ليس دفاعا عن الدعم السريع ولكن ردا على الإسلاميين الداعمين لاستمرار الحرب

 


 

 

ليس خافيا على السودانيين ان النظام البائد كان يقوم على فئة و جماعه و حزب واحد يتحكم في الدولة السودانية باعتراف الرئيس البشير و قيادات الصف الأول من الإسلاميين في التسريبات التي نشرتها قناة العربية عقب سقوط الإنقاذ وهذه الفئة كانت تحتضن عدة مليشيات في صفوفها من مجاهدين و دبابين و دفاع الشعبي وامن شعبي و كتائب ظل وشرطة الشعبية و خدمة الوطنية والتنظيمات سرية أخرى لا نعلمها وكانت كل هذه المليشيات ينفق عليها من خزينة الدولة و يعتمد تمويلها على الجبايات التي اثقل بها كاهل المواطن المعدم . وعندما احتدمت الصراعات داخل بيت الإسلاميين سعى كل طرف منهم لتفريخ مليشيات جديدة تدين بالولاء له ويضمن هو لها نصيبها من السلطة والثروة من حصة الوطن . فكون البشير قوات الدعم السريع التي تطورت من مليشيات الجنجويد في دارفور و كون الترابي حركة العدل والمساوة التي قامت أيضا على اكتاف الغاضبين من الإسلاميين من أبناء دارفور كل هذه الاجسام السرطانية كانت تعيش بيننا وتنتشر امام اعيننا في خط موازي للدولة وأجهزتها الأمنية دون ان نرى او نسمع هذه الأصوات التي تتعالى اليوم و تستنكر على المليشيا ان تحلم بان تحكم الدولة التي كانوا يحكمونها بالأمس .
اما الانتهاكات واغتصاب الحرائر و اقتحام بيوت المواطنين والسرقة والنهب و النزوح والتهجير فهذا شهدناه مسبقا ابان حكم الإسلاميين حيث ابيدت قرى و بلدات بأكملها في الجنوب و دارفور و كردفان و سبيت النساء و شاع ملك اليمين وكسر البيت في مناطق العمليات فكم من أطفال ولدو في مدن الجنوب و معسكرات دارفور لا يعرفون ابائهم وكم من صبايا تم اختطافهن من بيوتهن و جرهن إلى معسكرات الدعم السريع و ثكنات الجيش بالقوة و كم من الأسر التي أخرجت من بيوتها و اضطرت للعيش في معسكرات النزوح عشرات السنيين لا يعرف عن آلامها احد.
ولكن رغم المآسي و الجراح حين ما جنح المتقاتلين للسلام فرح اؤلائك الناس به وتناسوا جراح الماضي و الالام من اجل غد افضل . لذا حين يحاول نافخي الكير و دعاة الحرب طرح الأسئلة الخبيثة من شاكلة.. هل بعد هذا الخراب و الدمار يمكن أن نضع أيدينا في ايدي المليشيا ؟ بغرض اثارة الراي العام و قطع الطريق امام اي دعوات السلام..نقول لهم بمليء الفم نعم ....نعم يمكن ان نضع أيدينا في ايدي المليشيا اذا كان الثمن هو إيقاف الحرب واحلال السلام فالذي يحدث الان في الخرطوم ليس بأفظع مما حدث في الجنوب الحبيب لقد حاربنا فيه سنين وفقدنا فيه فلذات اكبادنا واحبابنا و الغالي والنفيس ولكن حين كانت المصلحة العامة هي إيقاف الحرب كما رأيناها نحن و صفقة لاستمرار الحكم كما راها الإسلاميين توافقت مصالحنا فسالمناهم و تعافينا معهم و رضينا بأن يذهبوا بنصف الوطن بطيب خاطر وتحملنا عبء ذلك من ظروف اقتصادية طاحنة فقط من أجل أن يتوقف الموت ويحقن الدم .... واليوم نحن على استعداد ان نفعل ذلك مرة أخرى.
و للذين يستنكرون عودة حميدتي نائبا للرئيس مرة أخرى نقول لهم لقد استقبلتم دكتور جون قرن - الذي كانت الة اعلامكم تلعنه في الراديو و التلفزيون والجرائد صباح و مساء - استقبال الفاتحين وجعلتموه نائبا اول للرئيس واتيتم بقيادات الحركة الشعبية وشاركتموهم في الحكم بعد حرب دامت ضدهم 20 عاما فلماذا اذا نستبعد نحن ان يعود الدعم السريع وقائده الى حضن الوطن و حربنا معه لم تكمل شهرها الخامس بعد .
ان الاستغفال والتضليل الذي يسعى اليه اعلام الإسلاميين بطمس الحقيقية و هو محاولة لجرنا لتبني مواقفنا بروح القطيع و التفكير بعقلية الانصرافي في بحثنا عن الإجابات للأسئلة الصعبة - بعد ان جففوا عند قصد مصادر المعلومات لدى الاعلام الرسمي كي تبقى الحقيقة ضائعة ومائعة – و نحن نعلم ان ذلك ليس سوى حلقة من حلقات .مسلسل طويل يسعى الى إعادة النسخة المعدلة من الإنقاذ لكن ام جركم ما بتأكل خريفين
يوسف عيسى عبدالكريم.

yousufeissa79@gmail.com

 

آراء