ما هى الخطوة القادمة لمصر في الترحيب بالسودانيين وقفل حتى مدارسهم ؟؟

 


 

شوقي بدري
8 July, 2024

 

في ديسمبر 1974 ذهبت لزيارة اخي كمال ابراهيم بدري المحاضر في عدة جامعات داخل وخارج السودان ،في منزله في العباسية الرائعة .وجدت معه شابا مصريا مهذبا وهما في حالة نقاش اجتماعي وعلمي وكمال يتعامل مالشاب المصري كأبنه ويشرح له الحياةومزالقها . الشاب كان في حالة استرخاء فهو من سكان المنزل. عرفني كمال بالشاب الذي كان والده خياطا في العمارة رقم 23 شارع رشدي باب اللوق القاهرة . بدأت الصلة بين كمال والخياط عندما اشتري كمال شقتين اثناء تحضيره للماجستير في الجامعة الامريكية القاهرة . قبلها عمل كمال كمدير لشركة رزاعية في السودان بمرتب وامتيازات ضخمة . قرر كمال ان يعود للتدريس بالرغم من المرتب الضعيف وصار محاضرا في معهد المعلمين العالي والذي صار جامعة .
الطالب المصري مع مجموعة كبيرة من الطلاب المصريين التحقوا بجامعة القاهرة فرع الخرطوم لمدة سنة واحدة حتى ينتقلوا الى الجامعة الام التي فشلوا في دخولها من البداية !! الصداقة التي ربطت كمال مع الخياط وصاحب الدكان وعو ض البواب اعطت الفرصة للخياط ان يرسل ابنه الى صديقه كمال بحكم الصداقة . الطالب صار عضوا في اسرتنا الكبيرة . اذكر اننا اصطحبناة لقضاء سهرة رأس السنة في احد اكبر ملاهي الخرطوم .
الكوز ابن عمتي النور على وزوج شقيقته الكوز الاكبر احمد عبد الرحمن وزير داخلية نميري لاكثر من عشرة سنوات ذهبوا لشقيقتي ومعهم فتاة عربية التحقت بجامعة الاحفاد كلية الطب وكانت تحتاج الى سكن في امدرمان بطريقة تضمن سلامتها من نفسها والآخرين . رحبت شقيقتي الهام بالفكرة كما رحبت بالفتاة . تطرق الكوزان كعادتم الى عملية الدفع وحجمها . الكوز عادة يحسب كل شئ بالفلوس والمكاسبار من رحم ربي . رفضت الاستاذة الهام قائلة ... تقعد معان وتأكل البناكلوا، لكن ما بنشيل قروش من طالب علم . رد احمد عبد الرحمن مستغربا .... انتو حكايتكم شنوا ، جمهوريين ؟ يا لها لشهادة رائعة من كوز في حق الجمهوريين . مكثت الطالبة ابنة الكوز العربي الى أن تخرجت كطبيبة .
هل كان في امكان كمال بدري ارسال ابنه عبد الكريم بدري للسكن عند صديقه الترزي في القاهرة حتى اذا كان يسكن في مسكن كبير ؟؟ هل كان في امكان احمد عبد الرحمن اوالنور على ارسال ابنة كوز سوداني للسكن والدراسة عند كوز عربي في وطنه ؟؟
لماذا وجدت بعثة تعليمية مصرية في السودان في المكان الاول ؟؟ السبب هو وجود اعداد هائلة من المصريين في السودان . في مدينة ملكال عاصمة اعالي النيل كانت هنالك اربعة احياء . من الشمال وبعد المطار كان هنالك حي الملكية ويليه حى الري المصري ومحاط باسلاك شائكة وبه مدارس ضخمة ملاعب كرة قدم سلة تنس الخ ومسطحات خضراء حدائق مكاتب مساكن جميلة . بعد الرى المصري هنالك حى الجلابة واغلب سكانه من التجار . الحى الأكبر هو المديرية الذي يشمل كل الموظفين في عاصمة اعالي النيل التي هى الاصغر من بحر الغزال والاستوائية ، الا أن اعالي النيل اكبر من كل جمهورية غانا .
