حرب داخل حرب: ازمة الجنينة المزمنة وروشتة منبر جدة
عبدالله رزق
3 November, 2023
3 November, 2023
في وقت هددت فيه قوات الدعم السريع الجنينة ،بعد استيلائها على نيالا ثم زالنجي ،في تصعيد تزامن مع استئناف محادثات جدة ،لاجل انهاء الحرب واستعادة مسار الانتقال الديموقراطي المدني،ما يعني ادراجها ضمن الازمة العامة،ليس من المتوقع
ان تؤدي اي اتفاقات لوقف اطلاق النار وانهاء العدائيات، تنتج من المفاوضات الجارية في جدة بين الدعم السريع والقوات المسلحة ،تلقائيا، الى وقف الحرب المزمنة، التي تجعل من الجنينية ،دار اندوكا، مسرحا لها. فلحرب الجنينة خصوصيتها، كازمة محلية ،تميزها عن الازمة العامة، الناشئة من حرب 15 ابريل.
فمنبر جدة ،معني بايقاف حرب 15 ابريل ،بين البرهان وحميدتي ،بينما تمتد جذور حرب الجنينية، الى ابعد من ذلك التاريخ، وحتى الى ماقبل الفترة الانتقالية.يمكن التقرير بان حرب الجنينة هي بقايا من حرب 2003 ،التي ابتدرتها حركة تحرير دارفور ،ما يعني ان حرب الجنينة بحاجة لمنبر خاص،ولحزمة حلول جذرية تتجاوز روشتة منبر جدة.
خلال السنوات الاربع الماضية،منذ معارك نهاية العام 2019 وحتى مقتل خميس ابكر في يونيو 2023، شهدت الجنينة ما لايقل عن اربع جولات من الاقتتال الاهلي.واستقبلت اكثر من وفد من الحكومة المركزية ، حيث زارها، ابتداء ، الدكتور عبدالله حمدوك ،رئيس الوزراء ،مطلع عام 2020 ،ضمن وفد كبير ،لتفقد الاوضاع وتهدئتها،واستعادة الامن والسلام. كما استقبلت في اوقات لاحقة ، وعلى وقع الاقتتال الاهلي، ايضا، مسؤولين كبار آخرين، آخرهم الجنرال عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي ،في ابريل 2022، حيث طرح خطة تتضمن خروج جميع المليشيات من المدينة ،وحفر خندق لمنع تسلل المقاتلين الاجانب.
تجدر بالملاحظة، ان اتفافات جوبا،التي وقعت عليها الحركات المسلحة ، وما رافقها من
تفاهمات،فوق وتحت التربيزة ، لم يكن لها اثر ملموس على الاوضاع في الاقليم، وفي الولاية على نحو خاص.مما يرجح الاستنتاج، بان تلك الاتفاقات والتفاهمات ،قد تنكبت الصراط المستقيم لمخاطبة جذور الازمة.
وبسبب الاحتقان المزمن، الذي يهدد التعايش السلمي بين مكونات الجنينية السكانية،ظل احتمال نشوب الاقتتال قائما ، في اي وقت ،ولاي سبب.
ففي احدى المرات ،نشب خلاف بين شابين ،قرب بائعة شاي، حول من يحصل اولا على طلبه من الشاي ، انتهى بقتل احدهما الاخر ، وفي مرة ثانية ، كان الخلاف والشجار، الذي انتهى- ايضا - بمقتل احد المتشاجرين الاثنين، حول ملكية شاحن موبايل ،وفق ما ورد في الصحف حينئذ.وفي الحالتين، تم استدراج قبائل المتشاحرين الى حلبة انتقام وثار واسعة.
تتميز حرب الجنينية، ببعدها الخارجي.ففي اكثر من مرة ،تمت الاشارة لمشاركة عرب من تشاد الى جانب عرب الجنينة في القتال القبلي الدائر.
وبفعل العسكرة المتزايدة للصراع في الولاية،نتيجة انتشار السلاح ،وقد كان للسلطات المحلية دور في ذلك ، وتوزع غالب المواطنين ،وفق خطوط التقسيم القبلي ،على الحركات ومليشياتها ،ما تجدر ملاحظته،ايضا،في هذا السياق ، ان الوالي السابق كان قائد مليشيا لها حضورها في خارطة الصراع،اصبح للاقتتال نتائج وخيمة انسانيا ،بدلالة محصلة القتل والتشريد والنزوح الداخلى والخارجي.
لكن تواتر جولات الاقتتال،الذي يخلو احيانا ، من مشاركة احد طرفي حرب 15 ابريل، اوكليهما، لم تمنع قيادات المجتمع المدني والاهلى،بالجنينة ،التي رفعت منذ وقت مبكر شعار:" الجنينة آمنة "، من مواصلة العمل على مبادراتها السلمية ،بالتوسط لوقف الاقتتال واستعادة التعايش السلمي بين مكونات المدينة والولاية.هذه القوى المدنية المناهضة للحرب جديرة بان يكون له دور في اي تسوية سلمية ناريخية للنزاع المتطاول.
