لماذا يساوي الغرب وأمريكا بين الجيش والدعم السريع
د. زاهد زيد
4 June, 2023
4 June, 2023
اجتهد جهابذة مستشاري الدعم السريع في تلميعه واظهاره بمظهرين براقين ، الاول وهو انهم يحاربون الكيزان الذين يقودون الجيش ، وانهم بذلك ليس ضد الجيش ، ويحاولون في اعلامهم عكس هذه الصورة في اظهار حسن معاملتهم لمن وقع في اسرهم بعد ان غدروا بهم ، ويظنون انهم بذلك يضربون عصفورين بحجر واحد ، ذلك ان الكيزان مكروهين لكل سوداني ذاق ثلاثين عاما من حكمهم ، فيستميلون الناس بكرههم لهم ، ثم انهم يستميلون الجيش بانهم ليسوا ضده بل ضد قيادته التي وصفوها بكل النعوت القبيحة .
ودعونا نقف هنا قليلا لنسأل ( الدعم السريع ) ، عن اصلهم وفصلهم ومن اي رحم خرجوا هم ؟ وما الذي يجعل المواطن العادي ومنتسب الجيش يصدقهم ؟ بكل تأكيد ليس هناك أي دافع يجعل المواطن العادي ولا حتى فرد القوات المسلحة يصدق هذه الادعاءات الكاذبة ، فتاريخهم اسود من سواد الليل وسمعتهم كجنجويد تملأ أجواء دارفور وتلوث هواءها ، والدعم السريع شارك قيادة الجيش هذه في كل جرائمها من قتل المتظاهرين وقنصهم ، والمشاركة الميدانية في قتل الشباب أمام بوابات القيادة يوم العيد ، بل كانت قياداتهم على علم ومباركة ومشاركة في هذه المجزة البشعة .
فما الجديد لينقلب الدعم السريع من حليف لعدو يقف في صف الشعب ، وينادي بشعارات الثورة ؟ انها المصالح واللعب على العقول .
والثاني هو ادعاءاتهم المضللة بأنهم يسعون لعودة العملية السياسية ، وعودة الحكم المدني ، وهذا هدفه استمالة القيادات المدنية التي تتخوف من عودة الكيزان على ظهر الجيش ، ومغازلة للعالم الحر بأنهم ضد حكم العسكر ، ومع المدنية .
هذا الادعاء تكذبه كل افعالهم السالبة ، فحميدتي كان جزءا من المنظومة العسكرية سياسيا وهو الصوت الاعلى فيها ، بقوة السلاح ، الذي جعل اعناق اكنر الضباط تنحني لتحييه ، بل هو بجانب كونه نائب رئيس مجلس السيادة كان هو الموقع على كل الاتفاقيات مع المدنيين ومع الحركات المسلحة في اتفاق جوبا ، وحتى الإطاري .
لم نسمع له صوتا طيلة اربع سنوات ظل فيها حميدتي هو المتحدث باسمهم والموقع نيابة عنهم والحاضر في كل جلسة .
والغريب ان ينخدع سياسيون ومفكرون – كما يدعون – بهذا الغش وهذا الخداع ، ولايزال فريق منهم يحلم ان يحقق لهم الدعم السريع النصر او التوازن السياسي ليعودوا للصدارة من جديد ، وهم وخيال مريض .
يجب ان يدرك كل من وضع املا في الدعم السريع أنه قد خرج وللأبد من الحياة السياسية والعسكرية وطال الزمن او قصر ستنتهي الحرب ومعها احلام هؤلاء الحالمين .
ولكن السؤال هو لماذا تساوي دول غربية كثيرة وحتى امريكا بين الجيش والدعم السريع ؟ ولماذا تفرض امريكا عقوبات متساوية على الطرفين ؟
ربما يكون الظاهر من العملية ليس كباطنها ، نعم يتخوف الكثيرون من نصر للجيش يعود وعلى ظهره الإخوان المسلمون ، ومنهم أمريكا التي ترى أن دعم الجيش قد يصب في مصلحة الإخوان المسلمين ، وتعود الأمور إلى ما قبل 2019م . هذه حقيقة لكن هناك أمر آخر يجعل من امريكا ولمصلحة اوروبا تعامل الدعم السريع معاملة الند للجيش وهو خدمات الدعم السريع لهم التي تتمثل في وقف الهجرة عبر الصحراء للمهاجرين غير الشرعيين الذين اوقفتهم قوات الدعم السريع وقطعت عليهم الطريق لأوروبا ، وهي خدمة مدفوعة الثمن ، يسأل عن أموالها حميدتي والبشير .
