روح التشآؤم و الخوف بين العالمين...
و هنالك من يظن يقيناً أنه لم يكن هنالك أصلاً وطن في المقام الأول حتى يخشى له من الإنهيار ، و أنما توجد تهيؤات و تفاعلات من شاكلة ما يسمى الحنين العارم إلى الأمكنة و الذكريات الجميلة ، و إلى وطنِ جدودٍ هو في أصله (هَردَبِيس) جغرافي/سياسي صاغه/صنعه المستعمر (المحتل) البريطاني على عجالة لخدمة مصالحه في المنطقة ، أو هو على أفضل الأحوال وهم/حلم جميل متصور و مرسوم في أحسن حال و أبهى صورة في خيال و أدمغة مثقفاتية مندمجين في تواصل إجتماعي في طبقات و حجرات و منتديات إفتراضية تضمها أسافير الشبكة العنكبوتية اللامتناهية...
الخلاصة:
تظل الحقيقة الثابتة و الواقع الماثل أن إحتمال إنهيار الدولة لن ينتفي إلا عندما يهجر العسكر و حملة السلاح و الأرزقية و الطفيلية السياسية و السواقط الحزبية و الفواقد التربوية التدخل في الشأن السياسي و بالصورة العبثية/الهزلية/المهزلية/اللامعقولة الماثلة أمام الأعين...
و (قَصرُو):
أن لا بد من أو يجب التفآؤل و البحث عن حلول...
لكن يجب الإدراك/الإتفاق أولاً على أن البحث/إيجاد الحلول لا يعنيان مطلقاً قبول الظلم أو السكوت عنه أو الخنوع للطغيان أو قبول الدنيئة...
و لا مناص/بد من إستمرار الثورة ، و من أن يظل أمل الشباب في دولة المدنية و القانون حقيقة قآئمة و قابلة للحدوث مهما طال الزمن ، و أن يعلم الثوار أن الطاغية جبان و دليل جبنه عنفه المفرط...
و أن لا بد من التغيير...
و يجب معرفة حقيقة أن حدوث التغيير يتطلب جهد و أناة و صبر و زمن...
و مع كل ذلك فيجب الإيمان بأن الثورة منتصرة و التغيير قادم لا محالة و في معيته الوعي...
و ختاماً:
فإن الحل في أن يرفع العسكر و المتعسكرون و أذنابهم من الطفيلية السياسية و الإنتهازية و الأرزقية و السواقط الحزبية و الفواقد التربوية أياديهم و تدخلاتهم في السياسة و أمور الحكم و الدولة في بلاد السودان ، طوعاً أو كرهاً ، حتى لا تنهار الدولة على رؤوس الجميع...
و حتى إذا ما إنتصرت ثورة الحرية و التغيير و كيما يقوى عودها و تبلغ أشدها فلابد من دولة المؤسسات و القانون ، دولة القانون التي تعاقب المذنب و المجرم و المفسد و المسيء...
إن سيادة القانون و المؤسسية كفيلتان بإبعاد الجماعات المذكورة أعلاه و جميع المفسدين من المشهد السياسي/الإقتصادي نهآئياً مما يفسح المجال لأبنآء السودان القادرين حتى يتقدموا الصفوف و ينجزوا...
و حتماً لن ينتصر الظلم و سوف يسود القانون و سوف تكون العدالة...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
الكثيرون يرددون:
(أن البلاد في منعطف خطير ، و مقبلة على أمر جلل ، و تبدو و كأنها تسير بخطى متسارعة نحو السقوط/الإنهيار/الهاوية)
و مثل هذه المقولات يتم ترديدها و تداولها كثيراً حتى أنها أصبحت لا تثير المشاعر أو القلق أو ربما حتى الإنتباه ، و ذلك على الرغم من أن المعطيات و الوقآئع و الشواهد تشير إلى أن هذه المقولات ما هي إلا إحدى السيناريوهات الحقيقية و القابلة للحدوث من حيث وجود كل المعطيات و العلامات الدالة عليها مثل:
- ولوغ العسكر العبثي في الحياة: السياسية و الإقتصادية و الدينية و الإجتماعية و الثقافية و الرياضية و الفنية
- ظن العسكريين بأنهم ، و بقوة السلاح ، الأجدر و الأوصيآء على جميع الشعوب
- تفاقم/تعاظم أمر المليشيات و أمرآء الحروب و ممارساتهم الهزلية للسياسة و تناولهم المخجل للأمر العام
- التناحر و التنافس و الغمز و اللمز و الطعن الدآئر بين العسكريين و قادة المليشيات و الحركات المتمردة
- كميات السلاح و أدوات الدمار المهولة المتداولة في البادية و الحضر و التي تفوق الخبز/النيات الحسنة في وفرتها
- إذكآء النيران إلى جانب المكآئد و الدسآئس التي يدبرها أفراد و أعوان نظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و سعيهم الدؤوب إلى العودة إلى سدة الحكم
- تصدر الأرزقية و الطفيلية السياسية و السواقط الحزبية و الفواقد التربوية المشهد السياسي و الأمر العام بكامله ، و تورم ذواتهم الغير منطقي حتى ظن بعضٌ/كثيرٌ من الفاعلين و المراقبين أنهم شحم!!!