ان تؤدي اي اتفاقات لوقف اطلاق النار وانهاء العدائيات، تنتج من المفاوضات الجارية في جدة بين الدعم السريع والقوات المسلحة ،تلقائيا، الى وقف الحرب المزمنة، التي تجعل من الجنينية ،دار اندوكا، مسرحا لها. فلحرب الجنينة خصوصيتها، كازمة محلية ،تميزها عن الازمة العامة، الناشئة من حرب 15 ابريل.
فمنبر جدة ،معني بايقاف حرب 15 ابريل ،بين البرهان وحميدتي ،بينما تمتد جذور حرب الجنينية، الى ابعد من ذلك التاريخ، وحتى الى ماقبل الفترة الانتقالية.يمكن التقرير بان حرب الجنينة هي بقايا من حرب 2003 ،التي ابتدرتها حركة تحرير دارفور ،ما يعني ان حرب الجنينة بحاجة لمنبر خاص،ولحزمة حلول جذرية تتجاوز روشتة منبر جدة.
خلال السنوات الاربع الماضية،منذ معارك نهاية العام 2019 وحتى مقتل خميس ابكر في يونيو 2023، شهدت الجنينة ما لايقل عن اربع جولات من الاقتتال الاهلي.واستقبلت اكثر من وفد من الحكومة المركزية ، حيث زارها، ابتداء ، الدكتور عبدالله حمدوك ،رئيس الوزراء ،مطلع عام 2020 ،ضمن وفد كبير ،لتفقد الاوضاع وتهدئتها،واستعادة الامن والسلام. كما استقبلت في اوقات لاحقة ، وعلى وقع الاقتتال الاهلي، ايضا، مسؤولين كبار آخرين، آخرهم الجنرال عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي ،في ابريل 2022، حيث طرح خطة تتضمن خروج جميع المليشيات من المدينة ،وحفر خندق لمنع تسلل المقاتلين الاجانب.
تجدر بالملاحظة، ان اتفافات جوبا،التي وقعت عليها الحركات المسلحة ، وما رافقها من
تفاهمات،فوق وتحت التربيزة ، لم يكن لها اثر ملموس على الاوضاع في الاقليم، وفي الولاية على نحو خاص.مما يرجح الاستنتاج، بان تلك الاتفاقات والتفاهمات ،قد تنكبت الصراط المستقيم لمخاطبة جذور الازمة.
وبسبب الاحتقان المزمن، الذي يهدد التعايش السلمي بين مكونات الجنينية السكانية،ظل احتمال نشوب الاقتتال قائما ، في اي وقت ،ولاي سبب.
ففي احدى المرات ،نشب خلاف بين شابين ،قرب بائعة شاي، حول من يحصل اولا على طلبه من الشاي ، انتهى بقتل احدهما الاخر ، وفي مرة ثانية ، كان الخلاف والشجار، الذي انتهى- ايضا - بمقتل احد المتشاجرين الاثنين، حول ملكية شاحن موبايل ،وفق ما ورد في الصحف حينئذ.وفي الحالتين، تم استدراج قبائل المتشاحرين الى حلبة انتقام وثار واسعة.
تتميز حرب الجنينية، ببعدها الخارجي.ففي اكثر من مرة ،تمت الاشارة لمشاركة عرب من تشاد الى جانب عرب الجنينة في القتال القبلي الدائر.
وبفعل العسكرة المتزايدة للصراع في الولاية،نتيجة انتشار السلاح ،وقد كان للسلطات المحلية دور في ذلك ، وتوزع غالب المواطنين ،وفق خطوط التقسيم القبلي ،على الحركات ومليشياتها ،ما تجدر ملاحظته،ايضا،في هذا السياق ، ان الوالي السابق كان قائد مليشيا لها حضورها في خارطة الصراع،اصبح للاقتتال نتائج وخيمة انسانيا ،بدلالة محصلة القتل والتشريد والنزوح الداخلى والخارجي.
لكن تواتر جولات الاقتتال،الذي يخلو احيانا ، من مشاركة احد طرفي حرب 15 ابريل، اوكليهما، لم تمنع قيادات المجتمع المدني والاهلى،بالجنينة ،التي رفعت منذ وقت مبكر شعار:" الجنينة آمنة "، من مواصلة العمل على مبادراتها السلمية ،بالتوسط لوقف الاقتتال واستعادة التعايش السلمي بين مكونات المدينة والولاية.هذه القوى المدنية المناهضة للحرب جديرة بان يكون له دور في اي تسوية سلمية ناريخية للنزاع المتطاول.