لكن لا يمكن لامريكا ان تدعم وتساند الدعم السريع مساندة كاملة لانها ببساطة غير مرتاحة لنشاط شركاته وشراكتها مع روسيا التي تشتري الذهب منهم مما مكن روسيا من بناء احتياطي من الذهب امن لها امكانية الصمود في حربها ضد اوكرانيا التي هي في الحقيقة حرب ضد الولايات المتحدة .
لذا كانت شركات التعدين لحميدتي واسرته هي أولى الشركات التي طالتها العقوبات الأمريكية ، وكأنها كانت تبحث عن ذريعة لتعاقبها ، فوجدت ضالتها أخيرأ .
ولنعود لسؤال مهم ؟ ماذا لو انقلبت الموازين لصالح الدعم السريع ؟ وانتصر على الجيش ؟ هذا السؤال يمكن عكسه ايضا : ماذا لو انتصر الجيش ؟
الاجابة ليست طويلة وتتلخص في ان انتصار الدعم السريع هو الذهاب بالوطن للمجهول حرفيا . ليس هذا تخمينا ولا ضربا من الخيال ، ولكنه الحقيقة . أن يستلم الدعم السريع السلطة فكأنك سلمت بيتك وأهلك لجاهلين ورعاع ليديروه ويربوا أولادك ، فلا تظن أن من يخطط لحميدتي هو الذي سيحكم من ورائه ، وأن الدعم السريع سيكون حارسا للحكم المدني ، وينسحب من الحياة السياسية .
أما انتصار الجيش فنعرف مآلاته وهي وإن كانت كبيرة إلا أنها أقل فداحة من انتصار الدعم السريع ! والمتوقع هو انتصار الجيش وتصفية الدعم السريع وعودة الإخوان المسلمين من خلف البرهان ، هذا هو المتوقع .
وستصحب العودة حملة شعواء على المعارضين تماما مثلما حدث في اول الانقاذ ، لكن سيتحول الأمر في النهاية الى صراع بين البرهان و الإخوان المسلمين ، نفس الانقسام القديم الذي كان بين النميري والشيوعيين ، وبين البشير والترابي .
وهذا الصراع سينتهي بضرب طائفة من الإخوان المسلمين وبقاء اصحاب المصالح مع البرهان .
ونعود من جديد لنبدأ النضال ضد الدكتاتورية وحكم العسكر .
كأنك يا ابوزيد ما غزيت .
zahidzaidd@hotmail.com
ودعونا نقف هنا قليلا لنسأل ( الدعم السريع ) ، عن اصلهم وفصلهم ومن اي رحم خرجوا هم ؟ وما الذي يجعل المواطن العادي ومنتسب الجيش يصدقهم ؟ بكل تأكيد ليس هناك أي دافع يجعل المواطن العادي ولا حتى فرد القوات المسلحة يصدق هذه الادعاءات الكاذبة ، فتاريخهم اسود من سواد الليل وسمعتهم كجنجويد تملأ أجواء دارفور وتلوث هواءها ، والدعم السريع شارك قيادة الجيش هذه في كل جرائمها من قتل المتظاهرين وقنصهم ، والمشاركة الميدانية في قتل الشباب أمام بوابات القيادة يوم العيد ، بل كانت قياداتهم على علم ومباركة ومشاركة في هذه المجزة البشعة .
فما الجديد لينقلب الدعم السريع من حليف لعدو يقف في صف الشعب ، وينادي بشعارات الثورة ؟ انها المصالح واللعب على العقول .
والثاني هو ادعاءاتهم المضللة بأنهم يسعون لعودة العملية السياسية ، وعودة الحكم المدني ، وهذا هدفه استمالة القيادات المدنية التي تتخوف من عودة الكيزان على ظهر الجيش ، ومغازلة للعالم الحر بأنهم ضد حكم العسكر ، ومع المدنية .
هذا الادعاء تكذبه كل افعالهم السالبة ، فحميدتي كان جزءا من المنظومة العسكرية سياسيا وهو الصوت الاعلى فيها ، بقوة السلاح ، الذي جعل اعناق اكنر الضباط تنحني لتحييه ، بل هو بجانب كونه نائب رئيس مجلس السيادة كان هو الموقع على كل الاتفاقيات مع المدنيين ومع الحركات المسلحة في اتفاق جوبا ، وحتى الإطاري .
