الشيخ يوسف الحبر نور الدائم

الشيخ يوسف الحبر نور الدائم حتي وبعد ان بلغ درجة الأستاذية كان يتعامل مع أستاذه العلامة عبدالله الطيب وكأنه تلميذ صغير وهذا سر عظمة ذاك الجيل من العلماء زانهم علم وأدب وفوق ذلك تواضع جم .

كنا علي موعد مع البروف طيب الذكر الشيخ الحبر يوسف نور الدائم كل اسبوعين في ندوة مكتبة الشيخ البشير الريح العريقة بالقرب من مجلس بلدي ام درمان ... بعنوان ثابت ( كونوا ربانيين ) ومواضيع عبارة عن باقة من الألوان والمحاضر بريشة فنان يرسم اجمل اللوحات وارقاها في مجالات العقيدة والآداب والذوق الرفيع والرقي والتحضر والإنسانية والرواد من مختلف الأشكال والاصناف منهم من بلغ أعلي مراتب العلم ومنهم من الذين لايكادون يفكون الخط وكلهم في حضرة هذا الجبل الموسوعي اذان صاغية لحديث يتدحر مثل اللالي والدرر بل مثل الحليب الصافي السايغ للشاربين.
محاضرة هي قمة السياحة في حدائق التدين ومدي تأثير هذا التدين الصحيح في السمو بالنفوس إلي مدارج عالية من الروحانية والصفاء ومثل قوس قزح تتحول الالوان في انسياب بديع مثل جريان النيل عند الاصيل في شهر الربيع وهنا الشعر العربي الأصيل يصل إلينا برنين معتق يكون متعة في السمع رغم الصعوبة الباينة في ألفاظه التي تستعصي علي الكثيرين ونجد العزاء في الصوت الجهوري الواضح المعالم والضحكة الصافية المصاحبة لشرح هذه الطلاسم كما كنا نسميها فهو مايسترو محترف لايريد لنا أن نخرج من وادي عبقر من غير حمص أو سمسمية ... وله حكايات مع الشعر الحديث والشعر السوداني بالذات والدوبيت والمديح واحيانا يدلف الدرب الي شعر الإنجليز فينقلب هذا الشيخ الي خواجة ( عديل ) كم سمعنا منه من عذوبة وهديل في أبيات سكسونية رأينا فيها الجمال والحلاوة ولم نري قوافي الخليل والموازين الدقيقة في نظم الاقدمين بالذات واللاحقين بمدارسهم المختلفة معتقين وحداثيين !!..
العلامة عبدالله الطيب كان له تلاميذ كثر اوفياء ظلوا يمشون علي طريق المحافظة والاهتمام الزائد بتدريس اللغة العربية في تجرد ونكران ذات ... نريد هذه المرة أن يبرز لنا تلاميذ الراحل المقيم الشيخ الحبر نور الدائم لنعرف المزيد مما خفي علينا من سيرته العطرة وخدمته للغة القرآن ، لغة أهل الجنة التي التحدث بها فضيلة وتعلمها واجب .
جزي الله سبحانه وتعالى كل من خدم العربية بكل حب وتفاني وعلي راس هؤلاء الفرسان كان الراحل المقيم الذي جاهد فيها كالابطال الاشاوس وأحبها من سويداء قلبه وقد ملكت عليه اقطار نفسه .
نسأل الله سبحانه وتعالى له الرحمة والمغفرة والرضوان و ( إنا لله و إنا إليه راجعون ) .

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم بمصر .

ghamedalneil@gmail.com