اشتعلت الحرب الدائرة اليوم في السودان بواسطة حكومة السيسي الذي تستعبد الشعب المصري . لقد اندفعت اعداد مهولة من المصريين انصاف المصريين و،، تلات اربع ،،مصريين نحو بلدهم . عندما تدفق البترول السوداني وصار العامل المصري يقبض ما يعادل 500 او 600 دولار في السودان امتلأ السودان بالمصريين مصار المصري مغترب بدون كفيل او صاحب عقال . وطبقت اتفاقية الحريات الاربعة ..... اين ذهبت هذه الاتفاقية ؟؟
في مايو 1958 اخذت الباخرة وكنت اقتسم القمرة مع الاخ الشاب عبد الحفيظ التاجر في تونجا في طريقنا الى كوستي ثم الخرطوم . كان اغلب الركاب في الدرجة الاولى والثانية من المصريين في طريقهم الى مصر . كان بينهم الكثير من النساء والتلاميذ . المصريون كانوا اغلبية الموظفين في البريد السوداني . الشوام لعشرات السنين كانوا يسيطرون على الوظائف المهمة في مشروع الجزيرة كما تفوقوا على المصريين في التجارة الصناعة الخفيفة المطاعم المقاهي الفاخرة الخ .
المدارس المصرية في بورسودان عطبرة شجرة محو بيك او شجرة غردون حيث رئاسة الري المصري كانت ترفع العلم المصري ويبدأ اليوم الدراسي بتحية العلم المصري كما في كل المدارس المصرية ونشيد العلم المصري ، وهذا يشمل الطلاب السودانيين الى أن احتج كمال ابراهيم بدري الذي كان يعمل مدرسا في مدرسة الشجرة الثانوية ولانه كان يحب العمل في الريف وسكن في الشجرة . حدثت مواجهة بين كمال وناظر المدرسة المصري لأن كمال اعترض على تحية العمل المصري بعد ان انزل العلم البريطاني والعلم المصري ورفع العلم السوداني الذي غيرشكله ليكون عربيا كما غير رمز الكركدن اكبر عميل لمصر جعفر النميري . قام كمال بالاستقالة من وظيفته بالرغم من انه كان يحس بالتعاطف مع مصر لانه درس فيها ، الا ان العلم المصري لا مكان له في السودان .
انتهى الامر بجعفر ود آمنة بتسليم كل التعليم السوداني لمصر لدرجة أن المقررات من بخت الرضا كان يدرسها الطلاب في اليمن الجنوبي اريتريا الصومال الخ . في زمن انحطاط نميري صارت الكتب السودانية تطبع في مصر . حتى الكراسات الطباشير واغلب معدات التعليم تأتي من مصر وندفع اثمانها التي تقررها مصر.بالرغم من ان كل هذه المواد كانت تصنع محليا في المخازن والمهمات الخرطوم بحري .
هنالك قصة اللوري الذي بسبب اهمال السائق انقلب اللوري ومات البعض في غرب السودان . تلقى احد الركاب رشوة وشهد في المحكمة ان السبب هو جداد الوادي الذي طارفجأة وضرب زجاج اللوري والسائق عن طريق الفتحات الجانبية . كان القاضي تفتيحة وطلب من الشاهد الانصاري ان يقسم بالمهدي بدلا عن القرآن تغيرت الشهادة الى السرعة واهمال السائق قال ... عمود تلغراف واحد تشيفي وواحد ما تشيفي جداد وادي ما غلطان غلطان السواق . جوجلانا جوجلانا وفي الوادي كبانا ..... يا اهلى الكرام جداد و ما خلطان خلطان حكام السودان البدوا مصر الحق في استعمار السودان .
