السؤال الصعب وضعه د. كندي في ورقة امتحان مادة (العلاقات العامة) رسب فيه جميع الطلاب

 


 

 

( السؤال الصعب ) وضعه د. كندي في ورقة امتحان مادة ( العلاقات العامة ) رسب فيه جميع الطلاب ما عدا واحد ولو جلس عمنا الشيخ ( ميرغني سلمان ارو ) لهذا الامتحان المكون من سؤال واحد فقط لنال العلامة الكاملة

دخل الطلاب لغرفة الامتحان للجلوس لورقة ( العلاقات العامة ) وهم علي كامل الاستعداد وقد أنفقوا وقتا ثمينا في تمحيص أعقد النظريات في هذا العلم الهام وكاد بعضهم أن يحفظ الدرس ( صم ) كما يقولون ...
وجاءت لحظة النظر إلى الورقة ومن ثم الشروع في الإجابة والكل يمني نفسه بأداء طيب يعوض عليه ساعات السهر والتحصيل التي لم تكن تخلو من معاناة وبحث وتقصي من أجل النجاح ضالة كل طالب المفضية الي مستقبل مشرق ...
كل ورقة الامتحان بطولها وعرضها وارتفاعها كانت تحوي سؤالا واحدا لا اخ له ولا ابن عم ... السؤال يقرأ كالآتي :
( اذكر الاسم الاول لعامل النظافة الذي يخدمك في هذه الكلية ) ؟!
طبعا كل الطلاب أسقط في يدهم ما عدا واحد وضع الإجابة بكل هدوء وخرج من القاعة والإبتسامة تعلو محياه ...
كان الدكتور يرمي من وضع هذا السؤال أن الموظف مهما كان صغيرا ربما تكون الفائدة التي يقدمها لنا كبيرة لاتقدر بثمن ... مثل عامل النظافة الذي يقدم لنا خدمات جليلة وعظيمة ونحن ننظر إليه في لامبالاة ولانعطيه مايستحق نظير تفانيه وخدمته لنا في مجال الصحة التي نحتاجها بقوة لنظل في أمن وامان من هجمات الجراثيم والافات والأوبئة والأمراض الفتاكة وتدهور البيئة وكآبة المنظر ... نعم في اليابان يطلقون علي عامل النظافة لقب ( مهندس صحة ) ويجزلون له العطاء ويوفرون له الزي المناسب لأداء عمله علي أن يكون جذابا بسر العين ... ويطلبون من التلاميذ الصغار الخروج إليه ويسلمونه بأنفسهم اكياس النفايات من أجل أن يشعر بمشاركتهم وأنهم ممتنون له غاية الامتنان ...
العم الشيخ الوقور الجليل الحاج ميرغني سلمان ارو كثيرا مايري وهو قادم الي البيت من مشوار بالخارج يقف ليلقي بالتحية للبنت الشغالة وهي تكنس الحوش ويخاطبها مشجعا ومستحسنا عملها التي تتفاني فيه وتبدع وتخرج كلماته في ابوة حانية بكثير من التقدير والاحترام :
( جزاك الله خيرا يابنتي وأكثر الله من امثالك فأنت تنظفين بيتنا وتهتمين به ونحن ممتنون لك بهذا العمل الطيب )
الشيخ الوقور حاج ميرغني سلمان ارو بيته العامر ( إن شاء الله يقع جنوب جامع الشيخ قريب الله بحي ودنوباوي الشهير وبهذا البيت ظلت جذوة القران مشتعلة الي أن اندلعت الحرب اللعينة العبثية المنسية وكانت الختمة للقران تتم شهريا ويؤمها عدد كبير من المريدين من شتي أنحاء العاصمة وفي هذه الليلة إضافة إلي تلاوة القراء والحفاظ الذين يتقاطرون للدار من مختلف مساجد ولاية الخرطوم توجد أيضا مساحة العلماء والدعاء .
وبعد رحيل الاب المؤسس لهذه الختمة المباركة تولي الخلافة ابنه الشيخ محمود وقد أدارها بكل إخلاص ومحبة ورغبة في مزيد من التجويد ...
نختم بأن نزجي جزيل الشكر لبنتنا الأستاذة الفاضلة ( ام عبدالعزيز ) التي كثيرا ما تتحفنا بالدرر من المواضيع الهادفة المهمة التي فيها السعادة كل السعادة .
ودمتم

عمكم حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء