بين قحت والكيزان والخبراء الاستراتيجيين!

 


 

أحمد الملك
20 June, 2023

 

قحت لها اخطائها وأكبر تلك الأخطاء هو قبول الجلوس مع عسكر اللجنة الأمنية بعد مجزرة فض الاعتصام، والصمت على تجاوزات العسكر في بداية الشراكة معهم بعد توقيع الوثيقة الدستورية. لكن قحت لم تحمل السلاح ولم تسرق المال العام، بل أن لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو كانت تفكك في فساد النظام الاخواني ورغم أنها كانت في بدايات عملها، لكنها كشفت عن جرائم نهب واحتيال برعاية الدولة لم يشهد لها التاريخ مثيلا، وربما كان إيقاف اللجنة من عملها هو سبب التعجيل بانقلاب 25 أكتوبر، بل ودفع الكيزان للأحداث باتجاه الحرب حين شعروا ان الاتفاق الاطاري سيعيد اللجنة لتواصل عملها.
قحت كانت تجربة تحالف بين أحزاب سياسية، في وقت أحوج ما تكون فيه بلادنا لوحدة أبنائها وتنظيماتها السياسية لمواجهة مؤامرات النظام البائد ومحاولاته الدائبة لوأد الثورة والتجربة الديمقراطية في مهدها. إضافة للتحديات الكثيرة الأخرى التي تواجه البلاد في فترة ما بعد سقوط النظام الانقاذي الذي تخلت فيه الدولة عن دورها في دعم المواطن في بلد غالب أهله من الفقراء، وما ترتب على ذلك من تفاقم مشاكل الفقر والأمية والنزوح وغيرها من المشاكل.
ما عرف بالجبهة الإسلامية او المؤتمر الوطني او الحركة الإسلامية لم تكن سوى مؤامرة لتمزيق هذه البلاد، لم تشهد عقود الحكم الانقاذي الثلاثة أية جهد رسمي للقضاء على العنصرية واذابة الفوارق المصطنعة بين أبناء الوطن وتفكيك نظام القبيلة لصالح الوطن، ودمج كل المكونات في وحدة حقيقية يكون تنوع الثقافات داخل المجتمع فيها اثراء لها وليس باعثا على الفتن والتشرذم.
بالعكس سعى النظام الاسلاموي كل جهده لتمزيق النسيج الاجتماعي ونشر الفتن داخل المكونات القبلية، تسليح القبائل وانشاء الميلشيات، والحرب الدائرة الان ليست سوى نتيجة مباشرة للعب هؤلاء الاسلامويين بنار الفتن واذكاء الصراعات القبلية.
حين أعلن أحد مكونات العسكر انحيازه لتنفيذ الاتفاق الاطاري كان طبيعيا ان ترحب قحت بذلك من واقع حرصها على ذلك الاتفاق، ومن واقع علمها بتردد المكون العسكري في تنفيذ التزامه بالاتفاق بسبب الضغوط الهائلة من النظام البائد.
لا يعني ذلك أن قحت تواطأت مع أحد الأطراف لشن الحرب كما يزعم بذلك الكيزان، وهم من سعى في نشر الفتن ودق طبول الحرب وتولت مجموعاتهم داخل الجيش إشعال النار التي يكتوي بها الوطن وأهله.
حرب يخسر فيها الوطن، يموت فيها الأبرياء وتُدمّر البيوت والمستشفيات والمؤسسات العامة. ولا يكتفي الكيزان بذلك بل يريدون وصم كل رافض للحرب بالخيانة وموالاة الميلشيا التي أنشأوها بأنفسهم لقهر هذا الشعب وإرهابه.
قبل أيام أعلن أحد من يتم تقديمهم ك (خبراء استراتيجيين) ويزعم لنفسه رتبة الفريق ويغلب على معظم أحاديثه في الفضائيات الحقد الشديد على كل المدنيين خارج تنظيمه الكيزاني، أعلن أنّ قحت يجب ان تحاسب اسوة بمليشيا الدعم السريع لأنهم قاموا بالتحريض لشن الحرب! كلام لا قيمة له تكذبه وقائع سعي قحت الدائب لحقن الدماء لدرجة اتهامها بخيانة دماء الشهداء حين قبلت الجلوس مع عسكر اللجنة الأمنية.
ما تتعرض له قحت من محاولات التخوين يكشف أحد أهداف الحرب التي يقف الاسلامويون من خلفها، وهو محاولة التخلص من كل أعدائهم من العسكر والمدنيين وضمان عدم عودة الاتفاق الاطاري وما يستتبعه من احتمال المضي قدما نحو نظام ديمقراطي يقوم على قيم ثورة ديسمبر المجيدة من حرية وسلام، وعدالة تحاسب كل من افسد وتسبّب في الحرب والمحن التي يواجهها شعبنا منذ انقلاب يونيو 89 المشئوم وحتى هذه اللحظة.
#لا¬_للحرب

ortoot@gmail.com

 

آراء