- العبث و الفساد و اللامعقول و الهَردَبِيس الذي أصبح السمة المميزة للساحات: السياسية و التنفيذية و الإقتصادية
- تعاظم الإقتصاد الطفيلي
- اللامبالاة و تفزم قامات الرجال (من جنس الإناث و الذكور) ، و الأنفس التي صغرت حتى عجز القادرون عن التمام
- التدخل السافر للدول و الدوآئر الأجنبية في الشأن الداخلي للبلاد
و يعتقد كثيرون أن الإنهيار يكون جلياً و أكثر وضوحاً عندما يصير الوطن و همومه و الفعل قصيدة أو أغنية أو مقال أو صورة/لوحة تتناقلها أسافير الشبكة العنكبوتية بكثافة...
و يعتقد كثيرون أن الإنهيار يكون يقيناً عندما يقل الفعل و العمل و يطغى و يكثر و يتعاظم الحديث عن:
- التحسر على الماضي التليد و المجد العريق و الإنسان/الزول الفريد
- إستخدام المفردات من شاكلة: كان و سيكون و سوف و ليت و لعل و لو و (ح)
- الموارد و الثروات الهآئلة الغير مستثمرة أو المنهوبة
- التدخل الأجنبي و العمالة و رمي اللوم على الأجنبي الذي ما كان له أن ينهب و يسرق من غير العون و التسهيل الداخلي/المحلي
- الفرص الضآئعة و التباكي على ما حدث و ما يفترض له أن يكون
- أثر الإستلاب الأجنبي في الثقافة و الآداب و الفنون
- خجل الأفراد من ألوان سحناتها و منطوق و لحون ألسنتها
- الخطاب الجهوي/العنصري
و الأخير من أخطر مظاهر الإنهيار خصوصاً عندما يصدر من جماعات ”المثقفاتية“ و المتنفذين...
و قد بلغ الخطاب الجهوي/العنصري شأواً عظيماً مما أدى إلى تولد خصومات فاجرة و بغيضة تجاوزت مرحلة الصلح و الوفاق ، و خَلَّفَت ورآءها جروح عميقة و آثار مدمرة لا يمكن علاجها بالمقالات و القصآئد و الأغاني الوطنية و اللقآءات و الأحاديث و ورش العمل و مؤتمرات الحوار و جلسات الصلح و أحاديث المكاشفة و المراجعة و توقيع المواثيق و التفاهمات و إطلاق الإعلانات...
و قد أصبح الخطاب العنصري و الحديث عن التهميش و حتمية إعادة صياغة الدولة السودانية على أسس جديدة مدعاة للإسترزاق السياسي/الإقتصادي و مطية لإستنزاف المشاعر الوطنية بل و وسيلة للثرآء الحرام و مدعاة للسخرية و المسخرة...
و الغريب أن الكثيرين من عامة أهل البلاد يصنفون أنفسهم في جماعة اللاعنصريين ، لكن مرارة الأحاديث و الخطابات العنصرية الصادمة الصادرة من ”مثقفاتية“ و ”مستنيري“ أهل ”الهامش“ و بعض من قادة الحركات المتمردة المسلحة و الذين من دونهم تجعل الكثيرين من عامة أهل البلاد (الناس الساكت) يَشُكُّونَ في أنفسهم و في صدق دواخلهم و نواياهم ، مما يجعلهم ينتقلون بأنفسهم من حالة الشك إلى مرحلة الظن أو ربما ظن اليقين أو يقين اليقين بأنهم يمتلكون حقاً رقيق و زرآئب نخاسة من حيث لا يعلمون!!!...
الشاهد/الواقع أن البلاد و الدولة و في ظل تعنت و تمسك العسكر بالسلطة و تغلغلهم في أركان الدولة و المجتمع و إنتشار السلاح و تفشي الفساد و طغيان خطاب الكراهية و في غياب العقلآء و القيادات الوطنية الفاعلة/الحكيمة مقبلة لا محالة على الإنهيار و بخطى متسارعة ، و ربما تتشظى و تعود إلى دويلات صغيرة كما كانت على أيام السلطنات القديمة و الدويلات و غيرها...