الاخوة آرتين مظلميان ، قاري وشقيقتهم ابناء مظلوميان مع ابناء خالتهم الخالة اوجين كوركجيان استفان شوشيق اناهيد وشوشيق وهنازان كانوا يسكنون في زمن الطفولة الباكر كجيران لنا في حي الملازمين. لم تكن لهم سيارة او منزل ضخم مثلنا لم نفكر في انهم مسيحيون ووالدتهم تعمل كخياطة والرجال يعملون بعيدا في احراش الحواتة شرق السودان . الا اننا صرنا اخوة . ويأتي البص ليأخذهم الى المدرسة الارمنية في الخرطوم . كان للاقباط مدرسة التقدم في المسالمة . احد المدرسين في هذه المدرسة كان العم عوض عمر الامام وابن امام جامع امدرمان الاول. العم عوض عمر كان عنوانا للدين الاسلامي في السودان لانه اول من رتل القرآن في الاذاعة السودانية ولا تزال تسجيلاته متداولة . ابناء عوض عمر ومنهم يوسف ومحمد كانوا يدرسون في مدرسة المسيحيين التقدم . والعم عمر توسط لاطفال منطقة الهجرة الركابية للالتحاق بمدرسة التقدم . مدرسة اليونتى البريطانية كانت تعمل حتى في زمن الكيزان الاغبر منها تخرج الكثير من فتيات الخرطوم . المدارس الهندية تواجدت في السودان احدها كانت في غرب الملازمين .
مدارس الارسالية الامريكية كانت بالقرب من مستشفى امدرمان التعليمي الذي صار انقاضا اليوم .وكانت لارسالية مستشفي صار مستشفى التجاني الماحي . درست مع شقيقي الشنقيطي في مدرسة الارسالية الامريكية كانت لهاداخلية يسكنها بعض الطلاب من اسرفقيرة او ظروفغير سهلة .كانت للارسالية مدرسة ثانوية تجارية خرجت الكثير من موظفي البنوك الشركات منهم اخي الحبيب اجوت الونج اكول زميل مدرسة ملكال . درس شقيقاتي في المدرسة الارسالية كذلك . للايطاليين كانت مدرسة كمبوني في الخرطوم وبورسودان وربما اماكن اخرى مثل الجنوب. من مدرسة ،،القديس كمبوني ،،تخرج الصادق المهدي . كان يسكن في الداخلية وفي الطابق الثاني في غرفة بها بلكونة .
المصريون وجدوا حرية لم يجدوها في بلدهم . في كل مدينة كبيرة خاصة في رمضان كان يأتي مقرئ مصري ويعود محملا بالهدايا والمال , المدرسون المصريون كانوا يعملون في المدارس السودانية الثانوية ، خاصة المدارس الاهلية , كانوا يجدون الاحترام والمرتب الشحمان الذي يصل الى 60 جنيه مع السكن وبدلا عن ال20 جنيه مصري في احسن الظروف في مصر . بعضهم عمل في مدرسة الاحفاد الثانوية . وناظر مدرسة الاحفاد الثانوية للبنات المقابلة للمجلس البلدي ، كان مصريا ومعه بعض المدرسين المصريين .
بعد ان انتهيت من المدرسة الثانوية بدأت في كتابة رواية الحنق . اردت ان اتعلم الكتابة على الآلة الكاتبة . اكبر معهد في امدرمان وقتها لتعليم الآلة الكاتبة ، كان يشارك نادي التجار السوداني في شارع الموردة ليس بعيدا عن مدرسة امدرمان او الكلية . صاحب المعهد كان مصريا ومعه مدرسة ومساعد من شمال الوادي .
