مباراة الهلال والأهلي والسقوط الأخلاقي
د. زاهد زيد
9 April, 2023
9 April, 2023
ما حدث في مباراة الهلال السوداني والأهلي المصري من هتافات منظمة ، منها ما هو عنصري ومنها ما هو سباب و شتيمة ، تناقلته كل وسائل التواصل الاجتماعي وبدأت نفوسنا كسودانيين تغلي غيظا وغضبا له ما يبرره .
وزاد من الغضب المحاولة البائسة للمسؤولين المصريين لتغبش الحقيقة والتنصل على الأقل من الاعتذار الذي يفرضه الذوق السليم والأخلاق الفاضلة .
فقد جاء – للأسف – بيان وزارة الداخلية المصرية لتنفي الواقعة تماما وتقول إن الفيديوهات المتداولة ما هي الا تلفيقات إخوانية لضرب العلاقة بين مصر والشقيقة السودان ، ويبدو لأول مرة امر براءة لإخوان لا تحتاج إلى دليل ، والوزارة وضعت نفسها في موقف أكثر من " بايخ " .
وذهب الإعلام المصري المأجور إلى تبرير آخر فبيان الوزارة لا يقنع طفلا ، فقالوا لم تهتف الجماهير بأي إساءة وإنما كانت تهتف وتقول " بالدم بالروح أفريقيا ما حتروح " لى الحقيقة واضح ، والعنجهية واضحة و استغفال الناس واضح .
ولو دققنا في الحدث ودرسناه بدقة ، دون الدخول في أي اسفاف ، فإن ما حدث كان تخطيطا متعمدا ليس في ذلك أدني شك ، تخطيط مخابراتي بإحكام ، وله أكثر من هدف .
الهدف الأول والأساس هو الانتصار وبأي ثمن ، هذا الانتصار في هذا الوقت بالتحديد مهم جدا ، لأن الحكومة المصرية تمر بأصعب مرحلة لم تشهدها مصر حتى أيام العدوان الثلاثي و هزيمة 1967م ، ضائقة معيشية وصلت حدا يمكن أن تنفجر فيه الاوضاع في اي لحظة ، وهذا الانتصار تنفيس نوعا ما لهذا الاحتقان ، بل حاولت الداخلية المصرية الصاق التهمة بالإخوان المسلمين وهذا دليل ليس بعده دليل على أن التخطيط كان على أعلى مستوى .
الوسيلة التي لجأ لها هؤلاء ليس بإعداد فريق و تهيئة الجماهير لفوز مشرف في كرة القدم ولكن باللجوء لكسر نفسيات الخصم و اللعب باعصابه وخلق توتر عام بقتل شخصيته بهذه الهتافات العنصرية و بالاهانة و السباب والشتم .
لقد كان جمهور الأهلي هو الأنسب ، فتاريخ هذا الجمهور معروف بميله للخروج عن الأدب وبالوقاحة وله أكثر من سابقة أدت لحوادث مؤسفة .
الوسيلة الجبانة التي استخدمتها جماهير الاهلي بتخطيط مخابراتي وسيلة جبانة ممكن جدا ان تؤتي ثمارها بأقل مجهود وهو تلك الحناجر الفاجرة التي لم تراع لا حرمة الشهر الفضيل ولا ما يتشدقون به من علاقة الإخوة وروابط الدم .
وسيلة رخيصة تماما ، والارخص منها هو عدم الحياء في تبرير ما حدث !
لا فائدة ترتجى من الشكوى لاتحاد الكرة الافريقي ، فهو و حكام أفريقيا لكرة القدم موضع شبهة كبير ، وما قاله لاعب ومدرب الزمالك والمنتخب المصري السابق فاروق جعفر عن طريقة كسب المبارات للمنتخبات المصرية يجعل مصادقية الاتحاد الافريقي وحكامة في مهب الريح .
وللأسف الشديد هذه الواقعة لن تقف هنا وستكون لها عواقب وخيمة على العلاقة بين البلدين ، التي هي أصلا لم تكن على ما يرام ، وستجبر كثيرا من القادة السياسيين ان لا يميلوا لاي تعامل مع المصريين وسيجد اي سياسي مصري نفسه في مأزق كبير اذا اسندت إليه أي مهمة في السودان .
الشباب الثائر في الخرطوم له قبل هذه الحادثة حساسية ضد اي دور مصري في السودان – ترس الشمال مجرد مثال فقط –
لا اريد ان اخوض فيما خاض فيه غيري من الرد للإساءة بمثلها ، ولن نخوض مع الخائضين في الإساءة لمصر ولا لشعبها ، ذلك لن يعالج ما انكسر بسبب غباء من خططوا له ، فهذه الإساءة العنصرية المرفوضة عالميا ستجد صداها في أفريقيا بشكل خاص ، وسيذوق الأهلي وجماهيرة مرارتها قريبا ، فأين سينافس الأهلي خارج قارة من أسماهم بالعبيد معهم وفي بلدانهم ؟
لم أر أغبى من هذا التصرف المشين والذي كما قلت سيكون له في النفوس أثر يصعب مسحه بسهولة .
zahidzaidd@hotmail.com
//////////////////////////
وزاد من الغضب المحاولة البائسة للمسؤولين المصريين لتغبش الحقيقة والتنصل على الأقل من الاعتذار الذي يفرضه الذوق السليم والأخلاق الفاضلة .