لم نسمع له صوتا طيلة اربع سنوات ظل فيها حميدتي هو المتحدث باسمهم والموقع نيابة عنهم والحاضر في كل جلسة .
والغريب ان ينخدع سياسيون ومفكرون – كما يدعون – بهذا الغش وهذا الخداع ، ولايزال فريق منهم يحلم ان يحقق لهم الدعم السريع النصر او التوازن السياسي ليعودوا للصدارة من جديد ، وهم وخيال مريض .
يجب ان يدرك كل من وضع املا في الدعم السريع أنه قد خرج وللأبد من الحياة السياسية والعسكرية وطال الزمن او قصر ستنتهي الحرب ومعها احلام هؤلاء الحالمين .
ولكن السؤال هو لماذا تساوي دول غربية كثيرة وحتى امريكا بين الجيش والدعم السريع ؟ ولماذا تفرض امريكا عقوبات متساوية على الطرفين ؟
ربما يكون الظاهر من العملية ليس كباطنها ، نعم يتخوف الكثيرون من نصر للجيش يعود وعلى ظهره الإخوان المسلمون ، ومنهم أمريكا التي ترى أن دعم الجيش قد يصب في مصلحة الإخوان المسلمين ، وتعود الأمور إلى ما قبل 2019م . هذه حقيقة لكن هناك أمر آخر يجعل من امريكا ولمصلحة اوروبا تعامل الدعم السريع معاملة الند للجيش وهو خدمات الدعم السريع لهم التي تتمثل في وقف الهجرة عبر الصحراء للمهاجرين غير الشرعيين الذين اوقفتهم قوات الدعم السريع وقطعت عليهم الطريق لأوروبا ، وهي خدمة مدفوعة الثمن ، يسأل عن أموالها حميدتي والبشير .
لكن لا يمكن لامريكا ان تدعم وتساند الدعم السريع مساندة كاملة لانها ببساطة غير مرتاحة لنشاط شركاته وشراكتها مع روسيا التي تشتري الذهب منهم مما مكن روسيا من بناء احتياطي من الذهب امن لها امكانية الصمود في حربها ضد اوكرانيا التي هي في الحقيقة حرب ضد الولايات المتحدة .
لذا كانت شركات التعدين لحميدتي واسرته هي أولى الشركات التي طالتها العقوبات الأمريكية ، وكأنها كانت تبحث عن ذريعة لتعاقبها ، فوجدت ضالتها أخيرأ .
ولنعود لسؤال مهم ؟ ماذا لو انقلبت الموازين لصالح الدعم السريع ؟ وانتصر على الجيش ؟ هذا السؤال يمكن عكسه ايضا : ماذا لو انتصر الجيش ؟
الاجابة ليست طويلة وتتلخص في ان انتصار الدعم السريع هو الذهاب بالوطن للمجهول حرفيا . ليس هذا تخمينا ولا ضربا من الخيال ، ولكنه الحقيقة . أن يستلم الدعم السريع السلطة فكأنك سلمت بيتك وأهلك لجاهلين ورعاع ليديروه ويربوا أولادك ، فلا تظن أن من يخطط لحميدتي هو الذي سيحكم من ورائه ، وأن الدعم السريع سيكون حارسا للحكم المدني ، وينسحب من الحياة السياسية .
أما انتصار الجيش فنعرف مآلاته وهي وإن كانت كبيرة إلا أنها أقل فداحة من انتصار الدعم السريع ! والمتوقع هو انتصار الجيش وتصفية الدعم السريع وعودة الإخوان المسلمين من خلف البرهان ، هذا هو المتوقع .
وستصحب العودة حملة شعواء على المعارضين تماما مثلما حدث في اول الانقاذ ، لكن سيتحول الأمر في النهاية الى صراع بين البرهان و الإخوان المسلمين ، نفس الانقسام القديم الذي كان بين النميري والشيوعيين ، وبين البشير والترابي .
وهذا الصراع سينتهي بضرب طائفة من الإخوان المسلمين وبقاء اصحاب المصالح مع البرهان .
ونعود من جديد لنبدأ النضال ضد الدكتاتورية وحكم العسكر .
كأنك يا ابوزيد ما غزيت .
zahidzaidd@hotmail.com