بسب مشاكل الكيزان وتضييقهم على السودانيين خاصة المغتربين او المهاجرين ،ذهب الكثير منهم الى مصر التي كانت ترحب بهم وبدولاراتهم. قام الكثر من اسرة بدري ومن تقاعدوا لهم معاش جيد من الحكمومة البريطانية او الاوربية ، بشراء فلل وشقق في الرحاب وغير الرحاب . بما أن آل بدري يعشقون مهنة التعليم والكثير منهم يحمل درجة الدكتوراة لدرجة انني اضطر دائما لتذكير الناس بأنني لسن بدكتور . ما أن يسمعوا باسم بدري اصير دكتورا وكأن آل بدري يولدون بهذه الشهادة .
قرر بعض أل بدري المقيمين في مصر انشاء معهد لتعليم اللغة الانجليزية . بعضهم ولد في بريطانيا او ذهب اليها وهو طفل . منهم الطبيب المهندس والمدرس الخ . بدأت الفكرة جيدة وستملأ حياة اصحاب الشهادات والمعاشات . تبنت الفكرة الاستاذة التي اسست مدرسة للاساس وكانت الطالبة الاولي للشهادة من مدرسة الاحفاد وهى ادارية متمرسة . كانت تعلم الاطفال ركوب الخيل السباحة الرياضة المسرح الخ .
الفكرة كانت جميلة لانها تتيح للسودانيين في المكان الاول اتقان اللغة الانجليزية التي حاربتها الانقاذ لتحد من انطلاق الانسان السوداني . فنحن اتينا الى اوربا وكنا نخاطب الجميع بلغة انجليزية ،، معقولة ،، نعبر عن رغباتنا نناقش السياسة التاريخ الاقتصاد الخ . والمعهد كان سيكون مفيدا حتى للمصريين فلن يجدوا معهدا في مصرمدرسيه من حملة الدكتوراة او ولدوا وترعرعوا في بريطانيا . الغريبة ان احد افراد هذه الاسرة وهو شاب يحاض في الادب الانجليزي في الجامعة المصرية في القاهرة بدون مشكلة .
ذهبت السيدة لتحصل على رخصة معهد لتعليم اللغة الانجليزية في القاهرة ، وليس الجاسوسية غسيل الاموال او النشل الذي صارت له مدارس في المحروسة ام الدونيا . تكفل سائق الليموزي الذي صار تلك الاسرة من اكبر زبائنه بايصال السيدة بمحامي جيد متخصص في الرخص العقودات الخ . بدأ النقاش جيدا الى ان طرح المحامي وضع المدرسين!! وعندما كان الجوان ... انحنا المدرسين وحندرس الطلاب . انتفض المحامي وبكل بجاحة قال .... بس يا مدام عيب سودانيين يدرسوا مصريين !! مش معقول دي حاجة مش مقبولة . وانضم سائق الليموزين للدفاع عن الشرف المصري الذس سيهدر بواسطة البرابرة . واظنه ردد لنفسه البيت الذي قاله المتنبي
لن يسلم الشرف الرفيع من الاذى حتى يراق على جوانبه الدم .
أو ..... لن يسلم الشرف المصري اذا كان المدرس بربري.....
كان واضحا ان الاسرة لن تجد غير التعنت والمعاكسات ، فنفضوا أيديهم عن المشروع .
في هذه اللحظة اعرف سودانيين قد اشتروا فللا وشقا وبعضهم قد امتلك شركات وله موظفين مصريين وعمال لاكثر من عقدين ولم يسمح لهم بالرجوع الى املاكهم في مصر بعد الاجازة . لا دخل لهم بالسياسة او غير السياسة . فقط حكمت مع مسؤول في الامن وربما بطريقة عشوائية مضايقة بعض البرابرة . لقد دفع الآلاف بين 1400 الى 1600 دولار ليسمح لهم بدخول مصر . بعضهم لا يزال يمتلك اقامة صالحة في مصر . قالوا لهم الموضوع محتاج موافقة الامن . نفس الامن الذي اعطاهم الاقامة التي لاتزال صالحة . سلم لي على الحريات الاربعة التي تطبق على المصريين ويحرم منها السودانيين . الغلط ليس غلط مصر الامارات السعودية اوة جزر المالديف المشكلة في الحكومات السودانية .