فقد جاء – للأسف – بيان وزارة الداخلية المصرية لتنفي الواقعة تماما وتقول إن الفيديوهات المتداولة ما هي الا تلفيقات إخوانية لضرب العلاقة بين مصر والشقيقة السودان ، ويبدو لأول مرة امر براءة لإخوان لا تحتاج إلى دليل ، والوزارة وضعت نفسها في موقف أكثر من " بايخ " .
وذهب الإعلام المصري المأجور إلى تبرير آخر فبيان الوزارة لا يقنع طفلا ، فقالوا لم تهتف الجماهير بأي إساءة وإنما كانت تهتف وتقول " بالدم بالروح أفريقيا ما حتروح " لى الحقيقة واضح ، والعنجهية واضحة و استغفال الناس واضح .
ولو دققنا في الحدث ودرسناه بدقة ، دون الدخول في أي اسفاف ، فإن ما حدث كان تخطيطا متعمدا ليس في ذلك أدني شك ، تخطيط مخابراتي بإحكام ، وله أكثر من هدف .
الهدف الأول والأساس هو الانتصار وبأي ثمن ، هذا الانتصار في هذا الوقت بالتحديد مهم جدا ، لأن الحكومة المصرية تمر بأصعب مرحلة لم تشهدها مصر حتى أيام العدوان الثلاثي و هزيمة 1967م ، ضائقة معيشية وصلت حدا يمكن أن تنفجر فيه الاوضاع في اي لحظة ، وهذا الانتصار تنفيس نوعا ما لهذا الاحتقان ، بل حاولت الداخلية المصرية الصاق التهمة بالإخوان المسلمين وهذا دليل ليس بعده دليل على أن التخطيط كان على أعلى مستوى .
الوسيلة التي لجأ لها هؤلاء ليس بإعداد فريق و تهيئة الجماهير لفوز مشرف في كرة القدم ولكن باللجوء لكسر نفسيات الخصم و اللعب باعصابه وخلق توتر عام بقتل شخصيته بهذه الهتافات العنصرية و بالاهانة و السباب والشتم .
لقد كان جمهور الأهلي هو الأنسب ، فتاريخ هذا الجمهور معروف بميله للخروج عن الأدب وبالوقاحة وله أكثر من سابقة أدت لحوادث مؤسفة .
الوسيلة الجبانة التي استخدمتها جماهير الاهلي بتخطيط مخابراتي وسيلة جبانة ممكن جدا ان تؤتي ثمارها بأقل مجهود وهو تلك الحناجر الفاجرة التي لم تراع لا حرمة الشهر الفضيل ولا ما يتشدقون به من علاقة الإخوة وروابط الدم .
وسيلة رخيصة تماما ، والارخص منها هو عدم الحياء في تبرير ما حدث !
لا فائدة ترتجى من الشكوى لاتحاد الكرة الافريقي ، فهو و حكام أفريقيا لكرة القدم موضع شبهة كبير ، وما قاله لاعب ومدرب الزمالك والمنتخب المصري السابق فاروق جعفر عن طريقة كسب المبارات للمنتخبات المصرية يجعل مصادقية الاتحاد الافريقي وحكامة في مهب الريح .
وللأسف الشديد هذه الواقعة لن تقف هنا وستكون لها عواقب وخيمة على العلاقة بين البلدين ، التي هي أصلا لم تكن على ما يرام ، وستجبر كثيرا من القادة السياسيين ان لا يميلوا لاي تعامل مع المصريين وسيجد اي سياسي مصري نفسه في مأزق كبير اذا اسندت إليه أي مهمة في السودان .
الشباب الثائر في الخرطوم له قبل هذه الحادثة حساسية ضد اي دور مصري في السودان – ترس الشمال مجرد مثال فقط –
لا اريد ان اخوض فيما خاض فيه غيري من الرد للإساءة بمثلها ، ولن نخوض مع الخائضين في الإساءة لمصر ولا لشعبها ، ذلك لن يعالج ما انكسر بسبب غباء من خططوا له ، فهذه الإساءة العنصرية المرفوضة عالميا ستجد صداها في أفريقيا بشكل خاص ، وسيذوق الأهلي وجماهيرة مرارتها قريبا ، فأين سينافس الأهلي خارج قارة من أسماهم بالعبيد معهم وفي بلدانهم ؟
لم أر أغبى من هذا التصرف المشين والذي كما قلت سيكون له في النفوس أثر يصعب مسحه بسهولة .
zahidzaidd@hotmail.com
//////////////////////////