و حينها تصبح البلاد من فصيلة جمهوريات الموز الضعيفة من غير ذات الشأن ، و التي لا حول لها و لا قوة...
دويلات تتنازعها و تتملكها و تديرها عصابات تأتمر بأمر دول الجوار و الإقليم و العالم العريض...
و عندها سوف تصبح/تظل الدويلات مصدراً دآئماً: لعدم الإستقرار و القلق العالمي و كذلك العبيد المقاتلين/المرتزقة و العمالة الرخيصة و الذهب و اليورانيوم و المعادن الثمينة و المراعي الطبيعية الغنية و منتجات بهيمة الأنعام ، ذلك إلى جانب أنها مساحة شاسعة متاحة من الأراضي العالية الخصوبة التي تنتج البهارات و الصمغ العربي و المنتجات الغذآئية الأخرى و كذلك العلف و البنقو (القنب الهندي) و ربما القات!!!...
و هنالك من يعتقد أن ما ذكر أعلاه تخاريف و فزاعات تبتغي بث روح التشآؤم و الخوف بين العالمين...
و هنالك من يظن يقيناً أنه لم يكن هنالك أصلاً وطن في المقام الأول حتى يخشى له من الإنهيار ، و أنما توجد تهيؤات و تفاعلات من شاكلة ما يسمى الحنين العارم إلى الأمكنة و الذكريات الجميلة ، و إلى وطنِ جدودٍ هو في أصله (هَردَبِيس) جغرافي/سياسي صاغه/صنعه المستعمر (المحتل) البريطاني على عجالة لخدمة مصالحه في المنطقة ، أو هو على أفضل الأحوال وهم/حلم جميل متصور و مرسوم في أحسن حال و أبهى صورة في خيال و أدمغة مثقفاتية مندمجين في تواصل إجتماعي في طبقات و حجرات و منتديات إفتراضية تضمها أسافير الشبكة العنكبوتية اللامتناهية...
الخلاصة:
تظل الحقيقة الثابتة و الواقع الماثل أن إحتمال إنهيار الدولة لن ينتفي إلا عندما يهجر العسكر و حملة السلاح و الأرزقية و الطفيلية السياسية و السواقط الحزبية و الفواقد التربوية التدخل في الشأن السياسي و بالصورة العبثية/الهزلية/المهزلية/اللامعقولة الماثلة أمام الأعين...
و (قَصرُو):
أن لا بد من أو يجب التفآؤل و البحث عن حلول...
لكن يجب الإدراك/الإتفاق أولاً على أن البحث/إيجاد الحلول لا يعنيان مطلقاً قبول الظلم أو السكوت عنه أو الخنوع للطغيان أو قبول الدنيئة...
و لا مناص/بد من إستمرار الثورة ، و من أن يظل أمل الشباب في دولة المدنية و القانون حقيقة قآئمة و قابلة للحدوث مهما طال الزمن ، و أن يعلم الثوار أن الطاغية جبان و دليل جبنه عنفه المفرط...
و أن لا بد من التغيير...
و يجب معرفة حقيقة أن حدوث التغيير يتطلب جهد و أناة و صبر و زمن...
و مع كل ذلك فيجب الإيمان بأن الثورة منتصرة و التغيير قادم لا محالة و في معيته الوعي...
و ختاماً:
فإن الحل في أن يرفع العسكر و المتعسكرون و أذنابهم من الطفيلية السياسية و الإنتهازية و الأرزقية و السواقط الحزبية و الفواقد التربوية أياديهم و تدخلاتهم في السياسة و أمور الحكم و الدولة في بلاد السودان ، طوعاً أو كرهاً ، حتى لا تنهار الدولة على رؤوس الجميع...
و حتى إذا ما إنتصرت ثورة الحرية و التغيير و كيما يقوى عودها و تبلغ أشدها فلابد من دولة المؤسسات و القانون ، دولة القانون التي تعاقب المذنب و المجرم و المفسد و المسيء...
إن سيادة القانون و المؤسسية كفيلتان بإبعاد الجماعات المذكورة أعلاه و جميع المفسدين من المشهد السياسي/الإقتصادي نهآئياً مما يفسح المجال لأبنآء السودان القادرين حتى يتقدموا الصفوف و ينجزوا...
و حتماً لن ينتصر الظلم و سوف يسود القانون و سوف تكون العدالة...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com