الى اليوم مصر لم ولن تعترف بالسودان كدولة ذات سيادة ، والا لكان هنالك تمثيل دبلوماسي بين البلدين . مصر لم ترسل ابدا دبلوماسيين الى السودان . كيف ترسل دبلوماسيين الى بلد انت لا تعترف بسيادته على ارضه . كل من ترسلهم مصر ال ى السودان المديرية المصرية الجنوبية هم رجال مخابرات .المصريين يعترفون بهذا ، مثل اعترافهم في الكتب الصحف والتلفاز هى انهم بواسكطة صلاح سالم قد اشترت النواب والناخبين وتنصيب ازهري علر رأس الحكومة الانتقالية . واليوم صار السودان مستعمرة مصرية كاملة الدسم وقد ظهر هذا الدسم على الاقتصاد المصري . وزير الصناعة المصري احمد سمير صرح بأن مصر بسبب الحرب في السودان قد خسرت 46 بليون دولار في ظرف 6 اشهر بسب توقف تدفق المواد الخام من المستعمرة المصرية .
قبل 26 سنة كتبت عن سيطرة المخابرات المصرية على السودان خاصة في زمن النميري عميلمصر الاول .
اقتباس
كل الجيوش لم تكن تتحرك بدون الاستخبارات . طارق ين زياد قبل أن يهاجم الاندلس ارسل جواسيسه . وعرف أن الاندلسيين يسترخون في فترة شهر رمضان لأن البربر أو الامازيق يكونون صائمين ولن يهاجموهم ولهذا هاجم البربرالاندلس في شهر رمضان . والسادات هاجم خط بارليف في يوم كبور وهم اكبر اعياد اليهود .
المسكوت عنه فى 19 يوليو مكتبه شوقى بدرى ...قبل عقدين . .
((( بخصوص المخابرات المصريه ليس هذا هوس من جانبي. في سنة 1988 وعندما ساءت العلاقات بين السودان ومصر ذهبت لمكتب الخطوط الجويه المصريه للحصول على حجز وتذكرتي كانت على الخطوط المصريه اشتريتها من كوبنهاجن فطالبوني بيفيزا لدخول اسكندنافيا وكان وقتها مكتب الخطوط المصريه يمر يأصلاحات وهم يعملون من داخل النادي العربي بشارع القصر. فأبرزت لهم جوازي السويدي ولكنهم اصروا على حصولي على فيزة دخول في جوازي السوداني. وكان يصحبني صلاح عبدالفتاح .والده كان يعمل في هيئة تسويق الأقطان السودانيه . ويرافقنا احد اقاربهم المحس واسمه عبد العزيز ولم اكن قد قابلته من قبل ويبدو بسيطا متواضعا فذهبنا الى مكتب مدير الخطوط المصريه في عمارة أبو العلا الذي قابلنا بفظاظه " تعمل اللي طلبوه منك والا تضرب براسك في الحيط" ثم اغلق الباب فوقفت محتارا فقال لي الأخ عبدالعزيز "يلا على السفاره المصريه وانا احل ليك المشكله دي" فشخطت فيه غاضبا مدفوعا بأخفاقي وغيظي وقلت له " اعمل ايه في السفاره المصريه انا عاوز فيزه؟ انت ما بتفهم؟"
فضحك عبدالعزيز ببساطه " الكان بيتكلم معاك دا عقيد في المخابرات المصريه وفي واحد زيه على راس البعثه التعليميه المصريه وواحد في الري المصري ورئيس ديل القنصل المصري وانا ضابط امن مسئول من امن السفارات" وعندما وصلنا السفاره المصريه تغيرت شخصية عبدالعزيز وتنمر وهب البواب واقفا لتحيته وعندما وصلنا الطابق الثاني في بهو فسيح بعدة ابواب طرقع بأصبعه وقال للمراسله" نادي محمد" وخرج القنصل مرحبا وعندما شرح له عبدالعزيز الامر قال القنصل محمد" دول ناس ما بيفهموش هو احنا لاقين ناس زيك بشياكه والاناقه دي و جواز سويدي" وكتب علي ورقه" الأخ حسين ارجو اعطاء الاخ شوقي اوكيه وبلاش مضايقة للخلق" فاعترضت انا على جملة مضايقة الخلق وقلت اريد حل المشكله بدون مضايقات ولكن القنصل اصر اخذها بتلك الطريقه. وبالرغم من اصراري الا ان القنصل الح ان اخذها كما هي وعندما لم اقبل قام بشطب الجمله بطريقه لا تزال مقروءه.
وبدأ القنصل ملاطفة عبدالعزيز تحسرعلى عدم رؤيته والسهر والخ... وسأله عبدالعزيز" انت يا محمد لسع بتبيعو سجاير؟" فقال القنصل" سجاير ايه مانت عارف ما احنا اخوات وما فيش مشاكل" وخارج السفاره سألت عبدالعزيز عن موضوع السجاير. فقال" ما اصلو النميري فتح البلد للمخابرات المصريه وكانوا شغاليين عالمفتوح . قبل مده لقيت واحد مصري بيبيع سجاير بالحبه في شارع القصر زي كانو مصر مافيها مدخنين وضربته كف على قفاهو وجريته على القنصل وقلت ليه أي زول ممكن يعرف انه دا مخابرات مصريه"

في مايو 1995 شاهدت الاخ عبدالعزيز في التلفزيون المصري يتحدث عن بيوت الاشباح ومعسكرات تدريب الارهابيين بعد محاولة اغتيال حسني مبارك

عن طريق مداخله الاخ ترهاقا عرفت ان عبد العزيز جعفر , هو ابن اخ البروفسور عمر محمد عثمان عميد فى جامعه الخرطوم فى السبعينات .
والاخ عبد العزيز جعفر تعرض لتعذيب بشع فى بيوت الاشباح فى بدايه الانقاذ واتهموه بالعماله لمصر . والآن اهل الانقاذ يذهبون الى مصر اكثر من السوق العربى.
من المحن المصرية أن مصر قد حاربت المدارس المصرية وقامت بقفل بعض المدارس السودانية التي اسست قبل عقود وتمتلك رخصا سارية .
التاج البريطاني وعلى يد ولى العرش الانجليزي يقلد الاستاذ السوداني احمد بدري احد اعلى الاوسمة البريطانية ام او بي ، لتأسيسه المدرسة السودانية في لندن ، ولنشاطه في العمل الاجتماعي التطوعي . قبل ايام دشن احمد بدري كتابه ،،بيت السودان ،، الذي كان احد 40 مبنى يمتلكه الشعب السوداني في احسن المواقع في لندن ، قامت الانقاذ بسرقتها مع خط هيثرو للطيران .كم عدد المباني التي سجلتها الحكومة المصرية للشعب السوداني حتى ولو في حارة الزبالين بعد خروجهم من السودان ؟؟
تم تكريم الاستاذ احمد بدري بواسطة كبار السودانيين . وتكفلت المدرسة السودانية ببعثة لطالب سوداني كل سنة . كما تكفلت اسرة سليمان رحال ببعثة ثانية لطالب سوداني .
بريطانيا بلد ،،الكفار والاستعمار ،، تكرم سوداني بأحد اعلى الاوسمة البريطانية لتاسيسه مدرسة سودانية في لندن . مصر المؤمنة ....موطن الازهر الشريف .... اخت بلادي تقفل المدارس السودانية وتعامل السودانيين اسوأ من الكلاب!!!
شوقي

shawgibadri@hotmail.com

 

آراء